الغول بين الحقيقة والافتراء
الغول كلمة رائجة في المجتمع العربي وموجودة أيضًا في اللغة الإنجليزية فعند العرب هي وصف لوحش خيالي أو للشيء مفترس.
عادة ما يستخدم هذا المصطلح في قصص الجهال الشعبية أو لوصف كائن مجهول مخيف في العادة.
وقد اعتادت الأمهات والجدات أن يخفن بها الأطفال ليخلدوا للنوم مبكرا قائلين...الآن سيظهر الغول إذا لم تنام....
الغول في الثقافة الشعبية العربية، هو الغولة التي كانت الأمهات يرهبن بها أبناءهن ،وعادة ما يسكن الغول - عندهم - في مغارة القرية أو بستانها عند ذكره أو حتى الغرفة المظلمة من المنزل
والغول في اللغة، بالضم: السِّعْلاة، والجمع أَغوال وغِيلان. و التَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يقال: تَغَوَّلت المرأَة إِذا تلوّنت، وتَغَوَّلت الغُول: تخيلت وتلوّنت
أما العرب في الجاهلية فقد ظنوا أن الغول هو سحرة الجن ، وأن الغولة تخرج للمسافر وقد تماهت وتحولت وتشكلت على شكل حيوان أليف أو امرأة فاتنة بارعة الجمال حتى إذا ما وثق بها المسافر أو أفضى إليها ليأخذ منها مرادة امتصت دمه وأكلت لحمه وافترسته ،،، وقد انتقلت هذه الصور إلى العديد من أفلام الرعب الغربية الحديثة ،،،
وكثيراً ما عمّم العرب على الشياطين والجان لفظة غول، و هذا أقرب و ذلك لورود بعض الآثار في ذلك. وربما أطلقوا الغول على كل كائن يغوي ويغتال المسافر ، سواء إنسان أو حيوان أو ثعبان أوالإنسان
قال ابن مفلح الحنبلي
كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة يتراءى للناس فيتغول تغولا أي : يتلون تلونا في صور شتى ويغولهم أي : يضلهم عن الطريق ويهلكهم ، فنفاه الشارع وأبطله قيل هذا .
قال الشيخ بن العثيمين في شرح سورة الناس:
«إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان»
والغيلان هي الشياطين التي تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء مهولة، أو عدو أو ما أشبه ذلك فإذا كبر الإنسان ..... ا.ه ( في النقاط لم أتأكد من اللفظ و الغالب أنه قال تطرد أو تذهب )
وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيهم، وأنها تتصرف بقدرتها، فأبطل الله ذلك. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان)) والمعنى أن ذكر الله يطردها، وهكذا التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، يقي من شرها وشر غيرها، مع الأخذ بالأسباب التي جعلها الله أسباباً للوقاية من كل شرجاء في المسند والصحيحين وغيرها عنه عليه السلام قال : " لا هامة ولا صفر " ، زاد مسلم وغيره " ولا نَوء ولا غُول " .
و جاء عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تغولت لنا الغول أو إذا رأينا الغول ننادي بالأذان.
رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن الحديث علل بعدم سماع الحسن البصري من سعد.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان، فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص".
و هذا الحديث أيضا علله بعضهم و ذلك أن عدي بن الفضل وهو متروك.
و إن صحت هذه الآحاديث فهي تعارض قوله صلى الله عليه و سلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول
قال بعض أهل العلم في الجمع بين الحديثين
ليس نفياً لعين الغول ووجوده وإنما فيه إبطال زعم العرب وتلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون معنى " لا غول " لأنها لا تستطيع أن تضل أحداً ، ويشهد له الحديث الأخير " لا غول ولكن السعالي " ، وهو في مسلم وغيره ، و " السعالي " : سحرة الجن لكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ، ... وروى الخلال عن طاوس أن رجلا صحبه فصاح غراب فقال : خير ، خير ، فقال له طاوس : وأي خير عند هذا ، وأي شر ؟ لا تصحبني .
" الآداب الشرعية " ( 3 / 369 ، 370 ) .و الله اعلم
كتبه الفقير لعفو ربه ناصر الوهراني
|
العرض الشجري