جزى الله خيراً أخانا منصور على ما قدّم و بيّن وجعل ذلك في ميزان حسناته.
لا شك أن سرقة جهود الغير من أبلغ السرقات وأشنع الأمور،
و يزداد الأمرُ شناعةً إذا حاول السارقُ إخفاء آثار سرقته بألوان من التمويه؛ من التقديم والتأخير واستبدال الكلمات.
ويزداد الأمر خطورة وفداحةً إذا كان المسروق باطلاً وكلامًا مُزوّقاً حَشْوُهُ السّمُ الزعاف يُقَدَّمُ للقرّاء على أنه من الحقّ والعلمِ المُحقّق.
ولا شك أن هذا من أبلغ الغِشّ للأمة عامةً ولأهلِ الحق خاصة.
لقد اِتُّهِمَ مشايخنا الفضلاء كالشيخ رضا والشيخ عز الدين والشيخ عبد الخالق وغيرهم بالسرقات العلمية زورا وبهتانا، ولَئِن سلّمنا -جدلاً- للمتّهِم في دعواه فإن ما اِدّعاه على مشايخنا سرِقَته لا يخرُجُ عن كونه حقّاً منقولاً عن أهلِ الحق.
فأين ما اِدّعيتموه على مشايخنا ممّا وقع فيه مشايخكم؟!
أحدُهم يبيع كتب أهل البدع ويُرَوِّجُها، وآخرُ يُحقّقها ويُشيد بأهلها، وآخر يقتبس من باطلها وينسِبُه لمنهج أهل الحق.
ظلماتٌ بعضها فوق بعض
مساوٍ لو قُسِمنَ على الغواني** لما أُمهِرنَ إلا بالطلاق.
فأيُّ الفريقين أحق بوصف التمييع والاحتواء يا أهل العقول؟
|
العرض الشجري