منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08 Mar 2018, 08:36 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


تفريغ التعليق على السؤال السابع
الحكم على الجماعات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
معنا اليوم السؤال السابع من أسئلة الأجوبة المفيدة للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان.
جاء في السؤال قال صاحبه : ما رأيكم في الجماعات كحكم عام ؟
فأجاب الشيخ قال : كل من خالف جماعة السنة فهو ضال ، إلى آخر ما ذكر .
أقول بارك الله فيكم :
نحن علمنا مما سبق أن جماعة الحق واحدة وأن الطريق المستقيم طريق واحد، وقد بين هذا ربنا في كتابه الكريم تبارك وتعالى وبينه نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سنته وشرحه ووضحه بشكل لا يبقى معه أي لبس، فخط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما ثم خط على جانبيه خطوطا،وقال : "هذا صراط الله " إذن هو طريق واحد قال : " وهذه طرق على كل طريق منها شيطان يدعو إليها ، قال واقرأوا إن شئتم {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }" فأفرد الله الطريق ، قال صراطي ، الطريق طريق واحد ، وجمع سبل الضلال ،طرق الضلال فقال {ولا تتلعوا السبل } .
وبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في الحديث الآخر الذي قال فيه : " وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقةكلها في النار إلا واحدة " قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : " الجماعة " او " ما أنا عليه وأصحابي " .
إذن تبين بهذه النصوص وغيرها من نصوص أن طريق الحق واحد، والجماعة الناجية عند الله سبحانه وتعالى والطائفة المنصورة هي واحدة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "لا تزال طائفة من أمتي على الحق " واحدة .
هذا أمر ظاهر لا خفاء فيه فمن أخذ بأصول هذه الفرقة ، هذه الطائفة فهو من أهلها ،كما ذكر الإمام أحمد ونعيم بن حماد فيما تقدم من الكلام .
ومن خالف أصلا واحدا من هذه الأصول فهو مبتدع ضال مخالف لهذه الطائفة ومفرق لجماعة المسلمين ؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نجتمع على هذا الطريق، لم يأمرنا أن نجتمع فقط ، لاحظ الفرق بين فهم كثير من عامة الناس وفهم الحزبيين ، وما بين ما أراده الله سبحانه وتعالى من الاجتماع ، أراد الله منا أن نجتمع لكن على الحق ليس أي اجتماع ، قال : {واعتصموا بحبل الله جميعاولاتفرقوا } ولا تفرقوا عن ماذا ؟ عن حبل الله ، تمسكوا بحبل الله الذي هو كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، شريعته التي كان عليها السلف الصالح رضي الله عنهم،تمسكوا بها ولا تتفرقوا عنها اجتمعوا عليها ، هذا هو الاجتماع المطلوب .
أما الاجتماع على الحق والباطل ؛ لا هذا اجتماع مرفوض ، وعندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش كانوا مجتمعين ففرقهم على الحق ، فرق بين الحق والباطل .
عمر سمي الفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل .
فالتفريق بين الحق والباطل مطلوب وواجب شرعي .
القرآن سمي فرقانا ؛ لأنه فرق بين الحق والباطل .
التفريق بين الحق والباطل مطلوب ، والتمييز بين الحق والباطل وأهل الحق والباطل مطلوب وواجب شرعي ؛ { ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة } ، بخلاف طريقة المميعة وغيرهم ممن يحاولون جمع الناس سواء كان على الطريق المستقيم أو على طرق الضلال ، نعوذ بالله .
إذن الواجب بارك الله فيكم أن يكون الشخص على منهج السلف الصالح رضي الله عنهم وأن يكون مع هذه الطائفة المنصورة والفرقة الناجية على أصولهم وعلى طريقهم ، فمن خالفهم في أصل واحد ؛ فليس هو منهم .
وأي جماعة تجتمع على أصل مخالف لأصول أهل السنة والجماعة ؛ فهي فرقة من الفرق الضالة ، لا يجوز للمسلم أن ينتمي إليها ، ومن انتمى إليها ؛ فهو من أهلها ويأخذ حكمها ؛ إن كان هذا الأصل كفريا يكفر ، وإن كان الأصل بدعيا يبدع ويكون مبتدعا .
هكذا الحكم على الجماعات وعلى الأفراد ؛ ننظر إلى أصولهم ؛ فإن وافقت أصول أهل السنة والجماعة كانوا من أهلها ، وإن خالفت اصول أهل السنة والجماعة لم يكونوا من أهلها حتى ولو في أصل واحد ، القضية ليست قضية عدد ؛ واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة كما يقول بعض رؤوس الفرق المعاصرين ؛ لا يخرج الشخص من السلفية حتى يخالف اصلين ثلاثة أربعة ما أدري إلى أين ينتهي العدد معهم ، لكن هكذا .
والإمام أحمد يرد على هذا القول ؛ أصل واحد خالفوا أهل السنة والجماعة فهم مبتدعة.
فكما ذكرنا ؛ إن كان أصلهم هذا دلت أدلة الشرع على أنه كفر ؛ فتكفر الجماعة ويحكم عليها بأنها جماعة كافرة .
أما إذا كان هذا الأصل بدعة ؛ فيحكم على الجماعة بأنها مبتدعة ومن انتمى إليهم فإنه مبتدع، كجماعة الإخوان وجماعة وجماعة التبليغ وجماعة القطبية وجماعة السرورية وما شابه .
ومن أراد التفصيل في معرفة أصول هذه الجماعات وما الذي خالفت فيه أهل السنة والجماعة ؛ فليرجع إلى كتب أهل السنة التي صنفت في هذا الجانب ، من أهمها كتاب المورد العذب الزلال للشيخ النجمي ، بين أصول هذه الجماعات التي فارقت بها أهل السنة والجماعة .
هذا ما عندي في التعليق على هذه المسألة .والله أعلم .
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 7 الحكم على الجماعات .mp3‏ (1.74 ميجابايت, المشاهدات 2161)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Mar 2018, 05:56 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


تفريغ جواب السؤال الثامن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...

فمعنا اليوم السؤال الثامن من أسئلة الأجوبة المفيدة التي أجاب عنها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله وبارك في عمره وعمله.
السؤال يقول :هل تخالط الجماعات أم تهجر ؟
أجاب الشيخ حفظه الله بالتفصيل في المسألة ، ونحن نرجع في ذلك إلى ما قرره السلف الصالح رضي الله عنهم، فمنهجنا هو منهج السلف ، فنعرض هذه المسألة على السلف رضي الله عنهم، فما حكم مخالطة الجماعات المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، الجماعات المبتدعة ؟
هنا عندنا اصل بارك الله فيكم في التعامل مع المبتدعة عموما ؛ أننا نقسم المبتدعة إلى قسمين :
قسم هم أصحاب شبهات ، إذا جالستهم أثروا عليك بشبهاتهم وألقوها في قلبك ، فربما يعلق شيء منها في قلبك فتضل ؛ هؤلاء خطيرون جدا على دينك ، وهؤلاء هجرهم هو الواجب في الشرع .
القسم الثاني وهم من عامة الناس لكنهم مع هؤلاء المبتدعة ؛ هؤلاء يترفق بهم ويصبر عليهم وينصحون ، حتى يكون التأثير من قبل أهل الحق عليهم .
وذلك أن السلف رضي الله عنهم في كلامهم كانوا يحذرون أشد التحذير من مجالسة أهل البدع ومخالطتهم ومصاحبتهم ؛ لأن الأمر كما ذكرنا بارك الله فيك ؛ ربما يلقي المبتدع عليك شبهة فتضل .
الأصل في هذا عندنا حديث الدجال ، جاء في الحديث عند أبي داود وغيره من حديث عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمع بالدجال فلينأ عنه ؛ فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " أو " لما يبعث به من الشبهات " وفي رواية : " مما يرى من الشبهات " هذا هو الضابط بارك الله فيكم، هذا الدجال تكون معه شبهات ، فإذا رآها الشخص وهو يحسب أنه مؤمن ؛ يعني يعتمد على إيمانه ، فبدل أن يفر منه خشية أن يقع أو أن تلتبس عليه شبهاته فيقع في الضلال يذهب ويسمع منه ويرى، وعنده شبهات قوية ، فينحرف هذا الشخص معه ، وهكذا الحال مع أهل البدع جميعا ، قال : " من سمع منكم بالدجال فلينأ عنه " ، فمن سمع منكم بضال مبتدع صاحب شبهات فلينأ عنه فليهرب يفر يبتعد عنه ، وليس أن يقترب منه ويجالسه ويصاحبه ، لا ؛ لأن هذه الشبهات تؤثر على القلوب وأنت لا تأمن على قلبك ؛ فقلوب العباد بين أصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من المبتدعة لعظم خطرهم على الدين ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " وليس اذهبوا وجالسوهم .
وجاء في الحديث الآخر : ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أو بعد هذا الخير الذي نحن فيه من شر يا رسول الله ؟قال : " نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها " قال : ثفهم لنا يا رسول الله ؟قال : " هم أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء .
وقال عليه الصلاة والسلام في الخوارج : " يخرج من ضئضيء هذا اقوام يحقر احدكم صلاته إلى صلاته وصيامه إلى صيامه وقراءته إلى قراءته يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " تحذير من الخوارج ، فرقة من فرق الضلال والبدع ، لماذا حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لعظم خطرهم وقوة شبهاتهم على الناس ، وخاصة أنهم يظهرون للناس العبادة والزهد والتقوى ، فهكذا تكون الأمور أشد في التلبيس على الناس وخداعهم ؛فلذلك خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بذكر هذه الأوصاف الخاصة التي ينخدع المسلمون بها .
الآن اهل البدع ماذا يفعلون كي يخدعوا الناس ؟ يستعملون القرآن ؛ فيفتحون مراكز لتحفيظ القرآن -زعموا - وللتجويد وما شابه ، الأشياء التي تميل نفوس الناس إليها ، ولكن الحقيقة من وراء ذلك ، يربونهم على الحزبية وعلى منازعة الحكام ويستعملونهم حطبا للوصول إلى الكراسي ، هذه الحقيقة ، هؤلاء كذلك عندهم عبادة ، يظهرون لك العبادات والطاعات فتغتر بهم وتنخدع ، فنبه النبي صلى الله عليه وسلم أنك لا تنخدع بمثل هذا ؛ لذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأوصاف ، فهي أوصاف تحذيرية ، إحذر لا تنخدع بمثل هذا ، قال : " لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " مع أنهم تحقر صلاتك إلى صلاتهم وقراءتك إلى قراءتهم ، لكن هذه القراءة لا تجاوز حناجرهم ؛ لأنهم لا يتأولون القرآن كما يتأوله السلف ، يعني لا يفسرونه كتفسير السلف ؛ بل يفسرونه على أهوائهم ومرادهم ويعملون به بناء على ذلك .
رأيتم بارك الله فيكم ؟البدعة خطيرة جدا على الدين والدنيا ، فلا تستخفوا بالبدع كما يفعل المميعة ، ولا تستخفوا بمجالسة أهل البدع لأنهم يؤثرون عليكم ، هذه تحذيرات النبي صلى الله عليه وسلم.
واما آثار السلف في هذا فكثيرة وكثيرة جدا ، ومنها أثر ابن سيرين ؛ جاءه رجلان وأرادا أن يكلماه ،قال : ولا كلمة ، قالوا نقرأ عليك آية ، قال : ولا آية ، قال إما أن تذهبوا أو انا أذهب.
لا يجالسونهم ، إما أن تخرجوا أو أخرج ، وخرجوا ، فقالوا له يا محمد ما منعك أن يقرأوا عليك آية ؟ ما المشكلة مع آية يقرؤنها هي آية من القرآن ؟قال : إني أخاف ان يحرفاها فيقع ذلك في قلبي .
وهذا محمد بن سيرين الذي يتكلم ، يعني انت لا تغش نفسك بنفسك وتظن نفسك أنك قادر على مواجهة الشبهات ؛ لا ، لا تفعل كذاك الذي قد وثق بإيمانه وذهب إلى الدجال ووقع في شبهاته ، إحذر على نفسك ، سلامة دينك لا يعدلها شيء أبدا ، مهما ظننت من مصالح ومفاسد فأعظم من هذه المفسدة والمصلحة لا يوجد وهي حفظ دينك فقط ، إجعل هذا ميزانا دائما في حياتك ، ما يحفظ عليك دينك وينجيك من خطر زواله أو نقصه هو المقدم عندك في حياتك كلها ومنها هذه مخالطة أهل البدع مجالستهم ، أمر قد أجمع السلف رضي الله عنهم على تحريمه ، وأجمع السلف رضي الله عنهم على وجوب هجر أهل البدع وبغضهم ومفارقتهم ، نقل هذا الإجماع البغوي في شرح السنة ونقله أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ، والآثار عن السلف في هذا كثيرة، انظروها في شرح السنة لللالكائي ، وفي الشريعة للآجري وغيرها من الكتب التي اعتنت بنقل مذهب السلف في العقيدة .
هذا هو ديننا .
ولما فتح المميعة على أنفسهم مجالسة أهل البدع ومخالطتهم ونقضوا هذا الأصل الذي عندنا -هذا أصل من الأصول المنقوضة عند المميعة -تأثروا بهم وأحبوهم واخذوا عنهم وصاروا يوالون ويعادون فيهم ، فحاربوا أهل الحق ، حاربوا أهل السنة لأجلهم ، وصاروا يدافعون عن المبتدعة ويصفون أهل السنة بالغلاة ، لماذا ؟ لأنهم ماعوا فصاروا يرون الحق غلوا ، والميزان الذي بيننا وبينهم الذي نتحاكم إليه هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح رضي الله عنهم الذي يزعمون أنهم عليه ؛ كذبا وزورا ، رأيناهم وسمعنا كلامهم في مجالستهم لأهل البدع وتأثرهم بهم ودفاعهم عنهم ؛ بل صاروا يبغضون أهل السنة لكلامهم في أهل البدع ، هذه من الأصول المنقوضة عندهم ، ومن الأصول التي خالفونا فيها ، ومازلنا ننبه على أصولهم التي خالفوا فيها أهل السنة والجماعة ؛ حتى لا يغتر الناس بهم ، نحن نعيش في وسطهم ؛ لذلك نحن من أعلم الناس بهم في هذا الزمن ، والله المستعان .
هذا التفصيل الذي ذكرته هو الذي عليه السلف الصالح رضي الله عنهم، فتمسكوا به فالأمر مهم وجاد ، فيه حفظ دينك يا عبد الله ،وسلامة دينك لا يعدلها شيء ، وضع نصب عينيك حديث الدجال هذا الذي ذكرناه لك دائما واحفظه جيدا ، وكلما رأيت متدعا عنده شبهات يلقيها على الناس فتذكر هذا الحديث وفر منه وليسلم لك دينك .
يستثنى من ذلك إقامة الحجة على أهل البدع ، توسع بعض الشباب في هذه القضية فصاروا يذهبون ويجالسون بعض أصحاب الشبهات وأولئك يلقون عليهم الشبهات ولا يستطيعون إجابتها ، والله رسائل كثيرة ومكالمات تصلني ؛كلمت فلان وقال لي كذا وكذا كيف نرد ، كيف نجيب ، لماذا ؟ لماذا تضع نفسك في هذا المقام ؟ أنت لست أهلا لمثل هذا ؛ هذا خاص بالعلماء الذين يعرفون كيف يردون الشبهات ، هل ذهب إلى الخوارج الذين خرجوا في علي بن أبي طالب؛ هل ذهب رجل من عامة الناس أو من أنصاف المتعلمين ليقيم عليهم الحجة ويبين لهم المحجة ؟ لا ، من الذي ذهب ؟ حبر من أحبار الأمة وإن صغر سنه في ذاك الوقت ؛ إلا أنه حبر إمام قد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالعلم ، هذا الذي ذهب وناقشهم ، وبين لهم الحق بأدلته ، لست أنت يا مسكين ، لاتحسن الظن بنفسك وبعلمك واترك هذا المجال لأهله ، لا تعرض دينك للخطر ، واليوم الأمر مختلف ؛والحمد لله العلم بين واضح منتشر في كل مكان ، الذي يريده يبحث عنه يجده ، والمعرض عنه لا حيلة فيه هذا ، ماذا نفعل له ؟نذهب نلقمه العلم تلقيما ؟ ما نحتاج ما كلفنا الله بهذا ، كلف الله العلماء بالبيان والنصح ونشر الخير بين الناس ، وهم قائمون بحمد الله على قدم وساق بهذا العمل ، تأتي لي في مدينة طالب علم مبتدع العلم فيها منتشر وتقول أريد أن أذهب وأقيم عليه الحجة ؛ ما يحتاج لإقامة حجة ؛ الحجة قائمة ، بينة بالنسبة له ، لو أراد الحق لاتبعه ؛ بل هم يأخذون كلام أهل العلم من أهل السنة وأهل التوحيد وينشرونه ويردون عليه أيضا ، إذن انتهينا ، في حال وجدت مجموعة خرجت ببدعة جديدة واحتجنا أن نرد على هذه البدعة نرسل إليها عالما حبرا متمكنا لا تنطلي عليه الشبهات غالبا ؛ وإلا لايوجد أحد يسلم هو في الحقيقة ، فيذهب ويكلمهم أو يرسل إليهم رسالة ، يكفي هذا ، وكلما وجدت طريقة لسلامة دينك فهي الأولى .
اضطر شخص أمام السلطان يناظر مبتدعا لبيان الحق من الباطل للسلطان من أجل أن ينصر الحق ؛عندئذ نقول له أنت مضطر لابد لك من أن تقوم في هذا المقام .
وجد شخص حصل عليه تلبيس اضطربت عنده الأمور ويريد أن يعرف الحق ؛ نرشده إلى عالم من العلماء يذهب ويجلس معه ويناقشه حتى يبين له الحق من الباطل .
هذه حالات استثنائية ، وقد ذكرها الآجري رحمه الله في الشريعة.
هذا هو الذي يجالس ويناظر فقط من أجل إقامة الحجة عليه فقط أو لإظهار الحق من الباطل ، لكن لا نكون له جلساء وأصحاب وأصدقاء دائما ، لا ؛ انتهى مجلس مجلسان على قدر ما تقتضيه الحاجة وينتهي الأمر .
هذا ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم وهذا ما نعلمه عنهم والله أعلم والحمد لله.
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 8 هجر الجماعات ومخالطتها.mp3‏ (4.05 ميجابايت, المشاهدات 2019)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 Mar 2018, 08:52 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ..
فمعنا اليوم السؤال التاسع من أسئلة الأجوبة المفيدة التي أجاب عنها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.
في هذا السؤال يسأل السائل عن التحذير من الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وهل في ذلك بأس أم لا ، فأجابه الشيخ جزاه الله خيرا بأننا نحذر عموما من جميع من يخالف الكتاب والسنة في جواب مذكور عندكم في الكتاب .
تقدم معنا بارك الله فيكم معرفة من هم أهل البدع وما هو شرهم على دين الله وعلى أهل الإسلام ، وعرفنا أيضا فيما مضى وجوب بغض أهل البدع وتركهم وهجرهم .
اليوم معنا مسألة وجوب التحذير من أهل البدع .
بداية ؛ أصل هذا الحكم الشرعي - وهو وجوب التحذير من أهل البدع - هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه من القرآن فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" هذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البدع .
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : " دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها " قالوا : صفهم لنا يا رسول الله ؟ قال : هم من ابناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم للتحذير منهم .
ثم الأصرح من هذا كله وفيه التحذير من الأشخاص المعينين ؛ حديث الخوارج الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في الشخص المعين ؛ قال : " يخرج من ضئضيء هذا أقوام يحقر احدكم صلاته إلى صلاته ... إلى آخر الحديث الذي تقدم ذكره ، فهنا النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الشخص وحذر من الذين يأتون من بعده على طريقته .
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن فاطمة بنت قيس جاءت وقالت له خطبني معاوية وأبو جهم ، فقال لها عليه الصلاة والسلام : " اما معاوية فصعلوك لا مال له " فسر معنى الصعلوك بأنه فقير ماعنده مال ، قال : " وأما أبو جهم فضراب للنساء ، ولكن انكحي أسامة " فهنا النبي صلى الله عليه وسلم بين لها ما تحذره المرأة عند الزواج ، وأيهما أولى في التحذير ؛ التحذير من رجل ما عنده مال أو يكثر ضرب النساء والتحذير لمصلحة امرأة أم التحذير لمصلحة دين الله والتحذير من بدعة تفسد الدين على المسلمين وتفسد دين الله ؟أيهما أولى ؟!
هذه الأدلة الشرعية التي تدل على وجوب التحذير من السنة .
أما الإجماع ؛ فقد قال ابن تيمية رحمه الله : فإن بيان حال أهل البدع والتحذير منهم واجب باتفاق المسلمين .
الله أكبر ؛ إجماع ، ما يأتيك أحد من المميعة ويلبس عليك أو من غيرهم من أهل البدع والضلال ويقول لك هذه غيبة ، ما يلبسون عليكم ، سيأتي إن شاء الله الرد على هذه الشبهة .
لكن قبل ذلك ينبغي أن نعلم أن هذا الاتفاق الذي نقله ابن تيمية رحمه الله توجد آثار كثيرة في كتب السلف رضي الله عنهم عن السلف رضي الله عنهم في التحذير من أهل البدع ، من ذلك أن سعيد بن جبير -احد طلبة ابن عباس -رأى أيوب السختياني جالسا مع طلق بن حبيب ، وطلق هذا كان مرجئا من أهل البدع ، فقال سعيد لأيوب : إني رأيتك جالسا مع طلق ؟ قال : نعم ، قال : لا تجالس طلقا فإنه مرجئ.
انظر بارك الله فيك تحذير مع ذكر الدليل ؛ أن الرجل مرجئ؛ لذلك لا تجالسه .
وجاء عن الحسن البصري وأيوب السختياني وسليمان التيمي ويونس بن عبيد وغيرهم من السلف أنهم حذروا من عمرو بن عبيد وهو معتزلي .
وحذر طاووس بن كيسان من معبد الجهني .
وحذر الإمام الشافعي من حفص الفرد .
وحذر الإمام أحمد من الكرابيسي ومن ابن أبي دؤاد .
وغيرهم كثير من السلف رضي الله عنهم وآثارهم كثيرة .
وأعلى الآثار في ذلك عن السلف ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حادثة صبيغ بن عسل وهو أحد رؤوس قومه وساداتهم ، لكنه كان يكثر من السؤال عن المتشابه من القرآن ، فبلغ عمر رضي الله عنه ذلك فأمسكه وضربه وقال له لو وجدتك محلوقا لضربت عنقك ، لقتله ؛ لأن الحلق هذا ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم أنها علامة الخوارج في ذاك الزمن ، في أول خروجهم ، والخوارج قد أمر الله بقتلهم ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله بقتلهم ، يقتلهم ولاة الأمر طبعا ، ولكنه ضربه وأدبه وأمر بهجره ، فانصرف الناس عنه حتى تأدب ، وحذر من مجالسته ؛ لأنه بارك الله فيكم البدعة داء ، مرض معد ، انظر أنت كيف تفر من صاحب المرض المعدي خشية أن يعديك ؛كذلك صاحب البدعة ؛ بل هو أشد وأنكى ؛ إذا جالسته ستنتقل هذه البدعة إليك فتفسد معه وتضيع دينك ودنياك ؛ لذلك كان السلف يشددون على هذا الأمر ويحذرون منهم .
هذه بعض الآثار التي تدل على التحذير من أهل البدع وهي كثيرة كما ذكرنا لكم ، من أرادها يتتبع تراجم رؤوس هؤلاء الضلال من أهل البدع وينظر كلام السلف فيهم .
أما الشبهة التي يذكرونها من أن هذا من الغيبة ، فهذا كذب ، صحيح أن الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره ؛ لكن هناك استثناءات في الشرع لهذا ، ويجمع ذلك أن تذكره بما يكره لمصلحة شرعية معتبرة ؛ لذلك نقلوا الاتفاق على جواز ذكره بما يكره عند النصيحة في النكاح ، جاءك شخص وقال لك جاءني زيد من الناس وطلب يد ابنتي ما رأيك فيه ؟ يجب عليك عندها أن تبين فيه ما تعلم عنه ولا تخفي عنه شيئا ؛ لأن هذا نصيحة والدين النصيحة ، والنصيحة واجبة ، وإذا اخفيت عنه شيئا فأنت غاش له ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من غشنا فليس منا " ، هذه نصيحة والنصيحة واجبة فليست هذه من الغيبة ، وإن كانت هي من ذكرك له بما يكره ، لكنها مستثناة مخصوصة بالجواز بالنصوص الشرعية ؛ حديث فاطمة بنت قيس واضح .
والأحاديث التي ذكرناها واضحة في وجوب ذكر أهل البدع بما فيهم حتى وإن كانوا يكرهون ذلك فالدين النصيحة .
جاء رجل إلى الإمام أحمد ، قال له أبو تراب النخشبي وسمع الإمام أحمد يتكلم في الرجال ويقدح فيهم ، فقال للإمام أحمد: لا تغتب الناس يا شيخ ، فقال : ويحك اسكت هذه ليست غيبة ، قال : إذا سكت أنا وسكت غيري متى يعرف الناس الصحيح من السقيم؟
إذن هذا من النصيحة وليس من الغيبة .
قال أهل العلم :
القدح ليس بغيبة في ستة
متظلم ومعرف ومخذر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن
طلب الإعانة في إزالة منكر
هذه ستة ذكرها أهل العلم ، يجمعها ما ذكرنا سابقا ؛كل ما فيه مصلحة شرعية معتبرة جازت الغيبة فيه إن سميت غيبة .
هذا ما يتعلق بالتحذير من أهل البدع ، ونكون بذلك علمنا وجوب التحذير من أهل البدع وهو من النصيحة ، وإذا سكتت الأمة جميعا عن أهل البدعلم يحذروا منهم فهم آثمون ، إن ظهر شخص مبتدع يدعو إلى بدعته ويفسد في دين الله والمسلمون جميعا ساكتون لايبينون حاله ؛فهم آثمون ، فإن قام واحد وبين حاله بالأدلة وأظهر أمره للناس ونصح ؛ فقد أسقط الواجب عن الأمة ، فهذا العمل واجب كفائي ، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ، سقط الوجوب عن الباقين .
هذا حكم التحذير من أهل البدع ، فهو من النصيحة للإسلام والمسلمين .
لكن انتبهوا بارك الله فيكم ، هذه المسألة ترجع إلى النية ؛ فإن كانت نيتك وقصدك فعلا التحذير من أهل البدع نصحا لله ولكتابه وللمسلمين ؛ فأنت قائم على باب من أبواب الجهاد عظيمة وفارس مغوار تخوض المعارك نصرة لدين الله .
أما إذا كان قصدك من ذلك التشفي أو حب الرياسة والصدارة أو الحسد الذي دب في قلبك من فلان أو أي معنى من المعاني الشخصية ؛ فهنا قد ارتكبت إثما عظيما ودخلت في مفازة من مفاوز الضلال ، كما قال ابن دقيق العيد ، قال : أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف على شفيرها العلماء والحكام .
فالأمر خطير بارك الله فيكم لا تتساهلوا في الطعن في الأعراض حتى تتأكدوا من أن زيدا من الناس قد قال أو فعل بدعة ، تتأكد من أنها بدعة أولا ، ثم تتأكد من أنه قالها أو فعلها بالفعل ولم يكذب عليه ، ولم يكن الناقل مخطئا أو واهما ؛ عندها تتكلم بما تدين الله به .
والكلام عن البدع له طريقتان .
أو نكتفي بهذا نذكره إن شاء الله في مناسبة أخرى كي لا نطيل والحمد لله رب العالمين .
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 9 التحذير من أهل البدع.mp3‏ (3.68 ميجابايت, المشاهدات 1959)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 Mar 2018, 09:34 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


السؤال العاشر

التفريغ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...
فمعنا اليوم السؤال العاشر من أسئلة الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة التي أجاب عنها فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.
يقول السؤال : هل يلزمنا ذكر محاسن من نحذر منهم ؟
فأجاب الشيخ قال : إذا ذكرت محاسنهم فمعناه انت دعوت لاتباعهم ، لا ؛ لاتذكر محاسنهم ، إلى آخر ما أجاب به الشيخ حفظه الله وبارك فيه.
هذه المسألة صارت تعرف في وقتنا الحاضر بمنهج الموازنات ؛ هكذا تسمى .
وماذا يعني منهج الموازنات ؟ يعني أن توازن بين الحسنات والسيئات .
معنى هذا الكلام ؛ أنك إذا أردت أن تحذر من مبتدع وتقول مثلا فلان مبتدع خارجي احذره ابتعد عنه ؛ يقول لك يجب يلزم أن تذكر محاسنه مع التحذير ، يعني كما قلت هو خارجي تقول أيضا هو رجل صالح يصلي يصوم يزكي رجل يفعل الخير يصل الرحم إلى آخره ، هذا ما يلزمنا به أهل البدع ، هذا معنى منهج الموازنات ، يعني توازن بين الحسنات والسيئات ؛ فتذكر حسناته كما ذكرت سيئاته .
هذا المنهج منهج مبتدع ، ابتدعه أهل البدع ، لماذا ؟ حتى يتخلصوا من فائدة التحذير ، هم لما رأوا أن أهل السنة في تحذيرهم منهم قد نفروا الناس عنهم وقبل الناس من أهل السنة كلامهم فيهم أرادوا أن يدافعوا عن أنفسهم وعن من هم مثلهم ؛ فاخترعوا هذا المنهج ؛ليبطلوا فائدة التحذير ، الآن حاولوا في البداية أن ينفروا الناس عن التحذير من أهل البدع ، وذكر أن هذا من الغيبة وما شابه ، فلما جوبهوا بالأدلة التي ذكرناها في الدرس الماضي ؛ حاولوا بطريقة أخرى ، وهكذا مكر أهل البدع مستمر لاينتهي ، فاخترعوا هذه البدعة الجديدة ؛ أنك إذا أردت أن تحذر من شخص لابد أن تذكر محاسنه .
طيب ما فائدة التحذير بعد ذلك ؟ أنت تحذر من الشخص لماذا ؟تحذر يعني تريد من الناس أن يحذروا منه أن يخافوا منه أن يبتعدوا عنه حتى لا يقعوا في مصيبته ولا يصابوا بمصابه ، كيف ، ثم بعد ذلك لما تأتي وتقول لهم والله فلان مبتدع لكن رجل صالح وطيب ؛ ما فائدة التحذير منه بعد ذلك ؟ لم يعد للتحذير فائدة ؛ لأن الناس ستقول والله -عامة الناس خاصة - يقولون ماشاء الله إذا كان عنده كل هذه الحسنات خلاص ، ليست مهمة هذه السيئة ضعها وراء ظهرك ، كما نسمع حتى من أهل البدع هذا الكلام ، ومن المميعة بالذات ؛ يقولون هذا الكلام ؛ تهدرون كل محاسنه من أجل سيئة واحدة ؛ الله أكبر ، هذا ما نسمعه ؛ صحيح أم لا ؟
فلما تكون عند الناس هذه القاعدة أو عند العامة أو عند غيرهم ، ثم يسمع منك التحذير ويسمع منك الثناء والمدح ، ماذا ستكون النتيجة ؟ لا فائدة من التحذير ، هذا الذي يريدون أن يصلوا إليه .
منهج الموازنات هذا منهج باطل بسنة النبي صلى الله عليهوسلم وبمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم؛ لما جاءت فاطمة بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألته عن معاوية وعن أبي جهم ؛ ماذا قال لها صلى الله عليه وسلم ؟ قال :" أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فضراب للنساء " هل ذكر محاسنهم ؟ لم يذكر مع أنهم صحابة ؛ معاوية كاتب الوحي ومع ذلك لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم محاسنه في هذا المقام ؛ لأن المقام بارك الله فيكم مقام تحذير وليس مقام مدح ، هناك فرق بين المقامات ، لماذا سألك السائل ؟ حتى يعلم ما عنده ؛هل يأخذ عنه أم يحذر منه ؟ فأنت تذكر عنه تحذر منه ، هو مسلم يصلي يصوم يزكي ، هذا الأصل في كل مسلم ، فلا داعي لذكره ؛ المهم أن تذكر ما الذي يجب عليه أن يحذره منه وأن يبتعد عنه ، هذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، والأدلة كثيرة .
أما السلف فإثارهم كثيرة لا يسع المقام لذكرها ، وقد ذكرت بعضها في مقالتي عن منهج الموازنات موجودة على شبكة الدين القيم .
فمنهج الموازنات بارك الله فيكم باطل يبطل فائدة التحذير من أصله، فما عاد له فائدة التحذير من أهل البدع .
وصاروا يستدلون على ذلك بأمرين :
الأمر الأول وهو حديث الخوارج ، قالوا انظروا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يحقر أحدكم صلاته إلى صلاته وصيامه إلى صيامه وقراءته إلى قراءته " قالوا هنا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهم محاسن ؛ صلاة وصيام وقراءة من أحسن ما يكون ، وحذر منهم ؛ إذن جمع بين الحسنات والسيئات .
وهذا القول باطل ، وهو غباء في الاستدلال أو هو غباء في الاستدلال ناتج عن هوى حقيقة ؛ ﻷن بعض الذين استدلوا هم يعرفون أن هذا لا يصلح للاستدلال ، لكن الهوى ما الذي يفعله بصاحبه ؟ يصبح ينتقي أي شبهة دليل ويتعلق بها ، هذه طريقتهم ؛ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم "؟ لأن علامة أهل البدع هذه ؛ أنه يتعلق بالمتشابهات ويترك الأدلة الواضحة الصريحة ويذهب إلى أدلة تحتمل ؛ مع أن هذا لا يحتمل أصلا .
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه الأوصاف للذم والتحذير لا للمدح ، نعم الصلاة والصيام وقراءة القرآن شيء يمدح عليه فاعله ؛لكن لما لم يكن نافعا لهم ؛ صار مذمة وليس مدحا ، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم " ؟ إذن لا ينتفعون به ، قراءة فقط بدون فائدة ، هذا هو ظاهر حالهم ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء للتحذير لا لبيان حسنات ، وهذه فائدة مهمة لك ياعبد الله ؛عندما ترى المبتدع عنده حسنات وفضائل لاتغتر بها لا تنخدع بها ، هذا معنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم، الآن أنت تصور نفسك أمام خارجي ، أنظر في حاله التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم؛ صيام وقيام ودموع في الليل ؛ماذا سيكون حالك ؟تقول ما شاء الله هذا مستحيل أن يكون خارجي أو يكون على منهج باطل ؛ تغتر وتنخدع وتضيع ، فهنا حذرك النبي صلى الله عليه وسلم من هذا ؛ إذا كان الرجل على بدعة ؛ فلا تغتر بأي عمل يعمله بعد ذلك من الصالحات ، لا تنخدع ؛فمن الناس من يعمل وعمله هذا لا فائدة منه كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج.
إذن لا دليل لهم على هذا ؛ هذا ذكر للتحذير لا لبيان محاسن ، فقراءة القرآن والصلاة والصيام تكون حسنة ونافعة إذا كانت من غير بدع ، صاحبها على السنة فتكون مما يمدح به الشخص ، لكن إذا لم تكن على السنة لم تكن نافعة ، بمعنى أن صاحبها لا يمدح لا يثنى عليه ويتبع ، وليس معنى ذلك أنها تكون باطلة عند الله سبحانه وتعالى ؛ إلا أن تكون بدعة مكفرة .
المهم الآن أن نعلم أننا إذا رأينا مبتدعا وعلمنا منه البدعة لانغتر بعد ذلك بأعماله الصالحة ، وإن رأيناه على عمل صالح .
بقي الدليل الثاني عندهم وهو أن بعض العلماء عندما ترجم للرواة من أهل بدع وغيرهم ذكر المحاسن والسيئات ، أو أن بعض العلماء أحيانا يذكر محاسنا وسيئات لبعض الرواة .
هذا ما أجبنا عنه سابقا وقلنا : المقام يختلف ، أنت عندما تتكلم في الشخص لماذا تتكلم فيه؟ إن كان تحذيرا من مبتدع ؛فهذا لن تجد السلف على ذكر محاسنه أبدا .
أما إذا كان للترجمة كما فعل الذهبي في السير ؛ فهنا تذكر ما له وما عليه؛ لأنك تترجم له ، ماذا يعني تترجم له ؟ يعني تذكر شيئا من سيرته وتعرف الناس به فقط ،هذا هو المراد ، فليس المراد في هذا المقام هو التحذير ؛ إنما المراد التعريف به فقط ، فهذا المقام يختلف .
مقام آخر تتكلم في الراوي من أجل الرواية، لا لأجل البدعة والتحذير من البدعة ؛ فيكون هو في نفسه ثقة لكن في حفظه بعض الشيء، فتجد العلماء يقولون الرجل صالح وعابد وطيب لكن عنده كذا ؛ حتى يميزون لك الأمور وتكون الأمور عندك واضحة ؛فهل تقبل روايته أو لا تقبل ، هذا مقام آخر .
إذن أسباب الجرح والتعديل هي التي تبين لك متى يجوز ذكر الحسنات ومتى لا يجوز؛لماذا تكلمت فيه ؟إن تكلمت فيه للتحذير من البدعة؛وهذا المنهج منهج مبتدع أن يلزمك بذكر المحاسن في هذا المقام ؛ لرد فائدة التحذير .
وبقي أمر أخير أريد أن أنبه عليه ، وهو :
هل تهدرون محاسن المبتدع الذي وقع في بدعة واحدة ، كل هذه الخيرات التي عنده والدعوة وكذا ؛ تهدرونها لأجل مفسدة واحدة لأجل مسألة واحدة ؟
لا تستهن بالمسألة بارك الله فيك ؛ المسألة الواحدة تخلدك في نار جهنم ، المسألة الواحدة تدخلك نار جهنم أحقابا من الزمن ، المسألة الواحدة تجعلك فاسقا في الحياة الدنيا ، المسألة الواحدة توجب عليك حد القتل وحد الرجم ؛ هذه المسألة الواحدة ، هذه كلها أحكام شرعية أدلتها في الكتاب والسنة كثيرة، هل أهدر الله سبحانه وتعالى كل هذه الحسنات من أجل مسألة واحدة ؟ نعم
هل هذا ظلم ؟ لا ؛ بل هو عين العدل ، هذه المسألة عندما تعظم يعظم أمرها ، وعندما تكثر مفسدتها يعظم حكمها ، فتبطل معها أو تضعف معها بقية الحسنات .
أنظر ؛ سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقالت : يا رسول الله ابن جدعان كان يقري الضيف ويصل الرحم ويطعم الطعام ؛هل ذلك نافعه عند الله تبارك وتعالى ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : " لا ؛ إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" ؛بطلت الحسنات كلها لأجل أمر واحد ، مسألة واحدة ، هذا في الكفر والإيمان .
أما في المسلم ؛ فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في رأس الخوارج ؟ قال : "يخرج من ضئضيء هذا أقوام يحقر احدكم صلاته إلى صلاته..." الحديث الذي ذكرنا ، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الرجل مع أنه يصلي ومسلم ، ومع ذلك حذر منه ، ذهبت حسناته كلها ، ضعفت أمام البدعة التي سيرتكبها من يأتي من بعده.
الخوارج سيئتهم استباحة دماء المسلمين ، هي سيئة واحدة ، لكن ماذا قال النبي صلى الله عليه ؟ ؛" لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" مع ما ذكر عليه الصلاة والسلام من صلاتهم وصيامهم وقراءتهم للقرآن قال :" لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " وقال : " هم كلاب أهل النار " ، أين ذهبت هذه الحسنات التي تتحدثون عنها ؟
فانتبهوا بارك الله فيكم لهذه البدعة الجديدة التي ظهرت ، يقول لك انظر إلى حسناته وأعماله ، بارك الله فيكم مع الكفر تحبط جميع الحسنات لا تنفع ، ومع البدعة إذا كانت كفرية كذلك ، أما إذا كانت البدعة فسقية ؛ فتضعفة هذه الحسنات .
والذي يهمنا في هذه الدنيا أن نحافظ على دين الله صافيا نقيا ، وأن نحافظ على عقائد المسلمين سليمة من الضلالات ، هذا ما أوجب الله علينا ، وهذا ما أوجب الله على المسلمين ؛ أن يحذروا من أهل البدع كي يبقوا على الصراط المستقيم ، وكي يبقى الصراط المستقيم واضحا صريحا صافيا ليس فيه غبش؛ {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة}، فواجبنا أن نبقي هذا الصراط المستقيم واضحا صافيا نقيا ، وأن نعرف الناس بأئمته ، وأن نحذرهم عمن ينحرف بالناس عنه من أهل البدع والضلال ، هذا ديننا وهذا ما نحن عليه اتباعا لسلفنا الصالح رضي الله عنهم، من رضي فليرض ومن سخط فليسخط، واللقاء بين يدي الله تبارك وتعالى والحمد لله .
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 10 منهج الموازنات.mp3‏ (4.26 ميجابايت, المشاهدات 1863)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 Mar 2018, 09:49 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


تفريغ التعليق على السؤال ١١

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...
فمعنا اليوم السؤال الحادي عشر من أسئلة الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة التي أجاب عنها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.
جاء في السؤال وقد سبق الأسئلة عن الجماعات الإسلامية، قال : جماعة التبليغ على سبيل المثال يقولون نحن نريد أن نسير على منهج أهل السنة والجماعة ، ولكن بعضهم قد يخطيء فيقولون كيف تحكمون علينا وتحذرون منا ؟
فكان جواب الشيخ : جماعة التبليغ كتب عنهم من ذهبوا معهم ودارسوهم وكتبوا عنهم الكثير وشخصوا الأخطاء التي عندهم ، فعليكم أن تقرأوا ما كتب عنهم ليتبين لكم الحكم في هذا ، إلى آخر ما قال حفظه الله وبارك فيه .
قبل أن ندخل في جماعة التبليغ يجب أن نعلم أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أعظم القرب إلى الله سبحانه وتعالى ، لكن الدعوة إلى الله ؛ هذه يجب أن نفهمها جيدا حتى لا تلتبس علينا الأمور ، الدعوة إلى الله {ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }، {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني }؛ إذن الدعوة تكون إلى ماذا ؟ إلى سبيل الله إلى الصراط المستقيم إلى الله سبحانه وتعالى إلى الطريق الذي يوصل إلى الله سبحانه وتعالى؛ تدعو الناس إلى هذا .
ما هو الطريق الذي يوصل إلى الله ؟ قد بيناه في التعليقات السابقة ؛ الطريق المستقيم الصراط المستقيم الصراط الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا الصراط وهذا الطريق الذي ندعوا الناس إليه أيضا نتحاكم مع الناس بناء عليه ؛ فنحكم عليهم بناء على هذا ؛ فنقول لكل من جاء بطريقة أو أراد أن يتعبد بعبادة : اعرض عبادتك هذه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالح رضي الله عنهم كي نعلم أن هذه الطريقة طريقة صحيحة أم طريقة مبتدعة مخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى ، لا ترضي الله ولا يريدها الله سبحانه وتعالى وإن ظننت أنت أنها حسنة ؛ هذه هي القاعدة عندنا وهذا هو الضابط .
إذن دعوتنا إلى الله لا إلى أنفسنا ، لا ندعوا إلى أنفسنا ولا ندعوا إلى حزب من الأحزاب ؛ هذا أمر مهم ؛ لا ندعوا إلى أنفسنا .
كيف تمتحن نفسك هل تدعو إلى الناس إلى نفسك أم إلى شرع الله ؟
انظر إلى نفسك ؛ هل تعلق الناس بنفسك ؟ هل تغضب إذا تركك أحد وذهب مع أنه باق على الطريق المستقيم ؟ أم تفرح وتبقى فرحا ويعجبك هذا ؛ أن الرجل ما زال على الطريق المستقيم حتى وإن ذهب من عندك ؟
إذا كنت لا تراه على خير إلا إذا أقبل عليك ، وتراه على شر إذا تركك، مع أنه على الطريق المستقيم ؛فمعنى ذلك أنت تدعو إلى نفسك لا تدعو إلى الله سبحانه وتعالى.
إذا كنت تنتظر منه أن يجلب عليك المنافع أو أن تستفيد منه في هذه الدنيا وتريد أن تكتل وتجمع الناس من حولك ؛ فأنت تدعو إلى نفسك لا تدعو إلى شرع الله .
أما إذا كنت تدعو الناس ليتمسكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم وتفرح إذا رأيت الشخص يتمسك بهذا الطريق سواء كان عندك أو عند غيرك من أهل السنة ؛ فأنت تدعو إلى الله لا تدعو إلى نفسك ، ولا تنتظر من الناس منفعة في هذه الدنيا ، فلا تريد أن تكون رئيس حزب أو رئيس جماعة يوالي الناس عليك ويعادوا عليك، لا ؛ إنما تريد من الناس أن يتمسكوا بشرع ربهم وأن ينتهجوا هذا النهج المستقيم، وتريد أن يبقى هذا النهج صافيا نقيا ؛ عندئذ تكون أنت داعيا إلى الله سبحانه وتعالى.
كيف تعرف نفسك أنت تدعو إلى حزب أم تدعو إلى منهج صحيح مستقيم ؟
إذا كان همك أن يدخل الناس في الحزب وكنت توالي وتعادي على ذلك ؛ فأنت حزبي ، أنت لا تدعو إلى الله تدعو إلى الحزب.
وإذا كنت لا تدعو أحدا إلى أن يبايعوا أن يوالوا ويعادوا على أصول وضعتها أنت من عندك؛ وإنما تريدهم أن يتمسكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرفوا منهج السلف الصالح ويتمسكوا به؛عندئذ أنت تدعو إلى الله تدعو إلى الطريق المستقيم لا تدعو إلى حزب .
هذا الفارق إذا عرف عندك ؛ عرفت معنى جماعة التبليغ وحزب الإخوان وغيرهم الذين قد بنوا أحزابا داخل جسم هذه الأمة فانشقوا عنها وانفصلوا وفرقوها ، والله سبحانه وتعالى قد حرم هذا ، فقال : { لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون } وقال : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}، فالتحزب محرم في دين الله.
وهؤلاء جماعة التبليغ وجماعة الإخوان عندهم أحزاب ، وهذا لا ينكرونه ؛ عندهم أمراء وعندهم دستور ويبايعون على هذا الدستور أمراءهم ويوالون ويعادون عليها ، فعندما ترى أصولهم التي وضعوها في الدستور أول شيء تفعله تفسر هذه الكلمات التي وضعت في الدستور بناء على تفسيرهم ؛ لا بناء على ما تفهم أنت من شريعة الله الصحيحة ؛ حتى لا تنخدع .
فلما تمر أنت على الأصل الأول عند جماعة التبليغ كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تقول هذا عظيم ماذا في ذلك ؟ لكن ادخل في عمقهم واعرف ماذا يعنون بهذا ؛ بعضهم يعني وحدة الوجود وهذا ما نقله عنهم البعض، عندما يقولون لك أخرج اليقين الفاسد من قلبك وأدخل اليقين الصحيح.
والبعض قال جل ما يعنون بذلك توحيد الربوبية ، أي إنهم لا يرفعون رأسا بتوحيد الألوهية الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم وبقية الأنبياء به ؛ لذلك تجد فيهم عبادة القبور على قدم وساق، يشركون ؛ لأن جماعة التبليغ يبايعون على أربع طرق صوفية ، والطرق الصوفية هذه يقوم دينها على أمرين ، وهذان الأمران هما اللذان يقوم عليهما دين جماعة التبليغ أيضا ؛ الشرك والبدعة .
جماعة التبليغ بنيت أساسا من قبل محمد بن إلياس ، ومحمد بن إلياس هذا كان دينه دينا جديدا سواء كان في العقيدة أو في السلوك أو في المنهج ؛ كل ذلك عنده شيء جديد ، فهو على طريقة من الطرق الصوفية التي تقوم على عبادة القبور .
في الأسماء والصفات ماتوريدي، على عقيدة أبي محمد الماتوريدي التي اخترعها أبو محمد الماتوريدي .
والماتوريدية هؤلاء في الإيمان مرجئة .
أما طريقته في التبليغ والدعوة ؛ فطريقة محدثة جديدة أحدثها هو ، ويزعم أنها إلهام من الله سبحانه وتعالى ، يعني يجعل نفسه كالنبي ، فتكون الأحكام الشرعية أو بعض الأحكام الشرعية يتلقاها من رب العالمين مباشرة ؛ يأتيه إلهام بها .
وأما في الفقه ؛ فهم أحناف متعصبون جدا ، يعني إذا جاءتهم النصوص الشرعية يتحاكمون إلى أبي حنيفة لا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى شريعته .
هذا الذي يقوم عليه دين جماعة التبليغ .
عندما يخرج التبليغي للدعوة ، يدعو إلى ماذا ؟ يدعو إلى حزبه؛ فهمهم أن يجمعوا الناس وأن يكتلوهم تحت رايتهم ، فعندما يقول لك التبليغي إكرام المسلم - وهذا أصل من أصولهم - ماذا يعني بإكرام المسلم ؟
المسلم الذي معه على حزبه، أما من أنكر عليه وخالفه فهذا يعاديه ويبغضه ، أما الذي لا يعاديه او الذي لا ينكر عليه فهذا يتلطف به إلى ان يسحبه إلى حزبه.
هذه طريقة جماعة التبليغ ؛ لأن هذا معنى الحزبية .
الحزبية لماذا حرمها ربنا تبارك وتعالى ؟ لأنها تشتيت وتفريق للأمة ، يصبح الولاء والعداء عند الحزبي على حزبه فقط ، إذا كان ذاك المسلم الذي هو خارج حزبه مسلم تقي صالح أقرب إلى الله سبحانه وتعالى ممن هو في حزبه يبغضه ويكرهه؛ لأنه ليس من حزبه، أما الفاسد العاصي او الفاسق أو حتى الكافر إذا كان من ضمن حزبه فهو أخوه وحبيبه ؛ هذا معنى الحزبية ؛ الولاء والبراء على الحزب وليس على الإسلام .
ونحن ديننا الولاء والبراء على الإسلام ، والإسلام فقط ؛ لا أرض لا دستور لا حزب ولا قومية ولا جنسية ولا شيء ، إنما هو الإسلام والإسلام فقط ؛ الذي نوالي ونعادي عليه، بخلاف المناهج والطرق الأخرى .
هذا معنى أن تكون مسلما بحق على الطريق المستقيم .
والكلام في جماعة التبليغ يطول ، لكن باختصار :
هم قوم لا يرفعون رأسا بشرع الله ودينه الحق القائم على التوحيد وعلى السنة وعلى الطاعة ؛ هذه ثلاث أصول ، ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هم يذكرون هذا أصلا عندهم ، لكن ماذا يعنون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحن نرى جماعة التبليغ لايرفعون رأسا ابدا بالنهي عن المنكر ، ولا ينكرون شيئا من المنكرات ؛ بل فيهم كثير من المنكرات، هم عندهم معنى خاص بهذا ، وهو يتعلق بحزبهم .
والصلاة هي أصل من أصولهم .
أنا شخصيا التقيت بواحد من جماعة التبليغ في مسجد كان يتجاوز عمره ستين سنة ، فكان يصلي بجانبي ، فرأيت صلاته لا علاقة لها بالسنة أبدا ، لا يحسن الرجل يصلي ؛ بل أخل ببعض الأركان ؛ فصلاته باطلة ، رجل كبير ومع جماعة التبليغ كانوا خارجين عندنا في المسجد ، فأردت أن أعرف الذي هو أصل عندهم إقامة الصلاة ، فقلت له أسألك ، قال تفضل ، قلت كم لك في جماعة التبليغ ؟قال لي خمسة عشر سنة ، وهو فرح ومفتخر بهذا الشيء، قلت سبحان الله ! خمسة عشر سنة لا يحسن يصلي مع جماعة التبليغ .
جماعة التبليغ يخرجون لماذا ؟ من أجل فقط أن يكون هذا في جماعتهم ، هذا هو أصلهم ، نحن نخرج وندعوا إلى الله ؛لكن من هو الله الذي تدعون إليه ؟أين شريعة الله التي تدعون الناس إليها ؟
هو حزبهم فقط ؛ وإلا أين تعليم الناس التوحيد ؟ أين تحذير الناس من الشرك ؟ أين تعليم الناس السنة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أين تحذير من البدع ؟ هم دينهم كله قائم على البدع ؛فكيف يحذرون الناس من البدع ؟
ثم من الذي يخرج للدعوة ؟ الجهال ؛ وهم كلهم جهال ؛ لأنهم لا يهتمون بالعلم، العلم عند جماعة التبليغ ضعه خلف ظهرك، طيب فاقد الشيء لايعطيه، من أين سيعطي وكيف سيعطي وهو لايعرف توحيدا ولا يعرف سنة، ولايعرف شركا ولايعرف بدعة ؛حتى يحذر الناس منها .
هذا هو دين جماعة التبليغ ، وهذه هي أصولهم .
ربما يقول لي قائل أنت تفتري عليهم ياشيخ؛هذا ليس عندهم ؟
أقول لك : سهل ؛ قد ألفت كتب جعلت لها مصادر ترجع فيها إلى كتبهم وإلى كلامهم وإلى التائبين منهم حتى يشرحوا لك ما ذكرت، وأنا اعزوك إليها وهكذا أكون قد أقمت عليك الحجة والحمد لله، وبينت لك الحق من الباطل ، فلن يبقى عندك عذر أمام الله سبحانه وتعالى.
خذ هذه الكتب :
القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري ، هذا أحسن كتاب صنف في هذا الباب؛لأنه كتاب جامع ،ويذكر لك المصادر ، إرجع إلى المصادر بنفسك وتأكد بنفسك ؛حتى لا يبقى لك عذر بعد ذلك.
وهذه طريقة أهل السنة في الرد على البدع ؛لايفترون على أحد ولا يكذبون على أحد فليست لهم مصلحة في هذا ، هم ليس عندهم حزب ولا عندهم أغراض شخصية ولادنيوية ، الحمد لله الذي عرفناه عن علماء السنة هو الزهد في الدنيا ووضع الدنيا خلف ظهورهم ، وهذه سيرتهم تشهد بذلك مهما افترى عليهم المفترون وكذب عليهم الكاذبون ؛ الله سبحانه وتعالى يصدقهم في نهاية الأمر ؛ يذكرون البدع من أصول أصحابها يقول لك ارجع إلى كتابه أو ارجع إلى صوتيته أو اذهب وانظر بنفسك حتى تعلم حقيقة ما يقولونه عنهم .
الكتاب الثاني : السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم ، وهذا للشيخ محمد تقي الدين الهلالي المغربي.
والكتاب الثالث : جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية ؛ ﻷن صاحبها أصلا وأصلها من الهند لا كدعوة محمد صلى الله عليه وسلم التي خرجت من مكة والمدينة ؛ هذه خرجت من الهند .
وهم لهم بعض الكلام الذي يزعمون فيه أن أمراءهم وأئمتهم مثل الأنبياء، يعني كأنها ديانة جديدة - كأنها أقول - جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية ؛تعريفها وعقائدها تأليف سيد طالب الرحمن ، وهذا باكستاني .
هذه الكتب ذكرت لك ما ينتقد على جماعة التبليغ من أصولهم من كتبهم ومن صوتياتهم حتى تتأكد بنفسك ولا يبقى لك عذر .
لهذا السبب نحذر من جماعة التبليغ ؛ لأنهم لا يرفعون رأسا لا بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بهدي السلف الصالح رضي الله عنهم ؛ إنما هو الدين الذي اخترعه أئمتهم وجاء به مشايخهم فقط ، يوالون ويعادون عليه ، يحبون ويبغضون فيه.
هذا ما عندي والله أعلم .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 11 جماعة التبليغ.mp3‏ (4.52 ميجابايت, المشاهدات 1922)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 31 Mar 2018, 08:15 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي



السؤال الثاني عشر

التفريغ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...

فمعنا اليوم السؤال الثاني عشر من أسئلة الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة التي أجاب عنها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله .
يقول السائل : هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة ؟
فأجاب الشيخ : نعم كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة أو في العقيدة أو في شيء من أصول الإيمان ؛ فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة ويشمله الوعيد ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته .
الحديث عند أبي داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" أو " على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : " الجماعة " وفي رواية قال : " ما أنا عليه وأصحابي " .
هذا هو الحديث، أهم أمر نحتاجه في فهم هذا الحديث هو التفرقة ما بين أهل الحق وأهل الباطل، أهل الباطل هؤلاء قد ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم وبين أنهم يستحقون دخول نار جهنم ، وأهل الحق بين أنهم إذا سلكوا هذا المسلك والتزموا به ؛ أنهم لا يستحقون دخول النار لأجل هذه المسألة ، وهي سبب الفرقة والاختلاف.
وقد بينا الضابط في جعل الشخص من أهل السنة والجماعة ومتى يخرج عن أهل السنة والجماعة في التعليقات السابقة ؛ فمن خالف أصول أهل السنة والجماعة مما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ؛ فهو من الفرق الهالكة وليس من أهل السنة ، فيكون مستحقا للعقاب ؛ فلذلك يحرص المرء على أن يكون متبعا لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمنهج الصحابة ومن اتبعهم بإحسان إذا أراد النجاة ، فبذلك يكون من الفرقة الناجية ، من الطائفة المنصورة ، من أهل السنة والجماعة ، من أتباع السلف الصالح رضي الله عنهم ، السلفيين ، من أهل الحديث ؛ هذه كلها أسماء لجماعة واحدة ، وردت السنة ووردت الآثار عن السلف بهذه التسميات ؛ فلذلك تسمى بها أهل السنة والجماعة.
فمن أراد النجاة فليلزم أصول أهل السنة والجماعة وليتعلمها ، يدرس كتب الاعتقاد إذا كان قادرا على الوصول إلى كتب السلف كشرح السنة للالكائي أو الشريعة للآجري أو السنة للخلال أو السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد أو التوحيد لابن خزيمة أو ماشابه من هذه الكتب ؛ فليدرسها وليعكف عليها وليكثر من النظر فيها ، وإذا لم يكن قادرا على ذلك ؛فليستعن بكتب علماء السنة من المتأخرين الذين ساروا على نهج الأولين كالعقيدة الواسطية لابن تيمية ، هذه العقيدة كتبها ابن تيمية على منهج السلف الصالح ، وكان يقول هو نفسه ، كان يقول : العقيدة لا تؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني ؛ إنما تؤخذ من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة .
وهذا حق لاشك في ذلك ، وهذا ما يميز أهل السنة والجماعة؛ ليس عندهم إنسان مقدس ، إنسان منزه عن الخطأ بعد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ علماؤهم يحبونهم ويحترمونهم ويعرفون لهم قدرهم ؛ لكنهم في جميع مسائل الدين لا يأخذون إلا بما دل عليه الدليل الشرعي ، لا يتعصبون لأي أحد منهم كائنا من كان؛ فالحق لا يعرف بالرجال ، وكما قال الإمام مال عندهم قاعدة قول الإمام مالك هذا ، قال : كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر -يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فليس عندهم عالم منزه عن الخطأ، النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي لا يخطئ في التشريع ؛ لأنه معصوم عن الخطأ في التشريع، فكلامه وحي من الله {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }؛ لذلك يأخذون عن النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء ولا يأخذون عمن بعده عن شخص معين كل شيء أبدا ؛ هم بشر يخطئون ويصيبون ، يدركون أشياء وتفوتهم أشياء ، حتى بعض الصحابة كان أحيانا يفتي في أشياء وتفوته أحاديث ، فيفتي بخلافها لأنها فاتته ، لم تصله ، والعلماء جميعا على هذه الطريقة .
لكن نلزم منهج السلف الصالح ، ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ما اتفقوا عليه ، ما اتفق عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وما لا يعرف فيه بينهم خلاف ، نلتزم به ولا نخرج عنه كي نكون من الفرقة الناجية .
أما الفرق الأخرى ؛ فاختلف أهل العلم ؛ هل يدخل فيها من هو في الأصل ينطق بالشهادتين لكن ارتكب أصلا مكفرا ، فكان كافرا ؛ فهذه الفرقة تكون كافرة ، مثل غلاة الجهمية وغلاة الصوفية الذين يعبدون القبور وغلاة الشيعة الذين يكفرون الصحابة ويعبدون القبور ويدعون أن القرآن محرف ؛ هل هؤلاء يدخلون في ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من أن عذه الامة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، أم هؤلاء غير داخلين أصلا لأنهم كفار ليسوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ستفترق هذه الأمة " أو " ستفترق أمتي " ؛ فميز وفرق بين افتراق اليهود والنصارى وافتراق أمته صلى الله عليه وسلم؟
فقال بعض أهل العلم : المراد بالأمة أمة النجاة ، بعني أمة النبي صلى الله عليه وسلم، يعني المسلمين فقط .
فيكون بذلك على هذا التفسير الثاني أن من كفر ؛ الفرق الكافرة لا تدخل في هذا الحديث أصلا ؛ هذه كافرة ، فلا تعد من الثنتين وسبعين فرقة؛ وإنما تعد من الثنتين وسبعين فرقة الفرق المسلمة كالخوارج والمرجئة والقدرية غير الغلاة؛ لأن الغلاة كفار باتفاق أهل العلم ؛ لأنهم ينكرون العلم ، أما غير الغلاة فليسوا كفارا فيدخلون في هذه الفرق.
ومعنى دخولهم للنار أنهم إذا ماتوا على ذلك هم تحت مشيئة الله ؛ إن شاء الله عذبهم وإن شاء لم يعذبهم ، وإذا دخلوا النار لا يخلدون فيها ؛ هذا معنى كونهم من المسلمين ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }.
ولا يلزم بعد هذا كله أن يكونوا هم أكثر الأمة حتى وإن كثر عدد الفرق ، يعني مثلا ممكن أن تكون فرقة واحدة عددها عشرة آلاف ، وممكن تكون ثنتين وسبعين فرقة كل فرقة فيها خمسة ، أيهما يكون أكثر ؟ الفرقة الواحدة تكون أكثر من الثنتين وسبعين فرقة.
إذن اللازم الذي ظنه بعض أهل العلم أنه يلزم من ذلك أن أكثر الأمة في النار ؛ هذا باطل ليس بصحيح ؛ لأن كونها ثنتين وسبعين فرقة لا يلزم من ذلك أن تكون أكثر من الفرقة الواحدةكما مثلنا لكم مثالا يدل على ذلك .
إذن الصحيح أن المقصود بهذه الأمة هم المسلمون فقط ، أما الفرقة التي تكفر فلا تعد من الثنتين وسبعين فرقة، ثم هؤلاء ليسوا مخلدين في النار وهم تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ، لكن المهم هم في الدنيا من أهل الضلال ومن الذين يستحقون دخول نار جهنم ، ثم في الآخرة إن شاء الله عذبهم وإن شاء عفا عنهم .
المهم عندنا نحن أن نفهم من هذا الحديث أن هناك فرق تستحق عذاب جهنم وهناك فرقة واحدة هي الناجية من هذا ؛ وأن هذه الفرقة هي التي التزمت بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ولم تخرج عن تلك الأصول التي كان يلتزمها هؤلاء رضي الله عنهم وأرضاهم .
نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على هذا الطريق وأن يجنبنا البدع والضلالات والحمد لله .
نكتفي بهذا القدر ، أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 12 حديث الافتراق.mp3‏ (2.21 ميجابايت, المشاهدات 2019)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013