
06 Dec 2007, 12:36 AM
|
bachir-dellys.blogspot
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
|
|
11
الزيادة بعد (( وبركاته ))
في السلام ابتداء ورداً
المشروع في السلام الكامل هو قول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . بدليل ما رواه أبو داود في سننه ( 20/133 البذل ) عن عمران بن حصين-رضي الله عنه- قال : جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه و سلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه و سلم (( عشر )) ثم جاء أخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس : فقال : (( عشرون )) ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس . فقال (( ثلاثون )) .
قال الحافظ في ( الفتح 11/6 ) علي هذا الحديث : أخرجه أبو داود والترمذي ، والنسائي بسند قوي ز ا هـ وقال ابن مفلح في ( الآداب 1/383 ) بإسناد جيد . ا هـ .
وقد أخرج البخاري في (( الأدب المفرد )) نحوه وعن أبي هريرة ، وفيه (( عشر حسنات )) (( عشرون حسنة )) (( ثلاثون حسنة )) .
قال العلامة القرطبي – رحمه الله تعالي – في تفسير قوله تعالي في سورة النساء : )إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ( (النساء: من الآية86)
رد الأحسن أن يزيد فيقول : عليك السلام ورحمة الله لمن قال : سلام عليك . فإن قال : سلام عليك ورحمة الله ، زدت في ردك وبركاته . وهذا هو النهاية ، فلا مزيد عليه . قال تعالي مخبراً عن البيت الكريم : ) رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ( (هود: من الآية73)
وقال – أيضاً – علي آية هود التي سبقت في كلامه : ودلت الآية – أيضاً – علي أن منتهي السلام (( وبركاته )9 كما أخبر عن صالحي عباده . ا هـ .
وقد ورد ما يدل علي عدم جواز الزيادة علي ( وبركاته ) في السلام . ومن ذلك ما احتج به ابن كثير في تفسير قوله تعالى( و إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا... ) الآية .
حيث سابق سند ابن جرير عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال :
(( جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : (( وعليكم السلام ورحمة الله )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ، ورحمة الله ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم (( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له (( وعليك )) فقال له الرجل : يا نبي الله : بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان ، وفلان ، فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما ردت علي . فقال له صلى الله عليه و سلم : (( إنك لم تدع لنا شيئاً ))
قال الله تعالي )إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ( فرددناها عليك ([50])
قال الحافظ ابن كثي – رحمه الله تعالي –
وفي هذا الحديث دلالة علي أنه لا زيادة في السلام علي علي هذه الصفة (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه و سلم . ا هـ ( 1/531 )
ومن ذلك ما رواه الإمام مالك في (( الموطأ )) بسند جيد عن محمد بن عمرو بن عطاء ، أنه قال : كنت جالساً عند عبد الله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمين فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته – ثم زاد شيئاً بعد ذلك قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره - :من هذا ؟
قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك – فعرفوه إياه – قال : فقال ابن عباس : (( إن السلام انتهي إلي البركة )) .
وأخرجه البيهقي في (( الشعب ))( 6/455 ) ، ولفظه : (( قال محمد بن عمرو بن عطاء : بينا أنا عند ابن عباس وعنده أبنه ، فجاءه سائل فسلم عليه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، وعدد من ذلك .
فقال ابن عباس : ما هذا السلام ؟ وغضب حتى أحمرت وجنتاه .
فقال له ابنه علي : يا أبتاه : إنه سائل من السؤال .
فقال : (( إن الله حد السلام حداً ، ونهي عما وراء ذلك . ثم قرأ ) رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ( ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في (( الشعب )) عن زهرة بن معبد قال : قال عمر رضي الله عنه (( انتهي السلام إلى وبركاته )) قال الحافظ ابن حجر : - رجاله ثقات . ا هـ ( 11/6 الفتح )
ومن ذلك ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 10/390 ) عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع أو غيره : أن رجلاً كان يلقى ابن عمر فيسلم عليه فيقول : السلام عليك ، ورحمة الله وبركاته ، ومغفرته ، ومعافاته ، فقال له ابن عمر وعليك مئة مرة ، لئن عدت إلي هذا لأسوءنك ))
ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في (( الشعب )9 ( 6/456 ) أن رجلاً سلم علي عبد الله بن عمر فقال : سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته
فانتهره ابن عمر وقال :
(( حسبك إذا انتهيت إلي وبركاته ، إلي ما قال الله عز وجل ، وقد )) ا هـ قلت : يعني بما قال الله تعالي :
)رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ( (هود: من الآية73)
وفي (( الشعب )) أيضاً ( 6/510 ) عن زهرة بن معبد عن عروة بن الزبير أن رجلاً سلم عليه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فقال عروة : (( ما ترك لنا فضلاً ، إن السلام انتهي إلي وبركاته )) .
فتقرر من جملة ما تقدم : المنع من الزيادة علي (( وبركاته )) في السلام ابتداءً ورداً
وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه و سلم كما قال المحقق ابن القيم رحمه الله ([51]) وما خالف ذلك من الأحاديث المرفوعة فلا يثبت ، وتفصيل ذلك أن الزيادة علي (( وبركاته )) وردت في أحاديث :
الأول : حديث سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم ، وفيه ثم أتي آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته . فقال صلى الله عليه و سلم : (( أربعون)) قال : هكذا تكون الفضائل )) قوله (( أربعون )9 أي أربعون حسنة أخرجه أبو داود في سننه – كتاب الأدب – باب كيف السلام ( 5/380 ) .
قال العلامة ابن مفلح في (( الآداب الشرعية )) ( 1/382 )
خبر ضعيف وخلاف الأمر المشهور . ا هـ .
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد ( 2/418 ) :
ولا يثبت هذا الحديث .
وقال ابن حجر في (( الفتح )) ( 11/6 ) :
سنده ضعيف . ا هـ .
الحديث الثاني حديث أنس -رضي الله عنه- قال : (( كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه و سلم يرعى دواب أصحابه – فيقول : السلام عليك يا رسول الله . فيقول النبي صلى الله عليه و سلم وعليك السلام ، ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته ورضوانه .. )) الحديث .
قال ابن القيم وهو أضعف من الحديث السابق .
وقال النووي في (( الأذكار )) ص 209 : إسناده ضعيف . ا هـ .
وقال ابن حجر في (( الفتح ))( 11/6 ) إسناده واهٍ ا هـ .
الحديث الثالث : قال البخاري في (( التاريخ الكبير ))( 1/330 )
قال محمد ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شعبة ، عن عن هارون بن سعد ، عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال : كنا إذا سلم النبي صلى الله عليه و سلم قلنا وعليك السلام ، ورحمة الله ، وبركاته ، ومغفرته . ا هـ .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، علته محمد – شيخ البخاري – وهو : ابن حميد .
قال أبو زرعة : تركه محمد بن إسماعيل . وقال النسائي : كذاب . وقال مرة ليس بثقة . وقال ابن خراش : كان والله يكذب . ا هـ من (( التهذيب )) ( 9/127 )
قال ابن حجر : حافظ ضعيف ، كان ابن معين حسن الرأي فيه . ا هـ .
والحديث أخرجه البيهقي في (( شعب الإيمان )) ( 6/45 ) ( ح 8881 ) وقد صرح في السند بأن محمداً هو ابن حميدٍ .
قال البيهقي عقبه : (( تابعه محمد بن غالب – يعني علي بن الحسين – عن محمد بن حميد وهذا إن صح قلنا به ، غير أن في إسناده إلي شعبة من لا يحتج به ، والله أعلم . ا ه.
وقد ضعف الحافظ إسناد البيهقي في (( الفتح )) ( 11/35 ) . ([52]) فتبين مما تقدم أن الزيادة علي ((وبركاته )9 في السلام ، غير مشروعة ، سواء ابتداءً ، أو رداً .
كيف والله تعالي قد انتهي إلي (( وبركاته ))؟
كيف والمستفيض علي النبي صلى الله عليه و سلم إلى(( وبركاته)) ؟ وما ورد من الزيادة فضعيف لا يقوى مجتمعاً ، فكيف منفرداً ؟
والله الموفق .
|