منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 Dec 2009, 07:33 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي وقفة منهجية هادئة مع كتاب منهج الألباني في مسائل التبديع والتحذير من المخالفين

وقفة منهجية هادئة مع كتاب منهج الألباني
في مسائل التبديع والتحذير من المخالفين


الحمد لله والصَّلاة السَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أمَّا بعد :
لقد أبرز المؤلف -وفقنا الله وإياه للحقّ - في كتابه: " منهج الألباني في مسائل التبديع والتحذير من المخالفين " ثناء وتزكية للمدعو عدنان عرعور حيث قال المؤلف - سدده الله - في كتابه: [ط – دار الإمام مالك بالجزائر ] ص- (49 -50)
" الشيخ عدنان عرعور من أقدم تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله، قال الألباني ردا على من يطعن فيه : « أحذركم من أن تتبرءوا منه، ففيما علمت هو معنا على الدرب منذ كان أو كنا في سوريا، وهو لا يزال معنا إن شاء الله إلى آخر رمق من حياتنا جميعا، فهو شاب متحمس وسلفي وعنده نسبة معينة من الفقه في الكتاب والسنة ولا نزكي على الله أحدا، والتبرؤ منه تبرؤ من دعوته الحق وهذا لا يجوز» سلسلة الهدى والنور (752) وله أيضا تزكية بخط الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى نص فيها على أنه من أهل السنة والجماعة، ومؤلفاته وأشرطته تدل بكل وضوح على استقامة منهجه، وقال الشيخ محمد عيد عباسي في تقديمه لكتاب عدنان منهج الاعتدال :« فما زلت منذ ثلاثين سنة أعرف أخي العزيز الشيخ عدنان أبا حازم حفظه الله سباقا إلى طلب العلم وتحصيله ، منذ التحق بركب الدعوة السلفية وشارك في الأخذ عن أستاذنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني - شفاه الله - منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولقد كان لأخي عدنان منزلة خاصة عند أستاذنا، فكان يلقي دروسه في بيته ويبات فيه، حتى رغب شيخنا في مصاهرته ، ثم طلب العلم على كثير من كبار العلماء وبخاصة سماحة الإمام الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله » (كتب التقديم في 10ربيع الآخر 1420) إ.هـ . "
قلتُ:
وقَد عَلِمَ الكَّثير مِن السَّلفيين انحرافات عَدنان عرعور وَمِن أهمِّها خِدمته لمنهج سيِّد قُطب وتأيِّده للخَوارج بطَريقة مَاكرة ، ومِن العَجائب والغَرائِب وشرُّ البليَّة مَا يُضحِك إِيرَاد بَعض النَّاس -أصَلحهم الله - أنَّ ردود على عرعور من قَبيل كلام الأقران الَّذي يُطوى ولا يُروى ، فهذه شُبهة لاَ تقوى أن تَمشى على رجليها ، فانحرافات عرعور مُوثَّقة من أشرطته وكُتبه وردَّ عليها العُلماء وطَلبة العلم السَّلفيين ومن أقوى ردود وأهمِّها على عرعور، ردود الشَّيخ السَّلفي عبد المالك رمضاني حفظه الله .
فإليكَ أخي طالب الحقِّ والهِداية بَعض انحرافات عرعور - هَداه الله- الَّتي قام بنسفِها وإِبطَالِـها الشَّيخ الفاضل عبد المالك رمضاني فجزاه الله خيراً وجَعَلَ ما قام به في ميزان حسناته.
هذا الحق ليس به خفاء **** فدعني من بنيات الطريق
عدنَانُ يُؤَاخي الخَوَارج :
منَ الأسبَاب الَّتي جعلَتْني أَزْدَاد ريبَةً في دَعوةِ الرَّجل قَبلَ أن أطَّلعَ على حقيقَة ِ دَعوتِه ، أنَّني سمعتُه مرَّةً يقولُ : الخَوارجُ إخوَانُنا ، مِن غَيرِ سبَبٍ واضحٍ ، ولا مُناسبَةٍ ظاهرَةٍ ولاَ خفيَّةٍ ، فقلتُ : إمَّا أنَّه يَفْعلُ ذَلكَ ، ردًّا على الَّذين يتبرَّؤُون من أهل البِدَع ، وإمَّا أنَّه يفعله ، ردًّا على الّذين يكفِّرونهم ، فأمَّا هذه فلا تُقبَل منه ، لأنَّ تكْفيرَ الخَوارجِ هو مَذهبٌ لبعضِ السَّلَف ، قال ابن ُ تيْمية كما في مجمُوع فتَاوَاه (27/517):" فإنَّ الأُمَّة متَّفقون على ذمِّ الخَوَارج وتضلِيلِهم ، وإنما تنازَعوا في تكْفيرِهم ، على قَوْلَين مَشهورَين في مذهَب مالك ِ وأحمَد ، وفي مذهب الشَّافعيِّ أيضاً نزاعٌ في كُفْرهم "
ثمَّ القائلُ به اليَوْم ممن طلبَة العِلم أو العُلَماء قليلٌ جدًّا، فلم يَبقَ إلاَّ السَّبَب الأوَّل، لا سيمَا وللرَّجل قَواعدُ غريبَةٌ في حمايَة أهل البِدَع ، لم أجِدْها ولاَ هُو وجدَها في كتَابِ أحَدٍ من أهلِ العِلْم طيلةَ خمسَةَ عَشرَ قَرْناً كمِثْل قَوْله: " إذا حكمت حوكمت وإذا دعوت أجرت !!" وقوله:" نصحِّحُ ولاَ نجرِّحُ " ثم َّ يا تُرَى : هل نحنُ بحاجَةٍ إلى مُؤاخاةِ الخَوراجِ في هَذا الوَقت الَّذي طفحَ فيه كَيْلُهم ، ووصلَ إلى السَّهل والجَبَل شرُّهُم ؟!
شبهةٌ خطيرة والردّ عليها في استدلال عرعور بأثر علي بن أبي طالب
رضي الله عنه:إخواننا بغوا علينا
وقَد سُئلَ الشَّيخ عدنَان عَرْعُور كما في شريط: " بَراءَة السَّلفيِّين من مَطاعنِ المَدْخليِّين"(2/2) : عن قَوْله : "الخوارج إخواننا "
فأجاب بقَوْله : إيه قُلتُها ، وأقُولها إلى يومِ القيَامَة !!
اللِّي يبغرِّرني المُشكلَة أئمَّة ! مثْل ما غرَّرَني بكُتُب الشَّيخ نَاصر ، مَا سمعُوا هذَا الأَحمَق ! قوْل عليِّ في الخَوَارج : إخوَانُنا بَغَوا علَيْنا ؟!
هذه واحدَةٌ ، اصبِرْ ! فيه واحدةٌ ثانيةٌ : المسلمُ أخُوك ؟
النقد:
لقد أوهْمَ الشَّيخ عدنانُ أن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قالَ في الخَوَارج إخوانُنَا بَغَوا علَيْنا ، واستدلَّ به علَى قَوْله هو: " الخَوارجُ إخوانُنا!! "
مع أنَّ عليًّا قاله في أصْحاب الجَمَل لاَ الخَوارج ، كما روَى ابن أبي شَيْبة
في مُصنَّفه (15/256) والبيهقي في سُننه (8/183،172) وأبو العرَب في المحن (106،105) عن أبي البختُري قالَ : سُئل عليٌّ عنِ أهْل الجَمَل ، قالَ : قيلَ: أمُشركونَ هُم ؟ قالَ : مِنَ الشِّرْك فرُّوا ، قيلَ : أمُنافقُونَ هُم ؟ قالَ: إنَّ المُنافقينَ لا َ يَذْكرُون الله إلاَّ قليلاً ، قيلَ : فمَا هُمْ : قالَ إخواننا بغوا علينا
وأمَّا ما جاءَ في حقِّ الخَوارج، فقد روَى عبدُ الرَّزاق (10/150) وابنُ أبي شَيْبة (15/332) وابنُ نصر في: " تعظيم قَدْر الصَّلاة " (591-594) والبيهقي (8/174) عن طَارق بنِ شِهَاب قالَ : " كنتُ عندَ عليٍّ ، فسُئلَ عن أهل النَّهْر ، أهُم مُشْركون ؟ قالَ : مِنَ الشِّرك فرُّوا ، قيلَ : فمُنافقُون هُمْ ؟ قال: إنَّ المُنافقِين لاَ يَذْكرونَ الله إلاَّ قليلاً، قيلَ له فمَا هُم ؟ قالَ: قَومٌ بَغَوا علَيْنا
وفي سنَد عبد الرَّزَّاق انقطاعٌ ، إلاَّ أنَّ الَّذي عندَ ابنِ أَبي شَيْبة وابنِ نَصْر صَحيح ٌ مَوْصولٌ ، وهَذا لفظُه كمَا ترَى ، ليسَ فيه كلمةُ (إخوَانُنا )
وقد أوْردَ ابنُ كثير في البدَاية والنِّهايَة (10/591) روايةً بلَفْظ (إخواننَا) في حقِّ الخَوارجِ ، لكنَّه أحسنَ صُنعاً ، حيثُ ساقَها بسنَدها من (كتابِ الخَوارجِ) للهَيْثم بن عدِي عن إسماعيلَ بنِ أبي خَالد ، والهيثم هَذا مُنكَر الحَديثِ ، كما في ترجمتِه في تاريخ بَغدَاد (14/50) ، ويدلُّ على نكارَة ما روَى أنَّ ابنَ نَصْر روَى في كتابِهِ السَّابق (593) الأثَرَ نفسَه ، لكن من طريقِ وكيعٍ عن إسماعيل بنِ أبي خالد بإسنَادِهِ ، إلاَّ أنَّه بلَفْظ :" قَوْم حارَبُونا "، وهو إسنادٌ صحيحٌ ، فدلَّ على أنَّ لفظَ :" إخوَانُنا بغَوْا علَيْنا " من منكَرات الهيثَم
ولذلك قال ابن تَيْمية رَحمه الله في:" رسالة فضْل أهْل البَيْت وحُقوقهم " (ص29) : " وقد ثبتَ عن أميرِ المُؤْمنينَ عليٍّ رضي الله عنه من وُجُوه أنَّه :
لمَّا قاتلَ أهلَ الجَمَل لم يَسْبِ لهم ذرِّيَّة ، ولم يَغْنم لهم مالاً ، ولاَ أجْهز على جَريح ، ولاَ اتَّبع مُدْبرًا ، ولاَ قتلَ أسيراً ، وأنَّه صلَّى على قتلَى الطَّائفتَين بالجَمَل وصفِّين ، وقالَ : ( إخوَانُنا بَغَوا علَيْنا ) ، وأخبرَ أنَّهم ليسُوا بكفَّارٍ ولا مُنافقينَ ، واتَّبع فيما قاله كتَابَ الله وسنَّةَ نبيِّه صلى الله عليه وسلم ، فإنَّ الله سمَّاهُم إخوَة ، وجعلَهم مُؤْمنينَ في الاقتتَال والبَغْي ، كمَا ذكَرَ في قوله تعالى: ﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ﴾ [ الحجرات:9]
وقالَ أيضاً في (ص31): " ولاَ يَسْتوي القتلَى الَّذينَ صلَّى علَيْهم وسمَّاهم: (إخواننَا ) ، والقتلَى الَّذينَ لم يُصلِّ علَيْهم ، بل قيلَ له : مَن الَّذينَ ضلَّ سعيُهم في الحَياة الدُّنْيا وهُم يُحسبُون أنهم يُحْسنونَ صُنعاً ؟ فقالَ : هُم أهلُ حَرُوراء .
فهَذا الفَرْق بَينَ أَهْل حَرُوراء وبَينَ غَيرهم ، الَّذي سمَّاه أَميرُ المَؤْمنينَ فيِ خلاَفَته بقَوْله وفِعْله، مُوافقاً لكتَاب اللهِ وسُنَّة نبيِّه ، وهُو الصَّواب الَّذي لاَ مَعْدِل عنه لمن هُدِيَ رُشْده وكذلكَ قالَ في " مجمُوع الفتَاوَى " (27/518) وفي منهَاج السنَّة (4/497) و (7/407 ) وهَذا مِن دقَّته رحمَه اللهُ .
وما استَصْوبَه ابنُ تيمية هُنا هو الرِّوايةُ الَّتي اعتمدَها القًرطبيُّ في تَفْسيره :
(16/323-324)
لو فرَضنا أنَّ هذا الأثرَ قالَهُ عليٌّ رضي الله عنه في حقِّ الخَوارج ، فنسألُ الشَّيخ َ عدنانَ : هل قالَه عليٌّ ليكْسر حاجزَ الوَلاَء والبرَاء ، أم أنَّه قالَه لغَرَضٍ آخَر ؟
هل قالَه ليُثْبت لهم الولاءَ والأُخوَّةَ الَّتي تتبَعُهَا المحبَّةُ والغضُّ من فضَائحِهم ، كما يَفعلُ عدنَان نكايةً في السَّلفيِّين ؟!
لقد قالَه عليٌّ رضي الله عنه ليرفَعَ عنهُم وصْفَ الكُفْر فقَطْ ، لأنَّ قوماً كانُوا يُبْغضُونهم في الله وهُو المَطْلوب فجعَلُوا يَسْألون عن إسلاَمِهِم وكُفْرهم فكانَ الجوابُ على وفْقِهِ، فأيُّ محلٍّ لمقُولةِ عَدْنان هُنا ؟!
وانظُرْ لذلكَ - إن شِئْتَ - التَّمهيد لابنِ عبد البرّ رحمه الله (23/336)
هذا جوابٌ جدلي، أي على فرْض أن عليًّا قاله في الخَوارج ، وإلاَّ فقد علمتَ أنَّه قالَهُ في أصحَاب الجَمَل ، ولذلكَ روَى ابنُ أبي شَيْبة (15/292،277)
بسنَدٍ صَحيحٍ عن محمَّد بنِ عليٍّ البَاقر" أنَّ رجلاً ذكَرَ عند عليٍّ أصحابَ الجمَل حتى ذكرَ الكُفْر، فنَهاه عليٌّ "
ويوضِّحُه ما يَأتي :
وهو أنَّ النُّصُوص قد تواترَت في الأَمر بقتَال الخوَارج والتَّشْريد بهم وفَضْحهم والتَّبرُّؤ منهُم، فما هيَ نسبَةُ الأَثَر لو صحَّ أنَّه في الخَوارج أمامَ حشدٍ منَ الأَحاديث والآثَار الَّتي يَعْسر حَصرُها ؟!
منها قولُ النَّبي صلى الله عليه وسلم : "طُوبي لمَن قتَلَهم أو قَتَلوه "
وقوله صلى الله عليه وسلم: " هم شرُّ الخَلْق والخَليقَة "
وقوله صلى الله عليه وسلم : " لئن أدرَكْتُهم لأقتُلَنَّهم قَتْلَ عادٍ "
وقوله صلى الله عليه وسلم: " مَن لقيَهُم فَلْيقتُلْهم، فإنَّ في قَتْلهم أجراً لمن قتَلَهم يومَ القيامة " رواها كلها البخاري ومسلم
" الخوارج كلاب النار " رواه الترمذي (3000) وابن ماجه (176) وغيرُهما ، وهو صَحيحٌ
والنُّصوصُ فيهم كثيرةٌ ، بل لا َيوجَدُ مثلُها ولا معشارُهَا في حقِّ غَير الخَوارج ، وقد أَخبرَني أحدُ الإخوَةِ أنَّه قالَ للشَّيْخ عدنَان عقبَ محاضَرَته : إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:( الخوارجُ كلابُ النَّار )، وأنتَ تقولُ الخَوارج إخوانُنا ؟! قالَ : فما أحارَ جواباً !!
إنَّ عَدْنان يقعِّد لنَسْف قاعدَةِ الوَلاَء والبرَاء قاعدَتَه هَذه في الأخوَّةِ ، وهَذا مِن ْ أَفْسد ما أتَى به هَدَاه الله ، لأنَّه يَرفعُ حُكْم البرَاءَة من أَهْل البدَع ، بناءً على أنهم مُسْلمون ، وهَذا من أَعْجَب ما تَسْمع ، وإلاَّ فقَدْ أمَرَ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يتبرَّأ من كلِّ من فرَّق دينَه إلى فِرَق و أحزَابٍ ، فقالَ :﴿ إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فيِ شَيءٍ إنَّما أَمرُهُمْ إلَى الله ثُمَّ يُنَبئُهُم بمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [ الأنعام :159]
وتبرَّأ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من بَعْض المعَاصي ، كمَا تبرَّأَ مِن أهْلها ، مع أنَّها دُون بدَعِ الخَوَارج ، كمِثْل قوله صلى الله عليه وسلم :" أنَا بَريءٌ من كلِّ مُسْلِم ٍ يُقيمُ بَين أَظْهرِ المُشْركينَ " رواه الترمذي، وهو حسَنٌ
ولاَ يزالُ السَّلف يتبرَّؤون من أَهْل البدَع ، فقَدْ ظهرَتْ القدريَّةُ في عَهْد عبد الله بنِ عُمر رضي اللهُ عنهُما ، فلم يَقُل ، هَؤلاَء إخوانُنَا ! وأنتُمْ يا مَن شُغْلُكم الشَّاغل الرَّدُّ على إخوَانِكُم ! منفِّرُون ، ويَنقُصُكم الأدبُ والحكمَةُ بل روَى مسلمٌ عن يحي بن يَعْمر قال :" كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ في القَدَرِ بِالبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الجُهَنيُّ ، فَانْطَلَقتُ أنَا وَحمُيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ الحِميَريُّ حَاجَّينِ أوْ مُعْتَمِريْنِ ، فَقُلْنَا : لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاءِ في القَدَرِ ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ الله بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّاب دَاخِلاً المَسْجِدِ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي ، أَحَدُنَا عَنْ يَميِنِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، فَظَنَنْتُ أنَّ صَاحبِيِ سَيَكِلُ الْكَلامَ إليَّ ، فَقُلْتُ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ! إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَؤُونَ القُرآنَ ويَتَقفَّرُونَ العِلْمَ ، وَذَكَرَ منْ شَأْنِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَن لاَ قَدَرَ ، وأنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ ، قَالَ : فَإذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرهُم أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُم بُرَآءُ مِنِّي ...
بل روَى ابنُ أبي شَيْبة (7/557) أنَّ عمَرَ بنَ عبدِ العَزيز تبرَّأ من الخَوارجِ أنفُسِهم، فهَل يكُونُ قد تبرَّأَ مِن إخوَانه ؟
وإذا كان عدنانُ يحرصُ على تسميَة الخَوارِج بـ ( إخوَانِهِ) ، فإنَّ أصحابَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم كانُوا يُسمُّونهم ( أعداءَ الله ) ، ويَأمُرُون بقتَالهم ، بل منهُم مَنْ أمرَ بقتَال غُلاَمه حينَ لحِقَ بهم ، كما روَى ابنُ سَعْد (4/301) وأحمدُ (4/357،382) وابنُ أبي عَاصم في السنَّة (906) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2312) بإسناد حسنَّه الألبانيُّ في ضلاَل الجنَّة عن سَعيد بن جمهَان قالَ : كُنَّا نقاتل الخوارج ، وهم من ذلك الشَّطِّ ونَحْنُ مِنْ ذَا الشَّطِّ ، فَنَادَيْنَاهُ أبَا فَيْرُوزَ! أبَا فَيْرُوزَ! وَيْحَكَ هَذَا مَوْلاكَ عَبْدُ الله بنُ أَبِي أَوْفَى ؟! قَالَ: نعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ، قَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ ؟ قَالَ : قُلْنَا: يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، قَالَ: فَقَالَ: أهجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟! ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: طُوبَي لمِنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ
وفي صَحيح البخَاري (4728) عن مصعَب قالَ: وكانَ سعدٌ أي ابن أبي وقَّاص رضي الله عنه يُسميِّهم الفَاسقِينَ ، هكذَا والشَّيخ عدنَانُ يؤَاخِيهم!
وقال البُخاري في صحيحه (12/282-الفتح ): وكان ابنُ عمرَ يرَاهم شِرارَ خَلْق اللهِ ، هكذا والشَّيخ عدنَانُ يؤَاخيهم !
وكانَ الصَّحابَة مَن يتعوَّذُ منهُم ، والشَّيخ عدنَان يُؤاخِيهم ، فقَدْ روَى ابنُ المنذِر في تفسِيرِه (242) بسنَدٍ حسَنٍ في قصَّةِ جماعَةٍ من الخَوارجِ بالشَّام ، وجزِّ رُؤوسهم عن أجسَادِهم ، وقد أُلقيَت بدَرَج المسجِدِ ، قالَ أبو غالبٍ :" كنتُ في المسجد جالساً ، فجاءَ أبو أُمامَةَ فدخَلَ المسجِدَ ، فصَّلى رَكْعتَين خَفيفتَين ، قالَ : ثمَّ توجَّهَ نحوَ الرُّؤُوس ، فظننتُ أنَّه سيَكونُ له فيهَا كلامٌ ، قال : فاتَّبعتُه وهو لا َ يَشْعر ، فلمَّا رآها قالَ : كلاَبُ النَّار ، كلاَبُ النَّار ، كلاَبُ النَّار ، شرُّ قَتْلَى تحتَ ظلِّ السَّماءِ ، شرُّ قَتْلَى تحتَ ظلِّ السَّماءِ ! خَيرُ قَتْلَى مَن قتَلُوه ، خَيرُ قَتْلَى مَن قتَلُوه! قالَ: وكانَ يتكلَّمُ بهَذا الكلاَمِ وهو يَبْكى، قالَ: فدنَوْتُ منه، فقالَ: أبو غالِب ؟ قلتُ : نعَمْ! قالَ : أمَا إنهم قِبَلَك كَثيرٌ ، قلتُ: أجَلْ! قالَ :عافاكَ اللهُ منهم ، أعاذَكَ الله منهم ، أعاذني اللهُ منهم .... "
إنَّ استدلاَلَ الشَّيخ عدنَان بقَوْلِ عليٍّ رضي الله عنه (إخوانُنَا بَغَوا علَيْنا) يذكِّرُك بأصحَاب الشُّذُوذ الَّذينَ يترُكُونَ المُحْكَم من النُّصُوص ويتعلَّقونَ بالمتشَابِهِ ، الَّذينَ قالَ اللهُ فيهم : ﴿ فأمَّا الَّذِينَ فيِ قُلُوبهِم زَيغٌ فَيَتَّبعُونَ مَا تشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَة ِوابْتِغَآءَ تَأْويِلِهِ ﴾ [ آل عمران:7] ، وإلاَّ فلمَاذا يُعْرِض عن تلكَ النُّصُوص المتواتِرَة والمتَظاهِرَة في ذمِّ الخَوَارج وفي التَّبرُّؤ منهُمْ إلى هَذا الأَثَر اليَتيمِ ، معَ أنَّه لم يُرِد به صاحبُه الخوارجَ كمَا سبقَ ؟!
أذكِّر القَارىءَ بشَيءٍ سبقَ أن أشرتُ إلَيْه ، وهو أنَّه لمَّا ذكَرَ له الشَّيخُ العيد شَريفي أنَّ جماعات التَّكْفير أعدَاؤُنا ، تلقَّفَها الشَّيْخُ عدنَانُ في الهَواء ولم يترُكْ له وقتًا لاستِرْجاعِ نفَسهِ ، وقالَ بقوَّةٍ : ليسُوا أعدَاءَنا !!
بل سمعتُه في محاضرَة في " التَّكفير" يذكُرُ جماعَات التَّكْفير، فكرَّرَ وَصْفَهم
بـ : ( إخوَاننا ) ما لاَ أُحصِي ، وذكرَ أنَّه يتعمَّدُ ذلكَ !!!
هَذا يوضِّحُ لكَ أنَّ القضيَّةَ ليسَتْ في أنَّ عليًّا رضي الله عنه قالَ أو لم يَقُلْ ، وإنَّما القضيَّةُ أنَّ الشَّيْخَ عدنَان مستَميتٌ في الذَّبِّ عن القَوْم .
وتأمَّلْ أيضاً كيفَ يُثْني على الخَوَارج بأحسَنِ بابٍ مِنْ أَبْواب الشَّريعَة ، ألاَ وهو الإخلاَصُ ، قالَ كما في شَريط:" مَعالم في المَنْهج " (5) :" إنَّنا جميعاً لَن نَصِل إلى درَجَة إخلاَصِ الخَوَارج وصَفَاء نيَّاتهم وحتى كثرَة عِبَادتهم ، وقد تقرَّحَت جباهُهُم وتشقَّقَت جباهُهُم !! "
هَكذا يجعلُ الخَوَارجَ أعلَى درجَةً في الإخلاَصِ مِن جميعِ الأُمَّة : بصُلحائهَا وأوليَائهَا وعُلمائهَا !!
ولم يَكتَفِ الشَّيخُ عدنانُ بتَزْكيةِ قُلوب الخَوَارج حتى زكَّى عِلْمَهم ، فقالَ في محاضَرَةٍ له في مَدينَة دَنهاج بهُولندَا في رمَضَان 1419هـ بَيْني وبَيْنكُم سِّرٌّ : ظوَاهرُ النُّصُوص معَ الخَوَارج ! مِثْل حَديث :(لاَ يَزْني الزَّاني حينَ يَزْني وهُو مُؤْمنٌ ، ولاَ يَسرقُ السَّارقُ حينَ يَسرقُ وهُو مُؤمنٌ ) ، وغَير ذلكَ مِن مِثْل هَذه الأَحَاديثِ!!
ويزيدُ هَذا الضَّلالَ قوَّةً، فيقولُ كما في شريط:" التَّكْفيرُ بينَ التَّأْصيل والتَّجْهيلِ " ولاَ أُخفيكُمْ سرًّا أنَّ ظَوَاهرَ الأدلَّة معَهُم، وهيَ قويَّةٌ !!!
وقالَ أيضاً كما في شَريط:" الوِحْدة الإسلاَميَّة ": " الخوارِجُ إنَما أخَذُوا الأدلَّةَ من الكتَابِ والسنَّة، وهُم أَنقَى في هذه القَضيَّةِ مِن كَثيرٍ مِنَ المسلمِينَ الَّذينَ لا َ يَدْرونَ نُصُوص الكتَاب والسنَّة !!! "
قلت: وهذا دليلٌ على أنَّ الرَّجلَ متأثِّرٌ بمَذْهبهم، لأنَّ شبُهاتهم عَلقَت بقَلْبه حتى سمَّاها (أدلَّةً ) ، ووَصَفها بـ ( القوَّة).
ويزيدُ الشَّيخُ عدنانُ في ضَلالِهِ قائلاً في محاضرَةِ: " الوِحدة الإسلاَميَّة وَجه(أ) " عندَ قَوْل الله تَعَالى: ﴿ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ، فَإِنَّ لَهُ ، نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدينَ فيهَآ أَبَدًا ﴾[الجن:23] ، قالَ : الآيَةُ واضحَةٌ في ظاهِرِهَا أنَّ مَن فعَلَ مَعصيَةً ، مَن عصَى الله َ عزوجل أو عصَى رَسولَه صلى الله عليه وسلم كانَ منَ الخَالدينَ في النَّار ، فمَا حجَّتُكُم يا إخوَة علَى الخَوَارج؟
هَذه حجَّةُ الخَوَارج ، فمَا حُجَّتُكم ؟!
أو تَظنُّونَ أنَّ الخَوَارجَ درَسوا في فرنسَا ، وأخذُوا شهادةً بالفَلْسفة وعِلْم الإجتمَاع، وجاؤُوا للدِّينِ ؟!
الخَوارجُ إنما أَخَذوا الأدلَّة من الكتَاب والسنَّة ! وهُمْ أَنقَى في هَذه القضيَّةِ من كَثيرٍ منَ المسلمِينَ والَّذينَ لاَ يَدْرون نصوصَ الكِتابِ والسنَّة !!
قلتُ: إنَّا لله وإنَّا إلَيْه رَاجِعُون ! ، فلتقَرَّ عينُ الخَوَارج بهذَا المحَامي المحتَسِب !
قولُه :" الخَوارجُ لَيْسوا هُم الَّذينَ يخرُجُون على الحُكَّام ، ويُكفِّرُون بالكَبيرة ! " ، هَذا قالَه في تخفِيفِ اللَّوْم عنهُمْ، أو في التَّخْفيف مِن جَريمَة الخُرُوج والتَّكْفيرِ، وكلُّ هَذا أَعْرفُه عنه، ولولاَ ضِيقُ المقامِ لنقَلْتُ عنه أشيَاء حقُّها أن تُفْرَد بكتابٍ خاصٍّ لطُولها وكَثرتها.
وقوله : " ظوَاهرُ النُّصُوص معَ الخَوَارج ! " هَذا قاله في تَزْكيةِ عِلْمهم .
وقولُه: " هُمْ أصْفى سَريرةً مِن كَثيرٍ مِنْ أَهْل السنَّة !! ، هَذا قالَه في تَزْكيَة بَوَاطنهم ، وغَيرُه كَثيرٌ ...
فيا تُرى ما السِّرُّ في اجتهَادِ الشَّيخ عَدْنان لتَبْيض التَّاريخِ الأَسْودِ للخَوَارجِ ؟ وارْبِطْ هَذا بما سبقَ أن بيَّنتُ لكَ مِنْ رَأْي عَدْنان في الخُرُوج وتَشْجيعه على قرَاءةِ الكُتُب الَّتي تُؤيِّدُ التَّفْجيرَات والاغتيَالاَت ، كمِثْل قَوْله عنِ سيِّد قُطب :" كتَبَ في هَذا العَصْر في قضَايَا المنهَاج ، ومُعظَم ما كتبَه كانَ مُصيبا ً فيه رَحمَه اللهُ ! وأَحْلَى كتابٍ له في المنهَاجِ كتابُه ( لماذَا أَعْدَموني ؟) !!
تجدُ كلاَمَه هَذا بصَوْته في شَريط: " ردَّ الدُّكتُور عَبْد الله الفَارسي على عدنَان عرعور "
معَ أنَّ هَذا الكِتابَ الَّذي أَشادَ به الشَّيخُ عدنانُ قد بيَّن فيه مُؤلِّفُه طريقتَه في إرشَادِ (الإخوَان المُسْلمِينَ ) إلى اغتيَالِ الشَّخصيَّات وهَدْم المنشَآتِ ، انظُرْ منه ص (50) إلى مَا بَعْدَها
عدنَان عرعُور لا ينصَح بوَضْع السِّلاَح
زار الشَّيخ عدنان عرعور الجزائر والأحزاب السياسية في نشوتها ، لا سيما ما كان منها ذا توجه إسلامي ، فكان له بعض الكلام الجيِّد في الموضوع ، الأمرُ الَّذي جعلني وبعض طلبة العلم نسَرُّ بذلك، لكن سرعان ما تكدَّر سرورنا ببعض التَّصرفات ، منها أنَّه لفتَ انتباهي عدَمُ رضَى الشيخ عدنان عرعور عنَّا في رُدُودنَا على جَبْهة الإنقَاذ يومها ، فكنَّا إذَا فتَحنا مَوْضوع انتقادهم نرَى علَى وَجْهه علاَمات الاستياء ، ولكنَّه لم يكن يُصرِّح لنَا بذَلكَ ، وإنَما يُعرِّض بنَا ، فاتَّهَمْنا أنفُسنا ، وحملنا الأمر علَى حسْن الظَّنِّ به .
والأمر الثاني : هو أنَّنا شرَحْنا له قصَّة حملِ السِّلاح في الجزائر مِن قِبَل المُسمَّى مُصْطفَى بُويعلي وجماعته ، فكان يحكِي لنَا أنَّه وَقَعَ في سوريا مِثْلُ ذلك ،وأنَّه استفْتاه في تلك البلاد بعض مَن يُسَمِّيهم ( مجاهدين !) في أنَّه هَمَّ بوَضْع السِّلاح، فأخبره بعدم الجواز ذلكَ ، لأنَّ من فِقْه الشَّيخ عَدنان أنَّه لاَ يحلُّ لمَن حَمَل السِّلاح ولو مخطئا ! أن يتراجع ، فقد قال في محاضرة " أهميَّة معرفة المنهاج وخطورة الخروج عنه " :" إذَا تمكَّن النَّاسُ من الجهاد في بلدٍ ما فلا يحلُّ لهم أن يتركوه أبداً، ولو أخطأُوا في البَدْء به !! "
قال هذا في الجزائر في الوقت الذي كانت تضطرب ربوعها بالفتن، وهو يعلم أن جماعات فيها قد حملتِ السِّلاح باسم الجهاد !
الثَّالث: في الوقت الَّذي كان يشرح لنا - ظاهرًا -أن جهاد أولئك السوريِّين خطأٌ ، فقد كان يحكي لنا من بطُولاَتهم قصصًا عجيبةً في مدْحٍ واغتباط !
الرابع: أنه كان يتكلم بلسانٍ سلفيِّ في مساجد السَّلفيِّين فإذا خلا بغيرها لوَى لسَانَه
وهذا كلُّه تجاوزْناه يَومَها ، إلى أن مرَّت السَّنوات ، فإذا بي أُفاجَأُ بشريطٍ له بعنوان " معالم في المنهج " رقم (3) فسمعتُ الشَّيخ عدْنان عرعور يقُولُ : حزب من الأحزاب : الجبهة الإسلامية في الجزائر ، فيه عاقلٌ يقف في وجْهها ؟! لكن فيه ناس يَنصحونها ، هذا الطريق ، انتبهوا ، احذروا ، لكن هل يوجد مُسلمٌ يجئ يقف في وجهها ؟! فإذا كانت على الخطأ في هذا السَّبيلِ، ونحن ما نراه، لكن هل يجوز أن يأتي مسلم فيَقف أمام حزب إسلاميِّ، ويكون هو مشعلةً بيْنه وبينَ هَذا الِحزْب ؟! فكُلُّ على شاكلته يَعْمل ، فهذه الجَبْهة ترى الوصول الآن السَّريع بدل ما يَستَلم الشُّيوعيُّون أو العلمانيُّون أو الجزأريُّون أو غير ذلك ...!! "
قلت : ( الجزأريَّون ) هُم أحد حَناحىْ الجبْهة الإسلاميَّة للإنقاذ ، فكيف جمعَهَا الشَّيخ عَدْنان عرعور معَ الشُّيُوعيِّينَ والعلمانيِّين الَّذين يَنبَغى أن يُحارَبوا وفي الوَقْت نَفْسه يَستَغْربُ صَنيعَ مَن يُواجِهُ الجَبْهة ؟!
وعندَ سمَاعي لهَذا الهَذيَان أيقَنتُ أنَّ الرَّجُل لا يستحقُّ منَّا هَذا النَّفس كلَّه في تحسين الظَّنَّ به، والتَّغافل عَن زلاته.
ثمَّ تمرُّ السَّنواتُ أيضاً ويخبرُنا بعضُ إخواننا الَّذين كانوا يُناظِرُونَ بَعْض الجَماعات المسلَّحة في الجزائر ، أنّ منهم من كانت تحدِّثه نفسهُ بالتَّوبة والإقلاع عن إراقة الدِّمَاء ، ولكن أصحابه يثبطونه عن ذلك بفتوى من الشَّيخ عدْنان عَرْْعور!!

ثمَّ استمعتُ إلى حوارٍ بينه وبين أحد إخواننا ، ألا وهو الشَّيخ العيد بن سَعْد شَريفي ، والشريط معروف عند أهل الجزائر متداوَلٌ باسم " مكاملة هاتفيَّة بين عدْنان والعِيد "
سأله هذا الأخير بصراحةٍ محرجةً : هل افتيت الجماعة المسلَّحة بالجزائر بالبَقَاء على ما هيَ عليْه ؟فتَلَعْثم ...ثمَّ جحَدَ حين تكلَّم ..!
ثمَّ ألزمه السَّائلُ بكلامه المحفوظ عند الجماعة المسلَّحة ، فإذا بالشَّيخ عدْنان يتذكَّر أمرًا مُهمًّا عندهُ : فيَقولُ ، هَذه المكالمةُ الآنَ مُسجَّلةٌ؟
فقيلَ لَه: نعم !
فجعلَ يَلوذُ بالفِرَار مِنَ المَوْضوع بإحيَاءِ مَوْضوعاتٍ أُخرَى كموضوع التَّحزُّب والدَّعوة، بل حتى موْضوع تعدُّد الزَّوجَات !
وجعل يمنُّ على الدّعوة الإسلاميَّة بأنَّه كانَ في الجزائر ينْهى عن التَّحزُّب والفتَن (1) ، مع أنَّ كلاَمَه الَّذي نقلتُهُ عنه قَريبًا يُناقضُه، لأنَّه لم يَعتبِرْ في العُقلاء مَن يردُّ على جَبْهة الإنقَاذ ، ذلكَ الحزب السِّيَاسيّ المعرُوف ، فكيفَ يكونُ الشَّيخُ عدنَان من العُقَلاء وقد كانَ يردُّ على جَبْهةِ الإنقَادِ فيما زعَمَ ؟!
فهو بين إحدى اثنين:
إمَّا أنَّ له مذهباً قديماً، كان يَرى فيه الرَّدَّ على جبهَةِ الإنقَاذ، وذلكَ يومَ أن اختُلسَ عقْلُه، ومَن كانَ كذلكَ فقَد رُفعَ عنه القَلَم حتى يُفِيقَ!
- ثم انتحلَ مذهَبا جَديداً، ألا وهو مذَهبُ ( العُقَلاء!)، فمنَعَه ( عقلَهُ! ) من الرَّدِّ علَيْهم، لكن يُشْكلُ علَيْه أنَّه في هَذا الوَقْت يتمدَّحُ بكوْنه كانَ يردُّ علَيْهم، فبأيِّ ( العَدْنانَيْن ) نعتَدُّ ؟!!
- وإمَّا أنَّه كاذبٌ فيمَا ادَّعَى، لأنَّكَ تجِدُه في مَرَاكزِ السَّلفيِّين يّردُّ على الحِزْبيِّين، كمَا تجِدُه في مَراكزِ الحِزْبيِّين يردُّ على السَّلفيِّين ، وستَرَاه إن شاء الله، وحقيقَةُ أَمْره أنَّه يؤيِّدُ المنَاهجَ الثَّوْريَّة ، لكن على تقيَّة !!
إلاَّ أنَّ هَذا ( الذَّكاءَ ! ) لم يُفلته مِنَ القَبضة، لأنَّ الذَّنبَ لاَ يُنسى والدَّيَّان لاَ يمُوت، ففي الوَقتْ الَّذي كَانَ يُطاَلِبُهُ فيهِ السَّائِلُ بِأَن يَنْصَحَ لهَذهِ الجَمَاعَاتِ بِوَضْعِ السِّلاَحِ وَالدُّخُولِ في السِّلْمِ ، كانَ عدنَانُ يرفُضُ أن يُقدِّمَ لهم النُّصْح في ذلك، يَعْني : مَادُمْتَ تَزْعُمُ أنَّكَ لَم تَتَكَلَّم بِمَا نُسِبَ إِليكَ، فَيَسَعُكَ الآن أن تَنْصَحَ لَهُم بِخِلافِ مَا نُسِبَ إِليكَ !
بل كَرَّرَ السَّائِلُ عَلَيْه خَبَرَ أنَّ الحُكُومَةَ قَدْ أَمَّنَت المُقاتِلينَ إنْ هُمْ سَلَّمُوا أنفُسَهُم، وبَيَّنَ لَهُ صِدْقَ ذَلِكَ في الوَاقِع، فَاسْتَمَاتَ الشَّيخُ عَدْناَنُ في إِبَائِهِ ، عَلَى الرَّغم مِن مَعْرفَته بِالسَّائِلِ وَثقَتِهِ بِهِ !!
وَأصَرَّ عَلَى التَّعْميَة، إِلى أَن سَلَّ الُله لسَانَه مِن جَوْفه ، فقالَ : " أنَا قُلتُ لهُم: لاَ تَبْدؤوهُم بقتَالٍ !!! "
وقد ظنَّ أنَّه بهَذا الجَوَابِ لم يَقُلْ شيئًا ، فإذَا بها الفَضيحة الَّتي كانَ الشَّيخُ عدنَان يُريدُ كتمَانها ، ولكنَّ الله أرادَ لَها الظُّهُورَ عن طَريِقهِ هو نَفْسِهِ .
وقد قلتُ : هيَ فضِيحةٌ ، لأَنَها تتضمَّنُ ثلاَثَةَ أمُورٍ :
الأوَّل: البقاءُ في جبَالِ الإرهَابِ: إرهَابِ المسلمِينَ !
الثَّاني: المحافَظَةُ علَى السِّلاَح !
الثَّالثُ: الإذنُ بالقِتَال، إن هُمْ قُوتِلوا !!
إذًا ، فما نُسب إلى الشَّيخ عَدْنان صِدْقٌ لاَ كَذِب .
وكيفَ يجوزُ له أن يَسوِّغ لهم مُقابَلةَ القتَال بقِتَال، وأَصلُ حمْلِهم للسِّلاَح حرَامٌ ؟!
وهل يُداوَى خطأُ حملِ السِّلاَح بأَفْظَع منه، ألاَ وهُو استِعْمالُ السِّلاَح واستحلاَلُ الأروَاحِ المعصُومَة؟!
وقد سبَقَ أن نقَلْتُ أنَّ القَوْل بقتَالِ السُّلْطان دِفاعاً عن النَّفْس هو مَذْهبُ بعضِ الخَوَارج، واللهُ المستَعَان.
يُضافُ إلى هَذا أنَّه سُئلَ في الجَزَائر بعدَ محاضرَة " قَوَاعد مَعرِفة الحقِّ " عن المُظَاهَرات والمسِيرَات ، بعدَ أن ظهَرَ من هَذه المُظاهَرَات والمسيرَات شرٌّ كبيرٌ من دِماءٍ وتخريبٍ وفُرْقةٍ فقَالَ :" في الأصلِ أنَّ هَذه المُظاَهرَات والمسِيرَات ليسَت مِن دينِ الله في شيءٍ ...."
ثمَّ نسخَ هَذا مُباشرَةً بقَوْله:" لكن لاَحِظْ المسألةَ، أوَّلاً: أنَّ هَذا إذَا كانَ عالماً فاضلاً راشداً، ثمَّ نظَرَ معَ الشُّورَى، فنَظَرَ في ( المصلَحة والمفسَدَة!!) ، ثمَّ اتّخذَ أمرَه بهذَا ، بالأَمْر ، فإن رأيتَ جوازَ ذلكَ فاخُرُجْ!! وإن رأيتَ عدَمَ جوَاز هَذا فلاَ تخرُجْ، لأنَّه ليسَ بملزمٍ !! لكن المسيرَة إذَا صحَّتْ – وأنا لاَ أَدْرى – إذَا صحَّتْ، أنَّ المسيرَةَ إذَا صحَّتْ (2) ، فكانَتْ مسيرَةً دعَويَّةً لاَ مسيرَةً سياسيَّة!!!
فانظُرْ إلى هَذا الجَوَاب، هَلْ تخرُجُ منه بنتِيجَةٍ ؟!
وهَلْ هَذا الجَوَاب يُخفِّفُ من شرِّ المسيرَات أو يَزيدُها؟!
وهَلْ هَذا الجَوَاب يحسِمُ مادَّةَ الحزبيَّة أو يَزيدُها ؟!
والشَّيْخ عَدْنان يَعْلَم أنَّ الحزبيَّةَ الإسلاَميَّةَ اليَوْم تتحرَّقُ على هَذه الوَسائلِ المستَوْرَدة من الكُفَّار ولاَ تُفرِّطُ فيهَا !!
لم يهمَّنا كثيراً قَوْلُه: " لاَ أَدْرى "، لأنَّه لاَ عَيْب على مَن لاَ يَدْري مَا طالباً للعِلْم، لكن العَيْب الأَكبرُ أن يُفتيَ في دينِ اللهِ مَن لاَ يَدْري ، وشرُّ مِن ذلكَ أن يُفتيَ بفَتوَى ذات لِسانَين كما ترَى !
وإن كانَ يَرى أنَّه بهَذا الجَواب المعلَّقِ بجِبَال المَكْر والخَديعَة قَد نالَ به حَظْوةً عندَ حزب (جَبْهة الإنقَاذ ) ومَن يُسايرُها مِن أصحَاب الثَّورَات ، وأنَّه في المُقابِل قَد أَبْقَى على الشَّعْرة الَّتي بَيْنه وبينَ السَّلفيِّين ، فلْيَعلمْ أنَّ اللهَ يَغارُ علَى دِيِنه مِن أن يتلاعَب به المُتشبِّهُون بأهلِ الفَتْوَى ، فُيوشِك أن يجعلَ حامِدَهم لهم ذامًّا ، فاتَّقِ اللهَ يا عدنَان ! ولْيَكُن جوابُكَ تديُّناً ، لا تزيُّناً ، قالَ اللهُ عزوجل ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَه لَكُمْ لِيُرضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ إِن كَانُوا مُؤمِنِين ﴾ [ التوبة:62]
ومِن ذلكَ أنَّه سُئلَ في الجزائر عن جمَاعَات التَّكفير، فأَجاب ببُرُودةٍ، وسمَّاهُم إخوَاناً له، وأمَرَهم فقَطْ بأن يَكونُوا حكمَاء، كما في آخِرِ شَريط " تفسير سُورَة محمَّد رقم (1) " !
ومن ذلكَ إيجابُه على مُسْلمي الجَزَائرِ التَّعاوُن معَ الحِزْبيِّين ، وهَذا لاَ يحتَاجُ إلى أن أُحيلَ فيه على شَريطٍ ، لأنَّه في أكثرِ المحاضَرَات الَّتي أَلْقاهَا في تلكَ البِلاَد .
ومن ذلكَ أيضاً قَوْلُه : " وأنَّ كلَّ مَن يَظْلم المسلمِينَ ، وكلَّ من يُعادي دينَ الإسلاَمِ ، وكلَّ مَن لا يُقيمُ حُكْمَ الله عزوجل وجَبَ عَلَيْه أن يَتنحَّى بأيِّ وَسيلَةٍ هُو يَتنحَّى بها ، وإلاَّ نُحِّيَ إن وُجد الرِّجال !!
ثمةَ سُؤالٌ: إذَا قامَ مُسْلمونَ بانقلاَبٍ، في بَلَدٍ ما، وأنتَ تَقولُ: هَذا لاّ يجوزُ، فما عَلَيْهم ؟ أقولُ : وقَد وقَعَ الأمرُ وتمَّ ، فوجَبَ علَيْنا دعمُهم ونصرَتهم ، فهُمْ إخوَانُنَا وأحبابُنَا ، فإذَا أخطَؤُوا في الطَّريق وقَد وَصَلوا ، فالحَمدُ لله الَّذي نَجَوْا ، فيَجبُ أن نتسَارَع ونتعاوَنَ سريعاً لخَلْق هَذا المجتَمَع المُؤْمن المُسْلم الَّذي لاَ يَصْلحُ بَيْنه وبَينَ حُكُومتِهِ اختلاَفٌ ! من شَريط " براءةُ السَّلفيِّين مِن مَطاَعن المَدْخليِّين (1/1)
لقد جَعلَ الشَّيخُ عدنان مُسْتحقِّي الخُروج من الحكَّامِ ثلاَثةَ أصنَافٍ :
الأوَّل: الظَّالمُون
الثاَّني: المُعادُون لِدينِ الإسلاَم
الثَّالث: الَّذينَ لا يُقيمُونَ حُكْم الله.
وأنت ترى أخي القارئ ! أنَّ في هذا الإطلاق خطورةٍ ظاهرَةً، لأنَّ مجرَّد ظُلْم وليِّ الأَمْر لاَ يُخوِّلُ لأحَدٍ الخُرُوجَ علَيْه، فقد روَى البخَاري (7054) ومسلم (1849) عن ابنَ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَن رَأَى منْ أَميرِه شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَماعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إلاَّ مَاتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً "
وأنَا أَعلمُ أنَّ الشَّيْخَ عدنَان يَستْعملُ هَذا الأُسلُوبَ غَير الدَّقيق ليَضْمن لنفسِه ِ المخَارجَ عندَ المضَايقِ ، فيَقُول هَذا ليحْمدَه الحركيُّونَ على أنَّه دعاَ بإطلاَق ٍ للخُرُوج ، وتكلَّمَ عن الحُكْم بغَيرِ ما أنزَلَ الله على طَريقَتِهم ، فلاَ يَنفضُّوا عنه ، وإذَا عَارضَه السَّلفيُّون بالاعترَاضِ السَّابق سارعَ للقَوْل: إنَّهم مترصِّدون ، ولا يَفْهمونَ كلاَمي، فإنَّني أقصدُ من الحكَّامِ مَن اجتمَعَ فيه تلكَ الأَوصَافُ كلُّها : ظلمٌ ، ومُعادَاةٌ للإسلاَم، وحُكْمٌ بغَير ما أنزلَ الله !
وهَذه الطَّريقةُ في التَّلبيسِ يَعرفُها كلَّ مَن يَعْرف الشَّيخَ عدنَان، ولي علَيْه مِن أمثَالها ما يُقاربُ كتاباً كاملاً ، بل لقد كتبتُ فيه هو نَفْسه هَداه اللُه كتابةً، فماَ شعَرْتُ إلاَّ وهو مجلَّدٌ ضَخْمٌ ، وقد نظَرْتُ في فصُوله ، فوَجَدتُ بينَ يديَّ فصليْن هما أطوَل فُصُول الكتَاب ، ألاَ وهما : فَصْل تلبيسَات عدنَان ، وفَصْل كذِبَات عدنَان ، وذلكَ مِن كَثْرة ما عندَ الرَّجلِ من هَذا النَّوْع ، ثمَّ لَّما رأيتُ طُولَ الكتَاب ، أعرَضْتُ عن ذلكَ كلِّه ، واعتصَرْتُ منه هَذا المُختصَر الَّذي بينَ يدَيْكَ .
ومِن ذلكَ أيضاً قَوْلُه في شَريط " معَالم في المنْهَج " (3) :" إذا جماعَةٌ مِن الجَمَاعات رفضَتْ الإنضِمَامَ للدَّوْلة الإسلاَميَّة فمَا علَى المُسْلمينَ إلاَّ أَن يُذَبحُوهم ، حتى ولَوْ يَتَّموا بأطفَالهم ، هُمْ وأطْفَالهم بيحَرِّقُوهم ويُبيدُوهم !! "
قلتُ : كيفَ تكُونُ فَرْحةُ خَوَارج هَذا الزَّمَان وهم يَسْمعونَ هَذا الكلاَم ؟! هَذه هي حجَّةُ الغُلاةِ مِنَ الخَوَارجِ عندَنا بالضَّبْط، وهيَ حجَّةُ ابن الأَزْرَق قديماً !
ثمَّ بيَّن أنَّه يَنبَغي تَعْطيل الجِهَاد مِن أجلْ هَذا، فقال:" وهَذا مِنْ أوْجب الواجبَاتِ على الدَّوْلة الإسلاميَّةِ قَبلَ مُقَارعَة الأعدَاءِ، ولا يجُوزُ للدَّوْلة
الإسلاَميَّة أن تَفْتحَ الحُصُون ، وهُناكَ حزبٌ رافضٌ البَيْعة ، اقتدَاءً بقَوْله ( عَلَيْكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاء الرَّاشِدِين مِن بَعْدي !! )
(1): كيفَ ذلكَ وقَدْ سمعتُه في مُحاضرة " صفات الطَّائفة المنصُورَة " ألقَاها في الجزَائر يَقولُ: " نتجمَّعُ على السِّياسة !!! " وقيلَ له: هَل تُعتبَرُ الأحزابُ السِّياسيَّة المَوْجودة حاليًّا من الفِرق الَّتي ذكَرَها النَّبي في حديثه الَّذي يّذكُر الفِرق؟ فقالَ: " أَقول هذه أوَّلُ زِيارَةٍ للجزائر، فأُحبُّ أن آتيَ زيارةٍ ثانيةً !! "
قلتُ : فأينَ شّجاعة عَدْنان ، وأينَ الرَّدُّ على الحزبيِّين
(2) : يُريدُ القصَّة الَّتي جاءَ السُّؤالُ عنها في المحاضَرَة ، ألاَ وهيَ خُرُوج الصَّحابَة في شِعَاب مكَّة ، وهيَ ضَعيفَةٌ، فإنَّ فيها إسحَاق بن أبي فَرْوة ، وهو لاَ يُحتجُّ به ، كمَا بيَّنَه العلاَّمةُ ابنُ بَازٍ – رحمه الله – في ردِّه على الشَّيخ عَبد الرَّحمن الخَالق لَّما استدلَّ بهَذه القصَّة ، راجعْ الفَتْوى في " مجمُوع فتَاوَى ومقَالاَت متنوِّعة " للشَّيْخ رحمَه الله (7/245-246)، وهي بتاريخ : ( 14/4/1415هـ )
عدنان يبرِّر التَّكْفير والتَّفْجير
بدأَت فتنةُ الشَّيْخ عدنَان لمَّا أخذَ يَجوبُ أمريكاَ وأُوربا وغَيْرها بإثَارَة ردُودٍ على العلاَّمَة المحدِّث ربيع بن هَادي المَدْخَلي، وفرَّغَ مِن عُمرِه وعُمرِ الدَّعْوة سنتَين صَريحتَيْن خالصَتَين لمثَالب الشَّيْخ ، لاَ سيَّما في شَريط " جَلْسة في الأَندَلُس " الَّذي أَتى فيها بشَريطٍ للشَّيْخ ، كانَ الشَّيخُ ربيع يَذكُر فيهِ كلاَمَ زَيْنب الغَزَالي في مَدح سيِّد قُطْب ، وردَّ عليْه فيه ، فقَالَ عدنان : لمَاذا ينقِمُ عليَّ مَدْحي سيِّداً وقَد فعلَ أكثَرَ منه ؟! فقَطعَ عدنَانُ كلامَ الشَّيْخ، فخرَجَ النَّاسُ ناقمينَ على الشَّيخِ رَبيعٍ ، وورَّطَ الشَّيخَ محمَّداً المَغَراوي في غَمزِ الشَّيخ، معَ أنَّ صَاحبَه الحقيقيَّ هُو تلكَ المرأَة !
وزعَمَ الشَّيْخُ عَدنانُ بفرَنسا سنَة (1420هـ ) في شَريط " بَراءَة السَّلفيِّينَ في الرَّدِّ على المَدخَليِّين (2/2) " أنَّ هذا كانَ في مسجِدِ الرِّضا بمنطقَة الخَرْج ، معَ أنَّه لاَ وُجودَ لهذَا المسجِدِ بتلكَ المنطقَةِ ، وإنَّما هُو في جُدَّة !
كمَا زعَمَ فيه أنَّ الشَّيْخ ربيعاً قالَ الكلاَمَ في سيِّد قُطْب ، منذُ سنَتين ونصف تَقريباً ، أى بعدَ أن عرفَ سيِّداً وحذَّرَ منه عادَ ليُثْنيَ علَيْه، معَ أنَّ تَاريخَ الشَّريط الَّذي هو " جَلْسة في مسجِدِ الرِّضَا " كانَ قبلَ ذلكَ بِتسْع سنواتٍ !!! والحَقيقةُ أنَّني استَبنتُ وِجْهةَ هَذا الرَّجل بعدَ مُبَالغةٍ في تحسينِ الظَّنِّ به عندَ استِماعي لهَذا الشَّريط ، وبانَ لي أنَّه آيةٌ في التَّلبيسِ !!
وممَّا قاله في رِحْلته إلى أوربا ، كما في شَريط " بَراءة السَّلفيِّين من مَطاعنِ المَدْخليِّين (4/4) " : أسبابُ التَّطرُّف ( بَعضُ الشُّيُوخ !!) وبَعضُ قُوَى الأَمْن في العَالم الإسلاَميِّ بخاصَّةٍ ، فإنَّ كَثيراً من الشُّيوخِ لم يحسِنُوا التَّربيَةَ ، وإنَّ كثيراً مِن قُوَى الأَمْن لم يحسِنُوا المُعالجَة ، نحنُ لاَ نرَى التَّكْفيرَ ، ولاَ نرَى التَّطرُّف ، لَكن ماذَا ترَوْن مِن شابٍّ سُجنَ في سُجُون عبدِ النَّاصر ، وقيِّدَت يدَيْه ( هَكذا) ، شابٌّ عُمرُه عشْرين ، ثلاَثين (هكَذا) ، مَا عندَه مِنَ العَلْم إلاَّ قليلاً ( هكَذا)، سُجنَ ورُبِّط ، ورُبِّطَت يدَاه ، وكُبِّل، ثمَّ أُطْلِق علَيْه كلبٌ جائعٌ يَنهشُ مِن بدَنِه ، باِللهِ علَيْكم : مَاذا يقولُ هذَا الشَّابُّ ؟
ثمَّ أجابَ : " يكفِّر! ويُكفِّر! ويُكفّر! ويُفجِّر! ويُفجِّر! ويُفجِّر ! "
هذه ما كانَتْ مُعالجَة ، هَذه مُعالجَةٌ يَهوديَّةٌ !
شابٌّ أخطَأَ، حتى ولو دخَلَ في تنظيمٍ سرِّى، كانَ يَنبَغي على قُوَى الأَمْن أن تُعالجَ هذِهِ القضيَّةَ، لاَ أن تنتَقمَ مِنْ هؤلاَء الشَّبابِ، فضلاً عن الظُّلْم الصَّريح ِالواضحِ في رَدِّ الشَّريعَة، في الكُفْر بالشَّريعة، في كَذا وكَذا وكَذا....
عن الصَّدِّ عن سَبيلِ الله !!!
شابٌّ دخَلَ السِّجنَ عُمرُه عشرُونَ سَنَة، مَاذا ترَاه يَفعلُ ؟!
فهَذا هو مِنْ أسبَابِ التَّطرُّف، هَذان السَّبَبان.
قلتُ : كأنَّ هَؤلاَء هم أوَّل مَن يُؤذَى ، حتى يُجابُوا بهَذا الجَوَاب العَاطفِي!
إنَّ هَذا التَّحليلَ لاَ يَزيدُ صاحبَ الفِتن إلاَّ رُسُوخاً في الفِتَن، وطُمأنِينَةً إلى الحلُولِ الدَّمَويَّة، مَا دامَ يُسنِدُ قضيَّتَه إلى هَذا المَحامي.
لقَد شكَى الصَّحابَةُ إلى رَسول الله ما كانُوا يَلْقَون من قُرَيشٍ ، فما كانَ جوابُه ؟
روَى البُخَاري (6943) عَن خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ قَالَ : " شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَة ً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَة ، قُلْنَا لَهُ : أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ أَلاَ تَدْعُو الله لَنَا ؟ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بالمِنشَارِ ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاط الحَديدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ منْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلكَ عَنْ دِينِهِ ، واللهِ ! لَيُتمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ منْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا َيَخافُ إلاَّ الله أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ "
فانظُرْ كم بينَ العلاَجَيْن : علاَج عدنَان ، وعلاَج سيِّد ولَدِ عَدْنَان !


التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 06 Apr 2011 الساعة 10:12 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Dec 2009, 07:37 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي وقفة منهجية هادئة مع كتاب منهج الألباني في مسائل التبديع والتحذير من المخالفين

عدنان يَرفضُ تَسميةَ البُلْدان المُسْلمَة بمُجتمَعات إسلاميَّة
الشَّيْخ عدنان عرعُور معرُوفٌ بدفَاعه عنِ سيَّد قُطْب ، وكَثرَة استدلاَلِه بكُتُبه ، ونَظْرةٌ خاطفَةٌ في مؤلَّفَاته تُغْنيكَ عن قيلَ وقالَ ، فلاَ يكادُ الرَّجُلُ يَكتُبُ بضع َصفَحَاتٍ إلاَّ استَشْهَدَ بكَلاَم سيِّد !
ولسيِّد قُطْب حُكْمٌ خاصٌّ على المجتمَعَات الإسلاَميَّة ، وسَوْف أُجلِّي هَذا في القِسْم الثَّاني مِنَ الكتَاب إن شاءَ الله، إلاَّ أنَّني أكتَفي هُنا بنَقْلٍ واحدٍ عَنه جعلَ سيِّد يُعدِّدُ فيه المجتمَعَات الجَاهليَّةَ ويحدِّدُها ، فكانَ ممَّا قالَ في :
" معَالم في الطَّرِيق " ( ص 101- ط.الشُّروق 1407هـ ) : " وأخيراً يَدخُلُ في إطَار المجتَمَع الجَاهِليِّ تلكَ المجتمَعَات الَّتي تَزعُم لنَفْسها أنَها مُسْلِمة !! "
فهَل يَقصدُ سيِّد أنَّها في مَنْزلةٍ بينَ المَنْزلتَيْن: لاَ هيَ مسلمَةٌ، ولاَ هيَ كافرَةٌ؟
الجوَاب عندَ سيِّد نفسِه، حيثُ قالَ في ( ص98) : " إنَّ المجتَمَع الجَاهِليِّ هُو كلُّ مجتَمَع غَير المجتَمَع المُسلِمِ "
لقَد تأثَّرَ الشَّيْخ عدنَان بهَذَا التَّكْفيرِ الصَّارخِ حتى رفَضَ تَسْميةَ البُلْدان المسلِمَة : مجتَمَعَاتٍ إسلاَميَّةٍ، وهَذا ممَّا تَشمِئزُّ له النُّفُوسُ ، ومَعلُومٌ أنَّ آلَ قُطْب هُمُ الَّذين َ اشتهَرُوا بذلِكَ، واستَعاضُوا منه اسم " مجتمَعَات جاهِلِيَّة " كما مرَّ ، وأمَّا الشَّيْخ عَدنَان فتَسْمعُ هَذا بصَوْته في شَريط : " رَدّ الدُّكتُور عَبدِ الله الفَارِسي علَى رسالَة عدنَان عَرْعُورِ (2) " ، حيثُ قالَ مَا كانَ يَنبَغي لكَ أن تَقولَ أنَّ ( هَكذا) المسلِمِين َ الآنَ – والله !- وصَلُوا، مَا قلتُ أنَا، أقولُ: المُسْلمُون هَؤلاَء مَا نُكفِّرهم أعياناً، لَكِن مجتَمعَاتهم هَذِه لَيْست مجتَمَعاتٍ إسلاَميَّة، بدَليل رَفْضهم للشَّريعَة الإسلاَميَّة، الآنَ ضَرَبْنا أمثلَةً كَثيرةً !!!
وأنَا أعْرف أنَّهُ قامَت بَعضُ الحُكُومات، وتُريدُ تَطْبيقَ الإسلاَم وعجَزَت عن ذَلكَ، لأنَّ الشَّعْب نَفْسَه لاَ يَرْضَي بهَذا !!
لاَ تغترَّ بقَوْله :" لا نُكفِّر الشُّعُوب! " ولاَ بقَوْله: " مَا نكفِّرُهُم أعيَاناً ! "، لأنَّهُ لا َيُغْني عنه شَيئاً، وهُو يَرفضُ أن يُسمِّي مجتمَعَاتهم، مجتَمَعاتٍ إسلاَميَّة وقال َ: " نحنُ لا نُكفرُ الشُّعُوب ! لكِن جاء هَذا الاستِعْمارُ فظهَرَ الكُفْرُ في الحُكْم، ثم َّبعدَ ذلكَ تسلَّلَ الكُفْرُ إلى الشُّعُوب " المصدَرُ السَّابِق
فتأمَّل إطلاَقَه الكُفْرَ على الحكَّام، لتَعْلمَ سببَ تعلُّقِ الجَمَاعات التَّكْفيريَّة الَّتي ذكَرتُها في أوَّل الرَّدِّ علَيْه به، ولاَ يَخفَى علَيْه أنَّه يُلقِي محَاضرَتَه هَذه في أوسَاط ٍتعجُّ بالشَّبابِ المشبَّع بالتَّكفيرِ !
وتأمَّل رَمْيَه الشُّعُوبَ بالكُفْر ، ورَمْيَه لها برَفْض الشَّريعَة ، تفهَمْ رَفْضَه لتَسْميةِ مجتَمعَاتهم بـ الإسلاَميَّة ، والأمْرُ لله!
وأَطلَقَ الكُفرَ علَى عُمُوم النَّاسِ فقالَ:" بَلْ – وَالله ! – إنَّ بلاَداً كَافرَةً عَبَرْتُ فيهَا أسْهل ممَّا عَبرتُ بعضَ البلاَدِ الإسلاَميَّةِ، مَنِ الَّذي صنَعَ هَذا ؟ نحنُ الَّذين َسكَتْنا عن الطَّواغيتِ أوَّلَ مَا سكَتْنا، ثمَّ جرَّ هَذا الكُفْر إلى عمُومِ النَّاس !! "وهَذا مِن شَريطٍ مسجَّلٍ في الجَزائِرِ في: " تَفْسير بَعْض آيَات الحُجُرات " وَجْه (ب)
وفي هَذا الكَلاَم تهيِيجٌ وَاضحٌ علَى الحكَّام، وتَكفيرٌ فاضِحٌ لعُمُوم الأنَام، فلتَقر َّ أَعينُ الحزبيِّينَ منَ السِّياسيِّين وكذَا التَّكْفيريِّين، ولتَثْبت أقدَامُهم في ما هم فيه !
ويَزيدُ في التَّهيِيج السَّابقِ المَبْني علَى التَّكْفير الماحِقِ، فيَقُول: كَثيرٌ مِن الحكَّام ِأُولَئك الَّذينَ كَفَروا بدِينِ الله، وكَفَروا باللهِ العَظيمِ، كَثيرٌ أُولَئك !
لَكن هَلْ شَعْبنَا ، هَلْ مجتمَعُنا هَذا مجتَمَعٌ مسلِمٌ ؟ فقَطْ كفَرَ حكَّامُه فنَنقَلِب علَيْهم ؟!
فإن كَانَت المسأَلَة كذَلكَ فلاَ يجوزُ أن تنَامَ اللَّيْلةَ إلاَّ وتخرُج علَى الحكَّامِ، لَكن شَعْبنا أو بَعْض شَعْبنَا – حَتى لاَ نتَحسَّس !- صَارُوا أَفْسدَ من حكَّامِهم، فمَا أَنتُم صَانعُونَ ؟
نعَمْ! لقدْ كانَ الوَاجبُ منذُ دُخُول الاستِعْمار – علَى كافَّةِ أشكَالِه وألْوانِه – كانَ الوَاجبُ رَدَّه فوراً ، أن يقُومَ المسلمُونَ قَوْمةَ رجُلٍ واحِدٍ فيَدْفعوا هَذا العَدوَّ اللَّدُود عن دِيارهم ، ولَكِنَّ اللهَ لم يَنصُرْهم، لأَنهم خَذَلوه وأَضَاعوا دينَهم، فخَذَلهم اللهُ وضيَّعَهم !
وتتفلَّت تَقِيَّتُه مِن تحتِ لِسَانه أحيَاناً ، فيَأْتي بمُنكَر القَوْل في تَكْفير الشَّعْب البَاكستَاني ، بسَبَب الانتخَابَات الَّتي اغتَرَّ فيهَا بأَصْحاب الأموَال كمَا يَذْكر هُو ، ويَقولُ كمَا في شَريطٍ له بعنوَان " ميزَات الدَّعْوة " : إنَّ المُسْلمينَ في بَاكستَان بَاعُوا دينَهم بخَمْس مائَةِ رُبِّيَّة ، ونجحَتْ بالأغلَبيَّة المطلَقَة كمَا تعلَمُون فأَيُّ زَعْم لَكم أنَّ هَذا مُسلمٌ؟!!!
أمنزِلة بينَ المنزِلَتَين يا عَدنان ؟
قالَ الشَّيخ عَدْنان صرَاحةً في شَرِيط " ميزَات الدَّعْوَة " : يقولُ قائلٌ : أنتَ حيَّرْتَنا ! لاَ نقُولُ : نُكفِّرُ هَذا المجتَمَع ؟! ولاَ نقولُ: مُسْلم ؟!
ثمَّ أجابَ بقَوْله : إي نحنُ نقُولُ : إنَّه مجتَمعٌ مسلِمٌ أفرَادُه ! أمَّا كمجتَمَعٍ: ليسَ بمسلمٍ ، كمُجتَمَع ، كبيئَته!!
أمَّا كأفرَادٍ: نعَمْ! مسلِمُون، لأنَّنَا لاَ نكَفِّر الأفرَاد، والدَّليلُ علَى ذَلكَ أنَّ هَذا المجتَمَع كمُجتَمعٍ ليسَ بمُسْلمٍ!!
ثمَّ ذكَرَ دليلَهُ الغَريبَ الَّذي جعَلَه يُوقفُ المسلِمِينَ في بَرْزخٍ بَين الكُفْر والإسلاَم كالمُعتَزلَة، فقَالَ:احسُبْ نسبَةَ المُصلِّينَ فيه ! واحسب نِسْبةَ الكَاسِيات العَاريات ِ بَينَ التَّقيَّات الوَرِعات!!
واحسُب نِسْبة الَّذينَ يتَعاطَوْن الخَمْر والرِّبا والقِمَار !!!
قلتُ: إذاً فحسَابَاتُه في رَفْض تسمِيَةِ المجتَمَعاتِ الإسلاَميَّةِ بـ ( الإسلاَميَّة ) تَنطلقُ مِنْ كبَائرِ الذُّنوبِ، فهَذا مذهَبُ مَن ؟!
ومِن غَرَائبِ التَّكْفير أنَّ:
عدنَان يُكفِّر الأشاعرَةَ :
قالَ في " مَعالم في المَنْهج " شَريط (4): واللهِ! لَوْ متُّ علَى عَقيدَة أبي لكُنتُ كافراً، وكانَ أبي يَشْهد الجماعَةَ، بَل أهلُ البَلَد كلُّهُم شُهودٌ بصِلاَحه رحمَه اللهُ، ولَوْ متُّ علَى عَقيدَته لكُنتُ مِنَ الكَافرِينَ !!
قلتُ له مرَّةً: أينَ الله، وأنَا صَغيرٌ؟
فقال : إنَّ اللَه في الكَوْن كالسَّمْن في اللَّبَن مخلُوطٌ !
هكَذَا سمعَ مِن مَشَايخه، وهَكذَا تَربَّي علَيْه ، وأمَّا مَن قالَ- في اعتقَادِهِم- أنَّ اللهَ فوقَ عَرْشه فهُوَ زِندِيقٌ مجسِّمٌ حاصرٌ اللهَ عزوجل في مَكانٍ
إنَّ الشَّيخَ عدنَانَ يصرِّحُ بلاَ تحفُّظ بهَذا الحُكْم الوَاضحِ في التَّكْفيرِ ، وقد قلتُ: إنَّه في الوَقْت الَّذي يَزْعم أنَّهُ يَردُّ علَى جماعَةِ التَّكْفير ، يخوضُ لُـجَّةً مِن التَّكْفير وقَفَ بسَاحلِهَا جَماعاتُ التَّكْفير ، وإنَّني لأَعرفُ عنه من التَّكْفيرِ الغَالي مَا لم أَسْمعْه عن أحدٍ من غُلاَةِ هؤلاَء !
عدنان يتبرَّأُ منَ السَّلفيَّين :
جاء في شَريطِ: " الطَّريقَةُ الإسلاَميَّةُ في إقامَةِ الخلاَفَة " رَقم (1) أنَّ سَائلاً سأَلَ عَدْنانَ قائلاً : " هَلْ يُؤمِنُ السَّلفيُّونَ بأنَّ هُناكَ فصْلَ السِّياسَة عن الدِّينِ ، أو فَصْل الدِّينِ عَن السِّيَاسَة ، نَرجُو أن تُلقي الضَّوْء على هَذه الشُّبهَة الَّتي كَثيراً مَا نَسْمعُها ؟ فأجابَ قَائلاً أمَّا السَّلفيُّونَ فلاَ شَأنَ لنَا بهم ، وأمَّا مَنْهجُ السَّلَف الصَّالح فمَن ْ أنكَرَه كانَ أضَلَّ مِنْ حمَارِ أهْلِه " !!!
النقد:
1- لاَحِظْ أنَّه لم يُجب علَى السُّؤال !
2- لاَحِظْ أنَّه لم يُدافِع عن السَّلفيِّين !
3- لاَحِظْ أنَّه أَخرجَ نفسَه مِنَ السَّلفيِّين ! فهَلْ يُقالُ بعدَ حُكْمه عَلى نَفْسه : إنَّ عدنانَ سلَفيٌّ؟!
4- إمَّا أنَّه يرَى أنَّ المسلمِينَ قَد ضيَّعوا منهَجَ السَّلَف ، بحيثُ لاَ يُوجَد فيهِمْ جماعَةٌ مُلْتزمةٌ به ، مُسْتقيمَةٌ علَيْه ، وفي هَذا إعدَامٌ للطَّائفَةِ المنصُورَة وتَكذيبٌ لخَبرِ رَسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ قالَ :" لاَ تَزالُ طائفَةٌ مِن أمَّتي ظَاهِرِين َ عَلى الحقِّ " الحَديث متَّفقٌ علَيْه
- وإمَّا أنَّه يرَى أنها مَوْجودةٌ، لكنَّهَا عندَ غَير السَّلفيِّين، وكفَى بهَذا شهادةً باطلَة علَى أَهْل الحقِّ !
والخُلاَصة: أنَّ اللَه حَفِظَ دينَه المتمثِّلَ في منهَجِ السَّلَفِ، كمَا حفِظَ الجماعَةَ الَّتي تَعْمل بِهِ
عدنان يرَى أنَّ أهْل الحَديث لاَ عِلْم لَهم ولاَ تربيَة
قالَ في شَريط الطَّائفَة المنصُورَة (2) :" التَّرْبيةُ ليسَ مَعْناهَا العِلْم ! لكَ لاَ تتصوَّرَ بعضَ الجَماعَات المُسْلمَة (اللِّي) يتعامَلُونَ بَسْ سَنَد الحَديث، أو بصَراحة فقَطْ: تحرِيك الإصبع ، أنَّ هَذا عِلماً ؟! ليسَ هَذا عِلماً ! العِلْم الحَقيقيُّ هو التَّربيةُ ، والعِلْم فَرْعٌ منَ التَّربيَة !!
عدنان يَطعنُ على دَعْوة المجدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب :
قالَ في شَريط منهَاج الطَّائفَة المنصُورَة (2/الوجه الثاني ) :" إيش مَنْزلةُ عُمَر بنِ الخَطَّاب عندَكُم ؟ مجدِّد!
ما مَنْزلة محمَّد بنِ عبد الوهَّاب ؟ مُؤسِّس!
لا ! خُذْها أنتَ ودَعْوتك ودَعْوة كلِّ أهلِ نجدٍ ارمِيهَا (بَرَّا)، مَا نُريدُها إذَا كانَ مؤسِّس ( هَكذا ) ، لاَ ! هُو عالمٌ جَليلٌ "
لقَدْ افتعَلَ الشَّيخُ هنا هَذه الدَّعْوى ليَردَّ دَعوةَ الشَّيْخ محمَّد بنِ عبدِ الوهَّاب رحمَه الله، بزَعْم أنَّ أُناساً غلَوْا فيه، فهَل يردُّ الإسلاَمَ لأنَّ كثيراً من المسلِمِينَ غلَوْا فيه ولم يُحسنوا تمثيلَه ؟!
عدنانُ يصرِّح بأنَّ الوهَّابيَّةَ لَيْست هيَ الفِرْقة النَّاجيَة :
لاَ يزَالُ الشَّيخُ عدنانُ قاعداً بطَريقِ دعوَةِ العلاَّمَة محمَّد بن عَبد الوهَّاب ، ففي شَريط: "كلماتٌ في المَنْهج " قال :" الخلاَصةُ في هَذه القضيَّةِ أنَّ الطَّائفَةَ المنصُورَة َ هيَ الفَصْل بينَ المسلمِينَ ، وهيَ الَّتي أكَّدَ عليهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهيَ الَّتي يجبُ أن نفَكِّر ليلاً ونهاراً في صفَاتها
يَا جماعةَ الخَير ! دَعُونا مِن دَرْس ! ودَعُونا مِن محاضرَة !!
إيه ! إذا مِتْنا وحضَرْنا بينَ يدَيْ اللهِ عزوجل مِينْ قالَ : إن الوهَّابيَّة هي الفِرقة ُ النَّاجيَة ؟! عندَهُم دليلٌ من الكتَابِ والسنَّة ؟! هَل عندَكُم دليلٌ مِنَ الكتَابِ والسنَّة أنَّ الوهَّابيَّةَ هيَ الفِرقةُ النَّاجيَة ؟!
أتبَاع السَّلف الصَّالح لاَ يَستحقّونَ النّصر عند عدنان :
وقال في محاضَرَة :" تَفْسير سُورَة محمَّد " ألقَاهَا في الجَزَائر :" لَكن الله عزوجل لم يجد تلكَ الجماعَةَ الَّتي تَستحقُّ النَّصْر ، ولاَ أصحَاب السَّلَف الصَّالح !!
نعَمْ ! هُم على الحقِّ، لَكن عندَهُم تقصيرٌ يمنَعُ نَصْره، وهَذا التَّقْصير.. هُم تقصيرٌ في ثَلاَث نَوَاحي (هَكذا ): تقصيرٌ تربَويٌّ ، وتقصيرٌ في التَّعاون ، وتَقْصير ٌ في الدَّعْوة ، هَذا عامٌّ شاملٌ ، مُعْظمُ أصحَابِ هَذه الدَّعْوة إلاَّ مَن رَحمَ الله !!! "
قلتُ: إذا كانَ اللهُ لم يجد الجماعةَ الَّتي تستحقُّ النَّصْر، فأينَ هُم الَّذينَ قالَ فيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " لاَ تزَالُ طائفةٌ مِن أمَّتي ظَاهرِينَ على الحقِّ ؟ هَذا تكذيبٌ صريحٌ ! "
عدنَان يرَى أنَّ العقيدَةَ والإتِّباع وروايَات السَّلف لاَ تُثْمر التَّقْوى والخُلُقَ الحسَن
قالَ في كتَابه: "صفَاتُ الطَّائفَة المنصُورَة " في خضمِّ محاربَتِه للطَّائفَةِ المنصُورَة ص (93): وإلاَّ فإنَّ مِن سُوء التَّربية أن يُلقَّن العَقيدَةَ، ويحفظَ مُتونها أو يُركّز على الإتِّبَاع، وحفْظ روايَاتِ السَّلف، وتُهمَل تَقْوى الله ومُراقبَته وحُسْن الخُلُق ! كمَا يحصُلُ في بَعْض الجَامعَات !! فيَخْرجُ جيلٌ يحفَظُ ولاَ يَفْقه ! يَعْلمُ ولاَ يَعملُ ! وفي بَعْضهم مِن ضَعف الإيمانِ وقلَّةِ التَّقْوى وسُوء الخُلُق مَا يَكمدُ النُّفوس َ حسرَةً، ويُفطِّر الأكبَادَ أسَفاً !! "
قلتُ : إنَّه لاَ يَقصدُ غَيرَ السَّلفيِّين ، فهم الَّذينَ يحرصُون على سلاَمةِ المعتقَدِ ويُركِّزونَ على الإتِّباعِ ، وهم الَّذينَ يتتبَّعُون آثارَ السَّلَف ، وكأنَّ الشَّيخ عدنَان قد طافَ بجامعَات الدُّنْيا ، فلم يجِدْ ما يُفطِّر الأكبادَ غيرَ الجامعَاتِ السَّلفيَّة ، مع َ أنَّ وُجودَ جامعَةٍ سلفيَّةٍ في هَذا الزَّمان يُعدُّ من أَعاجِيبِ الدَّهر، فبدلاً من أن تحظَى منه بالتَّشْجيعِ، فإنَّه قعدَ لها بالطَّريقِ يصدُّ عنها بمَا يُشهِّرُ من مَثالبِها، وإنَّا لله !
التَّهْوينُ من شَأن العَقيدَة :
قالَ الشَّيْخُ عَدنَان : " قضَايَا العَقيدَةِ تَنتَهي بكَلمَةٍ وكَلمتَينَ وثلاَثَة !! " ، من شَريط:"رَدّ د/ عَبدِ الله الفَارِسيّ علَى رِسالَة عَدْنان " ، بصَوْته .
هَذه هيَ سنَّةُ الحرَكيِّين جميعاً، جعَلوا همَّهم الأَكبَر في الوُصُول إلى السُّلْطة فعجَباً لهم، وجَدُوا اللهَ في طَريقِهم فعمدُوا إلى التَّخَلُّص منه، ضنًّا بوَقْتهم مِن أن يَضيعَ في المبَاحث العقَديَّة !!
أمَّا الشَّيْخ عدنَان فمتَضايقٌ من المسَاحة الكَبيرَةِ الَّتي تشغَلُها العَقيدَة في حياةِ المُسلِمِين ، لأنَّه قالَ هَذا مُقابَلةً لكلاَمِه عمَّا يُسمِّيه : (المنهَج) ، وتأمَّل تضَايُقَه من المبَاحِثِ العقَديَّةِ ، واجتِهَادَه في اختِزَال ألفَاظِها بعدَ اختصَار مسَائِلها ، فقَدْ قالَ في شريط:" تفسير سُورَة آل عِمْران " : " بدَلَ ما تقُول : نُثْبتُ للهِ ما أَثْبتَ لنَفْسه مِنْ غَيرِ تَكييفٍ ولاَ تَشْـبيه .. ، بلاَشْ كلّ هَذا التَّفْصيل ، مَذْهبُ السَّلَف في نُقْطتَيْن : إثبَاتٌ معَ تَنْزِيهٍ ، بَسْ !! والتَّنْزيه تتضمَّنُ (هَكذا) ما في الأُمُور المَنفيَّةِ، وتَسْتريح !!! "
قلتُ: تأمَّلْ رَاحةَ الرَّجُل، وإنَّا لله !
السَّلفيُّون ليسُوا أهلَ النَّجاة عندَ عدنَانِ
جاء قي شريط "كلماتٌ في المَنهَج" أنَّ عدنانَ قال: " .... فإذَا هُو بينَ يدَي الله عزوجل يقولُ -أي اللهُ – ( أنتَ لستَ علَى شيءٍ ! ، واللهِ ! أخْوف آيةٍ قي كتابِ الله " ثمَّ تكلَّمَ عدْنان بتهكُّمٍ على لسَانِ السَّلَفي أنَّه يقُولُ يَوْم القيامَةِ :" والله أنَا كنتُ سلَفيٌ (هَكذا)
ثمَّ أجابَه عدْنانُ بقَوْله : " من قالَ لكَ إنّ السَّلفيَّ ناجِي (هكذا)
أنَا كنتُ من حِزْب كَذا ! مَن قالَ لكَ هَذا ؟!
أنا وهَّابي ! المسألَةُ ليسَت كذلكَ !! ".
قلتُ: تأمَّلْ، فأمَّا السَّلفيُّ والوهَّابيُّ – على حدِّ تعبيرِه – فإنَّه يُسمِّيهما عندَ الذَّمِّ، وأمَّا الحزبيُّ فلاَ يَنبغي إلاَّ إبهَامُه !!
إنَّ عدنانَ زعمَ لنا مرَّاتٍ ومرَّاتٍ أنَّه فرَّ من بَطْش نظامِ بلَده ، فآوَتْه بلادُ الوهَّابيَّة ! وسترَتْه ونصَرَتْه ، فكانَ مِن جَزَائه لها ما تقرؤُونَ !!
ثمَّ تأمَّلْ منهَجَ عدنَان في المُوَازَنات : إنَّه -كعادته - يَضْربُ للمُثُل العُلْيا الأمثلَةَ السُّفْلي ، كالإخلاَص الَّذي لم يجِدْ مَن يمثِّلُه أَحسنَ مِنَ الخوَارِج : كِلاَبِ النَّار !
ويَضْربُ للمُثُل السُّفلي الأمثلَةَ العُلْيا ، كالتَّحزُّب المَقيتِ الَّذي لم يجِدْ مَن يمثِّلُه أَصْدقَ مِنَ الوهَّابيَّة والسَّلفيَّةِ ، أمَا وجَدَ عدنَانُ في الدُّنيَا شرًّا مِنَ السَّلفيِّين ؟!
وأنَا قلتُ هنَا: إنَّه ضربَ المثَلَ للحزبيَّة المقِيتَة بالدَّعوَة السَّلفيَّة، لأنَّه قالَ في محاضرَةِ "كلمَاتٌ في المنهَج": " فإذًا حتى نتخلَّصَ مِن هذه الأُمُور، دَعُونا مِن وهَّابيَّة، ومن سَلفيَّةٍ، ومن حزبيَّةٍ، إلى غَير ذلك !!! "
قلتُ: تأمَّلْ فإنَّه لم يجد الحزبيَّةَ إلاَّ في الدَّعْوة الوهَّابيَّةِ والدَّعْوةِ السَّلفيَّة ، مع هَذا الحِرصِ الشَّديدِ على التَّسْميةِ وكَذا تَلْقيبِ أهل السنَّةِ بما يحبُّ أهلُ البدَعِ مِن القبُوريِّين والحركيِّين وغَيرِهم مِن أهل الزَّيْغ ، كلَفْظ ( الوَهَّابيَّة) والأَمْرُ لله !!
إخوَانيَّةٌ مكشُوفةُ :
جَاء في شَريط : " نَدْوة حَوْل المُفْتي والمٌستفتي " أنَّ الشَّيخ عَدْنان سُئلَ عن النُّزولِ على الرُّكَب في الصَّلاة فقالَ : الشَّيْخ عَبد العَزيز يرَى النُّزولِ علَى الرُّكَب ، والشَّيْخ ناصِر يرَى النُّزول علَى الأَيْدي "
هَذا جوابُ العُلَماء ، وليتَ الشَّيْخ عدنان رَضيَ بما عندَ أهلِ العِلْم ، لكنَّه استفزَّه الشِّيْطانُ حتى صغَّرَ في عَيْنَيْه الفِقْهَ في الدِّين ، فما أجابَ لاَ بقَوْل الشَّيْخ الألباني ولاَ بقَوْل الشَّيخ ابنِ باز ، بل قالَ :" طَيِّبْ - يَا أَخي ! - انزِلْ علَى رَأسِك ، ولا َ تُفرِّق المسلِمين !!! "
النقد :
هَذه عُقْدةٌ إخوانِيَّة مَعْروفةٌ تجاهَ المسَائلِ الشَّرعيَّة ، يَتَصوَّرها أصحابُها مَفرِّقة ً للمُسْلمينَ ، ويَستَصْغرُون شَأْنها ، ويَطْلبُون التَّخَلُّص مِنْها ، وبدَلاً مِنْ أَن يجرِّدُوا أتبَاعَهم عن التَّعصُّب الذَّميمِ الَّذِي يُفرِّق المُسْلمينَ ، فهُمْ يَلجؤُونَ إلى الدَّعْوة فيُجرِّدونها مِنَ الفِقْه ، جمعاً لكَلمَةِ المسلِمِينَ في ظَنِّهم ! وإلى يَوْم النَّاس هَذا لم تَزِدْهم الأيَّامُ إلاَّ تفرِقَةً ، فهَلْ يعتَبرُونَ ؟!
أقولُ للشَّيْخ عَدنان : لقَد ترَكْتَ المستَمِعينَ لتِلكَ النَّدْوة ضَاحكِينَ مُقَهْقهِين َ لجوابِكَ (انزِلْ علَى رَأْسك ) ، فهَلْ تُراكَ ضَاحكاً يَومَ القِيامَة، إذَا قيلَ لكَ : النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قَد أمَرَه ربُّه أن يُبلِّغ أمَّتَه كيفيَّةَ الهَوِيِّ إلى السُّجُود فبلَّغَهم ، فلَم تقتَدِ به ، وعلمْتَ - يَا عَدْنان - مَقولاَت أَهْل العِلْم في المسأَلَة فلَم تقتَدِ بهم ، واختَرْتَ لنَفْسكَ الإقتِداء بـ : بهلَوَانيَّة إخوَانيَّة فهَلْ تَرْضَى أَن تُحْشر َ مع المستَهْترينَ بالشَّرْع ؟!
هَلْ عَهِدتَ مِن عُلَمائكَ الَّذينَ تَنتَمي إلَيْهم (عندَ الحَاجَة ! ) كهَذَين الشَّيْخَين تَبرُّمَهم منَ المسَائل الفقْهيَّة ؟!
عدنان لاَ يحبُّ المسائل الفقهيَّة لأنَّ النَّاسَ يحبُّون السِّياسة :
قالَ في شَريط ألقَاه في الجَزَائر في تَفْسِير سُورَة محمَّد (2) وَجْه (ب) : بمنتَهَى الأَدَب تَسْألُون ما شئتُم ، بمنتَهَى الأَدَب ....
لكن ما أُحبُّ الأسئلةَ الفقهيَّةَ ، لاَ لأنِّي ما أَهتمُّ بها ، ولكن لأنَّ – الآنَ تَعْرف – النَّاس تحبُّ السِّياسةَ ، فهَذا نُجيبُ علَيْك إن شاءَ اللهُ !!!
كنتُ أودُّ أن أَتَغافَلَ، وأزعمَ أنَّه أرَادَ التَّهكُّمَ بمَن فيه هَذا الدَّاء، ولَكن كَيفَ يستَقيمُ لي هذا التَّغافلُ معَ الآتي:
فقد سُئلَ الشَّيخُ عدنانُ عن بعضِ المسَائلِ العقَديَّةِ والفقهيَّةِ وهو صابرٌ إلى أن جَاءَه سُؤالٌ فقهيٌّ استَنفدَ صَبْرَه ، واستفزَّ غضبَه ، قالَ السَّائلُ : سنَّةُ الظُّهْر القَبْليَّة ..؟ فاعترَضَ علَيْه عدنَان قَائلاً : يَا أخي ! تَسْألوا ( هَكَذا ) مشايخَكُم الآنَ على كلِّ حالٍ !!
ثمَّ تابعَ قراءةَ السُّؤالِ على مضَضٍ : سنَّةُ الظُّهْر القَبْليَّة أربعُ ركعَاتٍ بتَسْلِيمَة ٍ واحدَةٍ هَل يُوجَد تشهُّدٌ واحدٌ أم اثنَان ؟.
قلتُ: كَانَ يمكنُ أن يُقالَ: إنَّه حينَ قالَ: .... لأنَّ النَّاس تحبُّ السِّياسةَ، أرادَ التَّهكُّمَ بهم، لولاَ أنَّه في إجابَتِه هُنا زفَرَ زَفْرةً شديدةَ اللَّهجَة في وُجُوه أصحَاب ِ الأسئلَةَ، فقالَ – وقد نفَدَ صَبرُه: هَذا شُغلُكم الشَّاغلُ ؟!!
ولدى الرَّجلِ من مِثْل هَذه أمثلةٌ كثيرَةٌ، مجمُوعةٌ عندِي من محاضَراته، لكن حَسْبي أنَّني ذكرتُ هَذا المثالَ ليُعْلمَ ما وراءَ الأكمَة، واللهُ المستعان.
لقَدْ استَبْشَرْنا خيراً أوَّلَ ما سمعْنَا بأنَّ الشَّيْخَ عدنَان من دُعاة السنَّة ، فلمَّا بلَوْناه وجَدْناه قويَّ المدَاهنَةِ والتَّقيَّة ، ضَعيفَ الولاَء للدَّعوةِ السَّلفيِّة ، بل وَجدنَاه حَرْباً علَيْها ، جَريئاً في الاسِتنبَاط العَشْوائيِّ ، جَريئاً في ابتِدَاعِ القَواعِدِ الَّتي لم يَفُهْ بها أحدٌ من قَبْله ، سياسيٌّ في صُورةِ داعيَةٍ ، تكفِيريُّ في صورَة ناهيَة ، جريءٌ في الطَّعْن على أهلِ العلْم ، فقَدْ سمعتُهُ يدعُوا التَّحاكُمِ إلى العُلَماء ، فلمَّا تكَّلمَ فيه العُلَماءُ رمَاهم بالظُّلْم ، وهَذا من آخِرِ ما سمعتُ له ، كما في الأشرِطَة الَّتي سُجِّلَت له في أمرِيكا وكندَا في بَيْت أبي رَافِع وأبي صلاَح وغَيرِهما ، وقد هالَني أن يَتجرَّأَ على مجمُوعة من أهلِ العِلْم ، منهُم الشَّيْخ عبد المحسِن العبَّاد البَدْر ، والشَّيْخ صَالح الفَوْزان وغَيْرهما !
بل قالَ في مُخَالفِيه كما في شَريط معَ عدنَان في بَيْت أبي صلاَح الوَجْه (أ) سنَة َ 1421هـ : أمَّا أنا : سأُواجِه ، والله ! سأطَؤُهم بقَدَمي وأَسِمُ أُنُوفَهم !!!
سَبَكْناهُ وَنحسبُهُ لُجَيْناً /// فبَانَ الكِيرُ مِنْ خَبَثِ الحَدِيدِ
هَذا، وقَد بانَ لي من سِني دَعْوته أنَّ له ثلاَثَةَ أو أربَعةَ محاوِر يُكرِّرُها منذُ أن صار َ (دَاعيَة)، لا يَكادُ يُعرَف له غَيرُها، وهيَ:
- أنوَاعُ المجتَمَعات الَّتي يتعرَّضُ لها المُسلِمُ ، وقَد بانَ للقَاريءِ أنَّه يُريدُ بذلك مَنْع َ تسميَةِ البُلْدان المُسلمَة بـ ( المجتَمَعات المُسْلمة ) ، وهو ألصَقُ بالتَّكْفير ، وإن زَعَمَ ...!!
- أسَاليبُ الدَّعْوة، ويُريدُ بها رَمْيَ السَّلفيِّينَ بعَدَم الحِكْمة في ذلكَ، وهَذا ألصَقُ بموالاَةِ الجماعَات الحزبيَّة، لأنَّه لاَ يَكادُ يُسمِّي الدَّعْوةَ السَّلفيَّةَ إلاَّ في مَوطنِ الذَّمِّ، وأمَّا الجماعَات الأُخرَى فلاَ يَكادُ يُسمِّيهم، بل خرَقَ لهم قَواعدَ تحمِيهِم !!
- الأخلاَق، ويُريدُ بها المُقارنَة بينَ دَعْوتها ، ودَعْوة التَّوحيدِ ، بُغيَةَ التَّقْليل من شأنِ التَّوحيد ، كما مرَّ ، ومِثْلُه قَوْله في التِّيه والمَخْرج ص (77) : ومَن تتبَّع أسبَابَ الانشِقَاقاتِ الَّتي حصلَتْ في الجَماعات يجِد مُعْظمَها أسباباً أخلاَقيَّةً ، لا َعقَديَّة ، ولاَ منهَجيَّة !!
المَنهَج ويُريدُ به أن ينصَرف النَّاس إلَيْه ، وكلَّما تكلَّمَ فيه قرنَه بالتَّوحيد وبيَّنَ أنَّ الحاجةَ إلى (المنهَج ) أمسُّ ، وأنَّ خُروجَ الجمَاعَات – كالخَوارِجِ مثَلاً – لم يَخرُجوا خُروجاً عقديًّا ، إنما خَرَجوا خُروجاً منهَجيًّا ، وأنَّ موضُوعَ التَّوْحيد انتَهَى أو أوْشكَ على الانتِهَاء ، كلُّ هَذا لِيُهوِّن من شأنِ التَّوْحيد !!
واعلَمْ أنَّ موضُوعَ (المنهَج) من اختِرَاعاته، وتَقْسيم الإسلاَمِ إلى أربعةِ أقسَامٍ، منها: (المنَهج !!) من تُرَّهاتِه، كما في شَريط " أهميَّة مَعْرفة المنهَاج وخُطُورة الخُروجِ " عنه محاضرَة ألقَاها في الجَزَائر - وَجْه (أ)، وشَريط "الوَسائل والغايات"، بل إنَّ تَعريفَ (المنَهج) غَيرُ مُنضبِطٍ، وهو في تَعْريفِه مضطَربٌ جدًّا، لولاَ أنَّني في معتَصَر المختَصَر لبيَّنتُ ذلكَ.
إذًا فمُحاضراته طيلةَ خَمسٍ وثلاَثينَ سَنَة من دَعْوته – حسَبَ عدِّه هو – كانت حَرباً ًإمَّا على التَّوحيدِ، وإمَّا على أَهْلِه الَّذينَ هم الطَّائفةُ المنصُورَةُ السَّلفيُّون، والأمرُ للهِ وَحْدَه.
تنبيه : محاضَرَات الشَّيْخ عدنَان واحدَةٌ في كلِّ العَالم من حيثُ العَناوين ، لكن المحتوَى قد يَختلفُ أحياناً بزيادَةٍ أو نَقصٍ ، لذَا فالتَّقيُّدُ بالتَّاريخِ أو البَلَد الَّذي أُلْقَيت فيه مهمٌّ عندَ التَّأكُّد، وقد فعلتُ وُسْعي .
وقَد أطَلتُ بعضَ الشَّيْء في تجليَة دَعْوة هَذا الرَّجُل لثلاَثَة أسبَابٍ :
الأوَّل : أنَّني وَعدتُ بذلكَ في كتَابي " فتاوى العلماء الأكابر" ، فكانَ هَذا أوَان الوَفاء به ، ولا سيَّما أنَّه يُعْفيني من إفرَادِه بكتَابٍ ، ولذلكَ يُلاَحظ القَاريءُ أنَّني اقتَصَدتُ في الرَّدِّ علَيْه اقتِصادا.ً
الثَّاني : أنَّ هَذا الصِّنفَ من الدُّعاةِ هُم من أكبَرِ الأسبَابِ في استِقْرارِ الفَوْضى السِّيَاسيَّة واستِتْبَاب الدَّعواتِ الدَّمَويَّة في دِيَار المسلِمِين، وأنَّ خُطورتَهم تزدَادُ كلَّما جَاؤُوا لإيقَادِ النَّارِ في صِفة رِجَال مطَافيء !
الثَّالث : أن يَعْلم أولئكَ الثُّوَّار أنَّهم ترَكوا علمَاء صِدْقٍ بحقٍّ إلى هَذا الصِّنف ممَّن يُدرِّبونهم على التَّدْليسِ والتَّنصُّل من تَحكيمِ نُصُوص الشَّرْع إلى تحكِيمِ العَوَاطف ، والتَّظَاهر بالوَلاَء ، فإذا حقَّت الحَقَائقُ قالُوا : ما قُلْنا ، وما أيَّدْنا ، إنَّما كنَّا نَدْعو إلى التَّعقُّل واستِعْمال الحِكْمة !!
وأخيراً أَقولُ: لقَدْ كتَبْتُ هَذا الفَصْل لبيَان خُطُورةِ السُّكوتِ عن البِدَع والمخَالفَات الشَّرْعيَّة، الَّتي تبدُو في الأوَّلِ صِغاراً ، ثمَّ تكبُرُ وتترَعْرع ، وتثبُتُ في القُلُوب وتتفرَّع ، فيَعسُرُ حينئذٍ معالجتُهَا ، ورُبَّ كلمَةٍ ينطِقُ بها مَن ليسَ أهلاً لأن يتصدَّر ، يتخطَّفُها ذُو هوًى ، فتعيشُ بها فتنٌ، وتَزدَادُ بها إحَنٌ، قال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه : " إنَّها ستَكُونُ أُمورٌ مشتَبهَاتٌ، فعلَيْكُم بالتُّؤَدة ، فإنَّكَ أن تَكونَ تابعاً في الخَيرِ خَيرٌ منَ أن تَكُونَ رأساً في الشَّرِّ " روَاه ابنُ أبي شَيْبة (7/456) وابنُ بطَّة في " الإبانَة / الإيمان " (176-177) والبَيهقي في " الشُّعَب " (7/297) .
هذه جملةٌ من المَباحث و الردود العلميَّة السَّلفية مستلةٌ مِن كتاب العُجاب: " تخليصُ العِباد من وحشيَّة أبي القَتَاد الفلسطيني "، فمن أَرادَ المزيد لمعرفة أكَثر من تدليسَات و تلبيسَات الرَّجل فليرجع إلى الأصل
[ باقي تلك انحرافات يَحسْنُ مُراجعتِها من بينها ]:
- سُوءُ أَدَب عَدْنان معَ أصحَاب رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم
- قَطع عدنَان صلتَه بالفِرْقة النَّاجية من أجلِ الخَوَارج
- عدنَان يُعْرضُ عن الانتِسَاب إلى السَّلفيِّين
- عدنَان لم يَجد في الجَماعَات أشدَّ تقصيراً من السَّلفيِّين
- سلبيَّات السَّلفيِّين لاَ تُعدُّ ودُعاتُهم لاَ يَفهمُون الدَّعوة
- تهنِئَة عدنَان أهلَ السنَّة بالتَّخلُّص من مراجعِهم العقديَّة
- عدنَانُ يُوجبُ الكُتُب الخَلفيَّة ويَستحبُّ الكُتب السَّلفيَّة
- عَدنَان يرَى أنَّ الطَّلاقَ أخطَرُ منَ الشِّرك
- عدنَان يفضِّلُ الأخلاَقَ على التَّوْحيد
- عدنان يدَّعي أنَّ هارُون صلى الله عليه وسلم داهنَ على حسَابِ التَّوحيد
وبعد هذا البيان تبيَّن أنَّ عدنان عرعور رجل مُنحرفٌ زائغٌ عنِ الحقِّ، لاَ يجُوز بحالٍ من الأَحوال الثَناء عليهِ أوْ تَزكيتهُ فهذا تغريرٌ بالمسلمين عموما ًوبالسَّلفيين خصوصاً .
وأخيراً، أسال الله عزوجل أنْ يَهدى الأُستاذ حاج عيسَى الجزائري حول مَا قرره مِن ثَناء على الرَّجل الَّذي بانَ انحرافهُ وضلاله، وذلك بتراجع حَولَ مَا سَّطره في كتَابهِ وتراجع كَذلِك عَنْ بَاقي ثغرات رِسالته الَّتي لاَ تُمثل قطعاً مَنهج الألبَاني في مَسائِل التَبدِيع والتَّحذير مِن المُخالفين .
ويَا حَبذَا لَو يَقُوم أحدْ المشايخ الجَزَائر حفظهم الله بمُناقشة والردّ الباطل المبثُوث في الكتاب بمادةٍ صوتية تَكونْ علَى شَكل سلسلةٍ علميَّة لكي تقُوم بها الحُجَّة على من اغترَ بالكتَاب الَّذي أساءَ مؤلفهُ إلى منهج الشَّيخ الألباني رحمه الله ، والله أعلم
وصلى الله وسلَّم وبَارك على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه .


أعدَّه : سفيان ابن عبد الله الجزائري / 21 رمضان 1429هـ .

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 06 Apr 2011 الساعة 10:21 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 Dec 2009, 07:46 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي زيادات مهمة

مجمل الملاحظات حول رسالة الأُستاذ حاج عيسى سدده الله
لأحد إخواننا الأفاضل

ويليها تعليق هام
لشيخنا المفضال أبي عمر أسامة بن عطايا العتيبي
حفظه الله ورعاه


"... فكان عليه أنْ يسْلُكَ منهجا استقرائيا شاملا، ويتمثل ذلك فيما يلي:
1- تَتَبُّع واستقراء كلام الشيخ الألباني المدوَّن في مختلف كتبه.
2- تَتَبُّع واستقراء كلام الشيخ الألباني المسموع في أشرطته، مع مراعاة السياق الذي قيل فيه.
3- تَتَبُّع واستقراء كلام الشيخ الألباني في بعض المخالفين ممَّنْ ردَّ عليهم من معاصريه وغيرهم.
4- تَتَبُّع واستقراء مواقف الشيخ الألباني العملية من مخالفيه، ويكون ذلك بمراجعة خواص طلبته ومقرَّبيه ـ الذين عايشوه، وعرفوه عن كثب ـ وسؤالهم عن ذلك.
وفي كل هذا ينبغي توخِّي الأمانة في النقل، والحذر من الحذف و البتر الذي هو صنيع أهل الأهواء.
ثم ـ بعد ذلك ـ ضمُّ كلِّ هذا بعْضَهُ إلى بعضٍ، وتحليلُه، ثُمَّ استنتاجُ منهجه في الدعوة عموما وفي معاملة المخالفين خصوصا.
والمتفحص لهذه الرسالة يجد أنَّ صاحبَها قصَّر في ذلك تقصيرا فاحشا؛ فقد أهمل على سبيل المثال:
أ- تقريظ الشيخ الألباني لكتاب "مدارك النظر" للشيخ عبد المالك رمضاني، وما جاء فيه من كلام له في ذلك.
ب- وصف الشيخ الألباني لطريقة د.سفر الحوالي وأتباعه بالخارجية العصرية، مع كونهم ينتسبون ظاهرا إلى منهج السلف.
جـ -كلام الشيخ الألباني في السرورية، وذمُّه لها مع كونهم ـ أيضا ـ ينتسبون ظاهرا إلى منهج السلف.
د- وصف الشيخ الألباني للإخوان المسلمين بأنهم معادون للسنة.
هـ- هجر الشيخ الألباني للشيخ نسيب الرفاعي مع كونه من الفضلاء لأجل خلاف بينهما في مسألة من المسائل.
ونحو ذلك من الأمور المهمَّة التي ينبغي أن تكون على بالِ كُلِّ مَنْ أراد الكتابة في منهج الشيخ الألباني في التبديع، ومعاملة المخالفين...
ولكنَّ هذا الكاتب ضرب عنها صفحا، وطوى عنها كشحا، فكان منهجه في رُسِيِّلَتِه هذه "انتقائيا" لا استقرائيا
فلا يُؤمَنُ ـ بعد ذلك ـ أنْ يأتيَ حُكمُه، واسنتاجه ناقصا، بل خاطئا! " إ.هـ
تعليق الشَّيخ الفاضل أسامة العتيبي سلمه الله :
وحال عدنان عرعور من الوضوح بمكان، وبدعه وأكاذيبه وروغانه مما لا يخفى على من قرأ ردود أهل العلم عليه، وكذلك من قرأ دفاعه هو عن نفسه!
فهذا الرجل كذاب مراوغ..
حدثني الشيخ عبد القادر الجنيد عن قصة قديمة قبل افتضاح حال عدنان عرعور :
أن شيخنا الشيخ ربيعاً اتصل به قديماً مخبراً له أن في المجلة التي يصدرها أحمد سلام ومعه عدنان عرعور مقالاً في نصرة منهج الموازنات على طريقة أهل الهوى، وكان هذا الاتصال متزامناً مع وجود عدنان عرعور في الدمام، وعقد مجلس حضره كثير من الإخوة منهم الشيخ عبدالقادر الجنيد، فسأل عدنان عرعور عن ذلك المقال في المجلة، فأنكره عدنان عرعور بشدة! وكذب الخبر!!
فعاود الشيخ عبدالقادر الجنيد الاتصال بالشيخ ربيع فطلب منه الشيخُ رقم فاكس فأرسل إليه صورة من المقال في المجلة في العدد الأخير، والمفاجأة الكبرى أن كاتب المقال هو عدنان عرعور نفسه!!!!
فهذا رجل مراوغ كذاب ، إضافة إلى أنه قطبي محترق ، ومتكبر ومتعالم..
ومن العجائب أن بعض من يصف بعض علماء وفضلاء السلفيين بأنهم من غلاة التجريح أصبح يمتحن الناس في مقالاته بعدنان عرعور!!
فيجعل من علامات التحزب أو من الفوضى الواقعة بين السلفيين تبديع عدنان عرعور ووصفه بالحزبية!!
فصار ذلك الضال المخذول عدنان عرعور محنة يمتحن بها السلفيين، ويطعن فيهم!!
وهذا من الضلال والغواية، فعدنان عرعور ضال منحرف، والسلفي يجب أن يكون منصفاً باحثاً عن الحق وليس متعصباً متبعاً لهواه ..
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
قلتُ : إضافةًً لتأيده لمنهج الموازنات وسوء أدبه في تعقيبه على شيخنا الوالد ربيع المدخلى حفظه الله حيث وصفه بقوله :" قال أحدهم " !!
انظر: ص19 الحاشية من رسالة منهج الألباني ط- دار الإمام مالك .بالجزائر

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 06 Apr 2011 الساعة 10:30 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 Dec 2009, 09:54 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

بارك الله فيك ؛ نسأل الله السلامة و العافية ؛ و الهداية لحاج و من حوله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 Dec 2009, 10:49 AM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
...لأحد إخواننا الأفاضل

بوركت لكن هل يمكن أن نعرف صاحب الرد باسمه؟.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 30 Dec 2010 الساعة 10:50 AM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 Dec 2009, 12:27 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي

اقتباس:
بوركت لكن هل يمكن أن نعرف صاحب الرد باسمه؟؟؟!.
وفيك بارك الله أخي لقمان
الحاصل: أن الملاحظات المجملة جاءت متينة وقوية فى بابها
والله يهدى للحقّ ...


التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 06 Apr 2011 الساعة 10:33 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09 Jan 2010, 08:11 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

بارك الله فيك أخي سفيان و ثبتك على الحق حتى تلقاه

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 07 Mar 2010 الساعة 11:44 AM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 Jan 2010, 04:01 PM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المشاركة،
وللفائدة فقط أقول لكل مخدوع بهذا الرجل أن ما سماه هو تزكية المشايخ له، فإن الشيخ الألباني رحمه الله- ما كتب فيه تلك الكلمة إلا بعد إلحاح شديد على الشيخ بعد أن سافر إليه لأجل هذا الغرض، مدعيا أنه كثير التنقل و الترحال للدعوة ويحتاج لمثل هذه التزكية فكتبها له الشيخ على غير عادته - كما أخبرنا بهذا من كان حاضرا في المجلس -.

أما ادعاؤه التتلمذ على الشيخ ابن باز فقد شهد كبار تلامذة الشيخ أنهم لا يذكرون له حضورا لمجالس الشيخ رحمة الله عليه.
ثم هب أن مشايخ الدنيا زكوك ثم تخالف منهجهم و تسير على غير هدى ما تنفعك تزكيتهم، بل هي دليل عقوق وانتكاسة -عياذا بالله-
وأزيد إخواني فائدة في هذا الباب أن كل مذيعٍ ومباهٍ بتزكية الغير له ففي نفسه شيء، و كما قال الشيخ ربيع -حفظه الله وسدَُد خطاه- في واحد من أمثال هؤلاء: إنما يزكيك عملك.
كما لا يفوتني في هذا المقام تحذيرا لكافة الإخوان، بأن أؤكد على أن الرجل لابتورع في تكفير الحكام في مجالسه، ولست أفتري عليه بل هذا ما سمعته بأذني ووعيته بقلبي.
والله المستعان.
(إن البغاث بأرضنا استنسروا)

التعديل الأخير تم بواسطة لزهر سنيقرة ; 30 Jan 2010 الساعة 11:45 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 Jan 2010, 07:53 AM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,033
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر سنيقرة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المشاركة،
وللفائدة فقط أقول لكل مخدوع بهذا الرجل أن ما سماه هو تزكية المشايخ له، فإن الشيخ الألباني رحمه الله- ما كتب فيه تلك الكلمة إلا بعد إلحاح شديد على الشيخ بعد أن سافر إليه لأجل هذا الغرض، مدعيا أنه كثير التنقل و الترحال للدعوة ويحتاج لمثل هذه التزكية فكتبها له الشيخ على غير عادته - كما أخبرنا بهذا من كان حاضرا في المجلس -.

أما ادعاؤه التتلمذ على الشيخ ابن باز فقد شهد كبار تلامذة الشيخ أنهم لا يذكرون له حضورا لمجالس الشيخ رحمة الله عليه.
ثم هب أن مشايخ الدنيا زكوك ثم تخالف منهجهم و تسير على غير هدى ما تنفعك تزكيتهم، بل هي دليل عقوق وانتكاسة -عياذا بالله-
وأزيد إخواني فائدة في هذا الباب أن كل مذيعٍ ومباهٍ بتزكية الغير له ففي نفسه شيء، و كما قال الشيخ ربيع -حفظه الله وسدَُد خطاه- في واحد من أمثال هؤلاء: إنما يزكيك عملك.
كما لا يفوتني في هذا المقام تحذيرا لكافة الإخوان، أن الرجل لابتورع في تكفير الحكام في مجالسه، ولست أفتري عليه بل هذا ما سمعته بأذني ووعيته بقلبي.
والله المستعان.
(إن البغاث بأرضنا استنسروا)
بارك الله فيك يا شيخ على الفائدة وزاد من علمك
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 Jan 2010, 08:16 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

حفظ الله الشيخ وبارك فيه على ما قدّم
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 11 Jan 2010, 10:56 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي أحسن الله إليك

وفيك بارك الله أيها الشَّيخ الفاضل
وشكر الله لك على تعليقك الطيِّب والهام
فزادهُ جمالاً وقوةً في تأيِّد الحق ورد الباطل
جزاك الله خيراً
نفع الله بك أينما حللت وارتحلت
وجعلك مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 28 Jul 2010 الساعة 12:15 PM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 Jan 2010, 09:22 AM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

اقتباس:
وأزيد إخواني فائدة في هذا الباب أن كل مذيعٍ ومباهٍ بتزكية الغير له ففي نفسه شيء

جزاك الله خيرا شيخنا الوالد أبا عبد الله.

وزادك الله من فضله.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 Feb 2010, 05:45 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي يُرفع لبيان حال عدنان عرعور

يُرفع لبيان حال عدنان عرعور

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 06 Apr 2011 الساعة 10:34 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 Feb 2010, 08:49 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيكم

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 07 Mar 2010 الساعة 11:41 AM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04 Mar 2010, 02:58 PM
أبو فارس أبو فارس غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: شمال سيناء - مصر
المشاركات: 17
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو فارس
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

عافاكم الله من عرعور وغيره يا أهل الجزائر

جزاك الله خيرًا أخي سفيان على ما كتبت

وأشكر كذلك الشيخ لزهر على ما كتب واؤكد على كلمة كتبها ألا وهي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر سنيقرة مشاهدة المشاركة
وأزيد إخواني فائدة في هذا الباب أن كل مذيعٍ ومباهٍ بتزكية الغير له ففي نفسه شيء، و كما قال الشيخ ربيع -حفظه الله وسدَُد خطاه- في واحد من أمثال هؤلاء: إنما يزكيك عملك.


فإني اؤكد على كلام الشيخ وأقول أني أعرف أحدهم وفي نفسه مرض!


أبو فارس
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013