منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 27 Mar 2010, 06:52 PM
أبو أسامة سمير الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي نِعـمَ التـحيُّز … و تحـذيرٌ من التـميُّع … و دعـوةٌ إلى التـميُّز

نِعـمَ التـحيُّز … و تحـذيرٌ من التـميُّع … و دعـوةٌ إلى التـميُّز



الحمد لله ، و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه.

أما بعد :


فقد حذَّر جهابذة السنة من منهج التمييع ـ وريث و سليل منهج الموازنات ـ ، و بينوا خطورته للناس ،و أنه "مصادم لعلوم الجرح و التعديل ، التي سلّمت لها الأمة " ، وحثوا طلبة العلم على هدِّ أُسُسه ، و تقويض أركانه و قواعده ، و تعاونوا على كشف أهداف واضعيه و منظريه ؛ فظهرت ثمار ذلك الجهد ، و سَعِد الشباب السلفي لصفاء منهجهم ، و وضوح سبيلهم ، و فرحوا بنصائح أهل الحق والغيرة من حماة المنهج السلفي.


فَـدَكُّ كهوف هذا المنهج الدخيل العميل ، و قصف مغاراته جهادٌ في سبيل الله تعالى ، لأن راية التَّمَـيُّز لا تخفق ظاهرة في عُلاها فوق قلاع التحيُّز لأهل الأثر و السنة ما لم ينتفض حماة السنة و جُنْدها ، و يتحرك جيش الأثر أتباع السلف ، و يزحفون لإبادة " طابور التمييع " الذي يريد أن يُدمِّر سلاح الطائفة المنصورة الناجية .


بالأمس القريب " هاجت " خفافيش أدعياء السلفية ( من سرورية و قطبية و غيرها ) تريد إرساء منهج الموازنات كخطة مضادة لعلم الجرح و النقد ؛ دفاعاً عن محدثاتهم و بدعهم ، و استمراراً لتلبيساتهم و كيدهم ، و تجذيراً لزمرتهم و حزبهم .


و اليوم ظهر "تيارٌ أو حزبٌ أو مذهبٌ " جديد يرفع شعار العدل ، و الانصاف ، و التريث يتخذ من " التوقف " منهجاً يتحرك به و له، و رايةً يُكَـتِّل و يجمِّع الشباب حولها ؛ مُلقِناً إياهم علماً ما عَرفه الأوائل ، و لا سمع به السلفنا الصالح.


زمرة لا تقبل جرحاً أو نقداً في بعض " الرموز " ، و تعنِّف من نقل شيئاً من ذلك ، و أكثر من ذلك تطعن في كل من لم يوافقها في "فكرها و اتجاهها " الجديد ؛ هذه هي إذاً : " الوافـفـة " في ثوبها المتجدد المتلون .


لقد أعانوا "حزب الموازنات " على ما لم يقدر عليه ـ سابقاً ـ، و مكَّنوا له في عقر "ديارنا" ، وخدموه خدمةً جليلة لم يكن ينتظرها وما حلم بها من قبل ، فلا حول و لا قوة إلا بالله العظيم ، و إلـــى الله المشتكى .


لقد سمعت واحداً من "رؤوس الواقفة الجدد " ـ عندنا ـ يقول بعد وفاة الإمام الألباني رحمه الله تعالى : من اليوم فصاعداً لا جرح و لا تعديل ، تعليمٌ و تدريسٌ فقط ، إلى أن يبعث الله تعالى للأمة من يجدد لها دينها بعد قرن من الآن ، ثم قال : يومها يعود علم الجرح و التعديل (أو كما قال).


نعم ، لقد تغلغلت في قلوبهم شبه (السرورية و المتحزبة وأصحاب الموازنات ويحسبون أو يظنون أن عورتهم غير مكشوفة ، بل ـ كما ترى أيها القرئ المحترمـ هم الآن في خندق واحد ، و جنباً إلى جنب مع أعداء الأمس ، وخصوم البارحة ، فانظر ماذا يفعل التمييع بأهله ؟؟


لقد زهَّدوا الشباب في حمل سلاحهم الفتَّاك : الجرح و التعديل ، و بثُّوا فيهم التخذيل و التثبيط و التخويف ، و ذهبوا إلى القرآن الكريم و الأحاديث النبوية ، و إلى أقول السلف و قواعدهم "فعجنوها " و أخرجوا لنا عجائنهم في قوالب محدثة ، و قواعد مبتدعة تنصر ما هم عليه ، و تزكي منهجهم ـ الضال ـ المتجدد ، لقد شابهوا المبتدعة حينما اعتقوا ثم استدلوا ، فسبحان الله.


قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى :"فمن انتقد مبتدعاً ، أو كتاباً فيه بدع ، أو جرح من يستحق الجرح ، و قدح فيمن يستحق القدح ؛ من راوٍ ، و شاهد زور ، و ظالم ، و فاسق معلنٍ فسقه ؛ فليس بظالم ، لأنه وضع الأمور في نصابها و مواضعها.

و الظالم المعتدي من يتصدى للطعن فيه ، و التأليب عليه ، و هو في الواقع الذي يضع الشيء في غير موضعه ، حيث يزكّي المجروحين الدعاة إلى أبواب الجحيم ، و يطعن في الناصحين للمسلمين ، الداعين إلى سلوك الصراط المستقيم ، و أتباع السلف الصالحين "(1).


و أظهر دليل على بطلان منهج التمييع الذي أعاده إلى الحياة "زمرة الواقفة " من جديد ، ما يلي:


أولاً : إنه مصادمٌ لقول النبي صلى الله عليه و سلم ، الذي أخرجه البخاري عن عمران بن حصين :" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين .." و التمييع و التوقف يطمسان الحق و يحجبانه عن الباحثين عنه .

و أهل التمييع و التوقف ليسوا "على الحق ظاهرين " ، بل هم في شك و ريب ،و للحق ساترين ؛ و إلا لماذا اختروا التميع و التوقف ؟.


ثانياً : إن علماء السلف لم يُـعرف عنهم تميِّيعاً و لا له دارسين أو مدرسين ، و لا لقواعده مقعدين ، و لا لمبادئه مؤصلين ، بل وجدناهم لمن جعل " التوقف " له منهجاً محذرين نابذين طاعنين . ( فأين إتباع سبيل المؤمنين يا هؤلاء ؟؟)


ثالثاً : إنه مضادٌ للعقل و الفطرة ، معارضٌ للعدل و الانصاف ، مناقضٌ للعلم و الورع

"تَحْسَـبُهُمْ جَمِيعاً و قُلُوبُهُم شَتَّى" ، و فيه مشابهة لليهود.


رابعاً : و هو صريح في مخالفتنا لأمر الله لنا بالتعاون على البر و التقوى ، "المؤمن للمؤمن كاليد تغسل إحاهما الأخرى و قد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ؛ لكن ذلك يوجب من النظافة و النعومة ، ما نحمد معه ذلك التخشين "(2)


و أخيراً : فيه معاونة و مظاهرة لأهل البدع و الأهواء ، و تكثيرٌ لسوادهم على حساب ظهور الحق و صفاء منهج أهل السنة السنية .


الحق شمس و العيون نواظر *** لكنها تخفى على العميان

قال الشاطبي رحمه الله : "حين تكون الفِرقة تدعو إلى ضلالتها ، و تزيّنها في قلوب العوام ، و مَن لا علم عنده ؛ فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس ، و هم من شياطين الانس ؛ فلابد من التصريح ( انتبه إلى هذه الكلمة يرعاك الله ) فلابد من التصريح [لا التمييع و التوقف ] فلابد من التصريح بأنهم من أهل البدع و الضلالة ، و نسبتهم إلى الفِرق إذا قامت الشهود على أنهم منهم .


فمثل هؤلاء لابد من ذكرهم ، و التشريد بهم ؛ لأن ما يعود على المسلمين من ضررهم إذا تركوا أعظم من الضرر الحاصل بذكرهم و التنفير منهم ؛ إذا كان سبب ترك التعيين و الخوف من التفرق و العداوة.


و لا شك أن التَّفرق بين المسلمين و بين الداعين إلى البدعة وحدهم ـ إذا أقيم عليهم ـ أسهل من التفرق بين المسلمين و بين الداعين ، و من شايعهم و اتبعهم.

و إذا تعارض الضرران فالمرتكب أخفهما و أسهلهما ، و بعض الشر أهون من جميعه ، كقطع اليد المتآكلة ؛ إتلافها أسهل من إتلاف النفس.

و هذا حكم الشرع أبداً : يطرح حكم الأخف وقاية من الأثقل "(2).


و الحمد لله الذي جعل الجماعة ممدوحة ، و الفرقة مذمومة ، ورحم الله القاضي عياض القائل :" عليك بسنن الهدى لا يضرك قلة السالكين و إياك و طرق الضلالة و لا تغتر بكثرة بككثرة الهالكين ".


و حفظ الله الشيخ ربيع المدخلي القائل:" ويعيش نقاد أهل السنة في كل زمان و مكان للأفكار المصنوعة ، و المنهاهج الضالة ، و العقائد الباطلة ، و يقفون لها بالمرصاد ، حماية لدين الله ، و تأسياً بأسلافهم المجاهدين ".(3)


"و إذا كانت الأشباح التي تحمل نفوساً محشوة بمرض الشبهة و ما تلقيه بين يدي الأمة من أمراض متنوعة : هي أسوأ داء ينزل في ساحة المسلمين ، و يتجول بينهم ، و يدمر طلائعهم ؛ فإن المسلم الموحد ، ليصاب بأذى مضاعف من المقرَّنين بالتخذيل ، إذا خفقت في الصف ريحهم ، فما أن يقبض عالم قبضةً من الهداية ليرمي بها بدعة و عماية ، إلاَّ و ترى في الصف نزراً رغبت بطونهم ، ملتفين بالتخذيل ، و التحطيم ، صبرة بلا كيل و لا وزن ، فيبسطون ألسنتهم بالنقد حيناً ، و الاستعداء أحياناً ، و ينزلون أنفسهم في "روزنة" ، يفيضون منها : الحكمة و التعقل ، و الذكاء الخارق في أبعاد الأمور ، و هكذا من أمور ما إن تفور إلا و تغور ؟

و هم في الحقيقة : المخذَّلون ، المنزوون عن الواقع ، الفرَّارون من المواجهة ..و البصراء يعرفون ، أن المخذِّل ، قد لا يقصد التخذيل ، و إنما يرمي إلى الاعتذار لنفسه ، عن القيام بهذا الواجب ، و حجب تقصيره عن العذل و الملام

.. و الذين يلوون ألسنتهم باستنكار نقد الباطل و أن كان في بعضهم صلاح و خير ، لكنه الوهن و ضعف العزائم حيناً ، و ضعف إدراك مدارك الحق و مناهج الصواب أحياناً ، بل في حقيقته من " التولي يوم الزحف" عن " مواقع الحراسة" لدين الله و الذب عنه ، و حينئذ يكون الساكت عنكلمة الحق كالناطق بالباطل في "الإثم " قال أبو علي الدقاق :" الساكت عن الحق شيطان أخرس و المتكلم بالباطل شيطان ناطق".


و النبي صلى الله عليه و سلم يخبر بافتراق هذه الأمة إلى ثلاث و سبعين فرقة ، و النجاة منها لفرقة واحدة على منهاج النبوة ، أيريد هؤلاء اختصار الأمة إلى فرقة و جماعة واحدة مع قيام التمايز العقدي المضطرب ؟؟"

قال تعالى :" و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتَّبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولَّـى و نصله جهنم و ساءت مصيراً "(النساء:115)



و ختما لهذا المقال أقول:


لـكـل زمـان مضى آية *** و آية هذا الزمان [التمييعُ]

أسأل الله أن يثبتنا على المحجة البيضاء ـ آمين ـ




حــاشية :



1- المحجة البيضاء (ص11).

2- مجموع الفتاوى (28/53).

3- الاعتصام 2/228-229 بواسطة المحجة البيضاء.

4 - المحجة البيضاء (هامش ص 50).

5- الرد على المخالف (ص 70-74)


###########


التعديل الأخير تم بواسطة مراقب ; 27 Mar 2010 الساعة 09:39 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013