مدى تأثير قواعد المنهج السقيم في المنهج السلفي المستقيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، والصلاة والسلام على من فرق بين الحق و الباطل ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و اتباعه المهتدين إلى يوم الدين .
أما بعد:
امرنا الله تعالى باتباع الصراط المستقيم ، وحذرنا من اتباع السبل ، والتفرق في الدين.
قال تعالى: {وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
وامرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بلزوم الخط المستقيم وحذرنا من السبل :
قال جابر:((كنا جلوساً عند النبي صلَّى الله غليه وسلم, فخطَّ بيده خطاً هكذا أمامه, فقال: هذا سبيلُ الله عزَّ وجلَّ, وخطَّ خطين عن يمينه, وخطين عن شِمالِه, وقال :هذه سُبلُ الشيطان, ثم وضع يده في الخط الأوسط, ثم تلا هذه الآية :(وأنَّ هذا صِراطي مستقيماً فاتَّبِعوه, ولا تَتَّبعوا السُّبُلَ فَتَفرَّق بكم عن سَبيله, ذلكم وصَّاكم به لعلكم تَتَّقون)). صحيح لغيره في ظلال الجنة للألباني.
وقال ابن مسعود أيضاً: (إنكم أصبحتم على الفطرة، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول) -الإبانة (1/329)..
قدمت بهذه النصوص كتمهيد لما سيقرأ في هذا الموضوع ، وهو تأثير منهج الحلبي السقيم على النهج السوي القويم.
حيث ومنذ مدة رأيت تغير بعض من كنا نحسبهم على المنهج السلفي القويم ، ولكن للأسف حادوا عن الصراط المستقيم ، ويحسبون أنفسهم أنهم يحسنون صنعا – للأسف –
فمنذ أن بدأ العلماء يبينون تغير منهج الحلبي، وانحرافه عن المنهج السلفي ، وتغير قواعده إتجاهه ، حيث أنشا قواعد لم تظهر إلا بعد موت العلماء الثلاثة الذين يدندن حولهم بأنه على نهجهم ولم يتبدل،والواقع خلاف ذلك.
لاحظت تغير بعض الإخوة ببلدنا الحبيبة الجزائر ومدى تأثير قواعد الحلبي فيهم.
وهذه بعض الأمثلة على ذلك :
يقولون بأن المنهج السلفي واسع – قاعدة المنهج الأفيح – فأدخلوا أصناف كثيرة للسلفية.
منهم : القطبيون تسأل أحدهم تقول له مارأيك في السيد قطب يقول لك : تستطيع ان تستفيد منه ، وقد أثنى عليه الألباني وقال فيه الشيخ بن باز كذا وقال فيه الشيخ بكر كذا...!!
ويدافعون كذلك على محمد حسان القطبي ، ويقولون أخطأ خطا جزئي لا يخرج من السلفية ، وفي المقابل إذا قيل لهم أن فلان جرحه الشيخ ربيع – يقشعر بدنه – ثم يقول لك قال عنه الالباني فيه شدة – وكأن الشيخ الألباني بهذا جرح الشيخ ربيع فلا يقبل قوله عندهم – ونسوا أو تناسوا أنه زكاه تزكية عظيمة – وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا.
ويدافعون عن منهج الإخوان : قال أحدهم ، الإخوان فيهم خير ؟؟؟ - عجبا- ويقول لك :قال الشيخ الألباني فيهم ناس طيبين – الله أكبر – وهل هذه تزكية أفلا يعقلون. ألم يقل الألباني : هم ليسوا من أهل السنة ، بل قال هم ضد السنة.
حتى وصل بهم الأمر أن قال بعضهم أي من اتباع الحلبي : القرضاوي من العلماء ، فرد عليه أحد طلاب العلم فقال : طبعا من علماء السوء. فلم يعجبه الحال. ولا اقول هذا تهويلا – والله سمعتها بإذني-. فلا أدري أهم مزيج أم خليط إخواني حلبي أم ماذا ؟؟
حتى لبسوا على العوام ، فقال أحدهم بعد أن حذرته من داعية قطبي ، وقلت له أنه ليس بسلفي ، فرد علي أنتم متشددون وربيع فيه شدة ، قلت له من قال لك هذا ؟ قال فلان – على منهج الحلبي - . أرأيتم كيف يعلمون العوام الطعن في العلماء!
وإذا قلت لفلان إحذر الداعية الفلاني ، قال لك لا يلزمني عندي ثقة واخذ عنه العلم ، وبهذا ابطلوا الجرح ، ومن جهة أخرى يجرحون علماء الجرح يصدق فيهم المثل - رمتني بدائها وانسلت –
وكذلك إذا قلت لهم أن فلان مجرح بالأدلة جرحا مفسرا ، يقول لك العالم الفلاني لم يجرحه – قاعدة الإجماع في الجرح –
وبهذه القاعدة مشوا ، فيلتقطون أي إشارة فيها تزكية فيما يحسبون ، فيقولون لك فلا ن طيب بعث إليه العالم الفلاني بالسلام أو قال له رحمك الله! (وهل هذه تزكية ؟؟).
والله حاولنا النصح والإجتماع ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، قلنا لهم نذهب إلى علماء بلدنا الشيخ فركوس حفظه الله ، فنصحوا اتباعهم ألا يذهبوا لماذا ؟ قالوا خشية الفتنة ..وصدق الشيخ أزهر سنيقرة حيث قال : ألا في الفتنة سقطوا.
تكلفنا بجلب بعض المشايخ لبلدتنا للبيان والصلح، فلم يحظر أحد من الحلبيين . بل حذروا منا – خشية الفتنة زعموا –
واصبحوا ينشرون لقاعدة نصحِّح ولا نجرح ، فميعوا الدعوة السلفية فأصبحت قميص ولحية سلفية والقلب أشرب بالهوى والإخوانية والقطبية .
دخلوا الجمعيات الحزبية ، بل شجعوا بعض الأحزاب السياسية تحت حجة إختيار الأصلح ، ولا ندري إي صلاح في الفساد الذي هم واقعون فيه. وصدق الله تعالى : {وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون }.
بسببهم تفرق الإخوة في بلدتنا الحبيبة ، حيث كنا يدا واحدة نجتمع نتذاكر كتاب التوحيد وكتب السلف ، نحترم جميع العلماء ومنهم الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله وغيره من العلماء.
وكذلك أصبحوا يدا مع الإخوان ضد كل سلفي ، حيث يمنع من الدروس والخطابة بسببهم ، بسبب التحريش إلى الجهات المعنية ووصمهم بالمداخلة والفكر المتشدد .
وهذا فيض من غيض . والله المستعان
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 17 Mar 2014 الساعة 10:35 AM
|