كلام أهل العلم حول إجبار ولي الأمر رعيتَه على حلق اللحى و المعصية عموما

[أبو نعيم إحسان]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين؛ إيّاه نعبد و إياه نستعين؛ و الصلاة و السلام على عبد و رسوله ،سيد ولد آدم أجمعين، و على آله و صحبه و التابعين له بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

قال الله -تعالى-: (( و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول و إلى أوْلي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و لو لا فضل الله عليكم و رحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا))

فهذا توجيه رب العالمين لعباده المؤمنين حين تنزل عليهم نازلة؛ أرشدهم بالرجوع إلى الرسول -صلى الله عليه و سلم- حال حياته، و إلى أوْلي الأمر منهم من العلماء ليُفتوهم و يوجهوهم إلى ما الذي عليهم أن يفعلوه.

و هناك توجيه آخر من الله -عزّ و جلّ- ذو أهمية بالغة، و هو يخصّ موقف المؤمن أمام الشائعات، حيث قال- تعالى- : (( يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ))

و تزداد خطورة الشائعات إذا تعلّق الأمر بولي أمر المسلمين، حيث ينتج عن الأمر فتن عظيمة كما هو مدوّن في كتب التاريخ !

فعلينا أن نمثل لأوامر الله -تعالى- في كل صغيرة و كبيرة، و أن نطبق هذين التوجيهين الربانيين؛ فنمسك ألسنتنا عما يدور في "ساحة الجديد"، و أن نرجع إلى أهل العلم في هذه الأمور.

و امتثالا للتوجيه الأول أنقل لإخواني كلام أهل العلم فيما يخص مسألة إجبار وليّ الأمر رعيته على معصية -عموما- و حلق اللحى و نزع الخمار خصوصا.

و الله نسأل أن يهدي حكام المسلمين جميعا لما فيه خير العباد و البلاد، و أن يوفقهم لتطبيق شرعه الحكيم، و أن يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على ذلك، إنه ولي ذلك و القادر عليه.