
27 Dec 2013, 08:03 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
|
|
{{فائدة}} النهي عن التقليد لا يعني حب التفرد !!!
ومع قبح التقليد وشدّة خطره ،بيد أنّ على طالب العلم أن يحذر كل الحذر من مسلك الاستقلال وحب التفرّد والمخالفة والشذوذ ،وعدم احترام أئمة الإسلام وتوقيرهم ،فإنه مسلك وخيم ومزلق خطير!قال ابن رجب-رحمه الله-:"وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم-يعني الأئمة-فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة،وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم،وهو أشد مخالفة لها-يعني السنة-؛لشذوذه عن الأئمة،وانفراده عنهم:بفهم يفهمه أو بأخذِ مالم يأخذ به الأئمة من قبله "( ).وقال الذهبي-رحمه الله-في ترجمة ابن حزم الظاهري-رحمه الله-تعليقاً على قولهأنا أتبع الحق ،وأجتهد،ولا أتقيَّد بمذهب):"قلت:نعم ،من بلغ رتبة الاجتهاد،وشهد له بذلك عِدّة من الأئمة:لم يسعْ له أن يُقلِّد،كما أنّ الفقيه المبتديء العاميّ،الذي يحفظ القرآن أو كثيراً منه:لا يسوغ له الاجتهاد أبداً، فكيف يجتهد؟ وما الذي يقول؟ وعلام يبني؟ وكيف يطير ولمَّا يُريِّش؟والقسم الثالث:الفقيه المُنتهي اليَقِظ الفَهِم المُحَدِّث،الذي قد حفظ مختصراً في الفروع،وكتاباً في قواعد الأصول،وقرأ النحو،وشارك في الفضائل،مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته،فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المُقيَّد،وتأهل للنظر في دلائل الأئمة،فمتى وضَحَ له الحق في مسألة ،وثبت فيها النص،وعمل بها أحد الأئمة الأعلام؛كأبي حنيفة مثلاً،أو كمالك أو الأوزاعي أو الثوري،أو الشافعي وأبي عبيد وأحمد وإسحاق:فلْيَتَبِع فيها الحق،ولا يسلك الرُّخص،وليتورّع،ولا يسعه فيها -بعد قيام الحجة عليه-تقليد"( ).وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-:"فينبغي للمؤمن أن يجعل همّه ومقصده معرفة أمر الله ورسوله في مسائل الخلاف،والعمل بذلك،ويحترم أهل العلم ويُوَقّرهم ولو أخطأوا،لكن لا يتخذهم أرباباً من دون الله،هذا طريق المنعم عليهم،أمّا اطِّراح كلامهم،وعدم توقيرهم:فهو طريق المغضوب عليهم "( ).إذا عرفت هذا فإنّ الله تعالى أوجب على العباد أن يتقوه بحسب استطاعتهم وأصل التقوى معرفة ما يتقى ثم العمل به ،فالواجب على كل عبد أن يبذل جهده في معرفة ما يتقيه مما أمره الله به ونهاه عنه، ثم يلتزم طاعة الله ورسوله، وما خفي عليه فهو فيه أسوة أمثاله ممن عدا الرسول ،فليس أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا وقد خفي عليه بعض أمره ،فإذا أوجب الله سبحانه على كل أحد ما استطاعه وبلغته قواه من معرفة الحق وعذره فيما خفي عليه منه فأخطأ أو قلد فيه غيره ،كان ذلك هو مقتضى حكمته وعدله ورحمته ،بخلاف ما لو فرض على العباد تقليد من شاءوا من العلماء ،وأن يختار كل منهم رجلا ينصبه معيارا على وحيه ،ويعرض عن أخذ الأحكام واقتباسها من مشكاة الوحي، فإن هذا ينافي حكمته ورحمته وإحسانه ،ويؤدي إلى ضياع دينه وهجر كتابه وسنة رسوله ،كما وقع فيه من وقع ،وبالله التوفيق
منقول من
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=101848
|