عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 11 Jun 2018, 11:37 PM
أبو أنس عبد الحميد الليبي أبو أنس عبد الحميد الليبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: دولة ليبيا.
المشاركات: 61
افتراضي

حديث وتعليق

إن شر الناس ذو الوجهين


عن أبي هريرة رضي الله عنه ،أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ).
رواه البخاري برقم (7179)، ومسلم برقم (2526).

*********
تعليق

ذو الوجهين هو الذي يأتي كل طائفة من الناس بما يرضيها فيظهر لها أنه منها وموافق لها ومخالف لضدها، ولا شك أن هذا الصنيع من النفاق والعياذ بالله ومحض كذب وخداع ، وهي مداهنة محرمة ، ووصف بذلك لأنه يأتي هؤلاء بوجه التودد إليهم والثناء عليهم والرضا عن قولهم وفعلهم فإذا زال عنهم وصار مع مخالفيهم لقيهم بوجه ما يكره الأولين ويسيء القول فيهم والذم لفعلهم وقولهم ،وهذا فيه شبه بالمنافقين فإن المنافقين إذا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أظهروا أنهم من أهل الإيمان والتقوى فأخبر الله عنهم وعن صفاتهم بل وأنزل الله فيهم سورة كاملة تسمى سورة المنافقين ووصف الله جل وعلا حالهم فقال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} سورة البقرة فذو الوجهين فعله شنيع وقبيح ، وفي رواية عند الترمذي برقم (2025) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَا الْوَجْهَيْنِ)، قال القرطبي رحمه الله : إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب ، مدخل للفساد بين الناس ، وجاء في رواية أيضاً عند أبو داود برقم (4873) من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ). معناه أنه لما كان يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ولقبح فعله وشناعته جعل الله له لسانان من نار والعياذ بالله ، وذو الوجهين من أهل الخيانة والغدر لا يؤتمن جاء من حديث أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم :(مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا). أخرجه أحمد برقم(7890) وصححه الألباني في الصحيحة برقم (3197). فعلى المسلم أن يتق الله جل وعلا وأن ينزه نفسه عن مثل هذه الأخلاق القبيحة والسيئة نسأل الله تعالى العافية والسلامة ولعل في هذه الكلمات اليسيرة عبرة لمن يعتبر. والحمد لله رب العالمين.
كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
9 من شهر رمضان المبارك عام 1439هجري.

رد مع اقتباس