عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08 Jul 2020, 07:33 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي قـراءة في بيان «البراءة من منهـج المفـرِّقة» لفضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود -حفظه الله ورعاه-


قـراءة في بيان «البراءة من منهـج المفـرِّقة»



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله إنَّ ممَّا يُثلج صدورَ السلفيين ويُريحُ قلوبهَم إعلانَ الأخوين الفاضلين زيدان بريكة وياسين زروقي تمسكَهما بالحقِّ الذي عليه كبار العلماء ـ كالشيخين ربيع وعبيد حفظهما الله تعالى ـ، وبراءتَهما من مذهب المفرقة الحداديِّ المبنيّ على التطاولِ على الكبار والتَّعالم والظلم والعدوان وقلَّة الرحمة والعدل والإنصاف، ذلك المذهبُ الذي مزَّقوا به الدعوةَ السلفية كلَّ ممزَّق وفرَّقوا بين أهلها شرَّ تفريق، وخالفوا طريقةَ أهل السنة والجماعة في التعاملِ مع السَّلفيّين وأخطائهم، حتى آل شرُّهم إلى أمْرِ مقلِّديهم بإحراق كتبهم، وإفتائهم بعدم تزويجهم وبمفارقة المرأة زوجَها الذي لا يُوافقُهم ... فأحدثوا فتنةً وفُرقة وعداوة وكراهية لا مثيلَ لها في تاريخِ هذه الدعوةِ المباركة.

لقد ظهر لهما ـ ولغيرهما من المُنصِفين الطالبين للحق النابذين لقاعدة التهميش المبتدَعة ـ الحقُّ الذي دلَّ عليه الوَحْيان، وفسادُ ذلك المذهبِ وشرُّ نتائجِه ووَخامةُ مآلاته، والحقُّ أَبْلجُ والباطل لَجْلجٌ، قال مُعاذُ بنُ جَبلٍ: «وَتَلَقَّ الحقَّ إذا سمِعتَه فإنَّ على الحقِّ نُورًا»، [رواه أبو داود 4611 وسنده صحيح].
إنَّ بيانَهم المحرَّرَ يتضمَّنُ حقائقَ جليلةً وقواعدَ عظيمةً، منها:

الرُّجوعُ إلى الحقّ الذي أمَرتْ به النصوصُ الشرعية ودعا إليه العلماءُ ورثةُ الأنبياء.
استهلالُهما البيانَ بكلمة الشيخ ربيع التي نصح فيها السلفيين في الجزائر بالاجتماعِ على الحق ونبذِ الفُرقة، وهذا أصلٌ عظيم من أصول هذه الشريعة السمْحَة، لكن المفرِّقةُ ـ رؤوسا وأتباعا ـ أبوْا إلَّا المخالفةَ والعناد والُمضيَّ في مشروعهم التخريبي.
الإعلانُ بالتوبةِ والبراءة من مذهب المفرقة القائم على مخالفة النصوص الشرعية ونصائح كبار علماء الأمة.
الإشارة إلى أن مذهبَ المفرقة قائمٌ على الكذب ـ الذي هو أشدُّ أنواع الجرح ـ والظلمِ والتَّلاعب والتناقض.
عِنادُ المفرقة وتعصُّبهم إلى درجة أنهم لا يقبلون يمينَ الأبرياء.
غلوُّالمفرقة في الطعن والافتراء بما لم يُسبَقوا إليه، حتى من أهل البِدع الخُلَّص.
قفْوُ الأدِلَّةِ الواضحة واتِّباعُ البراهينِ القاطعة والمطالبة بها.
اجتنابُ التُّهمة وسوءِ الظن بالمشايخ والدعاة السلفيين.
التحذيرُ من انتهاك أعراضِ العلماء والمشايخ والأبرياء واتهامِهم بما هم منه بُرآء.
نصيحةُ الشَّبابِ السلفيّ بالذبِّ عن علمائهم ومشايخهم، وتحذيرُهم ممَّن يَستخِفُّ بهم ويُشكِّكُ في أحكامِهم.
قال الله : قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ، وعن أَبي نَضْرةَ عن أبي سعيدٍ الخُدْريّ رضي الله عنه عن النَّبيّ؛ قال: لا يَمنعَنَّ أَحدَكم هَيْبةُ النَّاسِ أَن يَتكلّمَ بحقٍّ إِذا رآهُ أوْ شهِده أوْ سمِعَه، فقال أَبو سعيدٍ: وَدِدْتُ أَنِّي لَم أكنْ سمِعتُه، وقال أَبو نَضْرةَ: وَدِدْتُ أَنِّي لَم أَكُنْ سمِعْتُه، [رواه أحمد 11498، وسنده صحيح]، وقال : إِيَّاكم والظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحديثِ، [أخرجه الشيخان]، وقال: اتَّقُوا الظُّلمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يومَ القِيامَة، [رواه مسلم 2578].

فهذه بعضُ النصوصِ الشرعية الدالَّة على تلك القواعدِ السابقة، التي ينبغي معرفتُها والتَّمسكُ بها للنجاة من هذه الفتنة.

أسأل اللهَ جلَّ وعلا أن يتقبَّلَ منهما، وأن يهديَنا جميعًا سواءَ السبيل، إن ربَّنا لسميعُ الدعاء.

عمر الحاج مسعود
17 من ذي القعدة 1441


التعديل الأخير تم بواسطة أبو يحيى صهيب ; 09 Jul 2020 الساعة 06:41 PM
رد مع اقتباس