[أبو همام وليد مقراني]

التسجيل بغير إذن/ الشيخ محمد بن عمر بازمول

بسم الله الرحمن الرحيم
التفريغ:

الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .

أما بعد:

فهذا الموضوع تكلم عليه بعض العلماء المتأخرين فى هذا العصر وبينوا أنه من أدب المكالمة ومن حق العالم أن لا تسجل مكالمته إلا بإذنه ، والذى يظهر لي والله أعلم أن هذا الأمر من الأمور المهمة التى ينبغى أن تُراعى ، لماذا؟ لأن العالم أحيانًا يتبسط فى الجواب مع السائل لغرض إعلامه وتفهيمه أو يتبسط معه فى الجواب لأمور يراها ولا يريد أن ينشر هذا ، فما ينبغي أن يتعدى على حقه فى ذلك ، وإذا كانت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كلها مما يُحدث به الناس كما قال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : ما أنت محدث قوم حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم .

وقال عليّ : حدثوا الناس بما يعلمون أتريدون أن يُكذب الله ورسوله.

وقال أبوهريرة : حفظتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين من الحديث ، فأما جراب فبثثته بين الناس ، وأما الآخر فإن قلته أقتل ، أو كما قال رضى الله عنه.

فإذا كانت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز التحديث بها كلها للناس فكذا كلام العلماء .

وقد يكون العلماء يرى أن هذا الجواب الذى يُجيب به جواب خاص لا ينبغى أن يُنشر ويتدوله عامة الناس لما يخشى فيه من أمور هو يراها ، فإذا كان الحال كذلك مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فمن باب أولى أن يكون الحال كذلك مع فتاوى العلماء وكلامهم عند الإتصال بهم ، فلا يجوز أن يُسجل كلام العالم بغير إذنه ولا يُوزع ويُنشر بغير إذنه واستئذانه ، ولذلك مما ينبغى أن يُسئذان العالم فى التسجيل قبل أن يُنشر عنه هذا التسجيل . وأنت تعلم بارك الله فيك أن فتاوى العلماء لها أحوال ولها أمور تُراعى ، من الأحوال والأمور التى تُراعى أن العالم قد يُلاحظ فى الفتوى وفى الأمر ما لا يُلاحظه غيره ، فحينما تنشر أنت فتواه بدون استئذانه لن تُلاحظ هذا الأمر ، وعليه: فما يفعله بعض الشباب من تسجيل مكالمات العلماء بغير إذنهم وتوزيعها بغير إذنهم وتداولها فيما بينهم بغير إذنهم هذا مما لا يجوز ومما لا يحسن والله أعلم.



السائل: بارك الله فيك ياشيخ. قلت لك يا شيخ فى بعض الشباب يُسجل لبعض طلبة العلم فى المناقشة عندما يُناقشونه أو يُناصحونه ؛ كذلك يُسجلون له بغير إذنه .

الشيخ محمد بازمول : هذا نفس القضية ، أحيانا العلم أو الطالب طالب العلم يتكلم فى المناقشة من باب البحث لا من باب التقرير فقد يسمعه السامع ولا يُحسن أن يفهم أن هذا قاله الباحث أو الطالب مُباحثة ولم يقوله تقريرًا ، فما يحسن أن يُسجل مثل هذه المجالس بغير الإذن وبغير الإتفاق . والله أعلم.

السائل: بارك الله فيك يا شيخ لو تعطينا تأريخ تسجيل المكالمة يا شيخ الله يفتح عليك.

الشيخ محمد بازمول : هذه المكالمة ألقيتها أنا محمد بن عمر سالم بازمول من مكة فى اليوم 3 من شهر شعبان عام 1434 هجريًا.

السائل: الله يفتح عليك يا شيخ بارك الله فيك ، جزاك الله خير ، نفع الله بعلمك ، الله يفتح عليك.

الشيخ محمد بازمول : حياك الله ، وبكم إن شآء الله .

السائل: السلام عليكم

الشيخ محمد بازمول : وعليكم السلام.