عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 Oct 2017, 06:35 AM
سفيان بن عثمان سفيان بن عثمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: دلس حرسها الله.
المشاركات: 362
افتراضي [جديد]كلمة للشيخ الفاضل أبي أويس ياسين شوشار -حفظه الله تعالى- تثلج الصدور..




قال الشيخ الفاضل ياسين شوشار تعليقا على بيان الشيخ عز الدين رمضاني -حفظهما الله- الذي نشر ليلة الأمس في منتديات التصفيةن وهي أول مشاركة له في المنتدى:

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
فإن رياح الفتن تأبى إلا أن تُسقط أوراقا ، أو تهز أغصانا ، أو تنغص على البعض هواءً ، أو تكدر على البعض الآخر وقتا أو زمانا ، و لكنها لا سبيل لها إلى قلوب الصفوة الخُلَّص من مشايخنا ، الذين ظلوا مجتمعين متعاونين و للسلفية الحقة داعين ، بل إن رياح الفتن كلما اشتدت كلما أوجدت اجتماعا و تلاحما ، مصداق ذلك ما رواه مسلم و غيره من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ".
لأن الاجتماع كان مبناه على الدين لا على حظوظ النفس ، على السلفية لا على الهوى ، و الاختلاف كما قال ابن باديس رحمه الله [ الآثار :م 4 ص 311 ] : " ... بين العقلاء لا بد أن يكون ولكن الضار والممنوع المنع البات هو أن يؤدينا ذلك الاختلاف إلى الافتراق ..." الذي يعول عليه المستغِلوُّن للأوضاع الذين يعكرون صفو هذا الوداد و ذاك الاجتماع .
مشايخنا بحمد الله يعلمون ضرورة تفويت الفرص على الشانئين و المتربصين ، كما يعلمون حاجة هذه الدعوة المباركة إلى رأب الصدع و لـمِّ الشمل ، و متيقنون أن :" الذي يقلل من الاختلاف ويعصم من الافتراق وهم تحكيم الصريح من كتاب الله والصحيح من سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ." [ الآثار :م 4 ص 311 ]
و هم من غير شك يذكرون قول القائل لبنيه :
كـونوا جـميعا يا بنـي اذا اعترى خـطب ولا تـتـفـرقوا احـادا
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت افرادا
هذا و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... مِنْ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِمَاعِ الدِّينِ : " تَأْلِيفَ الْقُلُوبِ وَاجْتِمَاعَ الْكَلِمَةِ وَصَلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:"فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ " وَيَقُولُ :" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " وَيَقُولُ :" وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ". وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي تَأْمُرُ بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف وَتَنْهَى عَنْ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَافِ . وَأَهْلُ هَذَا الْأَصْلِ : هُمْ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ كَمَا أَنَّ الْخَارِجِينَ عَنْهُ هُمْ أَهْلُ الْفُرْقَةِ " . [ مجموع الفتاوى م 28 ص51 ].
أقول لمشايخنا (و قد عُرفوا بمشايخ الإصلاح و أهل الفضيلة ) نحن على يقين أن المحن كلما اشتدت كلما*
ازدادت اللبنات تماسكا ، تحقيقا لقول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي رواه أَبو مُوسَى الأشعري رضي الله عنه: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" ثُمَّ شَبكَ بَين أَصَابِعه. مُتَّفق عَلَيْهِ .
فإذا كان هذا في سائر الأزمان فكيف هو زمن تشغيب المشاغبين .
إن دعوتكم قد آتت أكلها و أعطت ثمارها و وَجَدَ حلاوتها المسترشدون بعلومكم و فهومكم ، و أنتم محط أنظارهم .
إن كثيرا من السلفيين في بلدنا الحبيب بل و في غيرها من البلاد الإسلامية ليفرحهم اجتماعكم و يسرهم تآلفكم ، و يسعدهم ما تبذلون جميعا في سبيل [ إحياء ] ما اندرس من معالم السنة و الدعوة الحقة ، حاملين في سبيل ذلك [راية الإصلاح] على الأساس الدعوي المتين [ التصفية و التربية ] نشرا للسنة و قمعا للبدعة ، حتى تجتمع الأمة على [ الفضيلة ] و تُجتث منها الرذيلة ، و هم متطلعون لمزيد من الفتوحات ، منتظرون لكثير من الانتصارات في نشر الدعوة السلفية حتى :"يَفْتَحَ الله بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا "*
إن كلمة الشيخ الفاضل المربي عز الدين رمضاني ـ حفظه الباري و سائر مشايخنا ـ تحمل في طياتها المعاني الجلية و الأصول المباركة التي يفرح بها و لها كل سلفي غيور على هذه الدعوة ، و ييأس منها و يبأس لها كل مناوئ حقود .
فبارك الله في شيخنا عز الدين رمضاني و أجزل له المثوبة على هذه الكلمات التي لا يشك عاقل محب لهذه الدعوة في صدقها و أنها من قلب صادق ، و كل من قرأها أو سمعها من صوته استشعر عمق ما تدل عليه و عظيم ما ترشد إليه ، و لا شك فإن ما خرج من القلب لا بدّ أن يصل إلى القلب.*
مشايخنا الأجلة أصحاب الفضيلة إن الأمانة التي تحملون عظيمة ، و إن المسؤولية الملقاة على أعناقكم جليلة فاسألوا الله تعالى :"أن يقوي ظهوركم و لا تسألوه أن يخفف حملكم فإن الحمل الخفيف للمهازيل" .
إن مشايخنا الفضلاء بدءًا من شيخنا المفضال شمس جزائرنا الشيخ محمد علي فركوس و مرورا*
بالشيخ عز الدين رمضاني و وصولا إلى الشيخ لزهر و كذا من هو معروف في جزائرنا من المشايخ*
الفضلاء ـ ممن لهم مكانة كبيرة في قلوبنا ـ الذين ينفون عن الإسلام :"... تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ*
وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين ". رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حديث إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ، و هو مخرج في مشكاة المصابيح . ـ يحتاجون من إخوانهم و أبنائهم دعوات صادقات ، فادعوا الله إخواننا أن يبقيهم ذخرا للإسلام و المسلمين و إن يحفظهم من سهام المبطلين و أن يجعلهم كالبلسم الشافي لكثير من هذه المعضلات.*
فاللهم احفظ علماءنا ومشايخنا وطلبة العلم عندنا ، اللهم اجزهم عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.
اللهم زدهم من توفيقك و أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، اللهم سدد أقوالهم و ألهمهم الصواب يارب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين .
كتبه الفقير إلى عفو ربه ياسين شوشار صبيحة يوم الأحد 25 المحرم 1439 ه الموافق ل15 أكتوبر 2017 م


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 15 Oct 2017 الساعة 01:13 PM
رد مع اقتباس