الموضوع: الأخ المادي
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25 Sep 2017, 04:10 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

حقيقة مرة و الله المستعان، بارك الله فيك أخي جابر على هذا المقال، و كما قيل ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله زال وانفصل، ولكن شتان بين هؤلاء من جمعتهم الصحبة حول مصلحة دنياوية و حطامها، قوية كلما كثرة و قلت كلما تقلصت وغالبها زالت حين انعدمت، و قد انقلبت الى خصومة عنيدة شرسة، وبين من جعلوا الإخلاص عنوانا لأعمالهم، و اختاروا التجارة مع ربهم سبحانه، راجين الفوز و النجاح فيها { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } سورة آل عمران الأية رقم (185). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) رواه مسلم ...

فشتان بينهم وبين من جعلوا الله عز وجل قبلتهم في كل حركة وسكون، الذين اغتنموا اوقاتهم في نفع انفسهم، و ثنوا الركب عند أهل العلم و أستفادوا منهم، و رحموا أنفسهم و بلا شك أنهم أفادوا غيرهم و انتفعوا منهم، و أقل شيء أخذوا منهم السمت و الأخلاق ،فإن من أهم المهمات وأفضل القربات في التناصح والتوجيه إلى الخير بين الأصدقاء و المتصاحبين ألا وهو التواصي بالحق والصبر عليه، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و من الأمانة و الصدق و الوفاء حفظ الأسرار بينهم و عدم هتكها بلا مسوغ و لا داعي شرعي و زد على ذلك حفظ اموال الغير ، فمن لم يتخلق بهذه الأوصاف يعتبر خائن و ظالم لنفسه و لغيره فعليه التوبة و الإنابة إلى ربه، وكذلك التذكير و التحذير مما يخالف أوامر الله عز وجل ويغضبه ، وكذلك الدعاء للمصاحب في ظهر الغيب و السؤال له بصلاح القلب والأعمال و لسائر المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في دينه، والثبات عليه، ويوفقهم لكل خير، ويعينهم على كل ما فيه صلاح دنياهم و أخراهم، ويشرح صدورهم للتأخي على طاعته سبحانه، والاستقامة على الدين إنه ولي ذلك والقادر عليه، و هو الموفق لكل الخير سبحانه. تأمل اخي الكريم في ذكر الله عز و جل كلمة الألفة في هذه الأية العظيمة و تكرارها ثلاث مراة في نفس الأية و بيان سبب تحقيقها {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}سورة الأنفال الأية(63) و الحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 23 Feb 2018 الساعة 06:09 PM
رد مع اقتباس