عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24 Apr 2018, 01:07 AM
ياسين شوشار ياسين شوشار غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 4
افتراضي

و هكذا جاءوا يركضون
و هكذا جاءوا يركضون و يجرون ، و للمقالات يكتبون و للحصص التلفزيونية ينشؤون،و للأخبار الكاذبة عن أهل الحق يتناقلون ، و كأنهم لا يقرءون للأسف ،فإذا قرؤوا لا يفهمون و إذا فهموا يتغافلون ثم يحرفون ، ثم يشنعون بل على دعوة الحق يؤلبون .
مع أن الأصل في الصحفي النزاهة و التجرد و الحرص على جمع الأخبار و نقلها بعد تصفيتها و تنقيتها مما خالطها من الأوهام و الظنون و الكذب و الزيادة ، حتى إذا نقل الخبر و الحادثة ، صدقه الناس ، و زادت ثقتهم به ، و لكن للأسف تغيرت المفاهيم عند كثير من الصحفيين ـ حيث أصبحوا لا يبالون بالنزاهة و لا التجرد ، بل أحرص ما يكون على نقل المعلومة ، كيف ما كان أمرها ، سواء كانت صدقا أو كذبا ، حقا أو باطلا ، سواء نقل المعنى المراد أو نقل ما يساوي السراب .
أحرص ما يكون على السبق الإعلامي، لا يهمه ما يلحق بالأبرياء و لا يبالي بما يحصل للأصفياء ، المهم عنده ما يجمعه مقابل ما حقق من سبق إعلامي ، و بالتالي ما يجنيه هو من أموال ، و تجنيه صحيفته من تقدم على مثيلاتها ، حتى صدق فيهم ما قاله الشيخ مقبل - رحمه الله - :" و الصحفي مثل الدوشان ممكن أن يمدح بفلوس أو يذم بفلوس ، ليس له قيمة أخلاقية ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب " [ المصارعة ص : 544 ].
و الدوشان : عند اليمنيين : من يعتمد في اكتسابه على السؤال و هو مقتدر على الاختراف و الاكتساب ، و هذه خصلة ذميمة .
و قال - رحمه الله - في رسالته الشهيرة [ الباعث على شرح الحوادث ]:" أما الصّحف الكذّابة فمن أراد أن يجالس الكذّابين فليقرأ في الصحف، وإذا أردت أن تجالس الصادقين قرأت في كتاب ربنا وفي (الصحيحين) وفي كتب التزمت الصحة. ولقد أحسن من قال:
وأرى الصّحافيّين في أقلامــهم وحي السّماء وزينة الشّيطان
فهم الجناة على الفضيلة دائمًا وهم حماة لحرمة الأديـــــــان
قلت: كان ينبغي أن يقول الشّاعر : والهاتِكُون لحرمة الأديان .
فلربّما رفعوا الوضيع سفاهة ولربّما وضعوا رفيع الشّــــــــان
وجيوبهم فيها عقولـــــهم إذا ملئت فهم من شيعة السّلطان
وإذا خلت من فضله ونوالـــه ثاروا عليه بخائن وجبــــــــــــان
ويصوبون المخطئين تعمــّــدًا ومن المصيبة زخرف العنـــــوان"
[الباعث على شرح الحوادث ص : 32]
و هذا من أبلغ الأوصاف لهؤلاء الصحفيين [ نستثني منهم النزهاء و النبلاء و الشرفاء الذين لم تتدنس أقلامهم بالكذب و الجناية على أهل الحق ، فلهم منا أحر التهاني ]
و نقول للشيخ الكريم لا تبأس و لا تيأس ، و لا تكترث ، فإن الموصوف بالكذب لا يصدق بل لن يصدق ما دام قد تَسلط أو سُلِّط على الدعوة و أهلها ، قال الشيخ مقبل - رحمه الله - في جلسته مع الصحفي الألماني : " فإن الغالب على الصحفيين أنّهم يتلونون، فهم يمدحون الحكام من أجل أن يعطوهم أموالاً، و ربما يقلبون الحقائق ويهاجمون أهل العلم، فلا بد أن يكون الشخص ذا مبدأ صادق ولا يبالي بمن خالف، أما إذا كان يتلون فحتى صحيفته لن يطمئن الناس إليها، لأنّها قد أصبحت كذابة ومع المادة " .[ تحفة المجيب ص: 229 ]
و لن يكون لهم ما يريدون من تشويه سمعتك و النيل منك فإن السفهاء كلما تمالؤوا على أهل الحق بالباطل أظهر الله فضائلهم ، و لقد صدق أبو تمام حين قال
وإِذا أَرادَ الله نَشْرَ فَضيلةٍ طُويَتْ أَتاحَ لها لسانَ حَسُودِ
لولا اشْتِعالُ النار فيما جاوَرَتْ ما كانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرفِ العود
[ وفيات الأعيان لابن خلكان م 1 ص 86 ]


التعديل الأخير تم بواسطة ياسين شوشار ; 24 Apr 2018 الساعة 01:22 AM
رد مع اقتباس