[محمد ليمان]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المنعم المتفضل, تفضل علينا بنعمة الإسلام و المنهج القويم والدعوة إليه وصلاة الله وسلامه وبركاته على رسوله المصطفى والنبي المرتضى نبينا محمد وآله وصحبه أئمة الهدى ودعاة الحق و التابعين لهم على مناهجهم في الدعوة إلى الله تعالى


وبعد

إن معرفة الدعاة سنة الله مع دعاة الحق قديما و حديثا وكيف امتحن الله الرسل و أتباعهم أن هذه المعرفه مما يخفف على الدعاة وطأة المشاكل و المحن إذا ما أوذو في سبيل دعوتهم ولابد أن يؤذوا .

ومما قاله ورقة إبن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنما زاره في صحبة خديجة أم المؤمنين ليخبره ما جرى له في جبل حراء مع جبريل مما قاله ورقه (ماجاء أحد بمثل ما جئت به إلا أوذي) (1).

قال الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله :
تلك سنة الله مع دعاة الحق ,ولن تجد لسنة الله تبديلا ,ولن تجد لسنة الله تحويلا (2).



ولازال رواد(منتدى الضرار إلا السلفيين) يرمون الشيخ الإمام العلامة ربيع إبن هادي المدخلي أنه كان في صفوف الإخوان المسلمين ,وينكرون أن الشيخ ربيع محنة هذا العصر .
قال العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله:

(( أقول لمحمد سرور : لقد اعتبرت دخول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في صفوف الإخوان المسلمون برهة من الزمن ثم تركه لهم وتخليه عنهم وعن منهجهم عيبا من عيوبه ، وفرصة سنحت لك ولأمثالك من العاجزين عن الحجج المعقولة والمنقولة لتنتقدوه ، فأين حجتك الشرعية على أن من وقع في خطأ ما بمفرده أو مع جماعة ما بحسن نية أو غير ذلك ثم ترك الخطأ جملة وتفصيلا احتسابا لوجه الله رجاء رحمته سبحانه وخشية عقابه ، ثم حذر منه المسلمون ، أنه ارتكب محظورا يصح أن يلام عليه ؟ ! بل إنه يجب أن يشكر على تقديمه الهدى على الضلال وإيثاره الحق على الباطل والتماسه رضا الله بسخط الناس .
أين الفهم يا سرور للنصوص التي تدل على ان الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ؟ !....
والخلاصة : أنه تخلى عنهم وعن منهجهم وبيّن سلبيته التي لا تطيق أحد من الدعاة إلى الله على منهج السلف أن يطبق واحد منها .
وإذا كان الأمر كذلك فإنني أسأل محمد سرور : هل عابه أحد من العلماء السلفيين على خروجه من حزب الإخوان المسلمون ، أو لامه منهم لائم ؟ كلا .
وإذن لماذا وجه اللوم الشديد بأسلوب التهكم والسخرية إلى الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي ، لأنه خرج من صفوف الإخوان لما رأى فيهم مثل ما رأى محمد سرور أو أعظم ، ثم بين خطر تنظيمهم السري لا سيما في الدول التي تحكم بشرع الله الكريم وتنصر منهج السلف الصالحين ، وخرج منهم مثل ما خرج محمد سرور ؟ !
ولكن إلى أين خرج محمد سرور ؟ وإلى أين خرج الشيخ ربيع المدخلي ؟
وبالرجوع إلى مؤلفات كل واحد منهما تظهر الحقيقة جلية ، ويتضح المنهج تماما ...))(3).

الشيخ ربيع هو محنة هذا الزمان

قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب البنـا -رحمه الله:
((أقول عن ربيع هادي كيحيى بن معين في هذا العصر، أنا أقول إنّ ربيع هادي يحيى بن معين هذا الزمان … وأعرف النّاس بالرجال بالدليل والبرهان الشيخ ربيع هادي –الله يحفظه-، ويحفظ عليه عقله وحافظته … فجزاه الله خيراً، وثبّته الله، وأبقاه حتى يفنّد الذين يلبسون ثوب السلفيّة ومحاربتها، نسأل الله أن يبين حالهم ويفضحهم ويكفينا شرّهم))وقال العلامة الامام ناصر الدين الألباني رحمه الله فيه:
((إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه)) وقال أيضا العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله-:
((مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-))(4).

الإمتحان بالأشخاص أمرٌ معروف عند السلف ومن أنكره فقد أنكر معروفاً

قال ابن القيم رحمه الله
فلبس النفاة المعطلة هذا بهذا, فاضطرهم اللبس إلى كتمان الحق والتكذيب به والتصديق بضده,وإذا أردت معرفة هذا فامتحنه في مسائلهم ودلائلهم وكلماتهم المجملة الألفاظ المشتبهة المعاني"(5).

وقال شيخ الإسلام رحمه الله

"والمؤمن محتاج إلى امتحان من يريد أن يصاحبه ويقارنه بنكاح وغيره,قال تعالى: (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهم)الآية".
وقال رحمه الله"فإذا أراد الإنسان أن يصاحب المؤمن ,أو أراد المؤمن أن يصاحب أحداً , وقد ذكر عنه الفجور وقيل إنه تاب منه,أو كان ذلك مقولاً عنه سواء كان ذلك القول صدقاً أو كذباً ,فإنه يمتحنه بما يظهر به بره أو فجوره وصدقه أو كذبه"(6).

امتحان الناس بمن بعدهم :
قال البربهاري : وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال
وأحمد بن نصر وذكرهم بخير وقال قولهم فاعلم أنه صاحب سنة (7).

قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن:
وأهل السنة والحديث في كل مكان وزمان كذا هم محنة أهل الأرض! يمتاز أهل السنة والجماعة بمحبتهم والثناء عليهم,ويعرف أهل البدع والاختلاف بعيبهم وشنا يتهم,وما أحسن ما قيل في إمام السنة شعراً:
أضحى ابن حنبل محنة مأمونة وبحب أحمد يعرف المتنسك..... وإذا رأيــت لأحمـدٍ مـتـنـقـصــاً فـاعــلم بأن ســتوره ستهـتـك" (8).

ويحق أن يقال :
أضحى ربيع محنة مأمونة وبحب ربيع يعرف المتنسك***وإذا رأيــت لربيع مـتـنـقـصــاً فـاعــلم بأن ســتوره ستهـتـك".

نسأل الله أن يقينا شر الحلبي المفسد الضال و أتباعه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

أبو زيد بن محمد
الجزائر

____________________________________
(1) أخرجه البخاري (4),ومسلم(160)من حديث عائشه رضي الله عنها .
(2)مشاكل الدعوة والدعاة للعلامة محمد أمان الجامي رحمه الله (18)
(3)(الإرهاب وآثاره السيئة على الأفراد والأمم)(ص 73 ـ 75)
(4) انظر كتاب الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع ) لفضيلة الشيخ الفاضل خالد الظفيري حفظه الله.
(5)"الصواعق المرسلة" (4/1215)
(6)مجموع الفتاوى- ابن قاسم(15/329/328).
(7)شرح السنة (10)
(8)"الدرر السنية في الأجوبة النجدية"(4/102)