عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14 Jun 2017, 04:08 PM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي من أعظم أسبابِ الضنك ونكد العيش

تدبرها رعاك الله

من أسبابِ الضنكِ والقلق ونكد المعيشة : عدمُ إلتزامِ قضية شريفة وغاية نبيلةٍ يعيش المرء لأجلها ، ويموت في سبيلها ، يبذل فيها جهده ووقته ونفسه وماله ، ويصبر على الأذى فيها ، ويحتسب الثواب منها ، ولا أحسن غاية من أن تكون غاية العبد أن يعبد الله تبارك وتعالى مخلصا لا يشرك به شيئا ، محققا العبودية الواجبة ، سواء في العبادات مع الخالق أوفي المعاملات مع الخلق ، وأصول الشريعة مؤسسة على تلكما الأمرين .
وغالبا ما يلتزم الناس أشياءً غير ذات أهميّة ، بل قد تكون قضايا مكذوبة وهمية ، وقد تكون قضايا فاسدة خبيثة ، أما الخلوّ من عدم الإلتزام مطلقا فهذا محال ، فإن مآل أمثال هؤلاء [ الإنتحار] ، فالإنسان بطبعه وجبلّته الخلقية لا بد له من أن يلتزم قضية ما يعتنقها عقيدة ويصونها من النواقض والشوائب ، ويبذل جهده لتبليغها أو تحقيقها ، حتى لو أفضى ذلك للموت في سبيلها ، فإن لم يكن هذا الأمر حقيقا بكل ذلك ، كان أمرا باطلا .، ومثله في العبادة فإن الإنسان مخلوق ليعبد شيئا فإن لم يكن إلها حقا ، كان إلها باطلا.
قال تعالى ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) والعبادة هنا هي التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شركٌ ، ولا تلتزق به بدعة محدثة . فأعظم قضية يلتزمها العبد هي التوحيد ، ولذا جمعت أقطاب الخير والسكينة والطمأنينة من كل أقطارها ، فمتى رأيت إنسانا قلقا ، مهموما ، محزونا ، فأعلم أن في توحيده دخنٌّ ، وأن قضيته التي إلتزامها سبب ذلك ، وبيتُ الدّاء.
وقس ما أشرنا إليه في كل القضايا ، فإن لم تكن الأشياء التي يلتزمها الإنسان قضية ليعيش لأجلها ، ويموت في سبيلها ، أشياء تستحق ذلك ، كانت أسبابا للهمِّ والحزن والنكد والملل ، والسخط وغير ذلك والله المستعان .


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط لهويمل ; 14 Jun 2017 الساعة 04:20 PM
رد مع اقتباس