عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 27 Jul 2017, 02:27 AM
معاذ أبوجبل معاذ أبوجبل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 76
افتراضي

(الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات)

ليس عيبًا أن يقعَ المرءُ في الخطأ والزَّلل، وإنَّما العَيبُ أن يقيمَ على خطئِه، ويبقى مصمِّمًا على غلطِه، بعد ظهور الحقِّ وانكشافِه؛ وقَد شهد النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالخيريَّة لمن رجع عن خطئِه، فقال: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»...

إنَّ الموفَّق من كانَ رجَّاعًا إلى الحقِّ، سريع الفَيئة إليه دون تعالٍ أو تردُّدٍ؛ لأنَّه بذلك قَد وافَق الشَّريعةَ فيما أوجبَت، وخالف هوى النَّفس الأمَّارة بالسُّوء فيما أرادَت، وتحلَّى بحلية أهل الصِّدق والفَضل، فإنَّ الرُّجوعَ إلى الحقِّ فريضةٌ وفضيلةٌ...

وما زال النُّبلاء يتواصَوْن بهذه الفَضيلة، ففي كتاب عُمَر إلى أبي موسَى الأشعَرِي رضي الله عنهما: «لا يَمنعكَ قضاءٌ قضيْتَهُ بالأَمْسِ رَاجَعْتَ فِيه نَفسَك وهُدِيتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ أَنْ تَرْجِعَ فِيهِ إِلى الحقِّ؛ فإِنَّ الحقَّ قديمٌ، والرُّجوعُ إلى الحقِّ أوْلَى منَ التَّمادي في الباطِلِ»...

إنَّ نفوسَ سلفِنا الطَّاهر نبُلت بتعظيمها للحقِّ وانصياعها له، فلم يكن همُّ أحدهم سوى ظهور الحقِّ وانكشاف الصَّواب ولو على لسان خصمِه ومناظره، ولا يتناظرون إلاَّ على وجهِ الإرشادِ والاستِرشَادِ لا على وجه الغَلبة والاستِذلالِ؛ قال الشَّافعي رحمه الله: «ما ناظرتُ أحدًا على الغَلبة» أي لا يناظر إلاَّ على وجه النَّصيحة.

مقتطفات من مقال: [الـرجوع إلـى الحـق، للشيخ توفيق عمروني -حفظه الله-]

رد مع اقتباس