الموضوع
:
أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة.
عرض مشاركة واحدة
#
1
26 Jul 2021, 12:55 PM
أم وحيد
عضو
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة.
أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة
روى أبو يعلى في مسنده (1854)، وابنُ أبي شيبة في مصنَّفه (11/33) عن جابر بن عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أنّ النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِل:
أيُّ الإيمان أفضل
؟ قال: «
الصَّبر والسَّماحة
».
وهو
حديث حسن ثابت
عن النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما له من
شواهد
.
-منها
عن عبادة بن الصامت
رضي الله عنه، رواه الإمام أحمد في مسنده (22717).
-ومنها
عن عمرو بن عبسة
رضي الله عنه، رواه أيضاً الإمام أحمد (19435).
ومنها
عن قتادة الليثي
رضي الله عنه، رواه الحاكم في مستدركه (3/626).
وقد يقول قائل:
لِمَ كان الصَّبر والسَّماحة بهـذه المنزلة العليَّة من الإيمان وبهذه المكانة الرَّفيعة من الدِّين
؟
والجواب: أنَّ
الصَّبر والسَّماحة خُلُقَان في النَّفس يَحتاج إليهما العبد في مقامَات الدِّين كلِّها
وفي جميع
مصالحه
و
أعماله
، فلَا غنى له في شيءٍ من ذلك عن
الصَّبر
و
السَّماحة
، ولهـذا فإنَّ هذين الخُلُقين الفَاضلين يُحتاج إليهما في جميع مقامَات الدِّين.
ولهـذا يقول العلَّامة ابنُ القيِّم -رحمه الله تعالى- في "مدارج السالكين" (2/160) ـ وقد أورد هـذا الحديث، مُبيِّنًا
مكانة هـذا الحديث العظيمة
ومبيِّنًا أيضًا مدلوله ومعناه ـ: ((وهـذا
من أجمع الكَلام وأعظمه بُرهانًا وأوعبه لمقامات الإيمان من أوّلها إلى آخرها
، فإنَّ
النَّفس يُراد منها شيئان
:
*
بذْل ما أُمِرت به وإعطاؤه
، فالحامل عليه
السَّماحة
.
* و
ترك ما نُهيت عنه والبُعد منه
، فالحامل عليه
الصَّبر
)). انتهى كلامه رحمه الله.
وقد سُئل الحسن البصري -رحمه الله تعالى- وهو أحد روَّاة هـذا الحديث قيل له:
ما الصَّبر وما السَّماحة
؟
قال: ((
الصبر عن معصية الله، والسماحة بأداء فرائض الله عز وجل
)) رواه أبو نعيم في الحلية (2/156).
وإذا تأمَّلت في هـذا الحديث العظيم وفي دلالته العَظيمة تجد أنَّه
حديثٌ جامع للدِّين كلِّه
، لأنَّ المؤمن مأمور بأفعال وطَاعات وعبادات متنوِّعات، وهـذه كلُّها تحتاج إلى سماحة نفس.
و
السَّماحة في أصل مدلولها السُّهولة واليُسر والسَّلاسة
.
فمَن كانت نفسه
سلسلةً سهلةً سمحةً
انقاد للأوامر وامتثل الطَّاعات ولم يتلكَّأ ويمتنع.
ومأمور أيضاً بـ
الانكفاف عن المعاصي والبُعْد عن المناهي وتجنُّب المحرَّمات
، وهـذا يَحتاج إلى
صبر
.
و
الصبر
: حبس النَّفس ومنعها، فإذا كان لا صبر عنده فإنَّ نفسه تنفلت ولا يتمكَّن من الامتناع عمَّا نهاه اللهُ عنه.
وبهذا يُعلم أنَّ
مَن لا صبر عنده لا يستطيع أن يقاوم
، و
مَن لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم
.
نعم، مَن
لا صبر
عنده
لا يستطيع أن يقاوم النَّفس من رعونتها عند حلول البلاء
، ولا يستطيع أن يقاوم النَّفس من انفلاتها عند دواعي الشَّهوات والأهواء.
ومَن كان
لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم
، لأنّ نفسه غير السمحة لا تنهض للقيام بالأوامر والاستجابة لداعي الطَّاعات، فإذا دُعيت نفسه إلى طاعة شحَّت، وإذا أُمرت بفضيلة تأبَّت، وبهذا يكون من المحرُومين.
فمَن لا صبر عنده ولا سماحة لا يتأتّى له النُّهوض بمصالحه والقيام بأعماله والامتناع عمَّا ينبغي عليه الامتناع منه.
فما أحوجنا
إلى أن نكون من
أهل الصّبر والسّماحة
لتنهض نفوسنا قيامًا بطاعة الله جلَّ وعلا، ولتمتنع نفوسنا عمَّا نُهيت عنه من المحارم والآثام، و
التَّوفيق بيد الله وحده لا شريك له
، فنسأله سبحانه ونلجأ إليه وحده،
متوسِّلين إليه بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا
أن يمنَّ علينا بهـذا الإيمان العظيم:
الصّبر والسّماحة
.
---------------------------------------
المصدر
:
الموقع الرسمي للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر حفظهما الله
من هنا
اللّهمّ ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا. واهدنا وسدّدنا.
الصور المرفقة
أفضل الإيمان الصبر و.png
(526.0 كيلوبايت, المشاهدات 935)
رحم الله رجلا سمحا إذا باع.png
(480.6 كيلوبايت, المشاهدات 897)
تجرع الصبر.png
(253.1 كيلوبايت, المشاهدات 808)
تحمّل مشقة الصبر.png
(414.3 كيلوبايت, المشاهدات 951)
المشقة في ترك المألوفات.png
(314.4 كيلوبايت, المشاهدات 771)
مشقة الصبر بحسب قوة الداعي.png
(357.7 كيلوبايت, المشاهدات 769)
عدم الصبر سبب أغلب الأسقام.png
(278.7 كيلوبايت, المشاهدات 813)
أم وحيد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم وحيد
البحث عن المشاركات التي كتبها أم وحيد