عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 16 Feb 2010, 10:34 AM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

التسبيح نوعــان، بلـسان الحـال، وبلـسان المقــال


الآية السادسة: قوله تعالى: ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التغابن: 1].

* (يسبح)، بمعنى: ينزه عن كل صفة نقص وعيب، و(سبح) تتعدى بنفسها وتتعدى باللام.

- أما تعهديها بنفسها، فمثل قوله تعالى: ( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) (الفتح:9)

- وأما تعديها باللام، فهي كثيرة، فكل السور المبدوءة بهذا متعدية باللام.

قال العلماء: وإذا أريد مجرد الفعل، تعدت بنفسها: [وتسبحوه]، أي: تقولوا: سبحان الله!

وإذا أريد بيان القصد والإخلاص، تعدت باللام، [يسبح لله]، أي: سبحوا إخلاصاً لله واستحقاقاً.

فاللام هنا تبين كمال الإرادة من الفاعل، وكمال الاستحقاق من المسبح، وهو الله.

* وقوله: ( مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ): عام يشمل كل شيء.

لكن التسبيح نوعان: تسبيح بلسان المقال، وتسبيح بلسان الحال.

- أما التسبيح بلسان الحال، فهو عام: ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )[الإسراء: 44].

- وأما التسبيح بلسان المقال، فهو عام كذلك، لكن يخرج منه الكافر، فإن الكافر لم يسبح الله بلسانه، ولهذا يقول تعالى: ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )[الحشر: 23]،( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (الصافات:159) هم لم يسبحوا الله تعالى، لأنهم أشركوا به ووصفوه بما لا يليق به.

فالتسبيح بلسان الحال يعني: أن حال كل شيء في السماوات والأرض تدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن العبث وعن النقص، حتى الكافر إذا تأملت حاله، وجدتها تدل على تنزه الله تعالى عن النقص والعيب.

وأما التسبيح بلسان المقال، فيعني: أن يقول: سبحان الله.


انظر ( شرح العقيدة الواسطية / 298)
الشيخ العلامة الإمام
محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله


وإتماماً للفائدة فقد سألني الأخ هشام الهاشمي في شبكة سحاب سؤالاً وطرحته يومها على الشيخ لزهر حفظه الله، والسؤال التالي:
أحيانا الإنسان يكون مرهقا وبين اليقظة والنوم وهو يستغر الله ومن ثم يقوم يستغفر في نفسه حتى ينام، خشية أن يضيع فضل الذكر.
هل هذه الطريقة ( الاستغفار بالقلب ) تجزء ؟

فأجاب الشيخ لزهر حفظه الله:

لا حرج في استغفاره بقلبه إذا خشي أن يفوته الأجر. ا.هـ

رد مع اقتباس