عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13 Mar 2015, 03:32 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي نصب المجانيق .. دفاعا عن الخليفة الصّدّيق (قصيدة)

بسم الله الرّحمن الرّحيم


الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلاّ على الظّالمين، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، ناصر المؤمنين، ومذلّ الشّرك والمشركين، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين، صلّى الله عليه وسلّم وعلى الأصحاب الغرّ الميامين، العدول الثّقات المرتضين، وعلى التّابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة والدّين .. أمّا بعد

فهذه أبيات متواضعات نظمتها مستعينا بالله متوكّلا عليه، دفاعا عن خير خلق الله بعد المرسلين، حبيب رسول ربّ العالمين، وخليفته من بعده على المسلمين، قامع المرتدّين والمشركين، صاحب اليرموك وأجنادين، أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه وعن الصّحابة أجمعين، حاولت فيها ذكر بعض مناقبه ومواقفه، وما أكثرها للعادّين، والرّد على أعدائه الحاقدين المبغضين، من الرّوافض الأنجاس الملاعين، ومن شايعهم وارتضى مذهبهم، وكان لهم من النّاصرين، وإنّي لأعلم علما لا تساوره الظّنون، أنّي في ما نظمت اليوم لمن المقصّرين، وعن بلوغ المراد لمن العاجزين، ولكنّ عذري أنّي قد رميت بسهم مع الرّامين، وما كنت للصّحب الكرام من الخاذلين، فإن أصبت فالحمد لله ربّ العالمين، أحمده حمد الشّاكرين، وأسأله المزيد من التّوفيق والتّمكين، وإن كانت الأخرى فإنّي لربّي لمن المستغفرين، وبالتّفريط في جنبه لمن المقرّين، وإنّ الله لهو أرحم الرّاحمين.



نَصْبُ المَجَانِيقِ ... دِفَاعًا عَنِ الخَلِيفَةِ الصِّدِّيقِ



يَا مُرْسِلاً لِلْمُصْطَفَى العَدْنَانِي *** بِالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ وَالقُرْآنِ
وَمُؤَيِّدًا لَهُ بِالصَّحَابَةِ إِنَّهُمْ *** قَوْمٌ كِرَامٌ شَأْنُهُمْ ذُو شَانِ
يَا رَبِّ إِنِّي قَدْ عَزَمْتُ اليَوْمَ أَنْ *** أُهْدِي الرَّوَافِضَ قِطْعَةً كَجُمَانِ
فَلَسَوْفَ أَكْبِتُهُمْ وَأَهْزِمُهُمْ بِهَا *** وَلَسَوْفَ أَنْصُرُ شِيعَةَ العَدْنَانِي
يَا رَبِّ وَفِّقْنِي وَسَدِّدْ رَمْيَتِي *** كَيْمَا تُصِيبَ عَسَاكِرَ الكُفْرَانِ
قَدْ لاَمَنِي فِي الشِّعْرِ بَعْضُ أَحِبَّتِي *** زَعَمُوا النَّصِيحَةَ إِذْ رَأَوْا عِصْيَانِي
قَالُوا سَلَكْتَ الدَّرْبَ دَرْبَ غِوَايَةٍ *** أَمْسَيْتَ يَا هَذَا أَسِيرًا عَانِي
فَأَجَبْتُهُمْ مَهْلاً عَلَيَّ أَحِبَّتِي *** لاَ تَعْجَلُوا يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ
إِنِّي اتَّبَعْتُ مَعَاشِرَ الشُّعَرَاءِ مِنْ *** أَصْحَابِ أَحْمَدَ جَاهَدُوا بِلِسَانِ
قَدْ نَافَحُوا عَنْ دِينِهِمْ بِقَرِيضِهِمْ *** بَلْ فَاقَ نَضْحَ النَّبْلِ فِي المَيْدَانِ
فَابْنُ الرَّوَاحَةِ لَيْسَ يَخْفَى أَمْرُهُ *** أَكْرِمْ بِكَعْبٍ مِثْلَمَا حَسَّانِ (1)
هَذَا نَبِيُّ اللهِ أَكْبَرَ صُنْعَهُمْ *** وَأَقَرَّهُمْ مِنْ غَيْرِ مَا نُكْرَانِ
جِبْرِيلُ مِنْ فَوْقِ السَّمَاءِ مُؤَيِّدٌ *** أَكْرِمْ بِرُوحِ القُدْسِ مِنْ مِعْوَانِ
وَاللهِ لَوْلاَ هَؤُلاَءِ القَوْمُ مَا *** كُنْتُ بِنَظْمِ الشِّعْرِ ذَا وَلَهَانِ
لَوْلاَ صَنِيعُ القَوْمِ مِنْ خَيْرِ الوَرَى *** لَهَجَرْتُ نَظْمَ الشِّعْرِ طُولَ زَمَانِي
هِيَ سِيرَةُ الشُّعَرَاءِ مِنْ أَصْحَابِهِ *** مَنْ بِالقَرِيضِ وَنَظْمِهِے أَغْرَانِي
هَذِي قَصِيدَةُ نُصْرَةٍ سَلَفِيَّةٌ *** أَبْيَاتُهَا كَثَوَاقِبِ الشُّهْبَانِ
أَرْمِي بِهَا جَمْعَ الرَّوَافِضِ كُلَّهُمْ *** كَيْمَا أُزَلْزِلَ عَرْشَهُمْ بِبَيَانِي
إِنَّ الرَّوَافِضَ قَدْ طَغَوا وَتَجَبَّرُوا *** يَا وَيْحَهُمْ مِنْ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ
طَعَنَ الرَّوَافِضُ فِي حَبِيبِ المُصْطَفَى *** أَعْنِي أَباَ بَكْرٍ رَفِيعَ الشَّانِ
يَا طَاعِنًا ذَاكَ العَتِيقَ وَمُبْغِضًا *** أَبْشِرْ - لَحَاكَ اللهُ - بالخُسْرَانِ
مَنْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ بَعْدَ الأَنْبِياَ؟ *** مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ
مَنْ كَانَ سَبَّاقًا إِلَى الإِسْلاَمِ لَمْ *** يَسْبِقْهُ نَحْوَ الحَقِّ مِنْ إِنْسَانِ؟
مَنْ قَدْ مَضَى نَحْوَ الرَّسُولِ مُصَدِّقًا *** إِذْ قَدْ رَأَى حَقًّا بِلاَ رَوَغَانِ؟
مَنْ قَامَ يَدْعُو النَّاسَ كَيْمَا يُسْلِمُوا؟ *** هَذَا ابْنُ عَوْفٍ جَاءَ مَعْ عُثْمَانِ
وَاذْكُرْ عُبَيْدَةَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةً *** وَالأَرْقَمَ المِضْيَافَ كُلَّ أَوَانِ
لاَ تُغْفِلَنْ فِي القَوْمِ سَعْدًا إِنَّهُ *** خَالُ النَّبِيِّ وَفَارِسُ الفُرْسَانِ
مَنْ قَامَ بِالمَالِ افْتَدَى إِخْوَانَهُ؟ *** كَانُوا أُولِي رِقٍّ بِدَارِ هَوَانِ
فَاذْكُرْ بِلاَلاً وَاعْجَبَنْ مِنْ صَبْرِهِ *** أَكْرِمْ بِهِ مِنْ رَاسِخِ الإِيمَانِ
ذَاقَ العَظِيمَ مِنْ الأَذَى مُتَجَلِّدًا *** هَيْهَاتَ يَنْطِقُ قَوْلَةَ الكُفْرَانِ
هَذَا أَبُو بَكْرٍ يُسَارِعُ مُقْبِلاً *** يَا وَيْحَكُمْ فُكُّوا قُيُودَ العَانِي
مَنْ كَانَ صِدِّيقًا بِذَلِكَ تُخْبِرُ الْـ *** ـآيَاتُ فِي زُمَرٍ (2) مِنَ القُرْآنِ؟
لَمْ يَشْرَبِ الخَمْرَ الخَبِيثَةَ دَهْرَهُ *** بَلْ كَانَ لِلْخَمْرِ الخَبِيثَةِ شَانِي
لَمْ يَعْبُدِ الأَصْنَامَ يَوْمًا مِثْلَمَا *** كَانَتْ قُرَيْشٌ رَبَّةُ الأَوْثَانِ
مَنْ كَانَ لِلْمُخْتَارِ صَاحِبَ هِجْرَةٍ؟ *** مَنْ كَانَ فِي غَارٍ رَفِيقًا ثَانِ؟
فَاقْرَأْ أَيَا مِسْكِينُ سُورَةَ تَوْبَةٍ (3) *** تُنْبِيكَ عَنْ غَارٍ بِهِ قَمَرَانِ
هَذَا أَبُو بَكْرٍ بِصُحْبَةِ أَحْمَدٍ *** وَالحَافِظُ الرَّحْمَنُ كُلَّ أَوَانِ
مَنْ كَانَ لِلْمُخْتَارِ صَاحِبَ سِرِّهِ؟ *** أَكْرِمْ بِذَاكَ النَّاصِحِ المِعْوَانِ
مَنْ كَانَ صِهْرًا لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ؟ *** يَا حَبَّذَا - وَاللهِ - ذَا الصِّهْرَانِ
مَنْ كَانَتِ ابْنَتُهُے بِبَيْتِ المُصْطَفَى *** نِعْمَ الحَلِيلَةُ أَفْضَلُ النِّسْوَانِ؟
رُمِيَتْ بِكُلِّ عَظِيمَةٍ فَتَصَبَّرَتْ *** يَا وَيْحَ رَامِيهَا مِنَ الدَّيَانِ
هَذَا كِتَابُ اللهِ يُعْلِنُ طُهْرَهَا *** وَبِأَنَّهَا مَحْفُوظَةٌ بِأَمَانِ
لاَ لَيْسَ يُبْغِضُهَا وَيَطْعَنُ عِرْضَهَا *** إِلاَّ خَبِيثٌ بَيِّنُ الكُفْرَانِ
مَنْ نَالَ بُشْرَى بِالجِنَانِ مُخَلَّدًا؟ *** يَا حَبَّذَا البُشْرَى بِدَارِ جِنَانِ
مَنْ كَانَ مَالُهُ نَاصِرًا لِمُحَمَّدٍ؟ *** مَا كَانَ يَوْمًا مُولَعًا بِالفَانِي
سَائِلْ تَبُوكًا مَاذَا أَنْفَقَ يَوْمَهَا *** سَتُجِيبُ بِالغَالِي مِنَ الأَثْمَانِ
نَحْوَ الرَّسُولِ مُسَارِعًا يَأْتِي بِهَا *** قَدْ كَانَ يَبْغِي جَنَّةَ الرِّضْوَانِ
لاَ لَيْسَ فِي الخَيْرَاتِ يُسْبَقُ مِثْلُهُ *** هَيْهَاتَ سَبْقُهُ لَيْسَ فِي الإِمْكَانِ
وَاسْأَلْ سُهَيْلاً يَا جَهُولُ وَعُرْوَةً *** إِذْ أَقْبَلاَ لِلصُّلْحِ (4) يَبْتَغِيَانِ
هَذَا أَبُو بَكْرٍ يُجِيبُ بِقَوْلَةٍ (5) *** مَارَدَّهَا عَجْزًا أَخُو الكُفْرَانِ
مَا كَانَ يَوْمًا بِالجَبَانِ أَوِ الَّذِي *** يَمْضِي فِرَارًا طَالِبًا لِأَمَانِ
هَذَا عَلِيٌّ قَالَ قَوْلَةَ صَادِقٍ *** أَنْعِمْ بِحَيْدَرَةٍ فَتَى الفِتْيَانِ
إِذْ جَاءَهُ يَوْمًا حُسَيْنٌ سَائِلاً *** يَا وَالِدِي مَنْ أَشْجَعُ الشُّجْعَانِ؟
فَأَجَابَ مَنْ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ فَكُنْ *** مِمَّا سَمِعْتَ اليَوْمَ فِي اسْتِيقَانِ
مَنْ صَاحَبَ المُخْتَارَ فِي غَزَوَاتِهِ؟ *** مَا غَابَ يَوْمًا عَنْ لِقَا الفُرْسَانِ
فَلْتَسْأَلَنْ بَدْرًا سَتَعْلَمُ مَا الَّذِي *** قَدْ سَامَ فِيهَا ثُلَّةَ الكُفْرَانِ
وَاسْأَلْ عَرِيشًا (6) مَا تَقَدَّمَ نَحْوَهُ *** إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ فَكَانَ الثَّانِي
مَنْ قَامَ فِي أُحُدٍ يَرُدُّ جُمُوعَهُمْ *** إِذْ أَقْبَلُوا لِلْبَطْشِ بِالعَدْنَانِي؟
جَاءُوا يُرِيدُونَ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا *** فَتَصَادَمُوا بِالفَارِسِ الطَّعَّانِ
هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَهُدُّ جُمُوعَهُمْ *** بِحُسَامِهِے كَالقَسْوَرِ الغَضْبَانِ
فَحَمَى رَسُولَ اللهِ أَمْسَى سَالِمًا *** كَيْمَا يُبَلِّغَ شِرْعَةَ الرَّحْمَنِ
وَاسْأَلْ - لَحَاكَ اللهُ - مُصْطَلِقًا كَذَا *** عَنْ خَنْدَقٍ مَا كَانَ فِي الحُسْبَانِ
وَاسْأَلْ قُرَيْضَةَ وَالنَّضِيرَ عَنِ الَّذِي *** حَمَلَ اللِّوَاءَ وَهَدَّهُمْ بِسِنَانِ
وَاسْأَلْ - لَحَاكَ اللهُ - غَزْوَةَ خَيْبَرٍ *** عَنْ شَافِعٍ فِي القَوْمِ ذِي تَحْنَانِ
يَأْتِي القُرَانُ مُوَجِّهًا أَنْ قَتْلُهُمْ *** أَوْلَى وَسَبْيُ مَعَاشِرِ النِّسْوَانِ
مَنْ أَمَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ؟ *** بِإِشَارَةٍ مِنْهُ وَعَقْدِ أَمَانِ
صَلَّى بِهِمْ حِينَ اعْتِلاَلِ المُصْطَفَى *** وَأَقَرَّهُ صَحْبٌ بِلاَ نُكْرَانِ
مَنْ كَانَ فِي مَوْتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** ثَبْتَ الجَنَانِ وَنَاطِقًا بِبَيَانِ؟
يَتْلُو القُرَانَ مُسَلِّيًا أَصْحَابَهُ *** إِذْ عَمَّهُمْ هَوْلٌ مِنَ الأَحْزَانِ
مَنْ سَاسَ أَمْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ *** إِذْ بَايَعُوا طُرًّا بِلاَ نُقْصَانِ؟
قَدْ أَجْمَعُوا حَقًّا عَلَى اسْتِخْلاَفِهِ *** مَا كَانَ مِنْهُمْ مُنْكِرٌ أَوْ شَانِي
نَظَرَ الصَّحَابَةُ مَا رَأَوْا أَهْلاً لِذَا *** إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ رَفِيعَ الشَّانِ
مَنْ أَدَّبَ الأَعْرَابَ حِينَ تَمَرَّدُوا *** فِي رِدَّةٍ بِالسَّيْفِ دُونَ تَوَانِي؟
فَمَضَى كَلَيْثِ الغَابِ يَمْشِي نَحْوَهُمْ *** مِثْلَ السَّبَنْتَى مَشْيَةَ الغَضْبَانِ
إِذْ فَرَّقُوا بَيْنَ الصَّلاَةِ وَأُخْتِهَا *** أَعْنِي الزَّكَاةَ أَلَيْسَتَا صِنْوَانِ؟
وَاذْكُرْ مُسَيْلَمَةً نَبِيَّ الزُّورِ إِذْ *** قَامَ ادَّعَى وَحْيًا مِنَ الرَّحْمَنِ!
فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِ بِرُقْيَةٍ *** وَأَزَالَ عَنْهُ وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ
مَنْ أَنْفَذَ لِلرُّومِ جَيْشَ أُسَامَةٍ؟ *** كَيْمَا يُؤَدِّبَ شِيعَةَ الصُّلْبَانِ
فَاسْأَلْ شُرَحْبِيلاً كَذَلِكَ خَالِدًا *** وَأَبَا عُبَيْدَةَ قَائِدَ الفُرْسَانِ
وَاسْأَلْ عَنِ اليَرْمُوكِ تَعْلَمُ أَنَّهُ *** مَنْ دَوَّخَ الرُّومَانَ فِي المَيْدَانِ
أَمْسَى هِرَقْلٌ فِي الصَّحَارَى هَارِبًا *** فِعْلَ الجَبَانِ وَحِيلَةَ الحَيْرَانِ
مِنْ بَعْدِ عِزٍّ قَدْ أَذَلَّهُ رَبُّهُ *** مَا ثَمَّ مِنْ عَرْشٍ وَلاَ سُلْطَانِ
وَمَضَى أَبُو بَكْرٍ لِفَارِسَ يَبْتَغِي *** أَرْضَ المَجُوسِ وَعَابِدِي النِّيرَانِ
قَدْ قَامَ نَحْوَ القَوْمِ يَبْغِي ذُلَّهُمْ *** مَنْ جَدُّهُمْ كِسْرَى أَنُوشَرْوَانِ؟
لَكِنْ دَعَاهُ اللهُ رَبُّهُ أَنْ أَجِبْ *** فَأَجَابَ دَعْوَةَ رَبِّهِ الرَّحْمَنِ
فَمَضَى وَخَلَّفَ رَايَةً خَفَّاقَةً *** لِلْفَتْحِ لَنْ تُنْسَى مَدَى الأَزْمَانِ
مَنْ قَبْرُهُ بِجِوَارِ قَبْرِ المُصْطَفَى؟ *** يَا حَبَّذَا الجَسَدَانِ مُجْتَمِعَانِ
فِي حُجْرَةٍ كَانَتْ لِبِنْتِهِ مَسْكَنًا *** فَبِمَا يُجِيبُ الرَّافِضِيُّ الجَانِي
يَا رَافِضِيُّ لَأَنْتَ أَحْقَرُ مَنْ مَشَى *** فَوْقَ الثَّرَى مِنْ إِنْسٍ اَوْ مِنْ جَانِ
اللهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي لَكَ مُبْغِضٌ *** حَتَّى تُدَثِّرَنِي غَدًا أَكْفَانِي
هَذِي قَصِيدَةُ نُصْرَةٍ سَلَفِيَّةٌ *** مِنْ مُبْغِضٍ لِلرَّفْضِ ذِي شَنَآنِ
نُونِيَّةٌ مِثْلُ الجُمَانِ تَلَأْلَأَتْ *** حَاكَيْتُ فِيهَا الشَّاعِرَ القَحْطَانِي
وَاخْتَرْتُ مِنْ تِلْكَ البُحُورِ بَدِيعَهَا *** هُوَ كَامِلٌ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ
دَافَعْتُ فِيهَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ *** أَلْجَمْتُ كَلْبَ الرَّفْضِ عَنْ هَذَيَانِ
حَقَّقْتُ فِيهَا رَغْبَةً مِنْ فَاضِلٍ *** أَعْنِي أُسَامَةَ سَاكِنَ الزِّيبَانِ (7)
ذَاكَ الَّذِي لِلشِّعْرِ أَيْقَظَ هِمَّتِي *** أَكْرِمْ بِهِے مِنْ نَاصِحٍ مِعْوَانِ
مِنْ أَرْضِ أُمٍّ لِلْبَوَاقِي إِنَّنِي *** أُهْدِيهِ تَسْلِيمِي وَلِلْإِخْوَانِ
مِنْ كُلِّ مُتَّبِعٍ لِسُنَّةِ أَحْمَدٍ *** يَبْغِي اللِّحَاقَ بِخِيرَةِ الرُّكْبَانِ
يَقْفُو طَرِيقَ السَّالِفِينَ أُولِي النُّهَى *** خَيْرِ القُرُونِ وَشِيعَةِ العَدْنَانِي
حَبَّرْتُهَا وَجَعَلْتُهَا فِي المُنْتَدَى *** هُوَ مُلْتَقَى لِلْعِلْمِ وَالعِرْفَانِ
أَنْعِمْ بِتَصْفِيَةٍ وَتَرْبِيَةٍ مَعًا *** فَبِذَاكَ أَوْصَى شَيْخُنَا الأَلْبَانِي
يَا مَنْ قَرَأْتَ قَصِيدَتِي وَتَلَوْتَهَا *** لاَ تَبْخَلَّنَّ بِدَعْوَةٍ لِلْعَانِي
إِنِّي أَسِيرٌ لِلذُّنُوبِ مُقَيَّدٌ *** وَاللهِ إِنَّ القَيْدَ قَدْ آذَانِي
يَا رَبِّ فَاغْفِرْ لِلْمُقَصِّرِ جُرْمَهُ *** فَلَأَنْتَ يَا رَبَّاهُ ذُو غُفْرَانِ
وَاجْعَلْ إِلَهِي مَا نَظَمْتُهُ خَالِصًا *** ثَقِّلْ بِهِے عِنْدَ اللِّقَا مِيزَانِي
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى الأَغْصَانِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا لاَحَ نَجْمٌ فِي ذُرَى الأَكْوَانِ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** وَالآلِ وَالأَصْحَابِ طُولَ زَمَانِ

أبو ميمونة منوّر عشيش
أمّ البواقي - الجزائر -

الهوامش:
ـــــــــــــــــــــ
(1) حسّان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك رضي الله عنهم، هؤلاء الثّلاثة هم أشهر شعراء الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

(2) هو قوله تعالى: ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِے أُولاَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ ) (الزّمر الآية 33)، وقد كان عليّ بن أبي طالب يحلف بالله أنّ الله عزّ وجلّ أنزل اسم أبي بكر من السّماء الصّدّيق. كما في التّبصرة لابن الجوزي (1/398).

(3) هو قوله تعالى: ( إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ) (التّوبة الآية 40).

(4) هو صلح الحديبية.

(5) هو قول أبي بكر رضي الله عنه مخاطبا عروة بن مسعود الثّقفي، لمّا جاء مفاوضا عن قريش في صلح الحديبية: (امصص بضر اللاّت)، والقصّة بكاملها عند البخاري برقم (2732).

(6) هو عريش بدر الكبرى، ( قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أيّها النّاس من أشجع الشّجعان؟ قالوا أنت يا أمير المؤمنين، فقال: أما إنّي ما بارزني أحد إلاّ انتصفت منه، ولكن هو أبو بكر، إنّا جعلنا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عريشا، فقلنا: من يكون مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لئلاّ يهوي إليه أحد من المشركين؟ فوالله ما دنا منه أحد إلاّ أبا بكر شاهرا بالسّيف على رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لا يهوي إليه أحد من المشركين إلاّ أهوى إليه، فهذا أشجع النّاس ) البداية والنّهاية لابن كثير(3/271،272).

(7) هو الأخ الفاضل أسامة العابد من مدينة بسكرة عاصمة الزّيبان - حرسها الله -، فهو الّذي أحسن الظّنّ بي وطلب إليّ أن أنظم قصيدة في الدّفاع عن الصّدّيق رضي الله عنه، فجزاه الله خير الجزاء، وجعل ما كتبته في ميزان حسناته.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو ميمونة منور عشيش ; 30 Jan 2016 الساعة 07:23 PM
رد مع اقتباس