عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14 Oct 2014, 10:28 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي براءة واستنكار لما وقع في "سكيكدة" من سبّ الصحابة الأخيار!

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم



{لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}



«يأتي على الناس زمان خيرهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر»
أبو سعيد الخدري رضي الله عنه (الأمر بالعروف لابن أبي الدنيا رقم:93)




في يوم الجمعة 16 / ذو الحجة / 1435 هـ، وفي منطقة أمجاز الدشيش -ولاية سكيكدة- وقعة واقعة خطيرة، ونزلت بالأمة الجزائرية فاجعة كبيرة.
لقد أُعلن سبّ الصحابة جِهارا، و رُفعت البراءة منهم نهارا ! فنطقت المخبولة الغبيّة بما يُعتبر كالامتحان لغيرة أهل السنة، والاختبار لعقيدتهم في أصحاب رسول الله صلى الله عليهم وسلم.
ففي يوم جمعة المبارك، وعندما كان الناس يتأهبون لسماع الخطبة، وإقامة الصلاة، نصبت الرافضية المتشيعة نفسها كالمُحارب المقدام ! فقامت تجرّ إزار الخيبة والبغي في أوساط جمهور من رجال أهل السنة! وفي مسجد السنة! وفي بلد السنة!.
وفارت من الحقد على أسياد الأمة، واعتراها جنون الكراهية لأم المؤمنين عائشة الصدِّيقة رضي الله عنها، مستجيبة لتوصيات زنادقة العصر من أمثال ياسر الحبيب، الذين أوجبوا على أتباعهم إظهار البراءة من المهاجرين والأنصار وإعلان ديانتهم أمام الملأ.
فقام الإمام وجمع من المصلين بموقف يشرّفهم، فاستنكروا صنيع الجيفة المتآكلة، وتم تسليمها للجهات الأمنية التي شرعت بدورها بفتح تحقيق معها! حيث قُدّمت لوكيل الجمهورية، فأصرّت واستكبرت وهددت بالعودة إلى فعلتها الأولى! في موقف ينبئ عن مدى ما تَلقّته من جرعات العداء للإسلام والمسلمين .

فاجعة أخرى تستبق الأولى !
ألا ما أعظم قول الحق في زمن الغربة، وأعظم منه قبوله إذا صدع به صاحبه!
يا إخواني الشرفاء ويا بني جلدتي الفضلاء! العار كل العار أن نبقى نَتصنّع لبعضنا ، ونكتم النصيحة عن المخطئ فينا.


وإن من الحقيقة التي لابد أن تُذاع:
أنّني مكثت أترقب مستجدات الواقعة! وأرقُب ردّة فعل أهل السنة! لعلّ الله يبعث الحياة في نفوس فئام منهم فيقوموا لله قومة أوليائه ! لأن قول الحق ما لم يصدع به أهل السنة فلا صادع به، وكلمة الهداية ما لم تخرج من أفواههم فلا قائل بها.
ولكن واقع الحال كذّبني وبعث في نفسي صدمة هوّنت صدمات قد مضت! فأبصرت بعيني وضعا مريرا لم يُعرف من قبل عند أهل الإسلام منذ صدره الأول.
وقد يقول قائل: لقد عهدنا سب الصحابة من الرافضة فليس هو بالأمر الجديد؟
وجوابه: يا سيّدي ! سب الصحابة نعم! أما أن تجهر به فاسقة في بلاد الجزائر فهذا محدث.
لم يعرفه أهل هذه البلاد من قبل! اللهم إلا في زمن دولة بني عبيد الرافضية.
وقد يقول معترض آخر: أليس هذا من التشهير بهذه المجهولة، ومن إشاعة الضلال الذي خفي عن أكثر لناس؟
وجوابه أيضا: لو فكر شيخ الإسلام ابن تيمية بتفكيرك لما ألّف كتابه العجاب (الصارم المسلول)، ولما كتب (منهاج السنة)، فالأول رد به على نصراني رعديد مجهول ! والثاني كتبه ردا على وريقات لرافضي وُزّعت على فئة من الناس! هذا أولا .
وثانيا: كيف خفي عليك قوله صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره.) والذي نحن في صدد بيانه لمن أشد المنكرات التي وصلت مسامعك، وبلغتك أخبارها.

وأخيرا :
أخي العزيز تأمل في شأنك جيدا، وتدبر في ذلك يوم الذي تقدم فيه على ربك عار حاف، {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}
تذكر وأنت تسمع بخبر الفاجعة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدافع عن أبي بكر رضي الله عنه: (هلا تركتم لي صاحبي )
تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتألّم لإيذاء المنافقين أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا).
فقد بلغك أخي المؤمن طعن الخبيثة في عائشة الصدّيقة! فهلاّ أنكرت صنيعها،غيرةً لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
يا أهل السنة الأوفياء! يقول الطحاوي -رحمه الله - [العقيدة الطحاوية (467)]) : (ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان) اهـ
فقد حفظتم قول الطحاوي وارتضيتموه عقيدة في قلوبكم! فاصدعوا بهذا المعتقد واعملوا بمقتضاه ولا تكونوا كمن قال الله فيهم: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين}.

اكتبوا تاريخكم، ووقّعوا عليه بحبر الإخلاص والصدق، واتركوا صفائحه تشهد يومًا أن الله سخَّركم لردّ عادِية وقعت على عرض أشرف الخلق بعد الأنبياء .
ثم اعلموا –رحمكم الله- أن بسكوتكم تهيجُ المنكرات وتنتشر الموبقات، فمتى سكتم عن الزنادقة وأهل الأهواء، جرَت أدواء البدع في المجتمعات الإسلامية جري الدم في العروق، ورحم الله من قال : الساكت شريك القائل! فاربأ بنفسك يا أخي أن تكون ممن لعنهم الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لعن الله من آوى محدثا)، وقد عدّ أهل العلم السكوت عن ضلالهم من إيوائهم! فكن على حذر، فسخط الله نازل بمن كان هذا شأنه.
فيا أيها المسلم! عليك أن تغير هذا المنكر الكبير من أيّ موقع كنت، ولا تتوهّم أنّك معفى من السؤال بين يدي الله سبحانه، لاسيما في زمن قد أناخ التخاذل برحاله في قلوب الكثير من العامة، وحتى الخاصة!
وعليك أن تنصاع لواعظ الله الذي يهزّ فؤادك رغما عنك ! لأن ما أقدُّمه لك إنما هو تذكير ليس إلا! فالحق واضح وضوح الشمس، وويل للمصرين على ما عملوا وهم يعلمون.
وعلى جميع طبقات المجتمع الجزائري أن تتحرك وتأخذ القضية بحجمها الحقيقي، فالدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ليس حكرا على جماعة دون جماعة، فنحن في دولة مسلمة، والإسلام فيها هو دين الدولة الرسمي، وثوابته مصونة لا يجوز المساس بها. فلم السكوت ؟!
والحمد لله رب العالمين

كتبه أبو معاذ محمد مرابط

مساء الثلاثاء 20 ذو الحجة 1435


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 14 Oct 2014 الساعة 10:30 PM