عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 11 Jun 2015, 02:54 PM
أبو عبيد الله خالد إنزارن أبو عبيد الله خالد إنزارن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 109
افتراضي

سبحان الله هذا حال أهل البدع الطعن في العلماء الربانيين واتباع الهوى وعدم الرجوع لكلام السلف... بل بلغ به الأمر أن يحث الناس على السفاهة والفحش مستدلا على باطله بآية من كتاب الله لو علم تفسيرها لما قال مقولته
قال الطبري - رحمه الله-
الآية : 148
القول في تأويل قوله تعالى:
{لاّ يُحِبّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }.
اختلف القراء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار بضمّ الظاء.
وقرأه بعضهم: «إلاّ مَنْ ظَلَمَ» بفتح الظاء. ثم اختلف الذين قرءوا ذلك بضمّ الظاء في تأويله فقال بعضهم: معنى ذلك: لا يحب الله تعالى ذكره أن يجهر أحدنا بالدعاء على أحد, وذلك عندهم هو الجهر بالسوء إلاّ مَنْ ظُلِم يقول: إلا من ظُلم فيدعو على ظالمه, فإن الله جلّ ثناؤه لا يكره له ذلك, لأنه قد رخص له في ذلك .
ذكر مَن قال ذلك:
8546ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالح, قال: ثني معاوية بن صالح, عن بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قوله: لا يُحبّ الله الجَهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَوْلِ يقول: لا يحبّ الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما, فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظَلَمَه, وذلك قوله: إلاّ مَنْ ظُلِمَ وإن صبر فهو خير له.
8547ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: لا يُحِبّ الله الجَهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلَمَ فإنه يحبّ الجهر بالسوء من القول.
8548ـ حدثنا بشر ين معاذ, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: لايُحِبّ الله الجِهْرَ بالسّوءِ منَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ وكانَ الله سَمِيعَا عَليما عذر الله المظلوم كما تسمعون أن يدعو.
8549ـ حدثني الحرث, قال: حدثنا أبو عبيد, قال: ثنا هشيم, عن يونس, عن الحسن, قال: هو الرجل يظلم الرجل, فلا يدْعُ عليه, ولكن ليقل: اللهمّ أعني عليه اللهمّ استخرج لي حقي اللهمّ حل بينه وبين ما يريد ونحوه من الدعاء.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا يحبّ الله الجهر بالسوء من القول, إلا من ظُلم فيُخبر بما نيل منه.
ذكر من قال ذلك:
8550ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبو معاوية, عن محمد بن إسحاق, عن ابن أبي نجيع, عن مجاهد, قال: هو الرجل ينزل بالرجل, فلا يحسن ضيافته, فيخرج من عنده, فيقول: أساء ضيافتي ولم يحسن.
8551ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: إلا من أثَر ما قيل له.
حدثني المثنى, قال: حدثنا الحجاج بن المنهال, قال: حدثنا حماد, عن محمد بن إسحاق, عن عبد الله بن أبي نجيع, عن مجاهد: لايُحِبّ الله الجِهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: هو الضيف المحوّل رحله, فإنه يجهر لصاحيه بالسوء من القول.
وقال آخرون: عنى بذلك الرجل ينزل بالرجل فلا يَقرِيه, فينال من الذم ما لم يَقْرِه.
ذكر من قال لك:
8552ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيع, عن مجاهد في قوله: إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: من ظُلم فانتصر يجهر بالسوء.
حدثني المثنى, قال: ثن أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيع, مثله.
8553ـ وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا سفيان بن عيينة, عن ابن أبي نجيع, عن إبراهيم بن أبي بكر, عن مجاهد. وعن حميد الأعرج, عن مجاهد: لا يُحبّ الله الجَهْرَ بالسّوء مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ. قال: هو الرجل ينزل بالرجل فلا يحسن إليه, فقد رخص الله له أنَ يقول فيه.
حدثني أحمد بن حماد الدّولابيّ, قال: حدثنا سفيان, عن ابن أبي نجيع, عن إبراهيم بن أبي بكر,عن مجاهد: لا يُحِبّ الله الجَهْرِ بالسّوءِ منَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: هو في الضيافة يأتي الرجل القوم فينزل عليهم فلا يضيفونه, رخص الله له أن يقول فيهم. حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الـمثنى بن الصبـاح, عن مـجاهد فـي قوله: لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ... الاَية, قال: ضاف رجل رجلاً, فلـم يؤدّ إلـيه حقّ ضيافته, فلـما خرج أخبر الناس, فقال: ضفت فلانا فلـم يودّ حقّ ضيافتـي, فذلك جهر بـالسوء إلاّ مَنْ ظُلِـمَ حين لـم يودّ إلـيه ضيافته.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن جريج, قال مـجاهد: إلا من ظلـم فـانتصر يجهر بسوء. قال مـجاهد: نزلت فـي رجل ضاف رجلاً بفلاة من الأرض فلـم يضفه, فنزلت إلاّ مَنْ ظُلِـمَ ذكر أنه لـم يضفه, لا يزيد علـى ذلك.
وقال آخرون: معنى ذلك: إلا من ظُلـم فـانتصر من ظالـمه, فإن الله قد أذن له فـي ذلك.
ذكر من قال ذلك:
8554ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ: لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِـمَ يقول: إن الله لا يحبّ الـجهر بـالسوء من أحدٍ من الـخـلق, ولكن من ظلـم فـانتصر بـمثل ما ظلـم, فلـيس علـيه جناح.
ف «مَنْ» علـى هذه الأقوال التـي ذكرناها سوى قول ابن عبـاس فـي موضع نصب علـى انقطاعه من الأول, والعرب من شأنها أن تنصب ما بعد إلا فـي الاستثناء الـمنقطع فكان معنى الكلام علـى هذه الأقوال سوى قول ابن عبـاس: لا يحبّ الله الـجهر بـالسوء من القول, ولكن من ظُلـم فلا حرج علـيه أن يخبر بـما نـيـل منه أو ينتصر مـمن ظلـمه.
وقرأ ذلك آخرون بفتـح الظاء: «إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» وتأوّلوه: لا يحبّ الله الـجهر بـالسوء من القول, إلا من ظَلـم, فلا بأس أن يُجهر له بـالسوء من القول.
ذكر من قال ذلك:
8555ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: كان أبـي يقرأ: «لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» قال ابن زيد: يقول: إلا من أقام علـى ذلك النفـاق فـيجهر له بـالسوء حتـى ينزع. قال: وهذه مثل: وَلا تَنابَزُوا بـالألْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ أن تسميه بـالفسق بَعْدَ الإيـمانِ بعد إذ كان مؤمنا, وَمَنْ لَـمْ يَتُبْ من ذلك العمل الذي قـيـل له, فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِـمُونَ قال: هو أشرّ مـمن قال ذلك له.
8556ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: «لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» فقرأ: إنّ الـمُنافِقِـينَ فِـي الدّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ حتـى بلغ: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الُـمؤْمِنِـينَ أجْرا عَظِيـما ثم قال بعد ما قال: هم فـي الدرك الأسفل من النار. ما يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إنْ شَكَرْتُـمْ وآمَنْتُـمْ وكانَ اللّهُ شاكِرا عَلـيـما «لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» قال: لا يحبّ الله أن يقول لهذا: ألست نافقت؟ ألست الـمنافق الذي ظلـمت وفعلت وفعلت؟ من بعد ما تاب, «إلاّ مَنْ ظَلَـم», إلا من أقام علـى النفـاق. قال: وكأن أبـي يقول ذلك له ويقرؤها: «إلاّ مَنْ ظَلَـمَ».
«مَنْ» علـى هذا التأويـل نصب لتعلقه بـالـجهر. وتأويـل الكلام علـى قول قائل هذا القول. لا يحبّ الله أن يجهر أحد لأحد من الـمنافقـين بـالسوء من القول «إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» منهم, فأقام علـى نفـاقه فإنه لا بأس بـالـجهر له بـالسوء من القول.
قال أبو جعفر: وأولـى القراءتـين بـالصواب فـي ذلك قراءة من قرأ: إلاّ مَنْ ظُلِـمَ بضمّ الظاء, لإجماع الـحجة من القرّاء وأهل التأويـل علـى صحتها, وشذوذ قراءة من قرأ ذلك بـالفتـح. فإذ كان ذلك أولـى القراءتـين بـالصواب, فـالصواب فـي تأويـل ذلك: لا يحبّ الله أيها الناس أن يجهر أحد لأحد بـالسوء من القول إلاّ مَنْ ظُلِـمَ بـمعنى: إلا من ظُلـم فلا حرج علـيه أن يخبر بـما أسيء إلـيه. وإذا كان ذلك معناه, دخـل فـيه إخبـار من لـم يُقْرَ أو أسيء قِرَاه, أو نـيـل بظلـم فـي نفسه أو ماله عَنوة من سائر الناس, وكذلك دعاؤه علـى من ناله بظلـم أن ينصره الله علـيه, لأن فـي دعائه علـيه إعلاما منه لـمن سمع دعاءه علـيه بـالسوء له. وإذ كان ذلك كذلك, ف «مَنْ» فـي موضع نصب, لأنه منقطع عما قبله, وأنه لا أسماء قبله يستثنى منها, فهو نظير قول: لَسْتَ عَلَـيْهِمْ بِـمُسَيْطِرٍ إلاّ مَنْ تَوَلـىّ وكَفَرَ.
وأما قوله: وكانَ اللّهُ سَمِيعا عَلِـيـما فإنه يعنـي: وكان الله سميعا لـمِا يجهرون به من سوء القول لـمن يجهرون له به, وغير ذلك من أصواتكم وكلامكم, علـيـما بـما تـخفون من سوء قولكم وكلامكم لـمن تـخفون له به, فلا تـجهرون له به, مـحصٍ كلّ ذلك علـيكم حتـى يجازيَكم علـى ذلك كله جزاءكم الـمسيء بـاساءته والـمـحسن بإحسانه.
"تفسير الطبري"
فأين ابو سعيد من هذه النقول وكلام الفحول


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله خالد إنزارن ; 11 Jun 2015 الساعة 04:56 PM
رد مع اقتباس