عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 Jan 2015, 09:52 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي وقفات مع طعونات أبي سعيد في العلامة فركوس حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلموا رحمكم الله أنه لما طرق أذني وبلغ مسامعي كلام أبي سعيد هداه الله في العلامة فركوس حفظه الله استغربت وتعجبت، استغربت من طريقته التي سلكها في الرد عليه، وتعجبت من غالب كلامه الذي قاله وتلفظ به، ولم أجد لهذا الذي بلغ مسامعي، وطَنَّت له أذني؛ إلا بيت أبي عبد الله النَّمري أسلك على منواله، وأقول على نسقه، بل وأستعين بنظمه وكلماته؛ لأبرز المعنى الذي جال بخاطري وأردت قوله ووصف واقع كثير من الدعاة به:
والبيت هو: قال أبو عبد الله النَّمري:
ومن السَّخاءِ مَذاهبٌ *** يُعدَدْن في جُمَل العَجائبْ
فقلت على نسقه متعجبا من كلام أبي سعيد الذي تكلم به ولاكه بلسانه:
وَمِن الكلام مذاهبٌ *** يُعدَدْنَ من جُمَل العَجَائِبْ
فصار السامع لكلام كثير من الدعاة اليوم - والذي يدل على مذاهبهم، وينبئ عن معتقداتهم ومناهجهم - يتعجب منه ويستغرب كيف صدر عن قائله، ويكون العجب أحيانا من لغته وأسلوبه وطريقة التكلم به، وفي غالب الأحيان يكون من ضعف مضمون كلامه، ووضوح زيفه، وظهور إفكه، وتناقض معانيه، وتهافت كلماته وجمله، وتعالم صاحبه وتزكيته لنفسه، وكل هذا الذي صار يستغرب من كلام المتكلمين، ويستنكر من قول القائلين؛ قد اجتمع في كلمة أبي سعيد هداه الله في الشيخ فركوس حفظه الله، وإليك بيان ذلك في الوقفات التالية:

الوقفة الأولى: مع لغة أبي سعيد وأسلوبه وطريقته في كلامه:
- أما اللغة التي رد بها فهي لغة ركيكة لا يتكلم بها طالب علم، فضلا أن يتكلم بها من ينسب نفسه لأهل العلم ويزعم أنه منهم، ولقد ذكرتني لغته التي صاغ بها طعنه، وأسلوبه الذي اتبعه في رده؛ لغة وأسلوب شمس الدين الجزائري، فلغته تشبه إلى حد بعيد لغته، وأسلوبه يشبه أسلوبه، حتى إنه ليصدق فيهما قول الأعشى:
رَضِيعَيْ لِبَان ثَدْيَ أُمٍّ تَقَاسَمَا ***بِأَسْحَمَ دَاجٍ عَوْضُ لاَ نَتَفَرّقُ
وقول أبي الأسود الدؤلي حين قال:
دَعِ الْخَمْرَ تَشْرَبْهَا الغُوَاةُ فَإِنّنِي *** رَأَيْتُ أَخَاهَا مُغْنِياً عَنْ مَكَانِهَا
فقيل له فنبيذ الزبيب فقال:
فَإلاَّ يَكُنْهَا أَوْ تَكُنْهُ فإنّهُ ***أَخُوهاَ غَذَتْهُ أمّهُ بِلِبَانِهَا
ولذلك فالذي قلته يوما في لغة ذلكم الدعي، يصلح أن يقال اليوم في لغة هذا المتجني وهو[1]: إننا لا نحتاج أصلا أن نرد عليه، ونبين أخطائه وزلاته ومعايبه، لأن كلامه في الشيخ فركوس قد أظهر حاله، وبيّن مستواه، وجلى للناس حقيقته، ألم تر أن الرجل لا يمكنه أن يقيم لسانه، ولا أن يُبِينَ عن مكنونات نفسه، ولا أن يُفهم غيره مراده، فكلامه خليط من كلمات فصيحة، وأخرى من عامية كالحة، وثالثة من إفرنجية قبيحة، ثم أما رأيت نزق الرجل وطيشه، وسرعة انفعاله وغضبه، وسوء أدبه الذي تجلى في أسلوب رده، حتى أنه ليخيل إليك وأنت تسمعه أنه عامي ينازل خصمه، فتارة يشتمه ويسبه، وتارة يهدده ويتوعده، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

2- الوقفة الثانية: مع زيف كلامه وظهور إفكه فيه:
حيث زعم أن أكثر الذاهبين إلى الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله من التكفريين ومن الذين ثقل عليهم العلم فهم يبغضونه ولا يحبونه، والجواب على هذه الكلمة يكون من وجوه:
الوجه الأول: ما هو دليلك وما هي حجتك على أن الذاهبيين إلى الشيخ محمد علي فركوس من التكفريين، هل جالستهم وسمعت أنت منهم، أم أخبرك غيرك بمذاهبهم وعقائدهم؟، فإن كانت الأولى فسمي لنا بعضهم، وإن كانت الثانية فسمي لنا رجالك الذين نقلت الخبر عنهم.
الوجه الثاني: ماذا تقصد بالتكفريين؟ أتقصد بهم من يكفر الحكام ويرى الخروج عليهم، ويعتقد ضلال من لا يكفرهم، وينبزهم بألقاب السوء التي تنفر الناس عنهم كالمرجئة والعملاء وغيرها، فإن كنت تقصد هؤلاء فالشيخ من أبغض الناس إلى قلوبهم، ومجلسه من أكره المجالس إليهم، فهم يطعنون فيه، ويحذرون منه، ويزدرون طريقته، ويخالفونه في منهجه الذي عرف به ويدعو الناس إليه.
الوجه الثالث: هب أن الأمر كما زعمت، وأن أكثر المجالسين للشيخ حفظه الله على ما ذكرت؛ فهل يضر الشيخ وهو يحذر الناس من التكفير وأهله، ويذكر الضوابط والقواعد التي تبطله وتدحضه، أن يجالسه من يعتقد التكفير في باطنه ويتخذه منهجا له؟ على العكس إن السلفي ليتمنى أن يأتي أهل البدع إلى مثل هذه المجالس حتى يطرق مسامعهم كلام أهل العلم الذي يرد بدعهم ويفند شبهاتهم.
الوجه الرابع: إذا كانت مجالسة التكفريين للشيخ فركوس حفظه الله تعالى مما يذم به، ويقدح فيه بسببه؛ فبماذا تحكم على نفسك، وقد شهد عليك لسانُك أنهم يأتون إلى مجلسك، ويسمعون دروسك، وذلك حينما قلت باللفظ الصريح وإن كان بغير اللسان الفصيح:" سبحان الله العظيم! أناس مساكين، شباب لهم أفكار، لهم أصحاب تكفيريون يذهبون إليه، كان قليلا يأتي إلى الدرس عندنا يسمع بعض القواعد والضوابط حتى لا يَضيع، فإذا ذهبوا إليه قال لهم لا تسمعوا له وبعد ذلك لا يسمعون شيئا أبدا، سبحان الله العظيم"[2].
الوجه الخامس: إذا تقرر أن مجالسة التكفريين للشيخ فركوس إن صحت لا تضره، بل الصحيح أن التكفريين لا يجلسون إليه ولا علاقة لهم به، فلماذا ذكرت يا أبا سعيد أن أكثر الذاهبين إليه من التكفريين ما هي نيتك وما هو غرضك ومقصدك؟ أقصدت أن تنفر عنه المجالسين له خوفا من أن يصفهم غيرهم بالتكفريين أم قصدت الوشاية به والتحريض عليه، فإن كانت الأولى فاعلم أن السلفيين ليسوا ممن يستخفهم كلام أمثالك فيتركون ما ينفعهم مخافة طعن الناس فيهم، وإن كانت الثانية " فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" سورة يوسف من الآية 64.
وأظن أنه قد اتضح من خلال هذه الوجوه وهاء هذه الكلمة، وأوهى منها أختها التي جاءت بعدها؛ وهي وصفه للذاهبين عند العلامة فركوس حفظه الله بأنهم من الذين ثقل عليهم العلم، فهم يبغضونه ولا يحبونه، وبيان وهائها في الآتي:
الوجه الأول: كيف تصف المجالسين للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله بهذا الوصف وتنعتهم بهذا النعت، وواقعهم يكذب خبرك ويرد قولك؛ فهم يحرصون على مجالس الشيخ ولا يضيعونها، ويصبرون على تحصيل العلم الذي يبث فيها؛ فيحضرون مجلسه الصباحي مهما اشتد بكوره، ويقصدون مجلسه المسائي مهما أخرهم حضوره، وفي كلا المجلسين تراهم قائمين غير جالسين؛ لكثرتهم وضيق المحل الذي يجمعهم، بل منهم من تراه على هذه الحال وهو يكتب، لا يمل من ذلك ولا يتبرم ولو كَلَّ وتعب، فهل يُتصور في أمثال هؤلاء أنهم يبغضون العلم ويثقل عليهم طلبه؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
الوجه الثاني: كيف تصفهم بهذا الوصف وفيهم أصحاب الشهدات العالية والمستويات الرفيعة، فمجلس الشيخ عامر والحمد لله بطلبة العلم الأقوياء، والمتفقهين النبهاء، وأئمة المساجد الخطباء، ودعاة الحق النجباء، وأهل الفصاحة من البلغاء والشعراء، وأقلهم شأنا وأدناهم منزلة - وليس فيهم دني - من يحرص على سماع العلم والجلوس لأهله، ونيل فضل مجلس الذكر وإن لم يحصل درره وفوائده، فهل أمثال هؤلاء يوصفون ببغض العلم لثقله عليهم؟ فما أبعد هذا الوصف عنهم وأكذبه فيهم.
الوجه الثالث: كيف تصفهم ببغض العلم لثقله عليهم، وغالب من يأوي إلى الشيخ ليأخذ العلم عنه، ليس من أهل بلده، ولا من مساكينه في مدينته، بل أكثرهم ممن ترك ليحضر عنده بلاده البعيدة، وتجشم في أثناء سفره المشاق والمعانات الشديدة، فتجد في مجلسه الآتي من غرب البلاد وشرقها، ووسطها وجنوبها، ومن سائر أقطارها ومدنها، بل ومن خارج بلاد الجزائر إن كان قد أتى إليها[3]، كلهم يقصد الانتفاع بعلمه، والاستفادة من فتاويه وفقهه، ولهذا لا يخلو مجلس من مجالسه من أمثال هؤلاء المسافرين وأولئك الظاعنين، الذين تركوا ديارهم وهجروا بلدانهم، فهل يوصف من هذا حاله ببغض العلم لثقله عليه؟.

3- الوقفة الثالثة: مع تعالمه وتزكيته لنفسه:
لقد وصف أبو سعيد هداه الله في أثناء رده على العلامة فركوس حفظه الله ورعاه نفسه بأوصاف كثيرة ونعوت كبيرة.
فمنها: وصفه لنفسه بأنه من أهل العلم.
ومنها: ادعاؤه أنه من أهل العدل حتى مع الخصوم.
ومنها: ادعاؤه أن مجلسه فيه ذكر الضوابط والقواعد التي لا يضيع السامع لها والمتمسك بها، وأن مجلس الشيخ يؤدي بسبب ما يقال فيه إلى ضياع من يأتيه.
ومنها: ادعاؤه في نفسه أنه يحسن تربية قاصديه والمجالسين له بعكس الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ولذلك فهو يرشده كيف ينبغي له أن يتعامل مع من يأتي إليه.
والكلام على ادعاءاته هذه ومدحه لنفسه نجمله في الآتي:
- أما وصفه لنفسه بأنهم من أهل العلم بقوله:"مشايخ الجرح والتجريح هؤلاء الآن يصدون الناس عن أهل العلم"
فجوابه: من هو الذي زكاك من أهل العلم، ووصفك بأنك منهم؟ أذكرهم لنا بأسمائهم وأتحفنا بتزكياتهم لك من أقوالهم أو كتاباتهم.
- وأما ادعاؤه بأنه من أهل العدل والإنصاف في قوله:"لهذا أنا أحذركم؛ الشيخ محمد علي فركوس الساكن بالقبة لا تسمعوا له في هذه النقطة، هو لا، تراه يحذر مني في كل شيء لو تكلمت على نواقض الوضوء لقال لا تسمعوا له، أنظروا أنا عدل معه لا أفعل كما يفعل هو"
فالجواب عليه: أين هو عدلك معه وأنت تسبه وتشتمه وتطعن فيه بما ليس فيه، هل فعل الشيخ معك هذا الذي فعلته معه؟ أم تكلم فيك بما هو ثابت عنك ورده لمخالفته للأدلة الشرعية، دعنا من هذا الكلام الإنشائي الذي لا يغتر به من شم رائحة العلم، ومن هذه الدعاوى التي لا تقوم على بينات وحلم، ومن مدحك لنفسك بما ليس فيك ليعظمك من يستمع إليك.
- وأما ادعاؤه أن مجلسه فيه ذكر الضوابط والقواعد التي لا يضيع السامع لها والمتمسك بها، وأن مجلس الشيخ يؤدي بسبب ما يقال فيه إلى ضياع من يأتيه حيث قال:"كان قليلا يأتي إلى درس عندنا يسمع بعض القواعد والضوابط حتى لا يضيع، فإذا ذهبوا إليه قال لهم لا تسمعوا له وبعد ذلك لا يسمعون شيئا أبدا"
فالجواب عليه: ما هي الضوابط والقواعد التي تذكرها لجلسائك، وتعلمها القاصدين دروسك؛ والتي تحصنهم من الضياع، وتضمن للمتمسك بها حسن الاتباع؟ هل هي من قبيل هذه الكلمات التي قلتها في الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله والتي مُلأت بالسب والشتم والإقذاع، والافتراء والبهت الممجوج للأسماع.
- وأما ادعاؤه في نفسه أنه يحسن تربية قاصديه والمجالسين له بعكس الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ولذلك فهو يرشده كيف ينبغي له أن يتعامل مع من يأتي إليه حيث قال:"لأنهم جهال، وهو لا يعلم كيف يتصرف مع هؤلاء، المفروض تزجرهم، يأتيك الشاب تقول له: اتق الله ماذا عنده؟"
فالجواب عليه: أترشد الشيخ حفظه الله إلى مثل فحشك وسبك وافترائك وتجنيك وهل هذا هو الذي تربي عليه مجالسيك ومؤتمنيك على قلوبهم التي جعلوها بين يديك؟ اعلم أن هذا لا يليق بالعلامة محمد علي فركوس وليس هو مما يربي حفظه الله عليه النفوس، وسيأتي مزيد بيان لهذا إن شاء الله عند الكلام على طعوناتك في الشيخ حفظه الله ورعاه.

وأخيرا أقول لك يا أبا سعيد اتق الله في نفسك، وفيمن يثق فيك ويستمع إليك، واحذر من أن تحسن الظن بنفسك، وأن تمدحها وتزكيها بما ليس فيها، فإن الله عز وجل يقول:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)" سورة النساء. وقال تعالى:"الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)" سورة النجم.

4- الوقفة الرابعة: مع تهافت كلامه وتناقضه فيه:
إن من أبرز ما يلاحظه السامع لكلام أبي سعيد هداه الله في الشيخ فركوس حفظه الله التهافت الغريب، والتناقض العجيب؛ فكلامه مع قصره وقلة كلماته، وانحصار موضوعه وعدم تشعبه، إلا أنه قد تناقضت فيه كلماته وألفاظه، وتضاربت منه معانيه ومقاصده، وهذا بسبب أن المتكلم يلقي كلامه على عواهنه، ولا يضبط ما يقوله بلسانه، وبيان ذلك كالتالي:
أولا: وصفه للشيخ بأنه من الصالحين مع طعنه فيه بما هو من خصال الطالحين:
فشهد للشيخ بالصلاح في أثناء كلامه حيث قال:" لا بأس يجوز لك أن تطلب منه الدعاء لأنه إن شاء الله رجل صالح" وقبل أن نرى طعوناته التي تناقض شهادته، وتجريحاته التي تعارض ثناءه، لابد من ذكر معنى كلمة "الصالح" في اصطلاح أهل العلم ليتبين أنه نقضها بعد أن شهد للشيخ بها.
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في القول المفيد ج1 ص368: الصالح: هو الذي قام بحق الله وحق العباد.
إذا فمن فرط في حقوق الله أو حقوق العباد لا يكون صالحا، وعلى هذا فكلام أبي سعيد هداه الله في الشيخ فركوس حفظه الله متناقض، وحديثه عنه متعارض، وبيانه:
- كيف يكون من الصالحين من يطعن في أهل العلم ويجرحهم ويصد الناس عنهم، والله عز وجل يمدحهم ويثني عليهم، حيث قلت:"مشايخ الجرح والتجريح هؤلاء الآن يصدون الناس عن أهل العلم".
- كيف يكون من الصالحين من يعمل لغير رب العالمين، ويطلب سلامة نفسه في الدنيا ولو بضياع الدين، ألم تزعم أن الشيخ إنما جرحك وتكلمك فيك، ورد عليك محذرا الناس منك؛ مخافة أن يجرحه المجرحون ويتكلم فيه المتكلمون، حيث قلت:"وهو مسكين هداه الله يخاف أن يُجَرَّحَ فيقول: لا تسمعوا لأبي سعيد، لا تسمعوا لفلان".
- كيف يكون من الصالحين من يتكلم فيما لا يحسنه ولا علم له به، حيث قلت:" قولوا له كلام الشيخ فركوس في هذا الموضوع كالريح لأنه لا علم له فيه ولا يحسنه، محمد علي فركوس في مسائل الجرح والتعديل لا علم له ولا يحسنه" أليس الكلام فيما لا نعلم مما نهانا الله عنه وحذرنا منه، فمن خالف ربه في نهيه كيف يكون من الصالحين.
- كيف يكون من الصالحين من لا حياء له ولا يستحي على نفسه حيث قلت:"إذهب إذهب لأنه ما أراد أن يستحي على نفسه" وقلت:"الله غالب يا شيخ فركوس لم ترد أن تستحي على نفسك" فهل يكون من الصالحين من هذا هو حاله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ" رواه البخاري ومسلم.
- كيف يكون من الصالحين من لا عدل عنده ولا إنصاف لديه حيث قلت:"أنظروا أنا عدل معه لا أفعل كما يفعل هو".
- كيف يكون من الصالحين من يشذ في فتاويه ولا يبنيها على علم صحيح عنده حيث قلت:"فتوى شاذة ليست مبنية على علم صحيح".
- كيف يكون من الصالحين من يضيع الآتي عنده والسامع لكلامه حيث قلت:"فإذا ذهبوا إليه قال لهم لا تسمعوا له وبعد ذلك لا يسمعون شيئا أبدا".
- كيف يكون من الصالحين من يفتح المجال للجهال، حتى يؤذوا العلماء بالأقوال والأفعال، حيث قلت:"ليس مثلهم حينما يقولون لهم لا تسمعوا لأبي سعيد يصبح لا يكلمك ولا يسلم عليك، تمد له يدك يتركها معلقة، يا هذا الشيخ فركوس قال لك هذا؟ لا،لا، هو زاد ذلك من عنده، لماذا؟ بسبب أن الشيخ فركوسا فتح لهم نافذة وهم جعلوها باب مستودع، لأنهم جهال".
- كيف يكون من الصالحين من لا يحسن تربية مجالسيه وطالبي العلم على يديه، حيث قلت:"لأنهم جهال، وهو لا يعلم كيف يتصرف مع هؤلاء، المفروض تزجرهم، يأتيك الشاب تقول له: اتق الله ماذا عنده؟".
- كيف يكون من الصالحين من يتكلم في أهل السنة وتخصصه هو الكلام في أهل السنة، حيث قلت:"إذا هؤلاء الذين يحذرون الشباب من أهل السنة وتخصصهم هو كلامهم في أهل السنة احذروا منهم".
- كيف يكون من الصالحين من يصد الناس عن السنة وأهلها، ولا يتكلم إلا نادرا في أعدائها، حيث قلت:"إذا أيُّها الإخوة أتيت بهذا الكلام حتى نَحْذَرَ الناس الذين أصبحوا يصدون الناس عن أهل السنة والجماعة، بينما الناس الذين يتكلمون في أهل السنة ويسبونهم ويسبون علماءنا لا يتكلمون فيهم إلا نادرا".

وسيأتي الكلام على هذه الكلمات القبيحة عند ذكر طعونات أبي سعيد هداه الله في العلامة فركوس حفظه الله.

والذي أقوله الآن لأبي سعيد: أن الشيخ حفظه الله مبرؤ من كل هذه الصفات التي ذكرتها فيه، ونسبتها إليه، وهو صالح إن شاء الله على معنى الكلمة وحقيقتها، ولو رغمت أنوف الشانئين له، والطاعنين فيه، والمجتهدين في الانتقاص من قدره والحط من شأنه.

تنبيه: إذا كان الأمر كذلك فما هو سبب وقوعه في هذا التناقض؟ والجواب: أن سبب ذلك والله أعلم هو أحد أمرين:
-إما أنه جاهل بمعنى كلمة الصالح في اصطلاح العلماء ولذلك لم يشعر بتناقض كلامه وتهافت قوله.
-وإما أنه يعلم ذلك ولكن حب التظاهر بالإنصاف والعدل أوقعه في التناقض الواضح والتهافت الفاضح.

فسبحان الله! كم تائه بنفسه يحول تيهه بينه وبين عقله.

ثانيا: ومما يدل على تناقضه أيضا: ذمه وقدحه في الشيخ بسبب حضور التكفيريين عنده هذا على حسب زعمه، ثم اعترافه بحضور من يخالط التكفريين لدروسه وأنه كان يعلمهم الضوابط والقواعد التي تنفعهم، وهذا قد تقدم الكلام عليه.
- وأخيرا أنقل كلمة للعلامة عبد المحسن حفظه الله فيما يتعلق بمسألة التناقض:
قال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في الانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي:" بل إنَّ التناقض على الحقيقة من سمات أهل البدع والأهواء، ومنهم المالكي؛ فإنَّه يحصل منه التناقض في الكلام القليل، فيناقض آخرُه أوَّلَه" فوالله إن كلام الشيخ عبد المحسن حفظه الله ورعاه لينطبق تمام المطابقة على كلام أبي سعيد هداه الله، فتأمل.

وإلى باقي الوقفات إن شاء الله في المقالة القادمة، وستكون في ذكر طعوناته في العلامة فركوس حفظه الله والجواب عليها، وفي بيان حقيقة أبي سعيد هداه الله من خلال كلامه الذي قاله في العلامة فركوس حفظه الله.

والله الموفق للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله الملك الوهاب.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان

يوم: الخميس: 24 ربيع الأول 1436 هـ
الموافق ل 15-01-2015 م



[1]- مع شيء من التصرف.

[2]- ونص كلامه بالعامية هو:" سبحان الله العظيم ناس مساكين شباب عندهم أفكار عندهم صحابهم تاع تكفير يروحوا ليه كان شوية أيجي لهنا لدرس يسمع بعض القواعد والضوابط باش ما يروحش يروحوا ليه ما تسمعولوش ومن بعد ما يسمع والوا خلاص سبحان الله العظيم" تنبيه: كل ما قاله بالعامية سأنقله في متن الرد بالفصحى حتى لا أزعج القارئ بعاميته ولا أشوش على ذهنه بركاكته.

[3]- ولقد ذكر لي بعض إخواننا أنهم اصطحبوا معهم رجلا من بلاد أخرى كان عندهم إلى مجلس الشيخ فلما رآه بكى من شدة فرحه بلقائه.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 16 Jan 2015 الساعة 03:43 AM
رد مع اقتباس