[يوسف بن عومر]

قال العلامة خليل بن إسحاق المالكي – رحمه الله - (ت:767هـ) في مقدمة كتابه "مختصر على مذهب الإمام مالك بن أنس - رحمه الله –" مبيِّنا رموزه فيه: (( مشيرا بـ: "فيها" للمدونة، وبـ: "أُوِّل" إلى اختلاف شارحيها في فهمها، وبـ: "الاختيار" للّخمي، لكن إن كان بصيغة الفعل فذلك لاختياره هو في نفسه، وبالاسم فذلك لاختياره من الخلاف، وبـ: "الترجيح" لابن يونس كذلك، وبـ: "الظهور" لابن رشد كذلك، وبـ: "القول" للمازِرِيِّ كذلك ، وحيث قلت: "خلاف" فذلك للاختلاف في التشهير، وحيث ذكرت قولين أو أقوالا فذلك لعدم اطلاعي في الفرع على أرجحيَّةٍ منْصوصَةِ، وأعتبر من المفاهيم مفهوم الشرط فقط، وأشير بـ: "صُحِّحَ" أو "اُسْتُحْسِنَ" إلى أنَّ شيْخا غير الذين قدَّمتُهم صحَّحَ هذا أو استظهره، وبـ: "التَّردُّد" لتردد المتأخرين في النقل أو لعدم نص المتقدمين وبـ: "لو" إلى خلاف مذهبي )) اهـ.
وقد نظم المختصر - نظما بديعا- العلامة: مختار بن امُحَيْمِدات المالكي الشنقيطي الإماراتي حيث يقول:

لخّصْتُ من منثوره ذا النَّظما *** والنَّثرُ بالنَّظم يصيرُ أسْمَى

وهي تقع في ستة آلاف بيت، يقول:

عددُهُ سِتٌّ مِنَ الآلافِ *** جعله ربِّي إليه صافي

ولما أغفل الناظم نظم رموز المتن، قلت:

(بـ: "فيها" قَدْ أَشَارَ لِلْمُدَوَّنَهْ) *** (بـ: "أُوِّلَ" فَلِاخْتِلافٍ فَهِمَهْ)

و("الاِخْتِيارُ" اللُّخَمِي، ولكنْ إِنْ *** كَانَ بِصِيغَةِ الفِعلِ لنَفْسِهِ، وإِنْ

جاءَ بالاِسْمِ ذاكَ لاِخْتيارِهِ)، *** و(بـ: "التَّرْجِيحِ" لِابْنِ يُونُسَ) عِهِ

و(بـ: "الظُّهُورِ" لابنِ رُشْدٍ الإِمامْ) *** (بـ: "القَوْلِ" فهْوَ للمَزَارِيِّ الهُمامْ)

(وقَوْلُهُ: "خِلافٌ" في التَّشْهيرِ)، *** (وذِكْرُ الاَقْوالِ بلا تحْريرِ

فذاك قوْلٌ دونَ ترْجيحٍ سقَطْ)، *** (يعتَبِرُ المفْهومَ للشَّرطِ فقطْ)

("اُسْتُحْسِنَ" القَوْلُ كذاك "صُحِّحَا" *** بأنَّ شيْخًا غيْرَهمْ قدْ صَحَّحَا

مُسْتَظْهِرًا)، و(بـ: "التَّرَدُّدِ" أرادْ *** نقْلًا لمَن تَأَخَّرَ بلا نصٍّ) وزادْ

(بـ: "لَوْ" أشارَ للخِلافِ المَذْهَبي) *** فهذهِ رُموزُهُ بنظمٍ قد حُبِي

سمَّيْتُها بـ: "مِنْحَةِ الجَلِيلِ *** في نَظْمِيَ رُموزَهُ خَلِيلِ"

أبو الحارث يوسف بن عومر
في صباح يوم: 25 / 05 / 1435هـ الموافق لـ 27 / 03 / 2014 م