عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 25 Jan 2017, 11:16 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

كلام مهم للشيخ أحمد حماني في كتابه صراع بين السنة والبدعة حول حادثة القتل و استقالة الشيخ العقبي من الجمعية .
قال رحمه الله كما في الجزء الأول من كتابه المذكور (ص:378): «والشيخ الطيب العقبي وإن تخلى عن عضوية المجلس الإداري لما رفض الاجتماع العام نظريته في مسألة البرقية المشهورة».
وقصة البرقية المشهورة يبينها الشيخ أحمد حماني نفسه كما في الصراع بين السنة والبدعة (1/387): «أثناء صائفة 1938م اشتدت الأزمة بين ألمانيا وبين الحلفاء الغربيين بريطانيا وفرنسا بسبب قضية (السوديت) في تشيكوسلوفاكية، وعزم هتلر على ضم بلادهم إلى ألمانيا، ولاحت في الأفق نذر الحرب، وأخذت الهيئات المختلفة في الجزائر والشخصيات أيضا تقدم شواهد الإخلاص والتأييد للحكومة الفرنسية، والاستعداد لبذل دماء الشعب في حرب عالمية.
وأثناء الاجتماع السنوي للجمعية في سبتمبر 1938م- بنادي الترقي – جاء الشيخ العقبي العضو الإداري بنص برقية من هذ االنوع (تطبل بها الجمعية مع المطبلين وتزمر مع المزمرين) حسب تعبير ابن باديس رحمه الله وأراد أن يوافق عليها المجلس ويمضيها الريس، فكانت موضع الرفض واستنكرها المجلس، وعرف أين كتبت ومن الذي أشار بها، وأعلن ابن باديس أنه لن يمضيها ولو قطعوه إربا إربا، ولكن الشيخ العقبي هدد إخوانه باستقالته من الجمعية إن لم تمض البرقية فلم يفد تهديده، وانقض الاجتماع الخاص، وخرج الأمر منه إلى الاجتماع العام فأعلن عزمه ذلك، وأعلن ابن باديس عن السبب، فكان الإجماع على تأييد موقف المجلس وابن باديس واستنكارهم تقديم أي تأييد لموقف استعماري، قد يجر الأمة إلى سفك دماء غزيرة من أبنائها في رب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
كانت هذه البرقية موعزا بها – أو كتب على الأصح نصها- في إدارة الشؤون الأهلية مثل البرقية التي أمضاها كحول من قبل.
وهكذا كانت خيبة مرة «لمسيو ميو» وإدارته وكانت نصرا مبينا، أما الخيبة ففي الصفعة التي تلقها من الجزائر الوطنية الأبية برفض البرقية.
وأما الانتصار الذي حققه ففي فصل الشيخ العقبي عن جمعية العلماء نهائيا إذ استقال بعد انتخابه ببضعة أيام».
فهذه خطة اختارها العقبي في معاملة الإدارة الفرنسية، أراد بها خدمة الأمة وتجنيبها ما يضرها، أما عقيدته ودينه فالكل يشهد أن العقبي ضل ثابتا في عقيدته ومبادئه، بل إن الشيخ أحمد حماني رحمه يؤكد هذا فيما قاله في كتابه الفذ صراع بين السنة والبدعة الجزء الأول: (ص:378): « هذه المأساة –أي اتهام العقبي بقتل المفتي كحول- الفظيعة لا تتعلق بالطيب العقبي وحده، بل هي مأساة تتعلق بكل جماعة مصلحة مستنيرة من الأوساط الإسلامية بهذه الديار، فما نكب العقبي إلا من اجل فكرته التي هي فكرتنا وما ضربوه إذ ضربوا غلا وهم يقصدون أن تنال الضربة ماديا وأدبيا كل فرد من جمعية العلماء والشيخ الطيب العقبي -وإن تخلى عن عضوية المجلس الإداري لما رفض الاجتماع العام نظريته في مسألة البرقية المشهورة- ما تزال قضيته قضية الجمعية كلها، ونحن حين نعلن التضامن التام مع الطيب العقبي في هذه القضية، إنما نتضامن مع الحق وننحاز حول الانصاف، وندافع دفاع المستميت ضد كارثة لا يريدون أن ينزلوها على رأس فرد بل يريدون أن يصيبوا بها قوما ...».

وقد أضفت هذا الكلام في المقال حتى تكون القضية في أكمل صورة وأعتذر للإحوة الأفاضل على عدم نقلي لهذاالكلام المهم في أول الأمر والدافع على هذا ضيق الوقت الذي أساني هذا الكتاب المهم صراع بين السنة والبدعة.

رد مع اقتباس