عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08 Apr 2008, 09:48 PM
أبو البراء إلياس الباتني أبو البراء إلياس الباتني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 106
افتراضي ضوابط الرجاء لرحمة الله [المنافي للاتكال على سعة رحمته]

...إليك ضوابط الرجاء لرحمة الله:

1) محبة ما يرجوه، و العمل بموجب ذلك، قال الله تعالى: {إن الذين آمنوا و الذين هاجروا و جاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله و الله غفور رحيم} (البقرة / 218).
أنظر كيف وعد الله هؤلاء بالمغفرة و الرحمة بموجب إيمانهم و هجرتهم و جهادهم في سبيل الله.
2) الخوف النافع، و هو ما اقترن بالعمل الصالح و البعد عن المعاصي، قال الله: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون [] و الذين هم بآيات ربهم يؤمنون [] و الذين هم بربهم لا يشركون [] و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون [] أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون} (المؤمنون / 57-61).
أنظر كيف أثبت لهم السبق إلى الخيرات، طالبين بذلك رحمة الله، خائفين أن تفوتهم إذا لم يسابقوا إليها، فأهل الرجاء الصحيح جمعوا بين الإحسان و الخوف من الله، و أهل الأماني الباطلة جمعوا بين الإساءة مع الأمن من عذاب الله.
و أذكر هنا حديث أبي هريرة – رضي الله عن – في البخاري و مسلم، أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال: "لو يعلم الله ما عند الله من العقوبة، ما طمع في جنته أحد" ألا فانتبه ثم انتبه يا ناعس !
فلو كانت رحمة الله تعطى بدون السبب لها – و هو التوبة – لما خرج أبونا آدم من الجنة و أمنا حواء من اجل لقمة حرام، و لما طرد إبليس من رحمة الله و صار أشقى خلق الله من أجل سجدة واحدة تركها، و لما قطعت يد السارق من أجل ربع دينار، و لما رجم الزاني المحصن حتى الموت، بمجرد إدخاله مثل الأنملة في فرج محرم عليه، و لما عاقب الله الصحابة في غزوة احد بمقتل سبعين منهم على أيدي الكفار بعد أن نصروا، و جرى رسول للرسول – صلى الله عليه و سلم – ما جرى من كسر رباعيته و إدخال المغفر في وجنته، بسبب مخالفة جزء من أمر رسول الرسول – صلى الله عليه و سلم –، و لما دخلت امرأة النار بسبب هرة أساءت إليها حتى ماتت، فهل من معتبر؟ ! و هل من تائب؟ !

/-/-/-/-/-/
المصدر: 'تحذير البشر من أصول الشر' / للشيخ محمد بن عبد الله الإمام.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو تميم يوسف الخميسي ; 12 Apr 2008 الساعة 07:12 PM
رد مع اقتباس