عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 11 Mar 2008, 05:37 PM
حيـــــدر حيـــــدر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 151
إرسال رسالة عبر MSN إلى حيـــــدر
افتراضي

زهده وتواضعه وإنفاقه رضي الله عنه




أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال ‏:‏ أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني ، أخبرنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن الخليل ، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه ، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجورجاني ، حدثني الحسين بن عيسى، حدثنا عبد المد بن عبد الوارث ، حدثنا عبد الواحد بن زيد ، حدثني أسلم الكوفي، عن مرة ، عن زيد بن أرقم قال‏ :‏ دعا أبو بكر بشراب ، فأتي بماء وعسل ، فلما أدناه من فيه نحاه ، ثم بكى حتى بكى أصحابه ، فسكتوا وما سكت ‏.‏ ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لا يقوون على مسألته ، ثم أفاق فقالوا ‏:‏ يا خليف رسول الله ، ما أبكاك؟ قال ‏:‏ ‏"‏كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ، يدفع عن نفسه شيئاً ، ولم ار أحداً معه ، فقلت‏ :‏ يا رسول الله ، ما هذا الذي تدفع ، ولا أرى أحداً معك؟ قال ‏:‏ ‏"‏هذه الدنيا تمثلت فقلت لها ‏:‏ إليك عني‏"‏‏ .‏ فتنحت ثم رجعت ، فقالت‏ :‏ أما إنك إن أفلت فلن يفلت من بعدك‏"‏‏ .‏ فذكرت ذلك فمقت أن تلحقني ‏.‏


قال ‏:‏ وأخبرنا أبي ، أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي ، حدثنا محمد بن محمد بن أحمد العكبري ، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، أخبرنا أبو حاتم ، عن الأصمعي قال‏ :‏ كان أبو بكر إذا مدح قال ‏:‏ اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون‏" ‏‏.‏


قال ‏:‏ وأخبرنا أبي ، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، أخبرنا أبو بكر القرشي ، حدثنا الوليد بن شجاع السكوني وغيره ، حدثنا ‏"‏أبو‏"‏ أسامة ، عن مالك بن مغول سمع أبا السفر قال ‏:‏ دخلوا على أبي بكر في مرضه فقالوا‏ :‏ يا خليفة رسول الله ، ألا ندعوا لك طبيباً ينظر إليك؟ قال‏ :‏ قد نظر إلي ‏.‏ قالوا ‏:‏ ما قال لك؟ قال إني فعال لما أريد‏ . ‏


أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد ، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، حدثنا ميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار هو العطاردي ، حدثنا أبو معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر‏"‏‏ .‏ فبكى أبو بكر وقال ‏:‏ وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟‏.


قال‏ :‏ و أخبرنا أبو بكر بن مردويه ، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم ، حدثنا عمر بن عبد الرحيم ، حدثنا محمد بن الصباح ، حدثنا موسى بن عمير القرشي ، عن الشعبي قال ‏:‏ لما نزلت ‏:‏ ‏{‏إن تبدوا الصدقات فنعما هي‏}‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏"‏البقرة 271‏"‏ إلى آخر الآية قال ‏:‏ جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس الناس ، وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد يخفيه من نفسه ‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏"‏ما تركت لأهلك؟ قال ‏:‏ عدة الله وعدة رسوله ‏"‏‏.‏ قال ‏:‏ يقول عمر لأبي بكر‏:‏ بنفسي أنت وبأهلي أنت ، ما استبقنا باب خير قط إلا سبقتنا إليه‏ .‏


وقد رواه أبو عيسى الترمذي ، هارون بن عبد الله البزاز ، عن الفضل بن دكين ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر قال ‏:‏ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، ووافق ذلك مالاً عندي ، فقلت‏ :‏ اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته‏ .‏ قال ‏:‏ فجئت بنصف مالي ، فقال ‏:‏ ما أبقيت لأهلك؟ قلت ‏:‏ مثله‏ .‏ وجاء أبو بكر بكل ما عنده ، فقال يا أبا بكر ، ما أبقيت لأهلك؟ قال ‏:‏ أبقيت لهم الله ورسوله‏ .‏ قلت‏ :‏ لا أسبقه إلى شيء أبداً‏ .‏


أخبرنا القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي إجازة ، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب ، حدثنا أبو بكر الحميدي ، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال ‏:‏ أسلم أبو بكر وله اربعون الفاً ، فأنفقها في الله ، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله‏ :‏ أعتق بلالاً ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية ، وابنتها ، وجارية بني مؤمل ، وأم عبيس ‏.‏

زنِّيرة ‏:‏ بكسر الزاي ، والنون المشددة ، وبعدها ياء تحتها نقطتان ، ثم راء وهاء‏ .
وعُبيْس‏:‏ بضم العين المهملة ، وفتح الباب الموحدة ، والياء الساكنة تحتها نقطتان ، وآخره سين مهملة ‏.‏


قال‏ :‏ وأخبرنا أبي ، أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، حدثني الحسن بن علي ببن محمد الواعظ، حدثنا أبو نصر إسحاق بن أحمد بن شبيب البخاري ، حدثنا أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن سايح بن قوامة ببخارى ، أخبرنا جبريل بن منجاع الكشاني بها ، حدثنا قتيبة ، حدثنا رشدين ، عن الحجاج ، بن شداد المرادي ، عن أبي صالح الغفاري ‏:‏ أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء ، في بعض حواشي المدينة من الليل ، فيستقي لها ويقوم بأمرها ، فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها ، فأصلح ما أرادت ‏.‏ فجاءها غير مرة كلا يسبق إليها ، فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها ، وهو يومئذ خليفة‏.‏ فقال عمر ‏:‏ أنت هو لعمري‏ !‏‏!‏ قال ‏:‏ وأخبرنا أبي ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الفضيل بن يحيى ، أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح ، أخبرنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدثنا محمد بن إبراهيم ، حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، عن حبيب بن عبد الرحمن ، سمع عمته أنيسة قالت ‏:‏ نزل فينا أبو بكر ثلاث سنين ‏:‏ سنتين قبل أن يستخلف ، وسنة بعدما استخلف فكان جواري الحي يأتينه بغنمهن ، فيحلبهن لهن ‏.‏


قال ‏:‏ وأخبرنا أبي ، أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا محمد بن العباس ، أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسن بن القهم ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن مورق عن أبي سعيد بن المعلى قال ‏:‏ سمعت ابن المسيب قال‏ :‏ -وأخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن صبيحة ، عن أبيه ‏"‏ح‏"‏ قال ‏:‏ وأخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا عبد الرحمن بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال ‏:‏ بويع أبو بكر الصديق يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ، سنة إحدى عشرة وكان منزله بالسنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير ، من بني الحارث بن الخزرج ، وكان قد حجر عليه حجرة من شعر ، فما زاد على ذلك حتى تحول إلى المدينة ، وأقام هناك بالسنح بعد ما بويع له سبعة أشهر، يغدو على رجليه وربما ركب على فرس له، فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس فإذا صلى العشاء الآخرة رجع إلى أهله ‏.‏ وكان يحلب للحي أغنامهم ، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي ‏:‏ الآن لا يحلب لنا منائحنا ‏.‏ فسمعها أبو بكر فقال ‏:‏ بلى ، لعمري لأحلبنها لكم ، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه ‏.‏ فكان يحلب لهم ، فربما قال للجارية‏ :‏ أتحبين أن أرغي لك أو أن أصرح؟‏"‏ فربما قالت‏ :‏ أرغ‏ .‏ وربما قالت صرح‏"‏ فأي ذلك قالت فعل ‏.‏
وله في تواضعه أخبار كثيرة، نقتصر منها على هذا القدر‏.‏

رد مع اقتباس