عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 Jan 2015, 05:23 PM
أم ياسمين السلفية أم ياسمين السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 159
افتراضي

خطبة لفضيلة الشيخ عز الدين رمضاني -حفظه اللهتعالى- حول كرة القدم؛

حكم لعب و مشاهدة كرة القدم و ما فيها من مخالفات ومحظورات
التحذير من الاشتغال باللهوواللعب
بسم الله الرحمنالرحيم


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقينولا عدوان إلا على الظالمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهوأصحابه أجمعين أما بعد :


فأنقل هذا المقال الجميل الماتع لأحد أبناء الجزائر الحبيبة يذكر فيهبأنصار الأمس -رضوان الله عليهم- ...

...
وأنصار اليوم (!) -هداهم الله- آمين

قال وفقه ربي لكل خير :

الأنصار ...بالأمس ,
و الأنصار....اليوم !

الأنصار..., ما أجملها من كلمة! إنها تحمل معاني شريفة جليلة, اتصفبها قوم ضٌرب بهم المثل في الكمال الإنساني, إنهم عَلَمٌ على قوم آزروا رسول اللهصلى الله عليه و سلم و عزّروه و نصروه, و آووه هو و من معه من المهاجرينقومقال الله تعالى فيهم : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَمِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِيصُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَبِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( سورة الحشر الآية 9

وقال عنهم و عن إخوانهم: (وَالَّذِينَ آمَنُواْوَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْأُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌكَرِيمٌ(

و قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : "اللهم انتم من أحبالناس إلي, اللهم انتم من أحب الناس إلي "صحيح مسلم 2508

و قال عنهم : "إنالأنصار كرشي و عيبتي " صحيح مسلم" 2510 "(أي بطانتي و خاصتي و عيبتي أي موضع سريو أمانتي (

و لو ذهبت تستعرض فضائلهم أفرادا و جماعات لما و سعتك هذه المجلةو لا غيرها هؤلاء هم أنصار الأمس.

و لقد مسخت معاني هذه الكلمة اليوم, وأطلقت على قوم هم منها براء, و ظلمت هذه الكلمة ظلما, لو رآه الإبراهيمي لأدرجهافي مقاله "كلمات مظلومة "
أنصــــــــار الأمس نصروا رسول الله و رفعوا رايةالتوحيد ....

أنصــــــــار اليوم نصروا الـفـريق العتيد و رفعوا لواء اللهوالجديد .

أنصــــــــار الأمس جاهدوا في سبيل الله حق جهاده و بذلوا النفس والنفيس ...

أنصــــــــار اليوم قاتلوا في سبيل فريقهم و دفعوا الغالي والرخيص

أنصــــــــار الأمس أنـفـقـوا ما عندهم لله ..

.
أنصــــــــار اليوم صرفوا أموالهم ليصدوا عن سبيل الله

أنصــــــــار الأمسإذا خرج الرسول للغزو تركوا ديارهم و أهليهم

أنصــــــــار اليوم إذا سافرفريقهم للعب فعلوا كذلك, فجمعوا بين شرف الهجرة و شرف النصرة

أنصــــــــارالأمس إذا وصلوا إلى ساحة القتال و التحم الجيشان, ذكرواالله

أنصــــــــار اليوم إذا دخلوا ملعب المعركة و التقى الفريقـان, سبواالله

أنصــــــــار الأمس إذا انتصروا حمدوا الله وشكروه

أنصــــــــار اليوم إذا فازوا خرجوا الى الطرقات فصاحوا ورقصوا

أنصــــــــار الأمس إذا هزموا رجعوا الى الله و اعترفوابالتقصير
أنصــــــــار اليوم إذا خسروا عادوا على الممتلكات بالتخريب, و ربماتقابلوا في الخارج مع أعدائهم, فـأخـذوا حِذرهم و لم يغفلوا عن أسلحتهم و أمتعتهم ,و مـالوا عليهم ميلة واحدة, و قد يكون في صفوفهم جرحى و موتى

أنصــــــــارالأمس يوالون المؤمنين و لا يوالون الكافرين و لا يوادّون من حاد الله و رسوله و لوكانوا أولي قربى ....

أنصــــــــار اليوم يوالون من والى فريقهم و يعادونمن عاده و لو كانوا أبائهم و إخوانهم أو عشيرتهم .

أنصــــــــار الأمسيأكلون من الكسب الحلال الطيٍبات ...

أنصــــــــار اليوم يشربون المسكرات و المخدرات ...

و ليت شعري, ان هذه المقارنة ليست بين أولئك القوم و هؤلاء, بلبين لفظ الأنـصـار و لفظ الأنـصــار .

الم ترى إن السيف ينقص قدره إذا قيلأن السيف أمضى من العصا

فيا أيها الكتاب و الصحافيون و الإعلاميون, سمواهؤلاء مشجعين او مهرجين او ما شئتم, و لا تسموهم انصار, فانهم لا يستحقون ان يكونواشعارا و لا دٍثارا

)الشِعار هو الثوب الذي يلي الجسد و الدِثار فوقه (


هؤلاء هم أنصار اليوم, و أولئك هم أنصار الأمس, و شتان بين التًّرى والثُريا .

و بين هؤلاء و هؤلاء صنف ثالث, هم في ظاهرهم بأنصار الأمس أشبه ,و لكنهم في أفعالهم الى الأنصار اليوم الأقرب .

قوم لبسوا ثياب الاستقامة وتزيًّوا بزيها, و لكنهم لم يرعوا لها حرمتها, و اسأل أيام الكؤوس و البطولات ,تنبئك عن أصحاب القمص و السبّلات (قيل هي ما على الشارب من الشعر(

فمنهممن يتخلف عن الصلاة اذا تعارض وقتها مع وقت المباراة, و الجمع في هذا الموضع غيرصحيح, بل لابد من الترجيح, و منهم من إذا سلم الإمام قام ينقر ما فاته من الأولىليدرك ما فاته من الثانية, و أحسنهم حالا من إذا أدرك الإمام كادا يسبقه بالسلام , ليلحق الحكم قبل صافرة الختام, فان قيل له : سبح قال إذا خرجت حتى يشهد لي الطريق ,فان قيل : و النوافل ؟ في البيت الأفضل

فأذا قضيت الصلاة على غير موعدالمباراة, تعالت في المسجد الأصوات, لعلك تحسبها بالتكبير و التهليل, كلا, بلباللغط و العويل , يستذكرون أحداث المقابلات, و يتحسرون على ما ضاع من الأهداف واللقطات, و يذمون المتسبب في السقطات, تسمع كل ذلك بالتفصيل حتى كأنك قد حضرتاللقاءات, و ليس الخبر كالعيان إلا في هذا المكان

و إن كنت على موعد معاحدهم - ديني أو دنيوي- وافق زمن المقابلة, فربما وفى عرقوب و لم يفِّصاحبك

و اما أخبار اللاعبين و أسماؤهم و أعمارهم و أموالهم و سيرهم وتراجمهم فشيء عجيب, كأناك تقرأ في "التهذيب" أو "التقريب " , و لو حلفت أن أكثرهملا يعرف أسماء أمهات المؤمنين لكنت بارا غير حانث إلا من رحم ربي, و يزداد الخطبسوءا بذكر أسماء الكفار في بيوت الله و الانتصار لهم و الذبِ عن لعبهم و احترافهم والتماس الأعذار لهم, بل ربما وصل الأمر الى الشقاق و الفراق و سوء الأخلاق و اللهعز و جل يقول :

"
فما لكم في المنافقين فئتين و الله أركسهم بما كسبُوا) " سورة النساء( 88

و لم يسلم من ذلك لا المسجد النبوي و لا الحرام, و لا احسبالأقصى بمنأى عن هذا الحرام
فان كان اللاعب الكافر ممن ذاع صيته و ضرب في شهرةالقدم بسهم , قالوا انه مسلم أو سيسلم, و ان زوجته قد لبست الحجاب و ربما الجلباب ,و ان كان مسلما, قالوا : انه من المصلين و ممن يطعم المسكين, و لا تفوته الصلاةفي الحين, بل ربما تقدم في الصبح المأمومين
و ليس هذا مبالغة فقد سمعنا اكثرمنه, و سمعنا من هؤلاء من اذا ذكر عنده بعض العلماء عرض بالهمز و اللمز .

وبعد هذه بعض أخبار القوم أردت بسردها تذكير نفسي و اخواني بما نحن فيه من غفلات ,حتى نتفطن لما يدبر لنا الأعداء من مكيدات, لعلنا نتدارك قبل فوات الأوان, ونغتنم الأوقات في الباقيات الصالحات, فمن أبى الا .....فلاّ أقل من المباحاتالواضحات و اجتناب الشبهات مع لزوم السنة و الإكثار من الدعاء بالثبات .

وفقالله الجميع لما يحب و يرضى, و الحمد لله رب العالمين

الكاتب : سليم مجوبي -وفقه الله لكل خير-
طالب في مرحلة الماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينةالنبوية
المصدر : مجلة الإصلاح الجزائرية العدد العاشر .

---------------------
والله أسأل الله أن يؤلف بين الأمتين المسلمتين : الجزائريةوالمصرية وباقي المسلمين في كل الدنيا على البر والتقوى وأن يقيهم شرور أنفسهموشرور أعدائهم

كما أسأله سبحانه أن يهدينا ويهدي ضال المسلمينآمين
وكتبه الفقير أبو العباسمحمد رحيل


التعديل الأخير تم بواسطة أم ياسمين السلفية ; 16 Jan 2015 الساعة 05:33 PM
رد مع اقتباس