
14 Dec 2007, 05:15 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 106
|
|
فاحذر من الاستهزاء بالعلماء، و الطعن فيهم، و احذر من غيبتهم، فإن الله – عز و جل – حرم الغيبة، فقال [النبي –صلى الله عليه و سلم –] في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه –: "أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا: الله و رسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره". قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، و إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته." (11)
و غيبة العلماء أعظم من غيبة غيرهم من الناس.
• قال الإمام الحافظ ابن عساكر الدمشقي:
(و اعلم يا أخي و فقنا الله و إياك إلى مرضاته و جعلنا ممن يخشاه و يتقيه حق تقاته: أن لحوم العلماء – رحمة الله عليهم – مسمومة، و عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، و التناول لأعراضهم بالزور و الافتراء مرتع وخيم و الاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم). (12)
و لا تجرّئ الرعاع على الطعن في العلماء، فإن بعض طلبة العلم يجرّئ الناس على القدح في أولي العلم بما يقذفه من أقوال لا يظنها تبلغ ما تبلغ، فيقول: فلان يعتد بتصحيحه، و فلان لا يقبل رأيه، و قد يكون هذا المعترض حقا و لكن يجب ألا يقوله عند العامة، و صغار طلبة العلم الذين لا يزنون الأقوال و يحسبون لها حسابا، بل يأخذون تلك الكلمة فيجترئون – تحت ظل نحن رجال و هم رجال – على العلماء ثم على الأئمة و هكذا، فالشر مبدأه شرارة.
(1): رواه البخاري: (2/191)، كتاب الحج، باب الخطبة أيام منى من حديث مسلم. و مسلم: (2/889، ح 1218)، كتاب الحج، باب حجة النبي –صلى الله عليه و سلم – من حديث جابر – رضي الله عنه.
(2): إعلام الموقعين (3/147).
(3): رواه الخطيب البغدادي: "تاريخ بغداد": (10/174).
(4): رواه الخطيب البغدادي: "الكفاية في علم الرواية" (49)، و الحافظ ابن حجر "الإصابة" (1/10).
(5): رواه الذهبي: "سير أعلام النبلاء (7/450).
(6): رواه اللالكائي: "شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة" (3/514)، و الذهبي: "سير أعلام النبلاء" (7/447)، (5/31).
(7): سير أعلام النبلاء (5/31).
(8): رواه الذهبي في "السير" (17/251).
(9): رواه البخاري في "صحيحه" (9/190)، كتاب الرقائق، باب التواضع، و رواه ابن ماجه في "سننه" (2/1321، ح 3989)، كتاب الفتن، باب من ترجى له السلامة من الفتن.
(10): ينظر في سبب نزول الآية و قصة هذا المنافق و من معه: الطبري "جامع البيان" (10/171 – 173)، و ابن كثير "تفسير القرآن العظيم" (2/368)، و الواحدي "أسباب النزول" (287 – 288).
(11): رواه مسلم (4/2001، ح 2589)، كتاب البر و الصلة، باب تحريم الغيبة، و أحمد (3/386، 458)، و الدارمي في "مسنده" (2/209 – 210) كتاب الرقائق، باب ما جاء في الغيبة.
(12): "تبيين كذب المفتري" (28).
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
المصدر: "قواعد في التعامل مع العلماء" / للشيخ عبد الرحمن بن معلا اللويحق، بتقديم الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله.
|