عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 06 Dec 2007, 12:38 AM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي

13
السلام بلفظ (( عليك السلام ))
روى الترمذي ، وأبو داود ، وأحمد ،وغيرهم – واللفظ للترمذي – عن أبي تميمة الهجيمي ، عن رجل من قومه – كما هو في الروايات الأخرى : أبو جُري الهجيمي – قال : طلبت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أقدر عليه ، فجلست فإذا نفر هو فيهم ولا أعرفه ، وهو يصلح بينهم . فلم فرغ قام معه بعضهم فقالوا : يا رسول الله . فلما رأيت ذلك قلت عليك السلام يا رسول الله ، عليك السلام يا رسول الله ، عليك السلام يا رسول الله . قال :
(( إن عليك السلام تحية الموتى . إن عليك السلام تحية الموتى إن عليك السلام تحية الموتى )) ثم أقبل علي فقال : (( إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل : السلام عليكم ورحمة الله )) ثم رد علي النبي صلى الله عليه وسلم
: (( وعليك ورحمة الله . وعليك ورحمة الله . وعليك ورحمة الله )).
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح . ا هـ .
وقد بوب جماعة من أهل العلم علي هذا الحديث : بباب كراهية أن يقول علك السلام كأبي داود والترمذي وفي الحديث دلالة صريحة عن النهي عن ابتداء السلام بهذه الصيغة ، من وجوه :
الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يرد عليه السلام فوراً
الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم
أنكر عليه الصيغة
الثالث : أنه أرشده إلي الصيغة الشرعية للسلام ، فدل علي أن تلك الصيغة ليست شرعية
وقد أشار ابن القيم – رحمه الله تعالي إلي نكتةٍ بديعةٍ في سر النهي عن قول : (( عليك السلام ))


حيث قال – تبعاً للقاضي عياض - :
وهنا نكتة بديعة ينبغي التفطن لها وهي أن السلام شرع علي الأحياء والأموات بتقديم اسمه – أي اسم السلام – علي المُسلم عليهم ، لأنه دعاء بخير
ن والأحسن في دعاء الخير أن يتقدم الدعاء به علي المدعوا له كقوله تعالي : ) رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ( ، )سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ( ، ) سَلامٌ عَلَى نُوحٍ ( ، ) سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ( ، ) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ(
وأما الدعاء باشر فيتقدم فيه المدعوا عليه ، علي المدعوا به غالباً ، كقوله تعالي لإبليس )وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي(، وقوله : ) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ ( وقوله )عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ( وقوله )وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ(
وسر ذلك – والله أعلم – أن في الدعاء بالخير قدموا اسم الدعاء المحبوب ، الذي تشتهيه النفوس ، وتطلبه ويلذ للسمع لفظه فيبدأ السمع بذكر الاسم المحبوب المطلوب ، ويبدأ القلب بتصوره فيفتح له القلب والسمع ، فيقي السامع كالمنتظر لمن يحصل هذا ، وعلي من يحل ، فيأتي باسمه فيقول : عليك أولئك ، فيحصل له من السرور والفرح ما يبعث علي التحاب والتواد والتراحم الذي هو المقصود بالسلام
وأما في الدعاء عليه : ففي تقديم المدعوا عليه إيذان باختصاصه بذلك الدعاء ،وإنه عليه وحده كأنه قيل له : هذا عليك وحدك لا يشركك فيه السامعون
بخلاف الدعاء بالخير فإن المطلوب عمومه ، وكل ما عم به الداعي كان أفضل ..
وفائدة ثانية – أيضاً – وهي أنه في الدعاء عليه إذا قال له عليك ، انفتح سمعه وتشوف قلبه إلي أي شيء يكون عليه ، فإذا ذكر له اسم المدعوا به ، صادف قلبه فارغاً متشوفاً لمعرفته ، فكان أبلغ في نكايته .. إلخ . ا هـ ( بدائع الفوائد 2/174 )

تنبيه :
ليس قوله صلى الله عليه وسلم
: (( فإن عليك السلام تحية الموتى )) تشريعاً ،وإنما هو : إخبار عن واقع الأمر الذي جرى على ألسن الناس ذلك الوقت ( والإخبار عن الواقع لا يدل على جوازه ، فضلاً عن كونه سنة . بل نهيه صلى الله عليه وسلم عنه مع إخباره بوقوعه يدل علي عدم مشروعيته . وأن السنة في السلام : تقديم لفظه علي لفظ المسلم عليه في السلام علي الأحياء والأموات . فكما لا يقال في السلام علي الأحياء عليكم السلام فكذلك لا يقال في سلام الأموات ، كما جاءت السنة الصحيحة الصريحة علي الأمرين ) . ا هـ من كلام ابن القيم ( البدائع 2/173 ) وقد تبع القاضي عياض في هذا الجمع ، كما أشار إليه الحافظ ابن حجر في ( الفتح 1/5 ) .

رد مع اقتباس