عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03 Nov 2011, 11:23 PM
ًأبوعبد البر محمد أيت بن عمارة ًأبوعبد البر محمد أيت بن عمارة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 99
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الذي أنصحك به أخي في الله أبو محمد المتأمل أن تغيّر العنوان الموسوم "ما نصيحتكم لأخيكم هذا " بعنوان " نصيحة من أخيكم المتأمل " ابتسامة .
فهذا العنوان هو الذي يناسبنا أخي الكريم وما سطّرته في هذه النصيحة كلنا ذاك الرجل الذي لازمه الفتور أو بالأحرى جعل اسمه الثاني "الفاتر " وقد ذكّرتنا بارك الله فيك بأمر مهم ألا وهو محاسبة النفس.
ومن باب إثراء الموضوع أضع بين يدي إخواني هذه النصيحة الغالية القيمة من ناصح غال وهو الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
- عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" رواه الترمذي وقال حديث حسن قال الترمذي وغيره من العلماء: معنى دان نفسه حاسبها

الشَّرْحُ

قوله الكيس معناه الرجل الذي يغتنم الفرص ويتخذ لنفسه الحيطة حتى لا تفوت عليه الأيام والليالي فيضيع وقوله من دان نفسه أي: من حاسبها ونظر ماذا فعل من المأمورات وماذا ترك من المنهيات هل قام بما أمر به وهل ترك ما نهى عنه ؟ إذا ما رأى من نفسه تفريطا في الواجب استدركه إذا أمكن استدراكه وقام به أو بدله وإذا رأى من نفسه انتهاكا لمحرم أقلع عنه وندم وتاب واستغفر وقوله عمل لما بعد الموت يعني عمل للآخرة لأن ما بعد الموت فإنه من الآخرة وهذا هو الحق والحزم أن الإنسان يعمل لما بعد الموت لأنه في هذه الدنيا مار بها مرورا والمآل هو ما بعد الموت فإذا فرط ومضت عليه الأيام وأضاعها في غير ما ينفعه في الآخرة فليس بكيس الكيس هو الذي يعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وصار لا يهتم إلا بأمور الدنيا فيتبع نفسه هواها في التفريط في الأوامر وفعل النواهي ثم يتمنى على الله الأماني فيقول: الله غفور رحيم وسوف أتوب إلى الله في المستقبل وسوف أصلح من حالي إذا كبرت وما أشبهه من الأماني الكاذبة التي يمليها الشيطان عليه فربما يدركها وربما لا يدركها ففي هذا الحديث: الحث على انتهاز الفرص وعلى أن لا يضيع الإنسان من وقته فرصة إلا فيما يرضي الله عز وجل وأن يدع الكسل والتهاون والتمني فإن التمني لا يفيد شيئا كما قال الحسن البصري رحمه الله ( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال ) فعلينا أيها الإخوة أن ننتهز الفرصة في كل ما يقرب إلى الله من فعل الأوامر واجتناب النواهي حتى إذا قدمنا على الله كنا على أكمل ما يكون من حال نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. انتهى
اللهم آمين آمين آمين

_ شرح رياض الصالحين باب المراقبة الحديث السابع


التعديل الأخير تم بواسطة ًأبوعبد البر محمد أيت بن عمارة ; 03 Nov 2011 الساعة 11:25 PM
رد مع اقتباس