[معبدندير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معبدندير

وهنا سؤال عن المثل الخامس
وهو "ما يحس بالجمرة غير لي كواتوا"

معناه أنه لا يحس بالألم أكثر إلاّ صاحب القضية
منقول

هنا جواب الأخ مطفى قالية على المثل الخامس في الخاص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمعنى هذا المثل: أنه لا أحد تكون المصيبة أشد وقعا عليه من صاحبها، أي: من أصيب بها، وذلك مهما كانت المصيبة واختلفت درجاتها، فمن مات له ابن مثلا، فإنه يحزن عليه هو، ويحزن عليه معه كثير من أقاربه وغيرهم، ولكن وقوع المصيبة عليه أكبر، وهذا أمر معلوم موجود لا يحتاج إثباته إلى دليل ومع ذلك نذكر ما يشهد له وهو قوله-صلى الله عليه وسلم- لما استشهد جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي: (اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم)[حم د وغيرهما وهو في صحيح الجامع]، فموت جعفر كان مصيبة للمسلمين ومن أخصهم نبينا-صلى الله عليه وسلم- ومع ذلك خص أهله بمعاملة خاصة وبوصف خاص لعظم المصيبة عليهم، والله أعلم.
لكن مما يجدر التنبيه عليه هو أن إثبات أن وقع المصيبة على المصاب بها يكون أكبر من وقوعها على غيره لا يعني أن يتصرف صاحب المصيبة بما يخالف الشرع، ولذا وردت عدة أحاديث تحذر من النياحة ومن شق الجيوب وغيرها من صور الجاهلية، بل عليه الصبر وعدم مخالفة الشرع مهما عظمت مصيبته، ومما يدلنا على هذا ما رواه البخاري ومسلم من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ (اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي) قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ (إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى). والله أعلى وأعلم.