عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 23 Jul 2010, 11:30 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

قلتُ: إذا كانت هذه حججا فيا ليت شعري ما محلّ دعوة الأنبياء من الشرعية وقد قلَّ تابعهم وكثُر مخالفهم حتى يأتي النبي وليس معه أحد؟!
ـ وقال عن جبهة التحرير: " هؤلاء نَحَّوا كتاب الله سبحانه وتعالى عن الحكم ".
ـ النقد: هذا من أخطائك الواقعية؛ لأن الذي يسمعه يظن أنهم وجدوا كتاب الله يحكم الناس فعمدوا إلى إقصائه، وليس الأمر كذلك، لأنه من يوم الاستقلال لم يُحكَّم كتاب الله، وثم فرق واضح بين من يعمِد إلى تنحية شريعة الله، وبين من يجد شريعة الشيطان تحكم ولا يغيِّرها، فمن العدل إذن أن يقال: وجدوا قوانين وضعية فلم يغيِّروها. ولا نقول هذا مجادلة عن الأثيم؛ وإنما لأنه قد يوجد في بعض البلاد الإسلامية من الحكام مَنْ لو نادى بتحكيم شرع الله لداهمهم العدو من ساعتهم، ولذلك عذر أهل العلم النجاشي حين لم يغير شريعة النصارى الكافرة لعجزه). ثم لو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن الذين نحَّوا كتاب الله قبل الاستعمار الفرنسي هم المتصوفة، ولستُ الآن بصدده، لكن لعلَّ هذا لا يهمّ سفرا؛ لأن المتصوِّفة عنده يَنبعون من داخل الأمة! كما قال هو في كلمته التي سبق أن نقلتُها.
ـ وبعد ذكر الثمانين بالمائة قال: " الآن الشعب أفاق واستيقظ كما استيقظت ـ والحمد لله ـ الأمة الإسلامية في كل مكان، يريدون كتاب الله، يريدون أن يعودوا إلى إيمانهم ودينهم وأصالتهم التي نُزعت منهم قهرا ".
ـ النقد: هل يعني هذا أن مَن دخل مساجد الجزائر في صلاة الفجر وجد ثمانين بالمائة من الشعب مستيقظا يؤدي الصلاة؟! فإن كان كذلك فهي يقظة صادقة وهي من أعظم المبشرات بالنصر، كما قال تعالى: {وأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ}. ولكنك تعني باليقظة تصويتاً لإسلامٍ لا يُعمل به، أَضفيتَ عليه هالةً من الوصف السياسي الخداع، مع أنهم لو كانوا صادقين في رجوعهم إلى دينهم فمَن الذي قهرهم حتى لم يؤدُّوا هذه الفريضة؟ ومن الذي منعهم من أداء زكواتهم؟ ومَن الذي منعهم من تحجيب نسائهم؟ ومن .. ومن ..؟! فدعْك ـ يا سفر! ـ من حديث السياسيين وحدِّث الناس بالشرع؛ فإن الفلاح كله فيه. ولقد حُدِّث الشيخ الألباني عن هذه اليقظة وعددها الهائل، فسارع إلى سؤال شرعي عن معرفة هؤلاء لربهم، وهو قصة الاستواء التي مرّت بنا في بداية الكتاب، فتأمل تصرف سفر وتصرف الشيخ الألباني تدرك قيمة أهل العلم، ثم لم يطل الزمن حتى أخبرنا أهل الجزائر في هذه السنة (1417هـ) بالإجماع أن الناس هناك وصلوا إلى دَرْك من التفسّخ الأخلاقي ما رأوه من قبل قطّ! فأين هي الثمانون بالمئة يا سفر؟! قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذين لاَ يَعْلَمُون إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُلُوا الأَلْبَابِ}.
ـ ويُقِرّ الإضراب المستورد من الكفار قائلا: " لما جاءت جبهة إسلامية قالت: نريد الانتخاب يبقى نظامه كما هو، ويتعجل بها في موعدها ونحن نريد أن ندخل انتخابات، قالوا: لا، غيِّروا النظام، فقالوا: إذن يا ناس، يا من ستنتخبون: من تنتخبون؟ اعتصموا وأضرِبوا! لأن القانون قد تغيَّر؛ قانون الانتخابات، ولا تستخدموا القوة ... إذن هذا واضح أنها دعوة سلمية ".
ـ النقد: لماذا لم يكن حديثك عن حكم الإضراب؟! عن حكم من يناشد النظام لاسترجاع ما يناقض الشرع وهو قانون الانتخاب؟! أم أن دخول ذلك المعترك لا يُبقي للشرع اعتبارا؟! يا سفر! إن التشبه بالكفار أمارة الخسران كما قال الله U: {يَأَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ. َبِل اللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِين}.
إن كان خفي عليك حكم الشرع في هذه الأعمال، أو كبُر عليك أن تكون بدعةً وتشبُّهاً بالكفار الأنذال، فلا أَقَلّ مِن أن تجود على إخوانك بفقهك للواقع الذي لم تَعرِف منه إلى يومك هذا دولةً للإسلام قامت على أعقاب الانتخاب، وأن لا تنخدع بدعوى ترك العنف، فهل رأيتَ ( إضراباً إسلامياً! ) بلا ضراب؟! مع أنه سبق تزييف دعوى ترك العنف عند الجبهة.
ـ ووصف سفر عنف النظام قائلا: " أين دبابات الجيش وهي تَدكُّ المساجد؟! ... مساجد تدكها المدافع والدبابات!! ... جيش يدكّ
عواصم ...؟! ".
ـ النقد: لا نجادل في أنَّ الدبابات نزلت بالشوارع، ولكن دكّها لعاصمة ما كذب، فكيف وهي عواصم في زعم سفر!! أما دكّ المساجد فلا أدري لماذا إذا تكلمتم عن هذه الأنظمة الجائرة لم تحسنوا التثبّت وتبالغون حتى توصَفوا بالجهل بالواقع. كل ما هنالك إغلاق بعض المساجد التي تسمى ( مصليات ) في عرف الناس، أبى أهلها المتحزِّبون أن يرَتِّبوا لها إماما؛ لأنَّ جبهة الإنقاذ لا تجد من الأئمة كفايتها ولا من يصبر على إدارتها كما أمر الله، والحقيقة
أن غالب هذه المساجد اتُّخذ ملاجيء سياسية وتكايا حزبية، حتى
( سهَّلت الفوضى السياسيةُ الإسلاميةُ ) للمكر المتربِّص أن يُحَطِّم بعض هذه
( المصليات )، ولقد لطف ربُّك أن لم يمكِّنهم إلا من القليل النادر. وثم شيء لا بد من التنبيه عليه وهو أن هذا الذي ذكرتُه لم يكن قد وقع يوم تكلم سفر بما نحن بصدد نقده، مما يدلكم على أن أخباره لا علاقة لها بالواقع تماما، فليُعلم.
ـ ومن أخطائه الواقعية أيضا زعمه أن بين الجبهة وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين علاقة!! وقد سبق الردّ على هذا الادِّعاء فلا نعيده، لكن الذي يلفت الانتباه هو التواطؤ على هذا الخطإ: منه ومن سلمان ومن القرني ومن بشر البشر ومن محمد سرور ـ كما سيأتي ـ فعلى ماذا يدلّ هذا؟!
ـ ومن فضائح هذه الأخطاء الواقعية التي تعَجَّبتُ منها جدا قوله: " وحتى الجبهة ليست حزبا سياسيا، اسألوا من يَعرِف الأحزاب، اقرأوا في ( الحياة ) أو في غيرها!!! ".
ـ النقد: هذا لم يَدَّعِه حتى أهل الجبهة! {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}.
ـ وقال عن الجزائر: " هذا البلد إذا سمع أن أهل البلاد الطاهرة المقدسة الذين يَدينون الله تعالى بعقيدة التوحيد ـ والحمدلله ـ! وعندهم العلماء! وفي بلادهم الحرَمان الشريفان! أنّ موقفهم منهم هو نفس موقف الإعلام الفرنسي والغربي يسقط في أيديهم! والله! يشعرون بالمرارة ... فالمفروض أن يروا منا التأييد والتشجيع ... ".
ـ النقد: اعلم ـ يا سفر! ـ أنه لا يجوز لك أن تجامل من حسَّن ظنَّه فيك حتى تسكت عن أخطائه، بل أنت مطالب بكلمة الحق وافقت منه رضا أو سخطا، واعلم أن ما ادَّعيته عنهم مِن إحسان الظن بعلماء المملكة ليس بصحيح؛ لأنهم عندهم موضع تهمة خاصة بعد قضية الخليج ـ كما بيَّنتُه ـ ولا يعبؤون بفتاواهم إطلاقا؛ ألا ترى أن عباسي وابن حاج حين زارا السعودية تحاشيَا جهدهما لقاء هيئة كبار العلماء؟! لأنهما تصوَّرا باب التحزب موصَدا من أصله في دار الإفتاء، وإلا فهاتوا لنا شيئا مكتوباً أو مسموعاً بينهما وبين هيئة كبار العلماء. وفي الوقت الذي قلتَ فيه ما قلتَ ـ يا سفر!ـ كان
( الجَزْأَرِيون ) قد احتوَوا الجبهة، وهم القائلون: " كل ما أتانا من السعودية فهو مجروح حتى يأتينا بشاهدي عدل!! ".
الخلاصة: إنه ليس في الجزائر من يُجِلُّ علماء المملكة إلا السلفيون غير المتحزبين؛ للرحم العَقَدية التي بينهم، ولعلمهم بأن هذا البلد آخر معاقل الإسلام، وهو الوحيد اليوم في تأييد الدعوة السلفية تأييدا رسميا، فتدبر!
ـ ومن أخطائه الواقعية قوله: " الجزائر أيام أحداث الخليج جميع صحف الجزائر ـ كما بلغنا وجاء الحجاج ورأيتموهم ـ كل الصحف الجزائرية وكل الأحزاب في الجزائر والحكومة في الجزائر كانت ضد موقف المملكة من حرب الخليج ".
ـ النقد: موقف الحكومة الجزائرية لم يكن واضحا؛ لأنها كانت متكتمة، فمِن أين أخذتَ ما قلتَ؟! والصحافة الحكومية وغير الحكومية ليست لسان الحكومة، كما هو معلوم من النظام الديمقراطي، ويبدو أنك وقعت في هذا الخطأ لسببين، الأول: أنك تعيش جزائر الاشتراكية القديمة، والثاني: أنك أردت أن تدفع التهمة الحقيقية عن الجبهة لتلصِقها بالحكومة، وتأتي بأكبر فضائحك الواقعية فتقول:
" أما المسلمون الإسلاميون فما بلغنا وما قرأنا أنه .. أن ( هكذا ) قضيتهم التعاطف مع الشعب العراقي، هكذا عبَّروا، ضد الأمريكان، وهم يكرهون أشد الكره صدام ( هكذا ) ويعتقدون كفر حزب البعث! ".
ـ النقد: قد سبق عند الردّ على سلمان نقل كلمة علي بن حاج في زعمه أن صداما قد تاب وهو ينوي تحكيم الشريعة!!(). وأزيد هنا قائلا: إنك نفيتَ عن الإسلاميين بعامة أن يكونوا أيَّدوا الحكومة العراقية ضد السعودية، والصحيح أنك خالفتَ إجماعهم على تخطئة الموقف السعودي، ومما اشتهر اشتهارا رسميا أن حزبين منها أقاما مسيرات واسعة لتأييد العراق، وهما: جبهة الإنقاذ كما سبق، وحزب الإخوان المسلمين: حماس، بقيادة محفوظ نحناح الذي حشد الناس من أجل ذلك في تجمُّع صاخب، وإن كان هو لا يحِب أن يَعرِف عنه ( إخوان الخليج ) هذا ليبقى موصول العطاء موفور الجانب! ولولا أن السلفيين خالفوا هذا الإجماع لكان اتفاقا على الضلال، والمنة لله وحده.
تناقضٌ: نفى سفر أن يكون قد عرف عن الإسلاميين التعاطف مع العراق، وإذا به يقول بعدها بثوانٍ: " هذا الأمر، أخطأ فيه كثيرون وأصاب كثيرون! فتنة عمياء التبست على أكثر الأمة! وهذا الحال ليس خاصًّا بالجزائر، بل معظم العالم الإسلامي تعاطف لا حبا في صدام أبدا، ولكن من أجل أمريكا!! ". أقول: إذا كانت فتنة عمياء يُعتذر فيها للمخطيء فهل يصْدق الاعتذار للحكومة الجزائرية بمثل ما قلتَ؟! أم أنك بهذا تعتذر لنفسك عن خطئك الجسيم الذي صدر عنك يومها؟!
ومن طريف الموافقات أن هؤلاء ( الثمانين بالمائة ) الذين اعتذر لهم سفر بأنهم استيقظوا وقاموا ضد أمريكا في قضية الخليج، ما كادت تنقضي الأزمة بأيام حتى جعلت أمريكا دعاية للهجرة إلى بلادها، فإذا بك ترى جيوشا جرارة من هؤلاء ( المستيقظين ) عند السفارة الأمريكية يسألونها تأشيرة العمل، وكأنه لم يتخلّف منهم أحد! مع ذلك فهؤلاء عند سلمان لم يثوروا من أجل الخبز!! وعند سفر يريدون الإسلام!! ولا أدري هل حقيقةً تجهلون واقع أمتكم أم أنكم تتجاهلونه بدافع التفاؤل السياسي؟! وليس العجب أن يصدر من أمريكا هذا الاستهزاء، ولكن العجب أن تعجزوا عن إدراك ما علمته هي من واقع أمتكم!!
ـ ومن الأخطاء الواقعية قوله: " ودستور الجزائر الذي تسير عليه الجبهة الحاكمة دستور كفري إلحادي، من عجائب هذا الدستور أنه يتيح لفرنسا التدخل إذا اقتضى الأمر في الجزائر ".
ـ النقد: هاتِ لنا ـ ياسفر! ـ هذا النص من الدستور إن كنتَ من متتبِّعي الواقع، فنحن عشنا أيام تدوينه في الجزائر وما قرأنا ما قرأتَ!! هذا أولاً.
وثانيا: إن كنتَ علمتَ بطريقتك الخاصة أن فرنسا قد تتخِذ ذلك ذريعة لاستعمار الجزائر، فلماذا ضننتَ على إخوانك بهذا الواقع المؤلم ولم تُحذِّرهم من الدخول في معركة غير متكافئة العدة، ولم تُخبرهم بأن الأمر لعبة عليهم حتى لا يدخلوا فيه؟! بل زدتهم إغراقا فيه بمثل ما قلتَ، فعجبا لثور الخِرقة الحمراء!!
وأخيرا أقول: إن الذي بدا لي من كلامك أنك عند دراستك للمسائل تخلط الأوراق ـ كما يقولون ـ وتجمع بين الواحدة ونقيضها حتى يتميّع البحث ويُنسى أصل الموضوع، ولا يزال ظهر التأويل حينئذ ذلولاً. وقد سمعتك تنهج هذا النهج في غير ما شريط، إذ تُزوِّج بين مسألة سلفية وأخرى خلفية ـ بعد الطلاق الثلاث ـ بلا وليّ ولا نكاح محَلِّل، لتحتفل بعقيقة خنثى مشكل، قد استبان السلفيون جنسه الخلفي، وظلَّ غيرهم في حيرة: أفيه شاة أم شاتان لأن جنسه خفيّ؟ ومعناه أنك تُخرِج المسألة من موقعها الشرعي إلى موقع سياسي للرأي بل للتفلّت من قيود الشرع فيه مَسْرح، وهذا منهج خطير جدا؛ لأنه أقرب إلى تلبيس الحق على الناس بالباطل، بل وكتمانه، وقد قال تعالى: {يأَهْلَ الكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ وتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وإنما نبَّهتُ على خطورته؛ لأن بعضهم يغرّه بعضُ الحق الذي يكون مع المرء، ويتحاشى انتقاده ناظراً منه التصريح بالباطل! والحقيقة أنه لا يمكن لمن كان من هذه الملة أن يأتي بباطل خالص، فلذلك يغترّ بصاحبه من يغترّ، وبهذا يُهدم الحق، قال ابن تيمية: " وكل مَن سِوى أهل السنة والحديث من الفِرق فلا ينفرد عن أئمة الحديث بقول صحيح، بل لا بد أن يكون معه من دين الإسلام ما هو حق، وبسبب ذلك وقعت الشبهة؛ وإلا فالباطل المحض لا يشتبه على أحد، ولهذا سُمي أهل البدع أهل الشبهات، وقيل فيهم إنهم يلبسون الحق بالباطل، وهكذا أهل الكتاب معهم حق وباطل ... ". منه:
1 ـ قولك هنا: " نحن لا نحكِّم الشعب أصلا، ولكن من حيث الواقع الشعب مع من؟ ".
ـ النقد: إذن فثَمَّ حكم الشرع الذي يحرِّم التحاكم إلى الشعب، وثَمَّ حكم الواقع الذي يبيحه أو يوجبه أو يستحبه، ولا مفرّ من واحدة من هذه الأحكام الثلاثة المتبقية لأنك تقول بعدها مباشرة: " ثمانين في المائة من الشعب ... ". وتقول على لسان الجبهة: " ونَدخل جميعا الانتخابات، فإن فزنا فنحن نَحكم البلاد بكتاب الله وسنة رسوله e، وإن فازوا قلنا: إنا لله وإنا إليه راجعون! والشعب قد اختار الاشتراكية علينا ".
قلتُ: بأي حكم أبحتَ لهم دخول الانتخابات؟ أبالشرع أم بالواقع؟!! والله المستعان.
2 ـ قولك: " فإذا قيل: لماذا تتكلمون عن هذه الجبهة؟ قالوا: لأنها وقفتْ في حرب الخليج غير موقفنا، قال هو:كلهم في غير موقفنا ... بل معظم العالم الإسلامي تعاطف ـ لا حُبا في صدام أبدا ـ ولكن من أجل أمريكا!! ".
ـ النقد: هذا هو دين ردود الفعل! يُفهم منه أن مخالفة الموقف السعودي يُعَدّ مخالفة شرعية، ولكن من أجل أمريكا فلا! مع أنك مقرّ في أشرطتك أيام الفتنة بأن خطورة البعث أشد من خطورة أمريكا؛ كخطورة الشرك بالنسبة للنصرانية!!
كما يُفهَم منه أن سفراً كان مع الموقف السعودي، وهو خلاف ما صرَّح به يومها، وإذا كانت كما قلتَ أنت: " فتنة التبست على كثير من الناس! "، فلعلك تناقضتَ هذا التناقض؛ لأنك كنتَ طرفاً في هذا التلبيس بما كنتَ تُرعِد وتُزبد! ويومها اتَّهمتَ هيئة كبار العلماء بالقصور في فقه الواقع!!،واليوم تحدِّثنا سرًّا: " إن موقف الشيخ الألباني أقرب إلى الشرع، وموقف علمائنا أقرب إلى الواقع!!! ". اعلم ـ يا أخانا سفر! ـ أن الألباني مجتهد خالف علماء المملكة في القضية، ولكنه قال فيهم من التوقير قولاً حسنا، خاصة منهم الشيخ ابن باز، حفظ الله الجميع.
3 ـ قولك: " القضية التي نتكلم عنها ليست مجرد فلان ولا فلان، إن كان من أولياء الله فالله ولي المتقين وسينصرهم ولو بعد حين، وإن كانوا غير ذلك فقد جاءهم عُجلت إليهم بعض ذنوبهم، لكن ليست هذه هي المشكلة، لماذا تُصوَّر القضية بهذا الشكل، القضية قضية إسلام يُحارَب ".
ـ النقد: تأمّل كيف يمشي بك مشية سلفية حتى إذا كنتَ قاب قوسين من النتيجة أو أدنى صرفك عنها بدندنة خلفية، كأنه اكتشف جديدا حين علِم أن القضية قضية إسلام يُحارب!! وكأنه إذا كان الإسلام يحارَب لم يَصحّ الحديث عن التقوى والإيمان؛ لأنه يعوق ( الجهاد )!! وكأنه لا يحبّ أن تصوَّر القضية بالشكل الشرعي؛ لأنها تُخَذِّل عن الصراع السياسي!! بل ولا بأس عنده من الصبر على الهزيمة من أجل إشعار الخصم بأننا له بالمرصاد!! فلا إله إلا الله! ما أغرب هذا الاضطراب المنهجي الديني! وإنني لمشفق على أهله منه.
4 ـ ومنه قولك في شريط (252) من شرح الطحاوية: " نعتقد كذلك أن قيام الإسلام في الأرض ليس بهذه الطرق وهذه الوسيلة بالضرورة ـ أي الوسيلة الديمقراطية ـ بل الطريق الصحيح والمنهج الحق هو الدعوة وطلب العلم ونشر الفقه في الدين وتريبة الناس على ذلك .. "، قلتُ: إن أسارير البشر التي تظهر على مُحَيّا السلفي حين يسمع هذه الكلمات سرعان ما تتحوّل إلى حيرة وعبوسة قاتمة وهو يسمع نقيضه منه بعد ثوانٍ فقط؛ وهو قوله: " لكن نحن نتكلّم عن واقع، عن قضية واقعة!! ".
قلتُ: كأن المنهج الإسلامي الذي قرره أولاً يُعنَى بعالم الخيال، وأما المنهج المخالف فواقعي!! ويزيد الأمر فداحة حين يتمنَّى من هذا المنهج المخالف بل الكافر أن يقيم له دولة الإسلام!! فيقول: " ... فوالله إنه لفتحٌ كبير أن تقوم دولة لـ( لا إله إلا الله ) على منهج السلف الصالح والخلافة الراشدة في الجزائر!!! ".
قلت: تأمّل كيف ينفي أن يكون مسلكا شرعيا، مع ذلك فهو يأمل منه قيام الخلافة الراشدة؟!!
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس

يتبع

رد مع اقتباس