[سفيان بن محمد بلوزان]

بسم الله الرّحمن الرّحيم


الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:


فقد قال بعضهم في قصّة رضاعه عليه الصّلاة والسّلام، وما فيها من والعبر والدّلالات:

بِخَيْرِ الْخَلْقِ يُشْرَحُ كُلُّ صَدْرِ * * * وَعِنْدَ اللهِ حَازَ أَجَلَّ قَدْرِ

بِشَقِّ الصَّدْرِ خُصَّ كَشَقِّ بَدْرِ * * * كَمَا خُصَّ الْكَلِيمُ بِشَقِّ بَحْرِ

بَدَا مِنْ خَيْرِ بَيْتٍ فِي قُرَيْشٍ * * * وَأُرْضِعَ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ

فَضَمَّ إِلَى فَصَاحَةِ آلِ سَعْدٍ * * * سَمَاحَةَ هَاشِمٍ وَجَلاَلَ فِهْرِ

لَقَدْ سَعِدَتْ حَلِيمَةُ حَيْثُ حَازَتْ * * * رَضَاعَتَهُ وَنَالَتْ كُلَّ فَخْرِ

فَدَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا الثَّدْيُ حَالاً * * * وَلَمْ يَكُ قَبْلَ ذَا يَشْفِي بِدَرِّ

وَشَارِفُهَا جَرَتْ لَبَنًا فَأَرْوَتْ * * * وَكَانَتْ لاَ تَبِضُّ لَهُمْ بِقَطْرِ

وَأَسْرَعَتِ الأَتَانُ بِهِ نُهُوضًا * * * فَأُعْجِبَ كُلُّ مَنْ فِي الرَّكْبِ يَسْرِي

وَكَانَتْ مِنْ وَرَاءِ الْقَوْمِ ضَعْفًا * * * فَصَارَتْ عَنْ أَمَامِ الْقَوْمِ تَجْرِي

فَقَالُوا إِنَّ لابْنِكِ ذَا لَشَأْنًا * * * أَخَذْتِ مُبَارَكًا فَثِقِي بِيُسْرِ

وَكَانَ يَشِبُّ فِي شَهْرٍ كَعَامٍ * * * إِذَا اعْتَبَرُوا وَفِي يَوْمٍ كَشَهْرِ

وَخَلْفَ بُيُوتِهِمْ جِبْرِيلُ وَافَى * * * فَشَقَّ الصَّدْرَ مِنْهُ بِغَيْرِ ضَرِّ

وَأَلْقَى مَغْمَزَ الشَّيْطَانِ مِنْهُ * * * فَطَهَّرَهُ فَنَالَ أَتَمَّ طُهْرِ

حَشَا مِنْهُ الْحَشَا عِلْماً وَحِلْمًا * * * وَإِيمَانًا عَلَى وَرَعٍ وَصَبْرِ

وَأَكْرَمَهُ الإلَهُ بِشَقِّ صَدْرٍ * * * وَوَضْعِ الْوِزْرِ عَنْهُ وَرَفْعِ ذِكْرِ

إِلَهُ الْعَرْشِ أَرْسَلَهُ بَشِيرًا * * * نَذِيرًا دَاعِيًا لِهُدًى وَيُسْرِ

عَلَيْهِ صَلاَةُ رَبِّ الْعَرْشِ تَنْدَى * * * كَمَا تَنْدَى الرِّيَاضُ بِكُلِّ فَجْرِ

يُوَاصِلُ عَرْفُهَا آلاً وَصَحْبًا * * * كَأَنَّ ثَنَاهُمُ نَفَحَاتُ زَهْرِ

فاللّهم صلّ وسلّم وبارك على نبيّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين


تفريغ: أبو عبد الرّحمن سُفيان بن مُحمّد بلوزّان الجزائري - عفا الله عنه
الشريط: المولد الشريف - للشيخ سلطان العيد حفظه الله