
28 Dec 2009, 12:25 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
|
|
6)- الشيخ صالح الفوزان –حفظه الله تعالى- :
السائل : يا فضيلة الشيخ – وفقكم الله – ما حكم من يقول : " إن معنى لا إله إلا الله هي : لا حاكمية إلا الله " ؟
الشيخ : ما شاء الله !
هذا أخذ جزء ، جزء قليل من معنى " لا إله إلا الله " ، و ترك الأصل الذي هو التوحيد و العبادة ؛ " لا إله إلا الله " معناها : لا معبود بحق إلا الله.
فهي تنفي الشرك و تثبت التوحيد ؛ و الحاكمية جزء من معنى " لا إله إلا الله " ؛ و لكن الأصل هو التوحيد ، الأصل في " لا إله إلا الله " هو التوحيد ﴿ و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا ﴾ ، ﴿ و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ﴾ ، ﴿ و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ﴾ لكن هذه فتنة ؛ هؤلاء الذين يقولون هذه المقالة ، إما أنهم جهال ، يفسرون كلام الله و كلام رسوله ، و هو ليس عندهم علم ، إنما هم أصحاب ثقافة عامة ، و يسمونهم " مفكرين " ، لكن ليس لهم فقه في دين الله ؛ و عدم الفقه في دين الله آفة ؛ و لا يجوز لأحد يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله و هو ليس عنده فقه و علم ؛ ما يكفي أنه مثقف و أنه يقرأ في الجرائد و الصحف و يعرف أحوال العالم و ما عليه الناس ؛ هذا ما هو بعالم ، هذا مثقف ؛ فلا يجوز أن يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله إلا العلماء ، أهل العلم ، و أهل الفقه ؛ أو أن هذا الرجل مغرض ، يكون عالم لكنه مغرض ، يريد أن يصرف الناس عن التوحيد ، و يشغلهم بقضايا دون التوحيد ؛ فهو إما جاهل و إما مغرض هذا الذي يفسر هذا التفسير.
على كل حال ، هو تفسير ناقص جدا ، و لا ينفع حتى لو حُكِّم ؛ لو قامت المحاكم على تحكيم الشريعة في المخاصمات بين الناس الأعراض و الحدود ، و تُرِك أمر الشرك و الأضرحة قائما ؛ فهذا لا ينفع و لا يفيد شيئا و لا يعتبروا مسلمين بذلك ، حتى يزيلوا الشرك ، و يهدموا الأوثان ؛ النبي – صلى الله عليه و سلم – بدأ بهدم الأوثان قبل أن يأمر الناس بالصلاة و الصيام و الزكاة و الحج ؛ تعلمون أنه أقام في مكة ثلاثة عشر سنة ، يأمر بالتوحيد و ينهى عن الشرك ، حتى إذا تمهدت العقيدة و قامت العقيدة و وُجد من المسلمين من يؤازر الرسول - صلى الله عليه و سلم – على أمر الجهاد ، نزلت عليه شرائع الإسلام : الصلاة و الصيام و الحج ،و بقية شرائع الإسلام ؛ البناء لا يقوم إلا على الأساس ؛ لا بد من الأساس أولا ، ثم البناء ؛ و لذلك شهادة " ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله " هي أول أركان الإسلام ؛ و النبي – صلى الله عليه و سلم – يقول : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه :شهادة ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله )) .
نعم ؛ حتى بعضهم كتب كتاب يقول فيه : " إن الله خلق الخلق ليحققوا الحاكمية في الأرض " هذا مخالف لقوله – تعالى - : ﴿ و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ﴾ يعني ما راح للآية هذه ، بل خلقهم من أجل يحققوا الحاكمية ؛ يا سبحان الله ! الله – تعالى – يقول : ﴿ و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ﴾ و أنت تقول " ليحققوا الحاكمية " ؟! نعم ؛ من أين جاء بهذا التفسير ؟!
رابط الملف الصوتي: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00815-26.ra
|