عدنان يَرفضُ تَسميةَ البُلْدان المُسْلمَة بمُجتمَعات إسلاميَّة
الشَّيْخ عدنان عرعُور معرُوفٌ بدفَاعه عنِ سيَّد قُطْب ، وكَثرَة استدلاَلِه بكُتُبه ، ونَظْرةٌ خاطفَةٌ في مؤلَّفَاته تُغْنيكَ عن قيلَ وقالَ ، فلاَ يكادُ الرَّجُلُ يَكتُبُ بضع َصفَحَاتٍ إلاَّ استَشْهَدَ بكَلاَم سيِّد !
ولسيِّد قُطْب حُكْمٌ خاصٌّ على المجتمَعَات الإسلاَميَّة ، وسَوْف أُجلِّي هَذا في القِسْم الثَّاني مِنَ الكتَاب إن شاءَ الله، إلاَّ أنَّني أكتَفي هُنا بنَقْلٍ واحدٍ عَنه جعلَ سيِّد يُعدِّدُ فيه المجتمَعَات الجَاهليَّةَ ويحدِّدُها ، فكانَ ممَّا قالَ في :
" معَالم في الطَّرِيق " ( ص 101- ط.الشُّروق 1407هـ ) : " وأخيراً يَدخُلُ في إطَار المجتَمَع الجَاهِليِّ تلكَ المجتمَعَات الَّتي تَزعُم لنَفْسها أنَها مُسْلِمة !! "
فهَل يَقصدُ سيِّد أنَّها في مَنْزلةٍ بينَ المَنْزلتَيْن: لاَ هيَ مسلمَةٌ، ولاَ هيَ كافرَةٌ؟
الجوَاب عندَ سيِّد نفسِه، حيثُ قالَ في ( ص98) : " إنَّ المجتَمَع الجَاهِليِّ هُو كلُّ مجتَمَع غَير المجتَمَع المُسلِمِ "
لقَد تأثَّرَ الشَّيْخ عدنَان بهَذَا التَّكْفيرِ الصَّارخِ حتى رفَضَ تَسْميةَ البُلْدان المسلِمَة : مجتَمَعَاتٍ إسلاَميَّةٍ، وهَذا ممَّا تَشمِئزُّ له النُّفُوسُ ، ومَعلُومٌ أنَّ آلَ قُطْب هُمُ الَّذين َ اشتهَرُوا بذلِكَ، واستَعاضُوا منه اسم " مجتمَعَات جاهِلِيَّة " كما مرَّ ، وأمَّا الشَّيْخ عَدنَان فتَسْمعُ هَذا بصَوْته في شَريط : " رَدّ الدُّكتُور عَبدِ الله الفَارِسي علَى رسالَة عدنَان عَرْعُورِ (2) " ، حيثُ قالَ مَا كانَ يَنبَغي لكَ أن تَقولَ أنَّ ( هَكذا) المسلِمِين َ الآنَ – والله !- وصَلُوا، مَا قلتُ أنَا، أقولُ: المُسْلمُون هَؤلاَء مَا نُكفِّرهم أعياناً، لَكِن مجتَمعَاتهم هَذِه لَيْست مجتَمَعاتٍ إسلاَميَّة، بدَليل رَفْضهم للشَّريعَة الإسلاَميَّة، الآنَ ضَرَبْنا أمثلَةً كَثيرةً !!!
وأنَا أعْرف أنَّهُ قامَت بَعضُ الحُكُومات، وتُريدُ تَطْبيقَ الإسلاَم وعجَزَت عن ذَلكَ، لأنَّ الشَّعْب نَفْسَه لاَ يَرْضَي بهَذا !!
لاَ تغترَّ بقَوْله :" لا نُكفِّر الشُّعُوب! " ولاَ بقَوْله: " مَا نكفِّرُهُم أعيَاناً ! "، لأنَّهُ لا َيُغْني عنه شَيئاً، وهُو يَرفضُ أن يُسمِّي مجتمَعَاتهم، مجتَمَعاتٍ إسلاَميَّة وقال َ: " نحنُ لا نُكفرُ الشُّعُوب ! لكِن جاء هَذا الاستِعْمارُ فظهَرَ الكُفْرُ في الحُكْم، ثم َّبعدَ ذلكَ تسلَّلَ الكُفْرُ إلى الشُّعُوب " المصدَرُ السَّابِق
فتأمَّل إطلاَقَه الكُفْرَ على الحكَّام، لتَعْلمَ سببَ تعلُّقِ الجَمَاعات التَّكْفيريَّة الَّتي ذكَرتُها في أوَّل الرَّدِّ علَيْه به، ولاَ يَخفَى علَيْه أنَّه يُلقِي محَاضرَتَه هَذه في أوسَاط ٍتعجُّ بالشَّبابِ المشبَّع بالتَّكفيرِ !
وتأمَّل رَمْيَه الشُّعُوبَ بالكُفْر ، ورَمْيَه لها برَفْض الشَّريعَة ، تفهَمْ رَفْضَه لتَسْميةِ مجتَمعَاتهم بـ الإسلاَميَّة ، والأمْرُ لله!
وأَطلَقَ الكُفرَ علَى عُمُوم النَّاسِ فقالَ:" بَلْ – وَالله ! – إنَّ بلاَداً كَافرَةً عَبَرْتُ فيهَا أسْهل ممَّا عَبرتُ بعضَ البلاَدِ الإسلاَميَّةِ، مَنِ الَّذي صنَعَ هَذا ؟ نحنُ الَّذين َسكَتْنا عن الطَّواغيتِ أوَّلَ مَا سكَتْنا، ثمَّ جرَّ هَذا الكُفْر إلى عمُومِ النَّاس !! "وهَذا مِن شَريطٍ مسجَّلٍ في الجَزائِرِ في: " تَفْسير بَعْض آيَات الحُجُرات " وَجْه (ب)
وفي هَذا الكَلاَم تهيِيجٌ وَاضحٌ علَى الحكَّام، وتَكفيرٌ فاضِحٌ لعُمُوم الأنَام، فلتَقر َّ أَعينُ الحزبيِّينَ منَ السِّياسيِّين وكذَا التَّكْفيريِّين، ولتَثْبت أقدَامُهم في ما هم فيه !
ويَزيدُ في التَّهيِيج السَّابقِ المَبْني علَى التَّكْفير الماحِقِ، فيَقُول: كَثيرٌ مِن الحكَّام ِأُولَئك الَّذينَ كَفَروا بدِينِ الله، وكَفَروا باللهِ العَظيمِ، كَثيرٌ أُولَئك !
لَكن هَلْ شَعْبنَا ، هَلْ مجتمَعُنا هَذا مجتَمَعٌ مسلِمٌ ؟ فقَطْ كفَرَ حكَّامُه فنَنقَلِب علَيْهم ؟!
فإن كَانَت المسأَلَة كذَلكَ فلاَ يجوزُ أن تنَامَ اللَّيْلةَ إلاَّ وتخرُج علَى الحكَّامِ، لَكن شَعْبنا أو بَعْض شَعْبنَا – حَتى لاَ نتَحسَّس !- صَارُوا أَفْسدَ من حكَّامِهم، فمَا أَنتُم صَانعُونَ ؟
نعَمْ! لقدْ كانَ الوَاجبُ منذُ دُخُول الاستِعْمار – علَى كافَّةِ أشكَالِه وألْوانِه – كانَ الوَاجبُ رَدَّه فوراً ، أن يقُومَ المسلمُونَ قَوْمةَ رجُلٍ واحِدٍ فيَدْفعوا هَذا العَدوَّ اللَّدُود عن دِيارهم ، ولَكِنَّ اللهَ لم يَنصُرْهم، لأَنهم خَذَلوه وأَضَاعوا دينَهم، فخَذَلهم اللهُ وضيَّعَهم !
وتتفلَّت تَقِيَّتُه مِن تحتِ لِسَانه أحيَاناً ، فيَأْتي بمُنكَر القَوْل في تَكْفير الشَّعْب البَاكستَاني ، بسَبَب الانتخَابَات الَّتي اغتَرَّ فيهَا بأَصْحاب الأموَال كمَا يَذْكر هُو ، ويَقولُ كمَا في شَريطٍ له بعنوَان " ميزَات الدَّعْوة " : إنَّ المُسْلمينَ في بَاكستَان بَاعُوا دينَهم بخَمْس مائَةِ رُبِّيَّة ، ونجحَتْ بالأغلَبيَّة المطلَقَة كمَا تعلَمُون فأَيُّ زَعْم لَكم أنَّ هَذا مُسلمٌ؟!!!
أمنزِلة بينَ المنزِلَتَين يا عَدنان ؟
قالَ الشَّيخ عَدْنان صرَاحةً في شَرِيط " ميزَات الدَّعْوَة " : يقولُ قائلٌ : أنتَ حيَّرْتَنا ! لاَ نقُولُ : نُكفِّرُ هَذا المجتَمَع ؟! ولاَ نقولُ: مُسْلم ؟!
ثمَّ أجابَ بقَوْله : إي نحنُ نقُولُ : إنَّه مجتَمعٌ مسلِمٌ أفرَادُه ! أمَّا كمجتَمَعٍ: ليسَ بمسلمٍ ، كمُجتَمَع ، كبيئَته!!
أمَّا كأفرَادٍ: نعَمْ! مسلِمُون، لأنَّنَا لاَ نكَفِّر الأفرَاد، والدَّليلُ علَى ذَلكَ أنَّ هَذا المجتَمَع كمُجتَمعٍ ليسَ بمُسْلمٍ!!
ثمَّ ذكَرَ دليلَهُ الغَريبَ الَّذي جعَلَه يُوقفُ المسلِمِينَ في بَرْزخٍ بَين الكُفْر والإسلاَم كالمُعتَزلَة، فقَالَ:احسُبْ نسبَةَ المُصلِّينَ فيه ! واحسب نِسْبةَ الكَاسِيات العَاريات ِ بَينَ التَّقيَّات الوَرِعات!!
واحسُب نِسْبة الَّذينَ يتَعاطَوْن الخَمْر والرِّبا والقِمَار !!!
قلتُ: إذاً فحسَابَاتُه في رَفْض تسمِيَةِ المجتَمَعاتِ الإسلاَميَّةِ بـ ( الإسلاَميَّة ) تَنطلقُ مِنْ كبَائرِ الذُّنوبِ، فهَذا مذهَبُ مَن ؟!
ومِن غَرَائبِ التَّكْفير أنَّ:
عدنَان يُكفِّر الأشاعرَةَ :
قالَ في " مَعالم في المَنْهج " شَريط (4): واللهِ! لَوْ متُّ علَى عَقيدَة أبي لكُنتُ كافراً، وكانَ أبي يَشْهد الجماعَةَ، بَل أهلُ البَلَد كلُّهُم شُهودٌ بصِلاَحه رحمَه اللهُ، ولَوْ متُّ علَى عَقيدَته لكُنتُ مِنَ الكَافرِينَ !!
قلتُ له مرَّةً: أينَ الله، وأنَا صَغيرٌ؟
فقال : إنَّ اللَه في الكَوْن كالسَّمْن في اللَّبَن مخلُوطٌ !
هكَذَا سمعَ مِن مَشَايخه، وهَكذَا تَربَّي علَيْه ، وأمَّا مَن قالَ- في اعتقَادِهِم- أنَّ اللهَ فوقَ عَرْشه فهُوَ زِندِيقٌ مجسِّمٌ حاصرٌ اللهَ عزوجل في مَكانٍ
إنَّ الشَّيخَ عدنَانَ يصرِّحُ بلاَ تحفُّظ بهَذا الحُكْم الوَاضحِ في التَّكْفيرِ ، وقد قلتُ: إنَّه في الوَقْت الَّذي يَزْعم أنَّهُ يَردُّ علَى جماعَةِ التَّكْفير ، يخوضُ لُـجَّةً مِن التَّكْفير وقَفَ بسَاحلِهَا جَماعاتُ التَّكْفير ، وإنَّني لأَعرفُ عنه من التَّكْفيرِ الغَالي مَا لم أَسْمعْه عن أحدٍ من غُلاَةِ هؤلاَء !
عدنان يتبرَّأُ منَ السَّلفيَّين :
جاء في شَريطِ: " الطَّريقَةُ الإسلاَميَّةُ في إقامَةِ الخلاَفَة " رَقم (1) أنَّ سَائلاً سأَلَ عَدْنانَ قائلاً : " هَلْ يُؤمِنُ السَّلفيُّونَ بأنَّ هُناكَ فصْلَ السِّياسَة عن الدِّينِ ، أو فَصْل الدِّينِ عَن السِّيَاسَة ، نَرجُو أن تُلقي الضَّوْء على هَذه الشُّبهَة الَّتي كَثيراً مَا نَسْمعُها ؟ فأجابَ قَائلاً أمَّا السَّلفيُّونَ فلاَ شَأنَ لنَا بهم ، وأمَّا مَنْهجُ السَّلَف الصَّالح فمَن ْ أنكَرَه كانَ أضَلَّ مِنْ حمَارِ أهْلِه " !!!
النقد:
1- لاَحِظْ أنَّه لم يُجب علَى السُّؤال !
2- لاَحِظْ أنَّه لم يُدافِع عن السَّلفيِّين !
3- لاَحِظْ أنَّه أَخرجَ نفسَه مِنَ السَّلفيِّين ! فهَلْ يُقالُ بعدَ حُكْمه عَلى نَفْسه : إنَّ عدنانَ سلَفيٌّ؟!
4- إمَّا أنَّه يرَى أنَّ المسلمِينَ قَد ضيَّعوا منهَجَ السَّلَف ، بحيثُ لاَ يُوجَد فيهِمْ جماعَةٌ مُلْتزمةٌ به ، مُسْتقيمَةٌ علَيْه ، وفي هَذا إعدَامٌ للطَّائفَةِ المنصُورَة وتَكذيبٌ لخَبرِ رَسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ قالَ :" لاَ تَزالُ طائفَةٌ مِن أمَّتي ظَاهِرِين َ عَلى الحقِّ " الحَديث متَّفقٌ علَيْه
- وإمَّا أنَّه يرَى أنها مَوْجودةٌ، لكنَّهَا عندَ غَير السَّلفيِّين، وكفَى بهَذا شهادةً باطلَة علَى أَهْل الحقِّ !
والخُلاَصة: أنَّ اللَه حَفِظَ دينَه المتمثِّلَ في منهَجِ السَّلَفِ، كمَا حفِظَ الجماعَةَ الَّتي تَعْمل بِهِ
عدنان يرَى أنَّ أهْل الحَديث لاَ عِلْم لَهم ولاَ تربيَة
قالَ في شَريط الطَّائفَة المنصُورَة (2) :" التَّرْبيةُ ليسَ مَعْناهَا العِلْم ! لكَ لاَ تتصوَّرَ بعضَ الجَماعَات المُسْلمَة (اللِّي) يتعامَلُونَ بَسْ سَنَد الحَديث، أو بصَراحة فقَطْ: تحرِيك الإصبع ، أنَّ هَذا عِلماً ؟! ليسَ هَذا عِلماً ! العِلْم الحَقيقيُّ هو التَّربيةُ ، والعِلْم فَرْعٌ منَ التَّربيَة !!
عدنان يَطعنُ على دَعْوة المجدِّد محمَّد بن عبد الوهَّاب :
قالَ في شَريط منهَاج الطَّائفَة المنصُورَة (2/الوجه الثاني ) :" إيش مَنْزلةُ عُمَر بنِ الخَطَّاب عندَكُم ؟ مجدِّد!
ما مَنْزلة محمَّد بنِ عبد الوهَّاب ؟ مُؤسِّس!
لا ! خُذْها أنتَ ودَعْوتك ودَعْوة كلِّ أهلِ نجدٍ ارمِيهَا (بَرَّا)، مَا نُريدُها إذَا كانَ مؤسِّس ( هَكذا ) ، لاَ ! هُو عالمٌ جَليلٌ "
لقَدْ افتعَلَ الشَّيخُ هنا هَذه الدَّعْوى ليَردَّ دَعوةَ الشَّيْخ محمَّد بنِ عبدِ الوهَّاب رحمَه الله، بزَعْم أنَّ أُناساً غلَوْا فيه، فهَل يردُّ الإسلاَمَ لأنَّ كثيراً من المسلِمِينَ غلَوْا فيه ولم يُحسنوا تمثيلَه ؟!
عدنانُ يصرِّح بأنَّ الوهَّابيَّةَ لَيْست هيَ الفِرْقة النَّاجيَة :
لاَ يزَالُ الشَّيخُ عدنانُ قاعداً بطَريقِ دعوَةِ العلاَّمَة محمَّد بن عَبد الوهَّاب ، ففي شَريط: "كلماتٌ في المَنْهج " قال :" الخلاَصةُ في هَذه القضيَّةِ أنَّ الطَّائفَةَ المنصُورَة َ هيَ الفَصْل بينَ المسلمِينَ ، وهيَ الَّتي أكَّدَ عليهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهيَ الَّتي يجبُ أن نفَكِّر ليلاً ونهاراً في صفَاتها
يَا جماعةَ الخَير ! دَعُونا مِن دَرْس ! ودَعُونا مِن محاضرَة !!
إيه ! إذا مِتْنا وحضَرْنا بينَ يدَيْ اللهِ عزوجل مِينْ قالَ : إن الوهَّابيَّة هي الفِرقة ُ النَّاجيَة ؟! عندَهُم دليلٌ من الكتَابِ والسنَّة ؟! هَل عندَكُم دليلٌ مِنَ الكتَابِ والسنَّة أنَّ الوهَّابيَّةَ هيَ الفِرقةُ النَّاجيَة ؟!
أتبَاع السَّلف الصَّالح لاَ يَستحقّونَ النّصر عند عدنان :
وقال في محاضَرَة :" تَفْسير سُورَة محمَّد " ألقَاهَا في الجَزَائر :" لَكن الله عزوجل لم يجد تلكَ الجماعَةَ الَّتي تَستحقُّ النَّصْر ، ولاَ أصحَاب السَّلَف الصَّالح !!
نعَمْ ! هُم على الحقِّ، لَكن عندَهُم تقصيرٌ يمنَعُ نَصْره، وهَذا التَّقْصير.. هُم تقصيرٌ في ثَلاَث نَوَاحي (هَكذا ): تقصيرٌ تربَويٌّ ، وتقصيرٌ في التَّعاون ، وتَقْصير ٌ في الدَّعْوة ، هَذا عامٌّ شاملٌ ، مُعْظمُ أصحَابِ هَذه الدَّعْوة إلاَّ مَن رَحمَ الله !!! "
قلتُ: إذا كانَ اللهُ لم يجد الجماعةَ الَّتي تستحقُّ النَّصْر، فأينَ هُم الَّذينَ قالَ فيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " لاَ تزَالُ طائفةٌ مِن أمَّتي ظَاهرِينَ على الحقِّ ؟ هَذا تكذيبٌ صريحٌ ! "
عدنَان يرَى أنَّ العقيدَةَ والإتِّباع وروايَات السَّلف لاَ تُثْمر التَّقْوى والخُلُقَ الحسَن
قالَ في كتَابه: "صفَاتُ الطَّائفَة المنصُورَة " في خضمِّ محاربَتِه للطَّائفَةِ المنصُورَة ص (93): وإلاَّ فإنَّ مِن سُوء التَّربية أن يُلقَّن العَقيدَةَ، ويحفظَ مُتونها أو يُركّز على الإتِّبَاع، وحفْظ روايَاتِ السَّلف، وتُهمَل تَقْوى الله ومُراقبَته وحُسْن الخُلُق ! كمَا يحصُلُ في بَعْض الجَامعَات !! فيَخْرجُ جيلٌ يحفَظُ ولاَ يَفْقه ! يَعْلمُ ولاَ يَعملُ ! وفي بَعْضهم مِن ضَعف الإيمانِ وقلَّةِ التَّقْوى وسُوء الخُلُق مَا يَكمدُ النُّفوس َ حسرَةً، ويُفطِّر الأكبَادَ أسَفاً !! "
قلتُ : إنَّه لاَ يَقصدُ غَيرَ السَّلفيِّين ، فهم الَّذينَ يحرصُون على سلاَمةِ المعتقَدِ ويُركِّزونَ على الإتِّباعِ ، وهم الَّذينَ يتتبَّعُون آثارَ السَّلَف ، وكأنَّ الشَّيخ عدنَان قد طافَ بجامعَات الدُّنْيا ، فلم يجِدْ ما يُفطِّر الأكبادَ غيرَ الجامعَاتِ السَّلفيَّة ، مع َ أنَّ وُجودَ جامعَةٍ سلفيَّةٍ في هَذا الزَّمان يُعدُّ من أَعاجِيبِ الدَّهر، فبدلاً من أن تحظَى منه بالتَّشْجيعِ، فإنَّه قعدَ لها بالطَّريقِ يصدُّ عنها بمَا يُشهِّرُ من مَثالبِها، وإنَّا لله !
التَّهْوينُ من شَأن العَقيدَة :
قالَ الشَّيْخُ عَدنَان : " قضَايَا العَقيدَةِ تَنتَهي بكَلمَةٍ وكَلمتَينَ وثلاَثَة !! " ، من شَريط:"رَدّ د/ عَبدِ الله الفَارِسيّ علَى رِسالَة عَدْنان " ، بصَوْته .
هَذه هيَ سنَّةُ الحرَكيِّين جميعاً، جعَلوا همَّهم الأَكبَر في الوُصُول إلى السُّلْطة فعجَباً لهم، وجَدُوا اللهَ في طَريقِهم فعمدُوا إلى التَّخَلُّص منه، ضنًّا بوَقْتهم مِن أن يَضيعَ في المبَاحث العقَديَّة !!
أمَّا الشَّيْخ عدنَان فمتَضايقٌ من المسَاحة الكَبيرَةِ الَّتي تشغَلُها العَقيدَة في حياةِ المُسلِمِين ، لأنَّه قالَ هَذا مُقابَلةً لكلاَمِه عمَّا يُسمِّيه : (المنهَج) ، وتأمَّل تضَايُقَه من المبَاحِثِ العقَديَّةِ ، واجتِهَادَه في اختِزَال ألفَاظِها بعدَ اختصَار مسَائِلها ، فقَدْ قالَ في شريط:" تفسير سُورَة آل عِمْران " : " بدَلَ ما تقُول : نُثْبتُ للهِ ما أَثْبتَ لنَفْسه مِنْ غَيرِ تَكييفٍ ولاَ تَشْـبيه .. ، بلاَشْ كلّ هَذا التَّفْصيل ، مَذْهبُ السَّلَف في نُقْطتَيْن : إثبَاتٌ معَ تَنْزِيهٍ ، بَسْ !! والتَّنْزيه تتضمَّنُ (هَكذا) ما في الأُمُور المَنفيَّةِ، وتَسْتريح !!! "
قلتُ: تأمَّلْ رَاحةَ الرَّجُل، وإنَّا لله !
السَّلفيُّون ليسُوا أهلَ النَّجاة عندَ عدنَانِ
جاء قي شريط "كلماتٌ في المَنهَج" أنَّ عدنانَ قال: " .... فإذَا هُو بينَ يدَي الله عزوجل يقولُ -أي اللهُ – ( أنتَ لستَ علَى شيءٍ ! ، واللهِ ! أخْوف آيةٍ قي كتابِ الله " ثمَّ تكلَّمَ عدْنان بتهكُّمٍ على لسَانِ السَّلَفي أنَّه يقُولُ يَوْم القيامَةِ :" والله أنَا كنتُ سلَفيٌ (هَكذا)
ثمَّ أجابَه عدْنانُ بقَوْله : " من قالَ لكَ إنّ السَّلفيَّ ناجِي (هكذا)
أنَا كنتُ من حِزْب كَذا ! مَن قالَ لكَ هَذا ؟!
أنا وهَّابي ! المسألَةُ ليسَت كذلكَ !! ".
قلتُ: تأمَّلْ، فأمَّا السَّلفيُّ والوهَّابيُّ – على حدِّ تعبيرِه – فإنَّه يُسمِّيهما عندَ الذَّمِّ، وأمَّا الحزبيُّ فلاَ يَنبغي إلاَّ إبهَامُه !!
إنَّ عدنانَ زعمَ لنا مرَّاتٍ ومرَّاتٍ أنَّه فرَّ من بَطْش نظامِ بلَده ، فآوَتْه بلادُ الوهَّابيَّة ! وسترَتْه ونصَرَتْه ، فكانَ مِن جَزَائه لها ما تقرؤُونَ !!
ثمَّ تأمَّلْ منهَجَ عدنَان في المُوَازَنات : إنَّه -كعادته - يَضْربُ للمُثُل العُلْيا الأمثلَةَ السُّفْلي ، كالإخلاَص الَّذي لم يجِدْ مَن يمثِّلُه أَحسنَ مِنَ الخوَارِج : كِلاَبِ النَّار !
ويَضْربُ للمُثُل السُّفلي الأمثلَةَ العُلْيا ، كالتَّحزُّب المَقيتِ الَّذي لم يجِدْ مَن يمثِّلُه أَصْدقَ مِنَ الوهَّابيَّة والسَّلفيَّةِ ، أمَا وجَدَ عدنَانُ في الدُّنيَا شرًّا مِنَ السَّلفيِّين ؟!
وأنَا قلتُ هنَا: إنَّه ضربَ المثَلَ للحزبيَّة المقِيتَة بالدَّعوَة السَّلفيَّة، لأنَّه قالَ في محاضرَةِ "كلمَاتٌ في المنهَج": " فإذًا حتى نتخلَّصَ مِن هذه الأُمُور، دَعُونا مِن وهَّابيَّة، ومن سَلفيَّةٍ، ومن حزبيَّةٍ، إلى غَير ذلك !!! "
قلتُ: تأمَّلْ فإنَّه لم يجد الحزبيَّةَ إلاَّ في الدَّعْوة الوهَّابيَّةِ والدَّعْوةِ السَّلفيَّة ، مع هَذا الحِرصِ الشَّديدِ على التَّسْميةِ وكَذا تَلْقيبِ أهل السنَّةِ بما يحبُّ أهلُ البدَعِ مِن القبُوريِّين والحركيِّين وغَيرِهم مِن أهل الزَّيْغ ، كلَفْظ ( الوَهَّابيَّة) والأَمْرُ لله !!
إخوَانيَّةٌ مكشُوفةُ :
جَاء في شَريط : " نَدْوة حَوْل المُفْتي والمٌستفتي " أنَّ الشَّيخ عَدْنان سُئلَ عن النُّزولِ على الرُّكَب في الصَّلاة فقالَ : الشَّيْخ عَبد العَزيز يرَى النُّزولِ علَى الرُّكَب ، والشَّيْخ ناصِر يرَى النُّزول علَى الأَيْدي "
هَذا جوابُ العُلَماء ، وليتَ الشَّيْخ عدنان رَضيَ بما عندَ أهلِ العِلْم ، لكنَّه استفزَّه الشِّيْطانُ حتى صغَّرَ في عَيْنَيْه الفِقْهَ في الدِّين ، فما أجابَ لاَ بقَوْل الشَّيْخ الألباني ولاَ بقَوْل الشَّيخ ابنِ باز ، بل قالَ :" طَيِّبْ - يَا أَخي ! - انزِلْ علَى رَأسِك ، ولا َ تُفرِّق المسلِمين !!! "
النقد :
هَذه عُقْدةٌ إخوانِيَّة مَعْروفةٌ تجاهَ المسَائلِ الشَّرعيَّة ، يَتَصوَّرها أصحابُها مَفرِّقة ً للمُسْلمينَ ، ويَستَصْغرُون شَأْنها ، ويَطْلبُون التَّخَلُّص مِنْها ، وبدَلاً مِنْ أَن يجرِّدُوا أتبَاعَهم عن التَّعصُّب الذَّميمِ الَّذِي يُفرِّق المُسْلمينَ ، فهُمْ يَلجؤُونَ إلى الدَّعْوة فيُجرِّدونها مِنَ الفِقْه ، جمعاً لكَلمَةِ المسلِمِينَ في ظَنِّهم ! وإلى يَوْم النَّاس هَذا لم تَزِدْهم الأيَّامُ إلاَّ تفرِقَةً ، فهَلْ يعتَبرُونَ ؟!
أقولُ للشَّيْخ عَدنان : لقَد ترَكْتَ المستَمِعينَ لتِلكَ النَّدْوة ضَاحكِينَ مُقَهْقهِين َ لجوابِكَ (انزِلْ علَى رَأْسك ) ، فهَلْ تُراكَ ضَاحكاً يَومَ القِيامَة، إذَا قيلَ لكَ : النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قَد أمَرَه ربُّه أن يُبلِّغ أمَّتَه كيفيَّةَ الهَوِيِّ إلى السُّجُود فبلَّغَهم ، فلَم تقتَدِ به ، وعلمْتَ - يَا عَدْنان - مَقولاَت أَهْل العِلْم في المسأَلَة فلَم تقتَدِ بهم ، واختَرْتَ لنَفْسكَ الإقتِداء بـ : بهلَوَانيَّة إخوَانيَّة فهَلْ تَرْضَى أَن تُحْشر َ مع المستَهْترينَ بالشَّرْع ؟!
هَلْ عَهِدتَ مِن عُلَمائكَ الَّذينَ تَنتَمي إلَيْهم (عندَ الحَاجَة ! ) كهَذَين الشَّيْخَين تَبرُّمَهم منَ المسَائل الفقْهيَّة ؟!
عدنان لاَ يحبُّ المسائل الفقهيَّة لأنَّ النَّاسَ يحبُّون السِّياسة :
قالَ في شَريط ألقَاه في الجَزَائر في تَفْسِير سُورَة محمَّد (2) وَجْه (ب) : بمنتَهَى الأَدَب تَسْألُون ما شئتُم ، بمنتَهَى الأَدَب ....
لكن ما أُحبُّ الأسئلةَ الفقهيَّةَ ، لاَ لأنِّي ما أَهتمُّ بها ، ولكن لأنَّ – الآنَ تَعْرف – النَّاس تحبُّ السِّياسةَ ، فهَذا نُجيبُ علَيْك إن شاءَ اللهُ !!!
كنتُ أودُّ أن أَتَغافَلَ، وأزعمَ أنَّه أرَادَ التَّهكُّمَ بمَن فيه هَذا الدَّاء، ولَكن كَيفَ يستَقيمُ لي هذا التَّغافلُ معَ الآتي:
فقد سُئلَ الشَّيخُ عدنانُ عن بعضِ المسَائلِ العقَديَّةِ والفقهيَّةِ وهو صابرٌ إلى أن جَاءَه سُؤالٌ فقهيٌّ استَنفدَ صَبْرَه ، واستفزَّ غضبَه ، قالَ السَّائلُ : سنَّةُ الظُّهْر القَبْليَّة ..؟ فاعترَضَ علَيْه عدنَان قَائلاً : يَا أخي ! تَسْألوا ( هَكَذا ) مشايخَكُم الآنَ على كلِّ حالٍ !!
ثمَّ تابعَ قراءةَ السُّؤالِ على مضَضٍ : سنَّةُ الظُّهْر القَبْليَّة أربعُ ركعَاتٍ بتَسْلِيمَة ٍ واحدَةٍ هَل يُوجَد تشهُّدٌ واحدٌ أم اثنَان ؟.
قلتُ: كَانَ يمكنُ أن يُقالَ: إنَّه حينَ قالَ: .... لأنَّ النَّاس تحبُّ السِّياسةَ، أرادَ التَّهكُّمَ بهم، لولاَ أنَّه في إجابَتِه هُنا زفَرَ زَفْرةً شديدةَ اللَّهجَة في وُجُوه أصحَاب ِ الأسئلَةَ، فقالَ – وقد نفَدَ صَبرُه: هَذا شُغلُكم الشَّاغلُ ؟!!
ولدى الرَّجلِ من مِثْل هَذه أمثلةٌ كثيرَةٌ، مجمُوعةٌ عندِي من محاضَراته، لكن حَسْبي أنَّني ذكرتُ هَذا المثالَ ليُعْلمَ ما وراءَ الأكمَة، واللهُ المستعان.
لقَدْ استَبْشَرْنا خيراً أوَّلَ ما سمعْنَا بأنَّ الشَّيْخَ عدنَان من دُعاة السنَّة ، فلمَّا بلَوْناه وجَدْناه قويَّ المدَاهنَةِ والتَّقيَّة ، ضَعيفَ الولاَء للدَّعوةِ السَّلفيِّة ، بل وَجدنَاه حَرْباً علَيْها ، جَريئاً في الاسِتنبَاط العَشْوائيِّ ، جَريئاً في ابتِدَاعِ القَواعِدِ الَّتي لم يَفُهْ بها أحدٌ من قَبْله ، سياسيٌّ في صُورةِ داعيَةٍ ، تكفِيريُّ في صورَة ناهيَة ، جريءٌ في الطَّعْن على أهلِ العلْم ، فقَدْ سمعتُهُ يدعُوا التَّحاكُمِ إلى العُلَماء ، فلمَّا تكَّلمَ فيه العُلَماءُ رمَاهم بالظُّلْم ، وهَذا من آخِرِ ما سمعتُ له ، كما في الأشرِطَة الَّتي سُجِّلَت له في أمرِيكا وكندَا في بَيْت أبي رَافِع وأبي صلاَح وغَيرِهما ، وقد هالَني أن يَتجرَّأَ على مجمُوعة من أهلِ العِلْم ، منهُم الشَّيْخ عبد المحسِن العبَّاد البَدْر ، والشَّيْخ صَالح الفَوْزان وغَيْرهما !
بل قالَ في مُخَالفِيه كما في شَريط معَ عدنَان في بَيْت أبي صلاَح الوَجْه (أ) سنَة َ 1421هـ : أمَّا أنا : سأُواجِه ، والله ! سأطَؤُهم بقَدَمي وأَسِمُ أُنُوفَهم !!!
سَبَكْناهُ وَنحسبُهُ لُجَيْناً /// فبَانَ الكِيرُ مِنْ خَبَثِ الحَدِيدِ
هَذا، وقَد بانَ لي من سِني دَعْوته أنَّ له ثلاَثَةَ أو أربَعةَ محاوِر يُكرِّرُها منذُ أن صار َ (دَاعيَة)، لا يَكادُ يُعرَف له غَيرُها، وهيَ:
- أنوَاعُ المجتَمَعات الَّتي يتعرَّضُ لها المُسلِمُ ، وقَد بانَ للقَاريءِ أنَّه يُريدُ بذلك مَنْع َ تسميَةِ البُلْدان المُسلمَة بـ ( المجتَمَعات المُسْلمة ) ، وهو ألصَقُ بالتَّكْفير ، وإن زَعَمَ ...!!
- أسَاليبُ الدَّعْوة، ويُريدُ بها رَمْيَ السَّلفيِّينَ بعَدَم الحِكْمة في ذلكَ، وهَذا ألصَقُ بموالاَةِ الجماعَات الحزبيَّة، لأنَّه لاَ يَكادُ يُسمِّي الدَّعْوةَ السَّلفيَّةَ إلاَّ في مَوطنِ الذَّمِّ، وأمَّا الجماعَات الأُخرَى فلاَ يَكادُ يُسمِّيهم، بل خرَقَ لهم قَواعدَ تحمِيهِم !!
- الأخلاَق، ويُريدُ بها المُقارنَة بينَ دَعْوتها ، ودَعْوة التَّوحيدِ ، بُغيَةَ التَّقْليل من شأنِ التَّوحيد ، كما مرَّ ، ومِثْلُه قَوْله في التِّيه والمَخْرج ص (77) : ومَن تتبَّع أسبَابَ الانشِقَاقاتِ الَّتي حصلَتْ في الجَماعات يجِد مُعْظمَها أسباباً أخلاَقيَّةً ، لا َعقَديَّة ، ولاَ منهَجيَّة !!
المَنهَج ويُريدُ به أن ينصَرف النَّاس إلَيْه ، وكلَّما تكلَّمَ فيه قرنَه بالتَّوحيد وبيَّنَ أنَّ الحاجةَ إلى (المنهَج ) أمسُّ ، وأنَّ خُروجَ الجمَاعَات – كالخَوارِجِ مثَلاً – لم يَخرُجوا خُروجاً عقديًّا ، إنما خَرَجوا خُروجاً منهَجيًّا ، وأنَّ موضُوعَ التَّوْحيد انتَهَى أو أوْشكَ على الانتِهَاء ، كلُّ هَذا لِيُهوِّن من شأنِ التَّوْحيد !!
واعلَمْ أنَّ موضُوعَ (المنهَج) من اختِرَاعاته، وتَقْسيم الإسلاَمِ إلى أربعةِ أقسَامٍ، منها: (المنَهج !!) من تُرَّهاتِه، كما في شَريط " أهميَّة مَعْرفة المنهَاج وخُطُورة الخُروجِ " عنه محاضرَة ألقَاها في الجَزَائر - وَجْه (أ)، وشَريط "الوَسائل والغايات"، بل إنَّ تَعريفَ (المنَهج) غَيرُ مُنضبِطٍ، وهو في تَعْريفِه مضطَربٌ جدًّا، لولاَ أنَّني في معتَصَر المختَصَر لبيَّنتُ ذلكَ.
إذًا فمُحاضراته طيلةَ خَمسٍ وثلاَثينَ سَنَة من دَعْوته – حسَبَ عدِّه هو – كانت حَرباً ًإمَّا على التَّوحيدِ، وإمَّا على أَهْلِه الَّذينَ هم الطَّائفةُ المنصُورَةُ السَّلفيُّون، والأمرُ للهِ وَحْدَه.
تنبيه : محاضَرَات الشَّيْخ عدنَان واحدَةٌ في كلِّ العَالم من حيثُ العَناوين ، لكن المحتوَى قد يَختلفُ أحياناً بزيادَةٍ أو نَقصٍ ، لذَا فالتَّقيُّدُ بالتَّاريخِ أو البَلَد الَّذي أُلْقَيت فيه مهمٌّ عندَ التَّأكُّد، وقد فعلتُ وُسْعي .
وقَد أطَلتُ بعضَ الشَّيْء في تجليَة دَعْوة هَذا الرَّجُل لثلاَثَة أسبَابٍ :
الأوَّل : أنَّني وَعدتُ بذلكَ في كتَابي " فتاوى العلماء الأكابر" ، فكانَ هَذا أوَان الوَفاء به ، ولا سيَّما أنَّه يُعْفيني من إفرَادِه بكتَابٍ ، ولذلكَ يُلاَحظ القَاريءُ أنَّني اقتَصَدتُ في الرَّدِّ علَيْه اقتِصادا.ً
الثَّاني : أنَّ هَذا الصِّنفَ من الدُّعاةِ هُم من أكبَرِ الأسبَابِ في استِقْرارِ الفَوْضى السِّيَاسيَّة واستِتْبَاب الدَّعواتِ الدَّمَويَّة في دِيَار المسلِمِين، وأنَّ خُطورتَهم تزدَادُ كلَّما جَاؤُوا لإيقَادِ النَّارِ في صِفة رِجَال مطَافيء !
الثَّالث : أن يَعْلم أولئكَ الثُّوَّار أنَّهم ترَكوا علمَاء صِدْقٍ بحقٍّ إلى هَذا الصِّنف ممَّن يُدرِّبونهم على التَّدْليسِ والتَّنصُّل من تَحكيمِ نُصُوص الشَّرْع إلى تحكِيمِ العَوَاطف ، والتَّظَاهر بالوَلاَء ، فإذا حقَّت الحَقَائقُ قالُوا : ما قُلْنا ، وما أيَّدْنا ، إنَّما كنَّا نَدْعو إلى التَّعقُّل واستِعْمال الحِكْمة !!
وأخيراً أَقولُ: لقَدْ كتَبْتُ هَذا الفَصْل لبيَان خُطُورةِ السُّكوتِ عن البِدَع والمخَالفَات الشَّرْعيَّة، الَّتي تبدُو في الأوَّلِ صِغاراً ، ثمَّ تكبُرُ وتترَعْرع ، وتثبُتُ في القُلُوب وتتفرَّع ، فيَعسُرُ حينئذٍ معالجتُهَا ، ورُبَّ كلمَةٍ ينطِقُ بها مَن ليسَ أهلاً لأن يتصدَّر ، يتخطَّفُها ذُو هوًى ، فتعيشُ بها فتنٌ، وتَزدَادُ بها إحَنٌ، قال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه : " إنَّها ستَكُونُ أُمورٌ مشتَبهَاتٌ، فعلَيْكُم بالتُّؤَدة ، فإنَّكَ أن تَكونَ تابعاً في الخَيرِ خَيرٌ منَ أن تَكُونَ رأساً في الشَّرِّ " روَاه ابنُ أبي شَيْبة (7/456) وابنُ بطَّة في " الإبانَة / الإيمان " (176-177) والبَيهقي في " الشُّعَب " (7/297) .
هذه جملةٌ من المَباحث و الردود العلميَّة السَّلفية مستلةٌ مِن كتاب العُجاب: " تخليصُ العِباد من وحشيَّة أبي القَتَاد الفلسطيني "، فمن أَرادَ المزيد لمعرفة أكَثر من تدليسَات و تلبيسَات الرَّجل فليرجع إلى الأصل
[ باقي تلك انحرافات يَحسْنُ مُراجعتِها من بينها ]:
- سُوءُ أَدَب عَدْنان معَ أصحَاب رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم
- قَطع عدنَان صلتَه بالفِرْقة النَّاجية من أجلِ الخَوَارج
- عدنَان يُعْرضُ عن الانتِسَاب إلى السَّلفيِّين
- عدنَان لم يَجد في الجَماعَات أشدَّ تقصيراً من السَّلفيِّين
- سلبيَّات السَّلفيِّين لاَ تُعدُّ ودُعاتُهم لاَ يَفهمُون الدَّعوة
- تهنِئَة عدنَان أهلَ السنَّة بالتَّخلُّص من مراجعِهم العقديَّة
- عدنَانُ يُوجبُ الكُتُب الخَلفيَّة ويَستحبُّ الكُتب السَّلفيَّة
- عَدنَان يرَى أنَّ الطَّلاقَ أخطَرُ منَ الشِّرك
- عدنَان يفضِّلُ الأخلاَقَ على التَّوْحيد
- عدنان يدَّعي أنَّ هارُون صلى الله عليه وسلم داهنَ على حسَابِ التَّوحيد
وبعد هذا البيان تبيَّن أنَّ عدنان عرعور رجل مُنحرفٌ زائغٌ عنِ الحقِّ، لاَ يجُوز بحالٍ من الأَحوال الثَناء عليهِ أوْ تَزكيتهُ فهذا تغريرٌ بالمسلمين عموما ًوبالسَّلفيين خصوصاً .
وأخيراً، أسال الله عزوجل أنْ يَهدى الأُستاذ حاج عيسَى الجزائري حول مَا قرره مِن ثَناء على الرَّجل الَّذي بانَ انحرافهُ وضلاله، وذلك بتراجع حَولَ مَا سَّطره في كتَابهِ وتراجع كَذلِك عَنْ بَاقي ثغرات رِسالته الَّتي لاَ تُمثل قطعاً مَنهج الألبَاني في مَسائِل التَبدِيع والتَّحذير مِن المُخالفين .
ويَا حَبذَا لَو يَقُوم أحدْ المشايخ الجَزَائر حفظهم الله بمُناقشة والردّ الباطل المبثُوث في الكتاب بمادةٍ صوتية تَكونْ علَى شَكل سلسلةٍ علميَّة لكي تقُوم بها الحُجَّة على من اغترَ بالكتَاب الَّذي أساءَ مؤلفهُ إلى منهج الشَّيخ الألباني رحمه الله ، والله أعلم
وصلى الله وسلَّم وبَارك على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه .
أعدَّه : سفيان ابن عبد الله الجزائري / 21 رمضان 1429هـ .