عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 12 May 2008, 07:06 AM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الفصل الثاني: طرق الكشف عن المقاصد عند الإمام الشاطبي.

سنتناول -بإذن الله تعالى- في هذا الفصل الطرق التي ذكرها الإمام الشاطبي –رحمه الله تعالى- إمّا نصا وإمّا إشارة وعليه فإن الكلام يكون في مبحثين:

المبحث الأول: الطرق التي نص عليها الشاطبي
ذكر الإمام الشاطبي -رحمه الله- في الجزء الثاني من كتاب المقاصد –أي مقاصد المكلّف- ضمن كتابه العظيم "الموافقات" مسألة مهمة ، ختم بها الكتاب فقال –رحمه الله تعالى-: " فإن للقائل أن يقول: إنّ ما تقدم من المسائل -في هذا الكتاب- مبني على المعرفة بمقصود الشارع ؛ فبماذا يُعرف ما هو مقصود له مما ليس مقصودا له"(1).
وقبل أن يشرع في عدّ هذه الطرق ، مهّد لها بقضيّة مهمّة تنبني عليها المسألة ، وهي موقف العلماء و آراؤهم في معرفة المقاصد(2) ؛ وهي قضية تتعلق بمسألة التعليل تعلقا بيّنا كما هو ظاهر.
فذكر أن الناس قد اختلفوا في معرفة المقاصد على أقسام ثلاثة تقتضيها القسمة العقلية:
- قوم قالوا إن المقاصد غائبة عنّا حتى يأتينا ما يعرفنا بها بالتصريح ؛ وهو قول الظاهرية (3).
- وقوم قالوا إن الظواهر ليست مقصودة لحال ، بل لأمر آخر وراءها ؛ وهو قول الباطنية (4) ؛ ويقابلهم قوم قالوا إن مقاصد الشارع الالتفات إلى معاني الألفاظ بحيث لا تعتبر الظواهر والنصوص إلا بها على الإطلاق ؛ فإن خالف النص المعنى النظري اطّرح وقدّم المعنى النظري وهو قول المتعمقين في القياس.
- وقوم توسطوا في ذلك فاعتبروا الأمرين جميعا على وجه لا يخلّ فيه المعنى بالنص ولا العكس ؛ وهو قول أهل
الحق ، و الذي أمّه أكثر العلماء الرّاسخين ؛ قال الشاطبي: " فعليه الاعتماد في الضابط الذي يُعرف به مقصد الشارع "(5).
فقد ذكر الإمام –ههنا- ثلاث فرق جانبت الصواب ؛ وهم الظاهرية والباطنية وأهل الرأي ؛ وبنى ما سيذكره من الطرق على قول أهل الحق الذي سبق بيانه.
وبعد ذلك نص الإمام –رحمه الله- على أربعة طرق، بها يُعرف مقصد الشارع من تشريع الحكم وهي:

----------------------------------------------

(1) الموافقات (3/132)م، (2/292)د.
(2) الموافقات (3/132)م.
(3) أتباع داود بن علي الظاهري أبي سليمان، ثم ابن حزم الأندلسي. من أصولهم: القول بظاهر النص ونفي التعليل والمصالح، والقياس كلّه ، خفيه و جليه، والقول باستصعاب الحل والبراءة الأصلية...انظر: الدليل عند الظاهرية للخادمي ( ).
(4) فرقة ضالة أكفر من اليهود و النصارى و المشركين ؛متسترة بالتشيع وحب آل البيت للوصول إلى الناس مع إبطان الكفر المحض؛ وسميت بذلك لأنها ترى أنّ لكلّ ظاهر باطنًا، ولكلّ تنزيل تأويلاً؛ ويقصد بالظاهر ما جاء به محمّد
-صلى الله عليه و سلم- ، ويسمى بالتنزيل، ويقصد بالباطن علم التأويل الخاص بعلي -رضي الله عنه-.انظر: الموسوعة الميسرة (2/991).
(5) الموافقات (3/131)م.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 12 May 2008 الساعة 08:36 AM
رد مع اقتباس