![]() |
كُلَيْمَاتٌ فَصِيحَة لِمَنْ يَسْتَثْقِلُ النَّصِيحَة
بــــسم الله الرحمن الرحيــــم هذه كليماتٌ أحببتُ أن أذكّر بها نفسي و إخواني جميعا ، في المنتديات و مواقع التّواصل الاجتماعي خصوصا ، و في واقع النّاس و دنياهم عموما ، أسأل اللهَ تعالى أن يرزُقني الإخلاص فيها و العمل بها . إخواني أخواتي قد ينزعج البعض أو يستثقل المواضيعَ التي عليها مسحةُ النصح و سحنة الوعظ و قد يُتهّم من يتصدّى لذلك ، بادّعاء المثالية ، أو التّدخل في ما لا يعنيه و غير ذلك و قد يرمى بأنه يفضح و لا ينصح ، و أنه يُجرِّح و لا يُصحح * إخواني أخواتي الإنزعاج من النّصيحة و الموعظة ، خطوة من خطوات الشيطن ، و مزلق من مزالقه و الناصح و الواعظ ، ليس معصوما ، و ما ينبغي له ادّعاء ذلك كيف ، و كل بني آدم خطّاء ... بما فيهم النّاصح و غيره و قد يُخطىء الناصح أو المرشد طريق النّصيحة ، و لا يلتزم بضوابطها فهو في كل هذا بشر يُخطىء كما يُخطئون و يصيب كما يُصيبون إخواني أخواتي إذا انزعجت من النّصيحة أو استثقلتها ، فاعلم أن الجنة حفت بالمكاره ، و أن الحق مر إذا جال في الخاطر أن النّاصح مدّع للمثالية و أنه يحشر أنفه فيما لا يعنيه و رأيته قد فضحك و لم ينصحك ، و أنه لم يلتزم ضوابط النّصح فتلك أخطاؤه هو فانصحه فيها و تجنّب ما عتِبته عليه و عِبتَه ، لكن انظر في هذا الذي فضحك به أو جرّحك بسببه أهو حق أو باطل ؟ فإن كان حقا ، فسارع إلى تصحيح مسارك ، قبل انصرام نهارك ، و تب و ارجع عن غيِّك و عوارك و إن كان باطلا ، فلا سبيل له عليك ، و اعلم أن الخطاب لغيرك لا إليك إخواني أخواتي هبوا أن الناصح أخطأ في طريقة نصحه ( لكنّ نفسَ النصيحة حق و صواب ) ، و أن المنصوح أخذته العزة بالإثم ، و أنف من اتباع الحق أيُّهما أشد جرما و أعظم خطرا ؟!! من أراد خيرا فأخطأ السبيل ؟!! أو من نُصح على خطئه و بان له الحق ، لكن أخذته العزة بالإثم و أبى الانقياد للحق ؟!! و أظن أن منهج العقلاء يقول : لأن أُخطىء في النّصيحة أحب إلي من أن أرُدَّها إخواني أخواتي أهل المنتديات و الفيسات و التويترات أغلبنا نتواصل من خلف الشاشات و ألواح الحروف ، و أغلبُنا لا يعرف أغلبَنا في الواقع بل كثير منّا مستتر خلف إسم مستعار و ملتحف برداء و إزار و متلثّم ببرقع و خمار فأين الفضيحةُ و نحن لا يعرف بعضنا بعضا إلا من وراء حجاب و قد يكون أحدكم جاري أو داره بحداء داري و لا يعلم أحدنا عن الآخر شيئا إخواني أخواتي لسنا أنبياء و لا رُسلا ، و لا ملائكة و لا مقربين و لا معصومين قد نزِلُّ و قد نضل ، و قد نظلِم و قد نتعدّى و من نعم الله علينا ، أن يُقيِّضَ إلينا من يرشدنا و يوجهنا ، و بالرغم من مرارة النصيحة و استثقال الناصح فهو خير لك من الموافق الذي يزين لك الباطل بل قد يمدحك عليه [[ لَأَنْ يُطْعَنَ المَرْءُ بِرِمَاحِ النَّصِيحَةِ وَ يُجْلَدَ بِسِيَاطِ الأَمْرِ بِالمِعْرُوفِ وَ النَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُتَوَّجَ بِتَاجٍ مِنْ سَرَابٍ وَ يُرْفَعَ عَلَى عَرْشٍ صَنَعَتْهُ حَنَاجِرِ المَادِحِينَ وَ مَقَالَاتُ المُدَاهِنِينَ ]] أخي أختي [[ هَبْ أَنَّ رَجُلاً يَرْجِعُ القَهْقَرَى ، زَائِغَ البَصَرِ شَارِدَ اللُّبِّ ، فِي خَطِّ سَيْرِهِ جُرْفٌ بَعِيدُ القَاعِ شَدِيدُ الغَوْرِ ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِ ، أَخَذَ بِيَدِهِ آخِذٌ فَجَنَّبَهُ زَلَّةَ الرَّدَّى وَ عَثْرَةَ العَطَبِ ، فَشَكَرَ الرَّجُلَ وَ حَمِدَ ، وَ فَدَّاهُ بِالأُمِّ وَ الأَبِ وَ الوَلَدِ . إِذَا قَيَّضَ اللهُ لَكَ امْرِءاً مِنْ أَهْلِ النَّصِيحَةِ وَ الرَّشَادِ يَدُلُّكَ عَلَى الخَيْرِ وَ يَنْهَاكَ عَنِ الشَّرِّ ، فَاستحْضِرْ أَنَّكَ الرَّاجِعُ القَهْقَرَى وَ أَنَّهُ الآخِذُ بِاليَدِ ]] هذا و قد كان المسلمون يبذُلونها لمن يستحقها ، و يقبلونها ممن يُهديها إليهم ، و كانوا يحسبونها غنيمة باردة ، و كان المؤمن مرآة أخيه حقا و لا زال الكثير ـ و لله الحمد ـ على هذا الدّيدن و السّبيل ، لكن تنكّب بعض أهلنا الجادّة ، و أمعنوا في المفاوز و السّماليق ، و الفدافد و الأباطح و المغاليق يحسبون النّصيحة طعنا بالرّماح ، و طعنا بالصِّفاح ، و يظنّون قَبولها ذُلاّ و خضوعا و خنوعا ... قاعدتهم : ( إمدح تٌصحَب ، إنصح تٌسحَب ) أخي أختي قد أكونُ مُدّعٍ للمثالية الزائفة و لبَّاسَ أقنعةٍ ، قد أكون ناصحا لا يُحسن فقه النصيحة ، قد أكون امرءا أثقلَ من رحى الطّاحون و أشأم من وحى* الطّاعون .... لكن يبقى النّظرُ فيما قلتُه و نصحتُ به قائما . إن حقا فالعمل بمقتضاه واجبٌ و لو جاء من غير الطريق ، لأن العبرة بالبلاغ و قد حصل ... و إنْ باطلا ، فالخطاب لا يعنيك ، و يبقى عليكَ إثباتُ البراءة من مقتضى النّصيحة ، لا الطّعن في باذلها و أستغفر الله تعالى و أسأله العفو عن خطاياي و ذنوبي و ما كان منّي على غير السّبيل إخواني أخواتي إن لكم عليّ حقوقا ، و لي عليكم حقوق و إن من حقكم عليَّ أن أنصح لكم ، و من حقي عليكم أن تنصحوا لي و هي حق و واجب إخواتي أخواتي أنتم في حل مني ، و قد تصدّقتُ عليكم بعرضي ، فيما كان للآيب التائب و أسألكم أن تجعلوني في حل مما قد أكون جنيتُه على نفسي في حقكم فما يدري المرء ما قد خُبِّئ له في علم الله تعالى و لبُّ القول و صريح الزّبد : أشواك النّاصحين ألين و أضوع من رياحين المادحين هذا قولٌ جاش في الخاطر ، عارٍ عن كلّ مُقتضٍ في الحاضر إلاّ الذكرى لنفسي و للعاقل و السّادر العبد المُذنبُ في حق نفسه ، المُستحلُّ من إخوانه الفقير إلى عفو ربه و مولاه ــــــــــــــــ * قاعدة : نصحّح و لا نجرّح ، يلهج بها اليوم كثير من المُميّعة و أهل الأهواء ، و قد ردّ عليها الجهابدة و الكبار و العلماء * وَحَى الذَّبيحةَ : ذبَحَها ذبحًا سريعًا . (المعجم الوسيط) أبو عاصم مصطفى بن محمد السُّـــلمي تبلبـــالة ( المقال نشر قبل أكثر من سنة في أحد المنتديات ، فعدّلت فيه شيئا يسيرا ثمّ أعدت نشره كما تراه ) |
قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في شرحه لحديث " الدين النّصيحة " :
( وهذا الحديث يدل على أن النصيحة هي الدين وهي الإخلاص في الشيء والصدق فيه حتى يؤدى كما أوجب الله، فالدين النصيحة في جميع ما أوجب الله، وفي ترك ما حرم الله، وهذا يعم حق الله وحق الرسول وحق القرآن وحق الأئمة وحق العامة. والنصيحة كما تقدم هي الإخلاص في الشيء والعناية بها، والحرص على أن يؤدى كاملاً تاماً لا غش فيه ولا خيانة ولا تقصير يقال في لغة العرب: ذهبٌ ناصح، أي ليس فيه غش. ويقولون أيضاً: عسل ناصح، يعني ليس فيه غش. إلى أن قال ... وأما النصيحة لعامة المسلمين فإنها تكون بتعليمهم وتفقيههم في الدين ودعوتهم إلى الله سبحانه وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإقامة الحدود عليهم والتعزيرات الشرعية كل هذا من النصيحة لهم. والله ولي التوفيق.) من موقعه الرسمي |
سُئل الشيخ ربيع حفظه الله [شريط "لقاء مع الشيخ ربيع 1422ه" السؤال (5)]: شيخنا من الأمور التي صارت تروج وصارت عطفاً على السلفيين؛ هي أقوام يدعون وجوب النصيحة قبل التحذير، فهل من قول منكم شيخنا في هذا الباب؟
فكان جوابه: ((أجبتُ على هذا السؤال سلفاً بارك الله فيك، وهذه الأصناف ابتلينا بها، فتجد يشيع الأباطيل والأكاذيب والافتراءات على الآخرين بالأعيان وبالعموم، وإذا وجِّهت له نصيحة أو نقد أو شيء قال: لماذا ما حذروني؟ ولماذا ما نصحوني؟ ولماذا ما بينوا لي؟ علل فاسدة. نحن نطلب من هؤلاء أن يتوبوا إلى الله، وأن يرجعوا إلى الحق بكل أدب وتواضع، وأن يتركوا مثل هذه التعاليل. هب أنَّ هذا أخطأ وما تكلَّم، وما نصحك، ارجع إلى الحق وبعدها عاتبه، أما تشيع في الناس وتتمادى في باطلك وفي أخطائك وتقول: لم يفعلوا، وفعلوا، هذا كلام فارغ، على المؤمن أن يرجع إلى الله تبارك وتعالى، ويقبل النصيحة الخفية والواضحة. أنت تنشر أخطاءك في الكتب وفي الأشرطة و... و... إلى آخره، لو كنتَ تخفي أخطاءك وتعملها في الظلام بينك وبين الله، واكتشف هذا الإنسان ينصحك بينك وبينه، وأما وأنت تنشر أقوالك وأفعالك في العالم، ثم يأتي مسلم وينشر يعني يرد عليك، هذا ليس فيه شيء، اتركوا هذه التعليلات من كثير من أهل الباطل الذين مردوا على الباطل و العناد)). |
يرفع للذكرى و الاعتبار
|
بارك الله فيك
|
وفيك بارك الرحمن أخي عبد الحق
|
بارك الله فيك أبا عاصم ، إنها حقا نصائح مهمة في محلها و وقتها ، فجزاك المولى عنها خيرا ، و نفعنا بما فيها .
|
بارك اللّٰه فيك أخي السلمي ، كلمات تنبع من قلب كل ناصح ناقد ، تطفأ لظى نار كل شانئ حاقد ، للّٰه درك .
ولما قرأت كلماتك العطرة : [[ لَأَنْ يُطْعَنَ المَرْءُ بِرِمَاحِ النَّصِيحَةِ وَ يُجْلَدَ بِسِيَاطِ الأَمْرِ بِالمِعْرُوفِ وَ النَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُتَوَّجَ بِتَاجٍ مِنْ سَرَابٍ وَ يُرْفَعَ عَلَى عَرْشٍ صَنَعَتْهُ حَنَاجِرِ المَادِحِينَ وَ مَقَالَاتُ المُدَاهِنِينَ ]] جال بالخاطر ما فعل عمر رضي اللّٰه عنه بصبيغ بن عسل المرادي حتى برئ مما به ، وقوله بعد أمد لما خرجت الخوارج وقيل له هذا يومك : " لقد نفعتني موعظة الرجل الصالح عمر " فسمى الضرب بعراجين النخل حتى سالت دماءه : « موعظة » ، فما بال أقوام أنكروا ما وجه لهم من نصح وتوجيه في موضعه . ما أحوجهم لعراجين النخل الغليظة ، تشفى بها أنفسهم المريضة . |
جزاكما الله خيرا و أحسن إليكما و بارك فيكما أخوي الفاضلين أبا عبد الله و أبا يحيى
|
يرفــــــــع
|
الساعة الآن 11:09 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013