منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   جواب السيوطي عن مسألة سماع الموتى والتعقيب عليه "شعرا" (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13125)

يوسف بن عومر 08 May 2014 11:15 PM

جواب السيوطي عن مسألة سماع الموتى والتعقيب عليه "شعرا"
 
جاء في "الحاوي للفتاوي" للإمام السيوطي – رحمه الله –
مسألة:
ماذَا يقول إمامُ العَصْرِ مُجْتَهِدُ *** قَدْ فَاقَ سَالِفَهُ فِي العَجْمِ والعَرَبِ
فِيمَا رَوَى عَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ كَلِمِ *** لِأَهْلِ بَدْرٍ وَقَدْ رُدُّوا إِلَى القَلِبِ
وقيل: كلَّمتُ موتى لإسماعٍ لهم *** فقال: لستُم بأَسمَعَ، جاء في الكتُبِ
وقال: "لَا تُسْمِعِ الْمَوْتَى" اللهُ وذا *** معارِضٌ للَّذي قُلناه ِفَي الرُّتَبِ
لا زِلْتَ تُرشدُ عَبْدًا ظلَّ في دَلَكٍ *** بِواضِحِ الفَرْقِ جالِي الشَّكِّ والرِّيَبِ
الجواب (للسيوطي):
الحمدُ لله حمْدًا دائم الحِقبِ *** ثمَّ الصَّلاة على المبعوث خيرِ نَبِي
سماعُ موتى كلامَ الخلقِ معتَقَدٌ *** جاءتْ به عندنا الآثارُ في الكتُبِ
وآيةُ النَّفْي معناها: سماعُ هُدَى *** لا يَقبَلون ولا يُصغُون للأدَبِ
فالنَّفْيُ جاءَ على مَعْنَى المجازِ فخُذْ *** واجْمَعْ بِهِ بين ذا مَعْ هذه تُصِبِ
قلتُ (أبو الحارث يوسف بن عومر):
تكملة:
فالنَّفْيُ نَفْيُ سماعٍ للهُدى وقَبُو *** لِ الحقِّ فاصْغِ لِذا مُسْتَمْسِكًا تُصِبِ
أَوْ قُلْ: يُرَادُ بِـ: "مَوْتَى" مَوْتُ قَلْبِهُمُ *** بالكُفْرِ والعِصْيَانِ والشِّرْكِ والرِّيَبِ
تعقيب:
قوْلُ "الجَلالِ": بأنَّ النَّفْيَ جاءَ على *** مَعْنَى المجازِ فقَوْلٌ غَيْرُ معتمد
أين المجاز وقد جاء الكلام على *** أصل الحقيقة مبنيا فلا تحدِ
تحقيق:

لا تَقْعُدَنَّ ببابٍ لستَ تُدْرِكُهُ *** بذي المجاز وفود في بيتها الخرب
إنْ حَلَّ سَاحَتَكُمْ أَهْلُ المَجَازِ فَخُذْ *** سَيْفَ الحَقِيقَةِ جَالِي الشَّكِّ والرِّيَبِ
فالحقُّ مَنْعُ مجازٍ في" القُرانِ" كذا *** في "سُنَّةٍ" و"كلامِ العَجْمِ والعَرَبِ"
بهِ يقُولُ "أبو العَبَّاسِ" شيخُ هُدى *** أعني: "ابنَ تيْمَّةَ" في "مَجْموعَةِ" الكُتُبِ
فاقْرأْ رِسالَةَ "مَنْعٍ للمجازِ" مُؤَلْـ *** لَفًا لِـ "إِبنِ أمينٍ" تنْجُ مِنْ رِيَبِ


خلاصة المسألة: "السماع المنفي في الآية فيه للعلماء قولان:
الأول: سماع هدًى وإجابة أن الموتى هم موتى القلوب من الكفار والعصاة.
الثاني: سماع انتفاع وأن الموتى هم الذين ماتوا حقيقة بالفعل، والمراد بالسماع خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع به صاحبه.
أما سماع الموتى للكلام فالصحيح أنهم يسمعون خلافا لما ذهبت إليه الصديقة رضي الله عنها في تأويلها الآية وذلك لأمرين:
الأول: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم سماع الموتى في أحاديث كثيرة.
الثاني: لم يثبت في الكتاب ولا في السنة شيء يخالف ذلك والله أعلم" اهـ.
وانظر "أضواء البيان" (ج6 / 460 - 486 ) ففيه التفصيل الشافي بإذن الله، وكذلك كتاب "الروح" لابن القيم رحمه الله.

يوسف بن عومر 09 May 2014 06:19 PM

أرجو من طلاب العلم الكرام أن يثروا الموضوع فهو في غاية الأهمية

أبو البراء 10 May 2014 11:01 AM

صدقت أبا الحارث الموضوع في غاية الأهمية فشكرا لك على فتحه.
والمعلوم عند أهل السنة أن الأموات لا يسمعون كما هو واضح من نصوص الكتاب والسنة، وإطلاق القول بأن الصحيح أنهم يسمعون خلافا لقول عائشة رضي الله عنها فيه ما فيه، بل الصحيح المعروف أنهم لا يسمعون، أما سماع أهل القليب فكما قال بعض السلف قتادة او غيره: أسمعهم الله تعالى تيكيتا لهم وزيادة في عذابهم، فهي حالة خاصة أسمعهم الله تعالى فيها لحكمة مختصة بهم، أما من عداهم فهم أموات والميت في عالم غير هذا العالم، وإنما قال القبورية والصوفية ومن وافقهم بسماع الأموات ليفتحوا باب الاستغاثة بهم، وقد كفى ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" الجواب عليهم بالكتاب والسنة ورد ما تعلقوا به من واهيات الأخبار وضعيف التأويل، والله الهادي.

يوسف بن عومر 10 May 2014 12:14 PM

جاء في الشريط رقم: (222 / الوجه الثاني)، الدقيقة: (18:49) من "لقاء الباب المفتوح"سئل ابن عثيمين رحمه الله: ما هو الراجح في سماع الموتى الكلام؟
فأجاب: الراجح أن ما جاءت به السنة، هذا ثابت ما فيه إشكال، كما جاء في الحديث: "إن الإنسان إذا انصرف عنه أصحابه بعد دفنه يسمع قرع نعالهم" (1)وكما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه وقف على القتلى في قليب بدر، يؤنبهم ويوبخهم، ولما قالوا: يا رسول الله كيف تكلم هؤلاء، قال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"(2) ، ومثل ما جاء في الحديث أيضا: "ما من مسلم يسلم على قبر يعرفه في الدنيا إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام(3)" ) ]، وإلا فالأصل إنهم لا يسمعون، لأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم، لكن ما جاءت به السنة لابد من الإيمان به" اهـ.
وجاء في "فتاوى نور على الدرب" (ص: 1123) سئل ابن باز رحمه الله: يقول السائل: سمعت من بعض العلماء أن الميت إذا أتي به إلى القبر ليدفن فإنه يسمع كل ما يقوله الناس الذين أتوا لدفنه، فهل هذا صحيح أو لا؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فأمور البرزخ وأمور الأموات من الأمور العظيمة الغيبية التي لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى، وما يقوله الناس في هذا الباب لا يعتمد عليه.
وإنما الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنه ليسمع قرع نعالهم" يعني: بعد انصرافهم وبعد الدفن، هذا هو المحفوظ، أما سماع ما يقول الناس وما يتحدثون به فلم يرد فيه شيء – فيما نعلم – ولا يجوز الجزم بذلك إلا بدليل، وذكر عليه الصلاة والسلام أنه: "يسمع قرع نعالهم" إذا انصرفوا من دفنه، فلا يجوز للمؤمن ولا لغيره أن يجزم بشيء عن الأموات إلا بدليل" اهـ.
وذكر ابن عثيمين رحمه الله أن تسليم النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القبور يشعر بسماع الموتى لكلام الأحياء والله أعلم، ولا يفهم من القول بسماع الموتى أنه يجوز الاستغاثة بهم أو التوسل بدعائهم وما شابه ذلك من الشركيات التي تخرج صاحبها من ملة الإسلام، فالمسألة خلافية في كون سماع الموتى للكلام لا غير ذلك والله أعلم، اللهم اهدنا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنك يا أرحم الراحمين.




==============
(1)- رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه، وولفظ الحديث عند البخاري: "الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِى قَبْرِهِ وَتُوُلِّىَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ" الحديث.
(2)-متفق عليه من حديث ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ: وَقَفَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: "هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمُ الآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ"، وهذا لفظ البخاري.
(3)-تكلم ابن عثيمين على هذا الحديث في فتاوى نور على الدرب الشريط: 200 الوجه الثاني قال: "أخرجه ابن عبد البر، وذكره ابن القيم في كتاب: "الروح" ولم يعقب عليه" اهـ. وأخرجه الخطيب في التاريخ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا، وفيه: ((ما من رجل يمرُّ بقبر رجلٍ كان يعرفه في الدنيا فيُسلِّم عليه إلا عرفه وردَّ عليه))؛ (ضعيف، قال ابن الجوزي: لا يصح ). وانظر مقال: "هل يسمع الموتىكلام الأحياء؟" على الرابط الآتي الذي أرشدني إليه على الخاص أخي في الله: أبو زكريا محمد بودلال جزاه الله خيرا: http://www.alukah.net/Sharia/0/68439/#ixzz31J9GHiI4
ولعلنا نبحث عن هذا الحديث إن شاء الله تعالى.

أبو البراء 10 May 2014 03:45 PM

اقتباس:

وإلا فالأصل إنهم لا يسمعون، لأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم، لكن ما جاءت به السنة لابد من الإيمان به
هذا هو التحقيق الذي قرره أهل السنة في كتبهم: ابن تيمية في الرد على البكري وابن عبد الهادي في الصارم المنكي والسهسواني في صيانة الإنسان والآلوسي في غاية الأماني وغيرهم، أن الأموات الأصل فيهم أنهم لا يسمعون، ويستثنى من هذا ما ثبتت به السنة كقصة القليب وسماع المقبور طرق النعال.

مهدي بن صالح البجائي 10 May 2014 04:21 PM

جزاكم الله خيرا.
بالنظر في أدلة من ينفي سماع الموتى يظهر أنه هذا أمر مستقر في النفوس وجاء القرآن والسنة بإقرار ذلك كما في تفسير ابن جرير وحديث قليب بدر، ثم جاءت السنة باستثناء بعض الوقائع والأحوال، فيؤمن بذلك على ما ورد، والله أعلم.

قال الشَّيخ الألباني - رحمه الله - في مقدمة "الآيات البينات في عدم سماع الأموات" للألوسي رحمه الله:

"وخلاصة البحث والتحقيق: أن الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أئمة الحنفية وغيرهم: على أن الموتى لا يسمعون، وأن هذا هو الأصل، فإذا ثبت أنهم يسمعون في بعض الأحوال كما في حديث خفق النعال، أو أن بعضهم سمع في وقت ما كما في حديث القليب، فلا ينبغي أن يُجعل ذلك أصلاً، فيقال: إن الموتى يسمعون، كَلَّا، فإنها قضايا جزئيَّة لا تُشكل قاعدة كليَّة يارض بها الأصل المذكور، بل الحق أنه يجب أن تستثنى منه على قاعدة استثناء الأقل من الأكثر، أو الخاص من العام، كما هو مقرر في أصول الفقه".

يوسف بن عومر 10 May 2014 11:08 PM

جزاكم الله خيرا، هذا الكلام الذي نقله أخي: "مهدي" عن الشيخ الألباني رحمه الله، فيه الهداية إلى الحق إن شاء الله تعالى، وهذا الذي ترتاح له النفس وتطمئن، والله أعلم.

مهدي بن صالح البجائي 11 May 2014 01:25 PM

ملاحظة:

اقتباس:

خلاصة المسألة: "السماع المنفي في الآية فيه للعلماء قولان:
الأول: سماع هدًى وإجابة أن الموتى هم موتى القلوب من الكفار والعصاة.
الثاني: سماع انتفاع وأن الموتى هم الذين ماتوا حقيقة بالفعل، والمراد بالسماع خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع به صاحبه.
للعلماء -وفقك الله- أخي أكثر من قولين في هذا المسألة، ومن ذلك استدلال عائشة رضي الله عنها أن الأموات لا يسمعون بهذه الآية (انظر مثلا تفسير ابن كثير) والشيخ الأمين -رحمه الله- قال : "اعلم أن التحقيق الذي دلت عليه الدلائل القرآنية واستقراء القرآن أن معنى قوله هنا: إنك لا تسمع الموتى، لا يصح فيه من أقوال العلماء إلا تفسيران" ثم ذكرهما، فتأمَّل -حفظك الله- قوله : "لا يصح فيه ..." تفهم أن هناك غير هذين القولين ضعفهما الشيخ.

يوسف بن عومر 11 May 2014 02:54 PM

جزاك الله خيرا أخي "مهدي" ووفقك الله لما يحب ويرضاه، أنا أعلم أن في المسألة أقوالا لم ينقلها "ابن كثير" وحده بل زاحمه فيها من قبله كـ "ابن جرير" و"البغوي" و"القرطبي" وغيرهم، وأعرضت عن ذكر تلك الأقوال لأن ابن أمين الشنقيطي أعرض عن ذكرها وقال: "لا يصح فيه ..." كما نقلت، وقيدت خلاصة المسألة بالسماع المنفي لا غير، والله أعلم، وجزاك الله خيرا على الاهتمام.

مهدي بن صالح البجائي 11 May 2014 03:15 PM

وإياك، والمقصود من الملاحظة هو التدقيق في التعبير، لئلا يتوهم خلاف واقع الحال.


الساعة الآن 01:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013