منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تعليق مختصر لحديث (مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ) (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=23132)

أبو أنس عبد الحميد الليبي 18 Mar 2018 11:44 AM

تعليق مختصر لحديث (مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ) متجدد
 
<بسملة1>

حديث وتعليق
مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ


عَنْ جُنْدَبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ : " أَنَّ رَجُلًا قَالَ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ. وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ ؛ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ". أَوْ كَمَا قَالَ. رواه مسلم برقم (2626)
........................

التعليق:
معنى " يتألى " : يحلف ، و يقول العلماء في هذا الحديث دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها ، وفيه أيضاً رد على الخوارج الذين يكفرون بالمعصية ، والمعتزلة الذين يقولون هو في منزلة بين المنزلتين في الدنيا وفي الآخرة مخلد في النار والعياذ بالله، وفي هذا الحديث وعيد شديد لمن يتألى على الله جل وعلا، ثم على المسلم أن يتق الله ويحفظ لسانه ، جاء في الحديث الصحيح أن اللسان هو سبب المهالك، أخرج الترمذي من حديث معاذ رضي الله عنه "وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم" رواه الترمذي برقم (2616)، وابن ماجه برقم(3973) والمعنى لا يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم من الكفر، والقذف والشتم، والغيبة، والنميمة، والبهتان ونحوها. نسأل الله تعالى أن يحفظ ألسنتنا من كل سوء ومكروه آمين.

كتبه/
أبو أنس عبدالحميد بن علي الليبي.
21/جمادى الآخرة/ 1439هجري.

أبو أنس عبد الحميد الليبي 18 Mar 2018 01:45 PM

<بسملة1>

( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ )

حديث وتعليق

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ؛ فَإِنَّهَا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا ".
رواه ابن ماجة برقم (3727).
*****
تعليق:
ففي هذا الحديث الصحيح أن الريح من روح الله جل وعلا يرسلها الله تعالى من رحمته لعباده كما في قوله تعالى : {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، والريح تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب لمن يستحق العذاب كما في قوله تعالى:{وَأَماً عاَدٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاَتِيَةٍ}، وجاء النهي الصريح في هذا الحديث وغيره عن سب الريح أو لعنها لأنها مأمورة من الله جل وعلا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا : "اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ ".أخرجه الترمذي برقم(2252) من حديث أبي بن كعب، وعند مسلم برقم(899)، من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم:" إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ به "ِ فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم المسلم في الأحاديث الصحيحة ألا يسب الريح، وإذا رأى مايكره من شدة حرارتها أو برودتها أو تأذيهم لشدة هبوبها أن يقول ما ثبت في السنة الصحيحة، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

كتبه/

أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.

1/من شهر رجب/1439 هجري.

يوسف عمر 18 Mar 2018 05:42 PM

جزاك الله خيرا أخي عبد الحميد.

أبو أنس عبد الحميد الليبي 19 Mar 2018 07:34 PM

ولك بالمثل أخي الكريم

أبو أنس عبد الحميد الليبي 21 Mar 2018 09:44 PM

<بسملة1>

حديث و تعليق
(من خاصم في باطل وهو يعلم)



جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ ".رواه أبو داود برقم (3597) انظر الصحيحة حديث رقم (437)
......................
تعليق
ففي هذا الحديث الصحيح وعيد شديد لمن يخاصم في الباطل وينصره على الحق ،وهو يعلم ذلك فعقوبة فعله أنه في سخط الله تعالى حتى يرجع إلى الحق ،وأي خير وأي فلاح يكون فيه العبد وربه جل وعلا ساخطاً وغاضبا عليه ، قال الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَآءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللهِ} سورة آل عمران آية (162).،فالعبرة بالحق ومن سار عليه وثبت ،ولا تكن صاحب هوى إن وافق الأمر هواك نصرتهُ وإن خالف هواك خذلتهُ ، وتكون من الذين لسان مقالهم : إن أحسن الناس أحسنّا وإن أساؤوا أسأنا ، واحذر رعاك الله من قذف أعراض المسلمين بالباطل والكذب والبهتان عليهم لمجرد اختلافك معهم ،فقد جاءت الشريعة بحفظ أعراض المسلمين وحمايتها والوعيد الشديد في خلاف ذلك.
فال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}سورة الأحزاب آية (58) قال: الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله: والأذية: (هي أن تحاول أن تؤذي الشخص بما يتألم منه قلبياً ، أو بما يتألم منه بدنياً ؛ سواء كان ذلك بالسب ، أو بالشتم ، أو باختلاق الأشياء عليه ، أو بمحاولة حَسَدِه ، أو غير ذلك من الأشياء التي يتأذى بها المسلم ،وهذا كله حرام ؛ لأن الله سبحانه وتعالى بين أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإنما مبيناً).اهـ شرح رياض الصالحين باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين (م ج3 ،ص 273).،وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أربى الربا ،استطالة المرء في عرض أخيه)،وفي رواية (من أكبر الكبائر) انظر الصحيحة للفائدة برقم(3950).
وجاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى: (أيُّ يوم هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أيَّ بلد هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: بلد حرام، أفتدرون أيَّ شهر هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهر حرام، قال: فإن الله حرّم عليكم دماءكم ،وأموالكم ،وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا).رواه البخاري برقم (6043)
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله).اهـ مجموع الفتاوى لابن قاسم رحمه الله (م ج3 / ص 180)
وقال الليثُ بن سعد كتب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما أن اكتب إليَّ بالعلم كلِّه. فكتب إليه:(إنَّ العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلق الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل) انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ( م ج3/ ص 222).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ دماءنا وأموالنا وأعراضنا وأن يجنبنا الفتن المظلة إن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
19/جمادى الثاني/1438 هـ.

أبو أنس عبد الحميد الليبي 25 Mar 2018 06:56 PM

<بسملة1>

حديث وتعليق
(لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ)


عَنْ هَمَّامٍ ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ. وَلْيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لَا مُكْرِهَ لَهُ ".
رواه البخاري برقم (7477).
****
التعليق:
قول صلى الله عليه وسلم ( ليعزم المسألة ) قال العلماء معني : ليعزم المسألة الشدة في طلبها والجزم بها من غير ضعف في الطلب، والمراد في هذا الحديث دعاء المسألة، والدعاء على قسمين دعاء مسألة ودعاء عبادة، فدعاء المسألة هو دعاء الطلب وهو أن يدعو المسلم ربه جل وعلا أن يرزقه الولد أو الرزق الطيب أو أن يغفر له كما قال الله تعالى في سورة غافر{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }، وفي هذا الحديث النهي الأكيد بتعليق الدعاء على المشيئة ونحوها، جاء في رواية عند مسلم برقم (2679) من حديث أبي هريرة" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ ".
وأما دعاء العبادة أن يتعبد المسلم ربه جل وعلا بسائر العبادات طلباً لثوابه جل وعلا وخوفاً من عقابه، بمثل الصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من العبادات الصحيحة قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }، وقال تعالى في سورة المؤمنون { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} فمن صرف نوعاً من أنواع العبادة لغير لله فقد كفر وأشرك بالله جل وعلا نسأل الله تعالي السلامة والعافية، كما نسأل تعالى أن يحفظ علينا إسلامنا وإيماننا إن ربنا لسميع الدعاء.

كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
7/من شهر رجب/1439 من الهجرة النبوية

أبو أنس عبد الحميد الليبي 03 Apr 2018 11:47 AM

<بسملة1>


حديث وتعليق
لا يُقَالْ السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ




عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا :" السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، وَفُلَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ " الحديث أخرجه البخاري برقم (835)
........................
التعليق:
هذا الحديث فيه النهي أن يقال (السلام على الله) لأن السلام هو الله جل وعلا، ومعناه " السالم من الآفات والعيوب والنقائص"، والسلام له معنيان المعنى الأول: السالم من النقائص والعيوب، الثاني: المُسلَّم لعباده من الشرور والآفات والمنكرات، والسلام هو طلب الدعاء والله جل وعلا ليس بحاجة لدعاء العبد كما قال تعالى في سورة فاطر:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} بل العبد هو المحتاج أن يطلب ربه تبارك وتعالى بأن يفرج كربه وييسر أمره وأن يعينه على طاعته فالعبد هو المحتاج إلى السلامة من الآفات والمنكرات فقول العبد (السلام على الله) هذا فيه تنقص لله جل وعلا، وسوء أدب مع الله تبارك وتعالى ويقدح في توحيد العبد فالله سبحانه وتعالى ليس بحاجة أن يدعى له من الخلق ، وقول(فإن الله هو السلام) هذا فيه إثبات أن السلام اسم من أسماء الله الحسنى البالغة في الحسن والجمال والكمال كما قال تعالى في سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}،و قوله تعالى في سورة النمل {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}، ومن أذكار معقبات الصلاة قوله عليه الصلاة والسلام: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) أخرجه مسلم برقم(591)، قوله (أنت السلام)،هذا فيه إثبات أن السلام من أسماء الله سبحانه تعالى، (ومنك السلام) وهذا فيه طلب السلامة والحفظ من المهالك والآفات، فهذا دعاء المسألة فلا يرجى ولا يطلب رب سواه سبحانه وتعالى وكما في قوله: جل وعلا في سورة الأعراف {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} فقول العبد (السلام على الله) ينقص من توحيده ويقدح فيه وهو سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى، نسأل الله العافية والسلامة، والواجب الحذر من ذلك والتحذير منه ليسلم لنا توحيدنا وعقيدتنا.
والله أعلى وأعلم.

كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
12 / من شهر رجب / 1439 هجري

أبو أنس عبد الحميد الليبي 04 Apr 2018 11:13 AM

<بسملة1>


حديث وتعليق
مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ،ُ ". الحديث
أخرجه أبو داود برقم (1672)
.................
التعليق:

قوله (من استعاذ بالله فأعيذوه)
الاستعاذة هي طلب العوذ والحماية من مكروه ونحوه.
فمن استعاذ بالله وسألكم وطلب الإعاذة بالله جل وعلا وجب إجابته، ودفع الشر عنه تعظيماً وإجلالاً لاسم الله جل وعلا، وهذا فيه تعظيم وتقدير لله تبارك وتعالى، وجاء في رواية عند النسائي برقم (2567) (وَمَنِ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ فَأَجِيرُوهُ)، فمن طلب منكم دفع شركم أو شر غيركم قائلاً : أستعيذ بالله منك أو أستجير بالله منك أن تصرف عني أو تدفع عني شرك أو شر غيرك فالواجب إجابته وعدم الاعتداء عليه، وهذا من تعظيم الله جل وعلا، وهو من كمال التوحيد وتحقيقه، والاعتداء على المستجير بالله جل وعلا ينقص من التوحيد لأن فيه اعتداء على من استعاذ واستجار بالله تبارك وتعالي، وهذا فيه عدم تعظيم حق الله تبارك وتعالى، وكذلك لو استجار بك أحد من غير المسلمين فإنك تجيره وتؤمنه كما قال تعالى: في سورة التوبة {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىظ° يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} وفي حديث أم هاني رضي الله عنها الذي أخرجه البخاري في صحيحه - بَابُ أَمَانِ النِّسَاءِ وَجِوَارِهِنَّ - برقم(3171)،(قدْ أَجَرنَا مَنْ أَجَرتِ يَا أُمَّ هَانِي)، ففي هذه الآية الكريمة والحديث النبوي جواز إجارة المشرك وإعطاؤه الأمان وهذا فيما بين العباد، فما بالك بمن يستجير ويستعيذ برب العباد سبحانه وتعالى لا شك أنه أولى وأولى.
وقوله عليه الصلاة والسلام (ومن سأل بالله فأعطوه)، والسؤال بالله معناه الإقسام بالله عز وجل مثل أن يقول العبد بالله أعطني كذا أو أسألك بالله أن تعطيني كذا وكذا، وسؤال السائل بالله لا حرج فيه إذا دعت الحاجة والضرورة إليه، قال الله تعالى: في سورة النساء : {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ}، قال أهل العلم معنى قوله تعالى {الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} أي يسأل بعضكم بعضاً مثل قول السائل للمسؤول: " أسألك بالله، وأنشدك بالله، وأعزِم عليك بالله "، وما أشبه ذلك، فدل هذا على جواز السؤال بالله عند الحاجة وإلا فالسؤال مكروه إلا للضرورة، كما جاء في الحديث (ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجه مزعة لحم)ٍ،رواه البخاري برقم (1474) من حديث عبد الله بن عمر، ومسلم بلفظ (لا يزال المسألة بأحدكم حتى يلقي الله، وليس في وجه مزعة لحم)، برقم(4010) وهذا وعيد شديد لمن سأل الناس من غير حاجة وضرورة، وإعطاء السائل فيه تعظيم لحق الله جل وعلا، ورده فيه إساءة في حق الله سبحانه وتعالى وعدم تعظيم الله وإجلاله.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا في أقوالنا وأفعالنا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
18 / من شهر رجب / 1439 هجري

أبو أنس عبد الحميد الليبي 10 Apr 2018 01:35 PM

<بسملة1>


حديث وتعليق
أَخْنَى الْأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَخْنَى الْأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ ".
رواه البخاري برقم (6205)
......................
التعليق:
قوله (أخنى اسم عند الله تعالى رجل تسمى ملك الأملاك) أي أوضع وأحقر وأصغر الأسماء عند الله جل وعلا في الدنيا والآخرة، و في هذا الحديث النهي الأكيد والوعيد الشديد على التسمي بمثل هذه الأسماء لأن فيه جعل مرتبته كمرتبة الله جل وعلا وأبغض اسم هو ما دل على الجبروت والعظمة، وبين عليه الصلاة والسلام(أنه لا مالك إلا الله)، والمراد الملك المطلق كما قال تعالى في سورة آل عمران:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىظ° كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال تعالى: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وقال تعالى: في سورة هود {وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}،وقال تعالى: في سورة التين{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}، وغير النبي عليه الصلاة والسلام كنية أحد أصحابه رضي الله عنهم فقد جاء في الحديث الصحيح عند أبو داود برقم(4955)، والنسائي برقم(5387) عَن شُرَيحِ بن هَانيٍ عن أبَيهِ هَانِيِ أنه : " لما وفَدَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سمعهُم وهم يكنُّونَ هانئًا أبا الحَكمِ، فدعاهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال لهُ: إنَّ اللهَ هو الحكَمُ وإليهِ الحُكمُ، فَلمِ تُكنىَّ أبا الحَكمِ. فقال: إنَّ قومي إذا اختلفُوا في شيءٍ أتَوْني فحكمتُ بينهُم، فرضِيَ كلا الفريقَيْنِ. قال: ما أحسنَ من هذا فما لك من الولدِ؟ قال: لي شُريحٌ، وعبدُ اللهِ، ومسلمٌ. قال: فمنْ أكبرُهم؟. قال: شُريح قال: فأنت أبو شُريحٍ ". ففي هذا الحديث تغيير كنية من يتكنى بأبي الحكم أو يتسمى بأبي الحكم ومثلها من الأسماء والكنى.
والمالك والحاكم الحقيقي لهذا الكون والمتصرف فيه هو الله وحده جل وعلا لا شريك له، وجاء عند مسلم (أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه) برقم(2143)، و كونه أغيظ رجل وأخبث رجل عند الله تعالى أنه جعل نفسه مماثلا لله جل وعلا في هذه التسمية، وفيه مشابهة لأسمائه سبحانه وتعالى، والغيظ شدة الغضب، وفي هذا الحديث أيضاً وعيد شديد نسأل الله تعالى العافية والسلامة، ومثله كما قال سفيان بن عيينة: (شاهان شاه) يعني عند العجم (ملك الملوك)، وكذلك حاكم الحكام، أو قاضي القضاة، أو ملك الأملاك، أو سيِّد السادات، وسلطان السلاطين ، وهذه الأسماء فيها سوء أدب مع الله جل وعلا فالأسماء التي فيها التعظيم الذي لا يليق إلا بالله جل وعلا كلها محرمة ومنهي عنها كما قال العلماء، وفيه أيضاً صيانة وحماية لجناب التوحيد والعقيدة الصحيحة فمن كمال التوحيد عدم التسمي بهذه الأسماء ونحوها، نسأل تعالى أن يحفظ علينا توحيدنا وعقيدتنا.
كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
24/ من شهر رجب/ 1439 هجري.

أبو أنس عبد الحميد الليبي 15 Apr 2018 02:57 PM

<بسملة1>



حديث وتعليق

المؤمن القوي والمؤمن الضعيف والنهي عن قول لو


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ).
رواه مسلم برقم (2664)
******
التعليق:
‏قوله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) ‏المراد بالقوة هنا عزيمة النفس في أمور الآخرة من الطاعات والعبادات الصحيحة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد ، وأسرع خروجاً إليه ، وذهاباً في طلبه ، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك ، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات ، وأنشط طلباً لها ، ومحافظة عليها ، ونحو ذلك من العبادات والطاعات، ‏وقوله: (وفي كل خير) ‏فمعناه : في كل من المؤمن القوي والضعيف خير؛ لاشتراكهما في الإيمان بالله جل وعلا، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات والطاعات، و‏قوله صلى الله عليه وسلم :(احرص على ما ينفعك) معناه : احرص على طاعة الله تعالى ، والرغبة فيما عنده من الأجر والثواب ، وقوله (واستعن بالله) طلب الإعانة من الله تعالى على ذلك وكان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ أن لا يدع دبر كل صلاة أن يقول (اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) وهذا الحديث واضح الدلالة في طلب الإعانة من جل وعلا على جميع أنواع الطاعات والعبادات، أخرجه أبو داود برقم(1522)،وقوله (ولا تعجز)أي ولا تكسل عن طلب الطاعة، والعبادة والنشاط في ذلك، و‏قوله صلى الله عليه وسلم : (وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل ; فإن لو تفتح عمل الشيطان).
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: في سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء [29]
" استعمال (لو) أو (لولا) على أقسام :
القسم الأول: أن تكون لمجرد الخبر، فهذه لا بأس بها ولا حرج فيها، مثل أن تقول: لولا أني مشغول لزرتك، وهذه ليس فيها شيء إطلاقاً؛ لأنها مجرد خبر، إن كان صدقاً، فهو صدق وبر، وإن كان كذباً فله أحكام الكذب.
القسم الثاني: أن تكون للتمنّي، فهذه حسب ما يتمنّاه الإنسان، إن تمنى خيراً فخير، وإن تمنى شراً فشر، ولهذا أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل الفقير الذي قال: لو عندي ما لفلان لعملت به مثلما عمل، وكان فلان يعمل بماله في الخير، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «فهو بنيته فهما في الأجر سواء» الثاني قال: لو أن لي ما لفلان لعملت به مثلما عمل فلان، وكان فلان يعمل في ماله بالشر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «فهو بنيته فوزرهما سواء».
القسم الثالث: أن تكون للندم على ما فات وللتحسر، فهذه منهي عنها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:«المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان»فهذه أقسام. (لو)انتهى المقصود.
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والإخلاص والرشاد في القول والعمل والحمد لله رب العالمين.

كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
28 / من شهر رجب / 1439هجري

أبو أنس عبد الحميد الليبي 19 Apr 2018 06:02 PM

[لا يقال ما شاء الله وشاء فلان]
حديث وتعليق


عَنْ قُتَيْلَةَ امْرَأَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ :(إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ ؛ تَقُولُونَ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ. وَتَقُولُونَ : وَالْكَعْبَةِ. فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا : وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ). رواه النسائي برقم (3773)
...........................
تعليق
قول اليهودي إنكم ( تُنَدِّدُونَ) أي أنكم تشركون بالله جل وعلا وتجعلون له أندادا فتقولون ما شاء الله وشئت وهذا لا شك أنه نوع من أنواع الشرك بالله جل وعلا بحسب اعتقاد القائل، فإن اعتقد المساواة المطلقة فهذا شرك أكبر والعياذ بالله لأن (الواو) تفيد التشريك، وإن اعتقد أنه دونه فهذا شرك أصغر وهو من الألفاظ الشركية المنافية لكمال التوحيد، وكذلك هو تشريك في المشيئة وهو جعل مشيئة الله مساوية لمشيئة النبي صلى الله عليه وسلم ،وهذا شرك بالله تعالى، فكيف إذا كان غير النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك أنه حرام وضلال وشرك بالله جل وعلا، فيجب على المسلم أن يحذر هذه الألفاظ الشركية، ويجتنبها ويحذّرمنها، وجاء عند ابن ماجه برقم (2118) من حديث حذيفة بن اليمان" أن رجلاً من المسلمين رأى في النوم أنه لقي رجلاً من أهل الكتاب، فقال: نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون؛ تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أما والله إن كنت ï»·عرفها لكم، قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد" وفي رواية عند أبي داود برقم(4980) من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم" لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان "،فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى اللفظ الصحيح والسليم، و قال أهل العلم، الأفضل والأكمل قول ما شاء الله وحده، وأما قول ما شاء الله ثم فلان فهذا جائز ولا حرج فيه لأن (ثم) تفيد الترتيب بمعنى أنها تجعل مشيئة المخلوق تابعة لمشيئة الله جل وعلا، وقول ما شاء الله وشاء فلان فهذا محرم و شرك بالله جل وعلا، وقد يكون شرك أصغر أو أكبر بحسب اعتقاد القائل وهو منافي لتوحيد الله تبارك وتعالى.
قوله (والكعبة) وهذا فيه الحلف بغير الله وهو نوع من أنواع الشرك بالله قال الله تعالى: في سورة البقرة {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلانة، وحياتي.اهـ، ونحوها من العبارات المحرمة، مثل أن يحلف بالأنبياء، أو الملائكة، أو الجن، أو الكعبة، أو الأموات، أو بالأمانة. كل هذا من الشرك بالله جل وعلا ، وجاء في السنة الصحيحة في تحريم الحلف بغير الله، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(كل يمين يحلف بها دون الله شرك)، وفي رواية (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)، وفي رواية (من حلف بشيء دون الله تعالى فقد أشرك )انظر الصحيحة للإمام الألباني رحمه الله برقم (2042)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاَ (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)رواه البخاري برقم (6108) ،وهذا النوع من أنواع الحلف بغير الله إذا أراد به الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فهذا شرك أكبر عند أهل العلم ، ويكون شرك أصغر: إن أراد به تعظيم المحلوف به لا كتعظيم الله،والحلف تعظيم للمحلوف به لا يليق إلا بالله جل وعلا.
وكفارة الحلف بغير الله ما جاء في السنة الصحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله) رواه البخاري برقم (4860).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لما نحب ويرضى، وأن يحفظ علينا إسلامنا و إيماننا إن ربنا لسميع الدعاء.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
3/من شهر شعبان/1439هجري

أبو أنس عبد الحميد الليبي 11 Jun 2018 11:37 PM

حديث وتعليق

إن شر الناس ذو الوجهين


عن أبي هريرة رضي الله عنه ،أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ).
رواه البخاري برقم (7179)، ومسلم برقم (2526).

*********
تعليق

ذو الوجهين هو الذي يأتي كل طائفة من الناس بما يرضيها فيظهر لها أنه منها وموافق لها ومخالف لضدها، ولا شك أن هذا الصنيع من النفاق والعياذ بالله ومحض كذب وخداع ، وهي مداهنة محرمة ، ووصف بذلك لأنه يأتي هؤلاء بوجه التودد إليهم والثناء عليهم والرضا عن قولهم وفعلهم فإذا زال عنهم وصار مع مخالفيهم لقيهم بوجه ما يكره الأولين ويسيء القول فيهم والذم لفعلهم وقولهم ،وهذا فيه شبه بالمنافقين فإن المنافقين إذا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أظهروا أنهم من أهل الإيمان والتقوى فأخبر الله عنهم وعن صفاتهم بل وأنزل الله فيهم سورة كاملة تسمى سورة المنافقين ووصف الله جل وعلا حالهم فقال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} سورة البقرة فذو الوجهين فعله شنيع وقبيح ، وفي رواية عند الترمذي برقم (2025) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَا الْوَجْهَيْنِ)، قال القرطبي رحمه الله : إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب ، مدخل للفساد بين الناس ، وجاء في رواية أيضاً عند أبو داود برقم (4873) من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ). معناه أنه لما كان يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ولقبح فعله وشناعته جعل الله له لسانان من نار والعياذ بالله ، وذو الوجهين من أهل الخيانة والغدر لا يؤتمن جاء من حديث أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم :(مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا). أخرجه أحمد برقم(7890) وصححه الألباني في الصحيحة برقم (3197). فعلى المسلم أن يتق الله جل وعلا وأن ينزه نفسه عن مثل هذه الأخلاق القبيحة والسيئة نسأل الله تعالى العافية والسلامة ولعل في هذه الكلمات اليسيرة عبرة لمن يعتبر. والحمد لله رب العالمين.
كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
9 من شهر رمضان المبارك عام 1439هجري.


الساعة الآن 03:35 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013