منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   دفاع عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لفضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله ورعاه (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24938)

التصفية والتربية السلفية 13 Sep 2021 06:51 PM

دفاع عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لفضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله ورعاه
 
<بسملة1>

فاصلفاصلنجمةوردةفاصلوردةنجمةفاصلفاصل
دفاع عن أبي بكر الصدِّيق
رضي الله عنه

فاصلفاصلنجمةوردةفاصلوردةنجمةفاصلفاصل

الحمد لله الواحدِ القهار، والصلاة والسلام على نبيِّه محمدٍ المصطفى المختار، وعلى أبي بكر الصّدّيقِ صاحبِه في الحضر والسفر وفي الغار، وعلى عمرَ المحدَّثِ الملهَم قامعِ المجوس وقاهر ِالكفار، وعلى عثمانَ الحيِّيِّ ذي النورين الصبّار، وعلى عليٍّ المفضَّل بالموالاةِ ورابعِ الخلفاء الأطهار، وعلى جميعِ الآل والأصحاب الطيبين الأبرار، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ القرار.
أما بعد، فلقد دخل هذا الدينُ الإسلاميّ الحنيفُ أرضَ المغربِ والجزائر الحبيبةِ نقيًّا من البدع والمحدثات، وأخذَه أهلُها صافيا من الشركِ والخرافات، وانتشر فيهم المذهبُ المالكيُّ على يد علمائهم الأوائل، وعلى رأسِهم قاضي القيروان سَحنون التَّنّوخي المتوفَّى سنة 240، وهو راوي المدونة عن ابن القاسم عن مالك الإمام رحمهم الله.
وكانت عقيدتُهم هي العقيدةَ المنقولةَ عن الصحابة ومَن تبعهم بإحسان، ومنهم إمامُ دارِ الهجرة مالكِ بن أنس، وهو إمام حديث وفقه وأثَر، وكان مِن أشدِّ الأئمة اتِّباعا للسنة وإنكارا للبدعة.
ومن أصولِ الاعتقاد العظيمةِ التي كانوا عليها حُبُّ جميعِ الصحابة وموالاتُهم والتَّرضي عنهم كلِّهم، وتفضيلُ أبي بكرٍ ثم عمرَ ثم عثمانَ ثم عليٍّ رضي الله عنهم، فعن يحيى بنِ عون :: قال: «دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض فقال: «ما هذا القلقُ؟»، قال له: «الموتُ والقدومُ على الله»، قال له سحنون: «ألستَ مُصدِّقا بالرسلِ والبعث والحساب والجنةِ والنار، وأنَّ أفضلَ هذه الأمّةِ أبو بكر ثم عمر، والقرآنَ كلامُ الله غيرُ مخلوق، وأنَّ الله يُرى يومَ القيامة وأنَّه على العرش استوى، ولا تَخرجُ على الأئمة بالسَّيف وإن جاروا؟»، قال: «إي واللهِ»، فقال: «مُتْ إذا شئت مُت إذا شئت»»1 .
ولخَّص هذا الأصلَ ابنُ أبي زيد القيروانيُّ : ـ ت 386 ـ في رسالتِه المشهورة، فقال: «وأفضلُ الصَّحابةِ الخلفاءُ الراشدون المهديّون: أبو بكر ثم عمرُ ثم عثمانُ ثم عليٌّ رضي الله عنهم أجمعين، وأن لا يُذكرَ أحدٌ من صحابة رسولِ الله <صلى الله عليه وسلم> إلَّا بأحسنِ ذِكر، والإمساكُ عمَّا شجَر بينَهم، وأنَّهم أحقُّ النَّاس أن يُلتمسَ لهم أحسنُ المخارجِ ويُظنَّ بهم أحسنُ المذاهبِ»
ومِن شرِّ البِدع التي اجتاحت بلادَ المغرب وفشَتْ فيها بدعةُ التشيُّع وسبِّ الصحابة رضي الله عنهم أيّامَ الدولة العُبَيدية الإسماعيلية الباطنية الملحدة، بقيادة زعيمِهم عُبَيدِ الله القَدَّاح، فروَّجوا اعتقادَهم الكاسد وفرضوا مذهبَهم الفاسد في تونس والقيروان والجزائر وكلِّ نواحي المغرب2 ، ونشروا الكفرَ والإلحاد واستحلّوا المحارم واستباحوا الدماء وذبَّحوا العلماء وأعلنوا لعنَ الصحابةِ والسلف على المنابر، وطاردوا كلَّ مَن رفض مذهبَهم الجائر، قال أبو الحسن القابسيُّ :: «إنّ الّذين قتلهم عُبَيْدُ الله وبنوه أربعةُ آلاف رجلٍ في دار النَّحْر في العذاب، ما بين عابد وعالم، ليرُدَّهم عن الترضّي عن الصحابة، فاختاروا الموتَ»3 .
لكن يأبى اللهُ إلَّا أن ينصرَ دينَه ويخذُلَ أعداءَه، فسلَّط عليهم أسودَ السنة وعساكرَ الإيمان، إلى أن أجهزَ عليهم المعِزُّ بنُ باديس الصِّنْهاجِيُّ وأجلاهم من الجزائر وغيرها من بلاد المغرب، و«أعلن سنةَ 440 قطعَ دعوةِ بني عُبَيد ومحا اسمَهم من السِّكة وأحرق بُنودَهم وهدم دارَ الإسماعيلية»4 ، واستمرَّت مطاردتُهم ودامت محاصرتُهم حتى أطفأ اللهُ نارَهم وقطع دابرَهم وأذهب عن المسلمين شرَّهم، وزالت دولتُهم الفاطميةُ من مصرَ والشام على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 567، وذلك بأمر من الملك نورِ الدِّين زِنكي قامعِ الرافضةِ والفِرِنجة رحمهما الله5 .
وظلَّت الجزائرُ في مرجعيتها الدينية ـ كما كانت ـ دارَ إسلام وسنة، قال مبارك الميلي : في تاريخ الجزائر 2/168: «أما في الاعتقاداتِ فلم يزالوا ـ يعني أهلَ الجزائر ـ سلفيين يَرضَون عن جميعِ الصحابة»، وهم كذلك إلى اليوم والحمد لله.
لكن بكل أسفٍ وحسْرةٍ صرنا نسمع الفَينةَ بعدَ الفَينة أصواتا شاذَّةً وتصريحاتٍ بائسةً يريد أصحابُها النيلَ من عقيدة الأمَّة ومقدَّساتِها ونقضَ عُراها وأُسسِها وتقطيعَ لُحمتِها ونسيجِها وبثَّ أسبابِ الفُرقةِ والشِّقاق بين أبنائها، بطرقٍ ماكرةٍ وأساليبَ مُزخرفةٍ، أمُّها الانتسابُ إلى النَّسب الشريف ودعوى محبّةِ آلِ البيت والذبِّ عنهم وبُغضِ أعدائهم ـ أي الصحابة ومَن تَبِعهم ـ والبراءةِ منهم.
وخرج هذه الأيامَ ـ عندنا في الجزائر ـ قرنٌ هَشٌ اسمُه أحمد زغب أستاذ الأدب العربي والفولكلور في جامعة وادي سوف الجزائرية، فرفع عقيرتَه بكلامٍ رخيصٍ وتصريحٍ هابط، كلُّه طعنٌ في صحابة رسول الله <صلى الله عليه وسلم> عموما وفي الخليفة الراشد المهدي أبي بكر الصِّدِّيق <رضي الله عنه> خصوصا، ذلك الصحابيُّ الجليل الذي أجمعت الأمةُ على فضلِه وصحَّةِ خلافته وعلوِّ منزلته وجمال سيرته.
ففضح هذا الطاعنُ عيبَه وسوءَ طويَّتِه، وتقيأ غِلَّه للصحابةِ وشدَّةَ بُغضِه، وأظهر وَقاحتَه وقلَّةَ حيائِه، ثم إنه رجع إلى نفسِه ففكَّر وقدَّر، فقام بمحاولةٍ فاشلة لسَتر فضيحتِه بكتابةِ اعتذارٍ باردٍ سخيفٍ، لم يَزِد المسألةَ إلا تعقيدًا وغموضا وتشويشا، فلا داعيَ لذكرِه والانشغالِ به وردِّه، فرُبَّ عذرٍ أقبحُ مِن ذنبٍ.

وردةنجمةوردة
دَعْ عنك ما أعيا عليكَ أمرُهُ ... كم زاد في ذنْبِ جهولٍ عُذرُهُ
وردةنجمةوردة
والذي يُهِمُّنا كلامُه الأول الذي جاء فيه: «... استغلال الصحابة للدين وتوظيفه سياسيا من أجل الاستيلاء على السلطة بدءً بأبي بكر الصديق وهو ليس بريء كذا! فعله عن حسن نية أو عن سوء نية»، وبالغ في النَّيل منه فقال: «حارب المسلمين الذين اعتبرهم مرتدين في حروب الردة، ولم يكونوا مرتدين، امتنعوا عن دفع الزكاة باعتبارها وَلاءً للحاكم، [ قالوا ] كنا نؤديها إلى رسول الله <صلى الله عليه وسلم> لأننا كنا معترفين به كأمير وحاكم، ولكن الآن نحن من أنصار علي، نقول: عليٌ هو الذي يُفترض أن يكون خليفة... لم يعترفوا بولاية أبي بكر»، إلى آخر هُرائه الذي تقيَّأه، وقد ردَّ على أكثره أخونا محمد مرابط، فأجاد وأفاد جزاه الله خيرا.
وسأزيِّفُ ـ إن شاء الله ـ أباطيلَه المشِينة، وأَدمغُ أكاذيبَه الصَّريحة، وعلى الله اعتمادي وإليه استنادي، وهو مُوَفِّقي لما أردتُّ ومُعيني على ما نَويتُ، عليه توكَّلت وإليه أنبتُ.
إنَّ كلامَ هذا المفتونِ دليلٌ قاطعٌ على تشيُّعِه وشدّة غلِّه وعداوته لأبي بكر وبقية الصحابة رضي الله عنهم، وبرهانٌ ساطعٌ على جهلِه المركَّب بمثلِ هذه المسائل، وكيف لا يكون كذلك وهو المتخصِّصُ في الفولكلور والأدب العربيّ، ولا علاقةَ له بالسُّنة والعلم الشرعيّ؟ قال السمعانيّ في قواطع الأدلة 1/399: «فإنَّ مَن خاض فيما ليس مِن شأنِه فأقلُّ ما يصيبُه افتضاحُه عندَ أهلِه».


فاصلوردةنجمةوردةفاصل
مـقـامُ الصحـابة ـ رضي الله عنهم ـ العَـليُّ
فاصلوردةنجمةوردةفاصل

إنَّ الصحابةَ هم خيرُ الأمة إيمانًا وعلما وعملا وصلاحا وجهادا وبلاءً وثباتا، والنصوصُ متواترةٌ في بيان فضلِهم ومتظافرة في التنويه بعلوِّ منزلتهم، وأجمعَ أهلُ السنة والجماعة على أنَّهم كلَّهم عُدولٌ دون استثاء، مع كونهم غيرَ معصومين عن الخطأ، قال الذهبي في «الرواة الثقات المتكلَّم فيهم» ص24: «فأَما الصَّحابَة رضي الله عنهم فبساطُهم مَطوِيٌّ، وإِن جرى مَا جرى، وإِن غلِطوا كما غلِط غَيرُهم من الثِّقات»، ولم يخالف أحدٌ في عدالتِهم اللهم إلَّا أهلُ البدع من الشيعة الروافض والخوارج والمعتزلة، والزنادقةُ والملاحدة والمستشرقون والعقلانيون والحداثيون.
والقولُ بأنهم استغلوا الدينَ سياسيا من أجل الاستيلاء على السلطة رَميٌ لهم بأنَّهم أهلُ دنيا يطلبون السلطةَ والرِّياسة ويحرِصون على الحُكمِ والإمارة، وهذا افتراءٌ فظيع وطعنٌ شنيع، معارِضٌ لصريح القرآن ومناقِضٌ لصحيح السنة ومصادِمٌ لإجماع الأمة، بأنَّهم أهلُ علمٍ وإيمان وتقوى وصلاح ورغبةٍ في الآخرة وزهدٍ في الدنيا، هاجروا في الله يبتغون فضلَه ورضوانَه وينصرونه ورسولَه، وجاهدوا في سبيلِه وأنفقوا أموالَهم ابتغاءَ وجهِه، ونشروا التوحيدَ والرَّشاد وفتحوا القلوبَ والبلاد وأقاموا فيها العدلَ والجهاد، وسجَّلوا الفضائلَ والأمجاد.
قال الله <تعالى>:
<{>كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ<}>، <{>لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ<}>، <{>وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، <{>مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا<}>، <{>لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ<}>، <{>لِلْفُقَرَاء المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ<}>، فهذه آياتٌ محْكماتٌ وكلماتٌ بيِّناتٌ في مدحِ أصحابِ رسول الله <صلى الله عليه وسلم> والثناءِ عليهم وتزكيةِ عملِهم والتنويهِ بنفقتِهم وهِجرتِهم وجِهادِهم، وقال <عزوجل>: <{>مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا<}>، فالكفارُ إذا رأوْا أصحابَ نبي الله محمدٍ <صلى الله عليه وسلم> وعاينوا اجتماعَهم وتآلُفَهم وقوتهم أغاظهم ذلك، وأكل الهمُّ والحسد قلوبَهم، وهذا شأنُ الشيعةِ الروافض اللِّئام وكلِّ مُبغض للصحابة الكرام.
روى أبو نعيم في الحلية 6/327 عن أَبي عُرْوةَ ـ رجل مِن ولدِ الزُّبَير ـ قال: «كنّا عندَ مالكٍ فذكروا رجلًا يَنْتقصُ أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقرأَ مالكٌ هذه الآيةَ:
<{>مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ﴾ حَتَّى بَلغ: <{>يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾، فقال مالكٌ: «مَن أَصبحَ في قَلبِه غَيْظٌ على أَحدٍ مِن أصحابِ رسولِ الله <صلى الله عليه وسلم> فقدْ أَصابتْه الآيةُ».
وقال رسولُ الله <صلى الله عليه وسلم>: «النُّجومُ أَمَنةٌ للسّماءِ...وأَصْحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي»، رواه مسلم 2531، والأَمَنة الأمان، والمعنى أنَّه ما دام الصحابةُ موجودين حصَل الأمانُ مِن ظهور الفتنِ والأهواءِ، وتسلُّطِ الكفار وسائرِ الأعداء، وظلَّ الدِّينُ ظاهرًا والحقُّ غالبًا والباطل زاهِقا.
إنَّ الصُّحبةَ مَنقبةٌ شريفة ورُتبة مُنيفة، وهي مِنحة إلهية وهِبة ربانية، قال عليه الصلاة والسلام: «خَيرُ النَّاسِ قَرْني ثمّ الَّذين يَلونَهم ثمّ الَّذين يَلونَهم»، رواه البخاري 2652 ومسلم 2533 ، وعن أبي سعيد الخُدْريِّ <رضي الله عنه> قال كان بينَ خالدِ بنِ الوليد وبينَ عبدِ الرحمن بنِ عوف شيءٌ فسبَّه خالدٌ، فقال رسولُ الله <صلى الله عليه وسلم>: «لا تَسُبّوا أحدًا مِن أَصحابي، فإِنّ أَحدَكم لو أَنْفقَ مِثلَ أُحدٍ ذهبًا ما أَدرَك مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه»، رواه البخاري3673 ومسلم 2541 وانفرد عن البخاري بذكر عبد الرحمن وخالد رضي الله عنهما، والنصيفُ النِّصف، وهذا خطاب لخالد <رضي الله عنه> وغيرِه ممَّن تأخر إسلامُهم، فكيف بمن لم يكن من الصحابة إطلاقا؟
وقال عبد الله ابنُ عمرَ رضي الله عنهما: «لا تَسُبّوا أَصحابَ محمدٍ <صلى الله عليه وسلم>، فلَمُقامُ أحدِهم ساعةً خيرٌ مِن عملِ أَحدِكم عُمْرَه»، رواه ابن ماجه 162 وسنده حسن، وسئل عبد الله بن المبارَكِ :: «معاويةُ خيرٌ أو عمرُ بنُ عبد العزيز؟» فقال: «ترابٌ دخل في أنفِ معاويةَ <رضي الله عنه> مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرٌ ـ أو أفضلُ ـ من عمرَ بن عبد العزيز»، رواه الآجُرّي في الشريعة 1955.
فسبُّ الصحابةِ وذمُّهم وخاصةً الخلفاءَ الراشدين ردٌّ لنصوص الوحيَين وطعنٌ في أحكامهما، ومشاقَّةٌ لله ورسولِه، ومَكرٌ بالمسلمين لصدِّهم عن مصدرِ تلقِّيهم وأساسِ عزِّهم وصِمام أمانهم، قال أبو زُرْعةَ الرازي :: «إذا رأيت الرجلَ ينتقصُ أحدًا مِن أصحابِ رسول الله <صلى الله عليه وسلم> فاعلم أنه زِنديق، وذلك أن الرسولَ <صلى الله عليه وسلم> عندنا حقٌ والقرآنَ حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّننَ أصحابُ رسول الله <صلى الله عليه وسلم>، وإنما يريدون أن يُجرِّحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتابَ والسنة، والجرحُ بهم أولى وهم زَنادقة»، رواه الخطيب في الكفاية ص 49.

فاصلوردةنجمةوردةفاصل
تفضيلُ أئمةِ الإسلام لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وتقديمُهما
فاصلوردةنجمةوردةفاصل

وعلماءُ الأمة كلُّهم متَّفِقون على تفضيل الشيخين أبي بكر وعمر، وقد كان أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب يحبُّهما ويُعظِّم أمرَهما ويقدّمُهما على غيرِهما ويتبرأ ممن يَسبُّهما، فعن محمد بن الحنفية : قال: «قلت لأبي: أيُّ الناس خيرٌ بعد رسول الله <صلى الله عليه وسلم>؟ قال: أبو بكر، قال: قلت: ثم مَن؟ قال: ثم عمر، قال: ثم خَشِيتُ أن أقول: ثم مَن؟ فيقول عثمان، فقلت: ثم أنتَ يا أبتِ؟ قال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين»، رواه البخاري 3671 وأبو داود 4629.
وعن سُوَيْد بن غَفَلةَ قال: «مررت بنفَر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويذكرونهما وينتقصونهما بغير الذي هما له أهل، فدخلت على عليّ بن أبي طالب <رضي الله عنه> فقلت: «يا أميرَ المؤمنين مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما ويذكرونهما بغير الذي هما له أهل، فلولا أنهم يرون أنك تُضْمِر لهما مثلَ الذي هم عليه لم يتجرّؤوا على ذلك»، فقال عليٌّ: «أعوذ بالله أن أُضمِر لهما غيرَ الذي أنا عليه، لعن اللهُ مَن أَضمر لهما إلا الحسنَ الجميل، أخَوَا رسولِ الله <صلى الله عليه وسلم> وصاحباه ووزيراه»، ثم نهض دامعَ العين ... فصعِد المنبرَ ... ثم قال: «أيها الناس ما بالُ قومٍ يذكرون سيِّدَيْ قريش و أبوَي المسلمين بما أنا عنه متنزِّهٌ ومنه بريء، وعلى ما قالوا معاقِب... أما والذي فلَق الحبَّةَ وبرَأ النَّسَمةَ إنَّه لا يحبُّهما إلا مؤمنٌ تقيٌّ ولا يُبغضُهما إلا منافقٌ رديءٌ، صحِبا رسولَ الله <صلى الله عليه وسلم> على الصدقِ والوفاء،... فمضى رسول الله <صلى الله عليه وسلم> وهو عليهما راضٍ ...فمن أحبّهما فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني، وأنا منه بريء»»، فلم يبقَ للشيعة بعد تزكيةِ أميرِ المؤمنين للشيخين والبراءةِ من الطاعنين فيهما إلَّا الندمُ والتوبة أو الخزيُ والندامة6 .
وقال الإمامُ الشافعي :: «ما اخْتلفَ أَحدٌ مِن الصَّحابةِ والتّابعين في تفْضيلِ أبي بَكرٍ وعمرَ وتقديمِهما على جميعِ الصّحابةِ» رواه البيهقي في الاعتقاد ص 369، وقال سفيانُ الثوري :: «مَن زعَم أن عليّا كان أحقَّ بالولاية منهما فقد خطَّأ أبا بكر وعمرَ والمهاجرين والأنصار، وما أُراهُ يَرتفعُ له مع هذا عَملٌ إلى السماء»، رواه أبو داود 4630 وسنده صحيح، وعن مالك قال: «قال لي أميرُ المؤمنين هارونُ: يا مالكُ كيف كان منزلةُ أبي بكر وعمرَ مِن النبي <صلى الله عليه وسلم>؟، قال: قلت: «يا أميرَ المؤمنين قُربُهما منه في حياته كقُربِ مَضْجَعِهما بعدَ وفاتِه»، قال: «شَفيتني يا مالك شَفيتني يا مالك»7 .
وهذا قولُ مالكٍ وأبي حنيفة وأحمد وداود والثوري والليث والأوزاعي وإسحاق وابن جرير وأبي ثور وأصحابِهم، وهو قولُ سائرِ العلماء المشهورين المعتبَرين «إلَّا من لا يُؤبَهُ له ولا يُلتفت إليه»8 .


فاصلوردةنجمةوردةفاصل
منزلةُ أبي بكر رضي الله عنه وأحقِّيَّـتُه بالخلافة، وردُّ طعن الزغب فيه
فاصلوردةنجمةوردةفاصل

اتَّهم الزغبُ أبا بكر الصِّدِّيقَ <رضي الله عنه> في نيته وقصدِه، وطعن في خلافته وإمامته ووصفه بسوء سيرتِه، حيث زعم أنه حارب المسلمين.
وحاش لله أن يفعلَ أبو بكر ذلك وهو أفضلُ الصحابة بإجماع الأمة وأعلاهم منزلةً وأكثرهم اختصاصا بالنبي <صلى الله عليه وسلم>، أخوه وصاحبُه، قال الله<عزوجل>: <{>إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا<}>، وقال عنه رسول الله <صلى الله عليه وسلم>: «أَخي وصاحِبي»، رواه البخاري 3656، ولـمَّح <صلى الله عليه وسلم> بخلافته بعدَه وأشار إليها، إعلامًا بحُسنِ قصدِه وتزكيةً لعملِه وتنويهًا بجمالِ سيرته، والنصوصُ الصحيحة في ذلك كثيرة، جليةً كانت أو خفية، ويكفي في هذا قولُه <صلى الله عليه وسلم>: «ويأبى اللهُ والمؤمنون إلَّا أبَا بَكر»، رواه مسلم 2387، قال ابن حزم : في الفصل 4/88: «فهذَا نصٌّ جليٌّ على استخلافه عليه الصَّلاة والسَّلام أَبَا بكر»، ورضِيَه ه إماما للناس ـ وفيهم عليٌّ وكبارُ الصحابة ـ في مرضِه الذي مات فيه، وقال: «مُرُوا أَبا بَكرٍ فَلْيصلِّ بالنّاسِ»، رواه البخاري 664 ومسلم 418، فتقديمُه للصلاة ـ وهي أعظم أمر بعد الشهادتين ـ دليلٌ على تقديمِه للخلافة، قال ابن عبد البر : في الاستذكار 2/353: «أَراد الخِلافةَ، وكان لأَبي بَكرٍ فضْلٌ بيِّنٌ على غيرِه»، واستعمَلَه في أول حَجَّة في العام التاسع، وحفظ لنا كتابَ الزكاة، وهو أصحُّ ما جاء فيها، وعنه رواه أنسٌ <رضي الله عنه>، ووصفه عليه الصلاة والسلام بالراشد في قوله: «فعليكم بسنَّتي وسُنّةِ الخُلفاءِ المهديِّين الرَّاشدين»، لأنه عرف الحقَّ واتَّبعه وقضى به، وهذا دليلٌ على سلامةِ قصْدِه وحُسن نيته وسدادِ رأيه وكمال عقله.
وأجمعت الأمةُ على أنه أوَّلُ خليفةٍ بعد رسول الله، وذكرَ غيرُ واحدٍ إِجماعَ أهلِ العلمِ على أَنَّه أعلمُ الأُمَّة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : في منهاج السنة 5/497: «وهذا بيِّن فإن الأمةَ لم تختلفْ في وِلايته في مسألةٍ إلا فصَّلها هو بعلمٍ يُبيِّنه لهم، وحُجّةٍ يَذكرُها لهم من الكتاب والسنة، كما بيَّن لهم موتَ النبي ه وتثبيتَهم على الإيمان وقراءتَه عليهم الآيةَ، ثم بيَّن لهم موضِعَ دفنِه، وبيَّن لهم قتالَ مانعي الزكاة لمَّا استراب فيه عمر، وبيَّن لهم أنَّ الخلافةَ في قريش في سقيفةِ بني ساعدةَ لما ظنَّ مَن ظنَّ أنها تكونُ في غيرِ قريش».
وقال الله تعالى: <{>وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى<}>، فالأتقى يبذُل مالَه، ليس مجازاةً ومُكافأةً، بل ابتغاءَ وجه ربِّه الأعلى، وهذا دليلٌ على إخلاصِه وصِدقه وحسنِ نيته وطِيب قلبه وغايةِ زُهده، قال ابنُ كثير : في تفسيره 8/422: «وقد ذكر غيرُ واحدٍ من المفسرين أن هذه الآياتِ نزلت في أبي بكر الصديق ا، حتى إِن بعضَهم حكى الإجماعَ من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه داخلٌ فيها وأولى الأمة بعمومِها، فإن لفظَها لفظُ العموم...، ولكنه مقدَّمُ الأُمَّة وسابقُهم في جميعِ هذه الأوصافِ وسائرِ الأوصاف الحميدة؛ فإنه كان صِدِّيقًا تقيًا كريما جوادًا بذَّالا لأمواله في طاعة مولاه ونُصرة رسول الله...، ولم يكن لأحد مِن الناس عندَه مِنّةٌ يحتاج إلى أن يكافئَه بها».
أعطى ا كلَّ مالِه ابتغاءَ وجه ربِّه، وترك اللهَ ورسولَه لأهلِه ، حتى قال عمر <رضي الله عنه>: «لا أسابِقُكَ إلى شيْءٍ أبدا»، كما ثبت عند أبي داود 1678 والترمذي 3675.
وسُئل إمامُ دارِ الهجرة مالكُ بنُ أنس : عن خير هذه الأمة بعد نبيها، فقال: «أبو بكر، أوَ في ذلك شكٌّ؟ قد أمره رسولُ الله <صلى الله عليه وسلم> بالصلاة ومعه غيرُه، وأمَّره على الحجِّ ومعه غيرُه»9 .
حفظ ـ بفضل الله ـ بيضةَ الدين وجمَع كلمةَ المسلمين وجهَّز جيوشَ المجاهدين وجاهد الكفَّارَ والمرتدين، وردَّ إلى بيت المال الزكوات وأنفق المال في سبل الخيرات ومهّد للفتوحات.
وجمع الله له بينَ الرحمةِ والقوَّة والصلابة، والرأفةِ ورِقَّة القلب وشدة الشكيمة، وزيَّنه بثبات القلب وشجاعته وسخاوة النفس وطِيبها، ورَجاحة العقل وثبات الجأش.
وفضائلُه سارت بها الرُّكبان وبلغت سائرَ البُلدان، ولا ينكرُها إلا جاحدٌ معلوم الكفران أو جاهلٌ معدودٌ مِن العُميان.
فهل مثلُ هذا الرجلِ الكريمِ الطيِّب يُحارِب المسلمين ويعتدي على الأبرياء، ويستغل الدينَ للوصول إلى السلطة والظَّفَر بالزعامة؟ إنَّه لا يَعتقِد هذا إلا مَن انطمس قلبُه وخبُثت سريرتُه وأحاطت به شرورُه، قال ابن القيم : في الفوائد ص 105: «حبُّه ـ والله ـ رأس الحنِيفيَّة وبُغضُه يدلُّ على خُبث الطَّوية».
وقال القحطانيُّ : في نونيته:
أسْنـاهُـمـا أزْكـاهـمـا أعْـلاهـمـا ... أوْفاهما في الوَزنِ والرُّجحـانِ
صَديقُ أحـمد صاحبُ الغـارِ الذي ... هو في الـمَـغارةِ والنَّبيُّ اثنـانِ
أعني أبـا بَـكـرٍ الذي لم يـَختـلـفْ ... مِن شرعِـنا في فـضْلِه رجـلانِ
هو شيخُ أصحـابِ النَّبيِّ وخيرُهم ... وإمـامُـهم حـقًّـا بـلا بـطـلانِ

إنَّ طعن الزغب في أبي بكر وخالد وبقية الصحابة ي وافتراءَه عليهم ردٌّ للنصوص والآثار وأقوالِ الأئمة السالفة الذِّكر، وتعصُّبٌ للشيعة والزنادقة أهلِ الخُسْر.

فاصلوردةنجمةوردةفاصل
حقيقةُ قتالِ أبي بكر <رضي الله عنه> المرتدين ومانعي الزكاة
فاصلوردةنجمةوردةفاصل

وقع الزغبُ في خَلطٍ عجيب ولَبْس غريبٍ، إذ لم يفرِّق بين ثلاثِ حوادثَ وقعت في عهدِ أبي بكر، وجعلها حادثةً واحدة، وهذا من جهْلِه وتطاوُلِه وحشْر أنْفِه في غير فنِّه.
فلْيَعلمْ أنَّ الردة زمنَ الخليفة الأول أبي بكر <رضي الله عنه> كانت في ثلاثِ طوائف: طائفةٌ كفروا وعادوا إلى ما كانوا عليه من الشركِ وعبادة الأوثان، وطائفةٌ ثانيةٌ آمنوا بمُسيلِمةَ الكذّابِ، وهم أهلُ اليمامة، وثالثةٌ امتنعت عن أداء الزكاة إما كليةً وإما شُحًّا على المال، وقالت ما رجعنا عن ديننا ولكن شحَحنا على أموالنا، وتأوَّلوا قولَه تعالى:
<{>خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا<}>، فقالُوا المأمورُ بِهذا رسولُ الله لا غيره10 .
فجهِل الزغبُ أن أبا بكر إنما قاتل مانعي الزكاة لأنهم امتنعوا عن أدائها، إما كليَّةً وإما شُحًّا على المال، وفهِموا أنها لا تُعطى إلا للنبي <صلى الله عليه وسلم> وقد مات، ووقع لعمر تردُّدٌ في جواز قتالهم، فبيَّن له الصِّدِّيقُ الحقَّ فرجع إليه مطمئنا من غير ريْب، وأما بنو حنيفةَ أتباعُ مُسيلِمةَ الكذّاب فلم يتوقَّف أحدٌ في وجوب قتالهم، قال ابن تيمية في منهاج السنة 8/543: «...كالمرتدين أصحابِ مسيلِمةَ الكذّابِ الذين قاتلهم الصديقُ وسائرُ الصحابة، واتَّفقوا على قتالِهم، بل وسبَوْا ذراريَّهم».
وعن أبي هريرة ا قال: «لمّا تُوفّيَ رسولُ الله <صلى الله عليه وسلم> واستُخلِف أبو بكر بعدَه، وكفَر مَن كفَر من العرب؛ قال عمر لأبي بكر: «كيف تُقاتل النّاس وقد قال رسولُ الله <صلى الله عليه وسلم>: «أُمِرتُ أن أقاتِل النّاس حتى يقولوا لا إله إلَّا الله، فمَن قال لا إله إلَّا الله عصَم مني ماله ونفسه إلاَّ بحقّه، وحسابهُ على الله»، فقال: «واللهِ لأُقاتِلنّ مَن فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإنّ الزكاة حقُّ المال، والله لو منعوني عِقالا كانوا يؤدّونه إلى رسول الله <صلى الله عليه وسلم> لقاتَلْتُهم على مَنْعِه»، فقال عمرُ: «فوالله ما هو إلَّا أن رأيتُ اللهَ قد شَرح صدْرَ أبي بكر للقتال، فعرفْتُ أنّه الحقّ»»، رواه البخاري 7284 ومسلم 20
فواضحٌ مِن هذا الحديثِ ـ وهو العُمدة في الباب ـ أنَّ «الصّدّيق قاتَل مانعي الزكاة لكونهم امتنعوا عن أدائها بالكلية، فقُوتلوا بالكتاب والسنة»11 ، فلم يزد <رضي الله عنه> على أن حَكم فيهم بحكم الله ورسوله، وردَّهم إلى الأصل الذي تركوه، فأقَرّوا بحق المال وأعطوْه، قال الله ﻷ عن المشركين:
<{>فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ<}>، وقال النبيُّ <صلى الله عليه وسلم>: «إِلَّا بِحقِّه»، ومنه الزكاة، وقال أَبُو بكر: «إِن الزَّكَاةَ حقُّ المال»، وهذا مِن دِقّة فهمه وسُرعة استنباطه وقوَّة حُجّتِه، ولهذا ظهر الحقُّ لعمر بسهولة وفهِم البيانَ عن قناعة، وقد جاء ذلك مبسوطا في حديث عبد الله بن عمر <رضي الله عنه> أنَّ رسول الله <صلى الله عليه وسلم> قال: «أُمرتُ أن أقاتلَ الناس حتَّى يشهدوا أن لَّا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ الله ويُقيموا الصلاةَ ويُؤتوا الزكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عصَموا مِنّي دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّ الإسلامِ، وحسابُهم على الله»، رواه البخاري 25 ومسلم 22.
قال الحافظُ ابنُ حجَر في الفتح 12/278: «إنَّ حقَّ النّفسِ الصَّلاةُ وحقَّ المالِ الزَّكاةُ، فمَن صلّى عَصَم نفسَه ومَن زكّى عَصَم مالَه، فإِن لم يُصلِّ قُوتِل على تركِ الصّلاةِ ومَن لم يُزكِّ أُخذت الزَّكاةُ مِن ماله قهْرًا، وإِن نَصب الحربَ لذلك قُوتِل»
فتبيَّنَ أنَّ قولَ الزغب عن مانعي الزكاة: «امتنعوا عن دفع الزكاة باعتبارها ولاءً للحاكم» قولٌ ساقط وكلامٌ متهافت، ويُضاف إلى ذلك أن الصحابة «لم يقاتِلوهم لكونهم لم يؤدّوها إلى الصديق، فإنهم لو أعطوها بأنفسهم لمستحقيها ولم يؤدوها إليه لم يقاتلْهم، هذا قول جمهور العلماء كأبي حنيفة وأحمد وغيرِهما، وقالوا إذا قالوا نحن نؤديها بأنفسنا ولا ندفعُها إلى الإمام لم يكن له قتالُهم»12 ، فأبو بكر قاتلهم أخذا بالآية والحديث، ووافقه عليه جميعُ الصحابة بما فيهم عليُّ بنُ أبي طالب، فكان إجماعا، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى 28/519: «وقد اتَّفق الصّحابةُ والأَئمةُ بعدَهم على قتالِ مانعي الزكاةِ، وإِن كانوا يُصلُّون الخمسَ ويصومون شهرَ رمضانَ».
وعُدَّ قتالُه مانعي الزكاة وبني حنيفةَ المرتدين مِن مناقبِه الشهيرةِ وفضائلِه الحميدة، وشجاعتِه الفريدة وشهامته العجيبة، فعن أبي رَجاء العُطارِدي «أنه دخل المدينةَ فرأى عمرَ يقبِّل رأسَ أبي بكر ب في قتالِه أهلَ الرِّدَّة إذْ منعوا الزكاةَ حتى أتوْا بها صاغرين»13 ، وروى الخطيب في تاريخ بغداد 6/90 عن عليّ بن المديني : قال: «إن اللهَ أعزَّ هذا الدينَ برجلين ليس لهما ثالثٌ، أَبو بَكر الصّدّيقُ يومَ الردة وأَحْمدُ بنُ حَنْبل يومَ المِحنة»
فهل يمكنُك أيُّها الطعّان أن تذكر لنا دليلا موَثَّقا معتبَرا فيه مخالِفٌ ـ مِن الصحابة أو مِن غيرِهم ـ لأبي بكر في هذه المسالةِ، ودون ذلك خَرْطُ القَتاد
لقد أُدحِض بهذا التفصيل ِباطلُه وزُيِّف بَهرَجُه، وخرَّ عليه السقفُ مِن فوقِه، وأتته قذائفُ الحق مِن كلِّ جانب، فتركته مصروعا في العار الواصب.
وما أجملَ قولَ ابنِ القيِّم في الصّدّيق: «نَهضَ يَوم الرِّدَّة بفهْم واستيقاظ، وَأَبان من نَصِّ الكتاب معنًى دَقَّ عن حَديد الألْحاظ، فالمحبُّ يَفرحُ بفضائلِه والمبغضُ يغتاظ»14 .

فاصلوردةنجمةوردةفاصل
زعمُه أنَّ مانعي الزكاة قالوا نحن من أنصار علي رضي الله عنه
فاصلوردةنجمةوردةفاصل

أما ما ذكره عن مانعي الزكاة أنهم قالوا نحن مِن أنصار عليٍّ ولم يعترفوا بولاية أبي بكر، فهذا لا يعرف إطلاقا، بل هو من جَعبتِه المليئةِ كذِبا وضَغينةً وتعصُّبًا بالباطل للشيعة، ولا غَرْوَ في هذا، فإنَّ الكذبَ شعارُهم والنفاقَ «التَّقيَّة» دثارُهم، سئل الإمام مالك عنهم فقال: «لا تكلِّمْهم ولا تروِ عنهم، فإنَّهم يَكْذبون»15
وعليٌ كان مِن جملة الموافقين على عمل أبي بكر، ولم تُؤثَر عنه أيُّ معارضة لا في كتب السنة ولا في كتب الشيعة، بل رُوي عنه ما يدُلُّ على موافقتِه لأبي بكر وتحريضِه له، فعن يحيى بن بُرهان: «أن أبا بكر الصديق استشار عليا <رضي الله عنه> في أهلِ الردة، فقال: «إن الله تعالى جمَع الصلاةَ والزكاة ولا أَرى أن تفرِّقَ»، فعند ذلك قال أبو بكر: «لو منعوني عِقالا لقاتلتهم عليه...»»16
وكان معه في قتال أهلِ اليمامة أتباعِ مسيلِمةَ الكذّاب، وتسرَّى مِن سَبيِهم بخولةَ بنتِ جعفر الحنفِيَّةِ أمِّ ابنِه محمد.

فاصلوردةنجمةوردةفاصل
دفـاعُـه عن مانـعي الزكـاة
فاصلوردةنجمةوردةفاصل

دافع الزغب عن مانعي الزكاة المفرِّقين بينَها وبينَ الصلاةِ دفاعا مستميتا وجادل عنهم جدالا حادًّا، وجعلهم بُرآءَ مظلومين، وأصرَّ على أنهم مسلمون لا يجوز قتالُهم، دون تفصيل ولا توضيح ولا تدْليل.
وقد وقع نزاعٌ بين أهل العلم هل هم أهلُ ردَّة كفارٌ أو لا؟ ومنهم مَن فرَّق بين مَن جحد وجوبَها وامتنع عن أدائها كليةً وبينَ مَن أقرَّ بها ولكن شَحَّ على المال، وتأول قوله تعالى:
<{>خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً<}>، فقال تُعطى لرسول الله <صلى الله عليه وسلم> فقط17 ، مع الاتفاق على وُجوبِ قتالهم جميعا، فالموجِبُ المبيحُ للمقاتلة هو مُجرّدُ منعِ الزكاة وإن لم يكن هناك جحودٌ لها، ولهذا يُقاتَل البغاةُ مع كونهم مؤمنين، قال تعالى: <{>وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ<}>، وأمثلةُ هذا كثيرة.
فكيف يدافع عنهم ويجعل نفسَه محاميا لهم، ويطعن على أبي بكر ويفتري عليه بأنه يحارب المسلمين ويعتدي على الأبرياء، مخالفا بذلك النصوصَ السابقةَ وإجماعَ الصحابةِ والأُمَّة بعدَهم على وجوب قتالهم، وهل هذا إلَّا مِن شدَّةِ جهلِه بالأحكام الشرعيَّة وفَرْط عداوته لأبي بكر والصُّحبة المرضيَّة؟.
إنَّ هذا الطّعّانَ يَعمَى عن الأخبارِ المشهورة ويُنكر الأحكامَ المعلومة، كشأن الطائفة الشيعية الرافضية في إنكارِها موالاةَ أبي بكر وعمر للنبي <صلى الله عليه وسلم> وزعمِها أنهما ارتدَّا عن الإسلام، وادِّعائِها أنَّ أهلَ اليمامةِ أتباعَ مُسيلِمةَ كانوا مظلومين حيث قاتلهم الصديق بغير حق، فجعلوا الظلمةَ المرتدِّين والمانعين الزكاةَ مظلومين، والناصرين للحق المطالبين به والمجاهدين في سبيله ظالمين،
<{>تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى<}>
فيا هذا اتّقِ الله وتبْ إليه وعُدْ إلى رُشدك، والزَم ما كان عليه رسولُ الله <صلى الله عليه وسلم>وخلفاؤه الراشدون وأصحابُه الطيِّبون ومَن تبعهم بإحسان، واحذر دينَ الشيعة السبئية، واعرفْ لأبي بكر وسائرِ الصحابة قدرَهم واحفظْ لهم مكانتَهم، وتدبَّرْ ما كتبتُ لعله يكون سببا في هدايتك ورجوعِك إلى الصِّراطِ المستقيمِ صراطِ أهلِ السنة والجماعة، قال عليه الصلاة والسلام: «فإنَّه من يَعِشْ منكم بَعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسُنّةِ الخُلفاءِ المهديِّين الرَّاشدين، تَمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذ، وإيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأمورِ، فإن كلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»، حديث صحيح، رواه أحمد 17145 وأبو داود 4607 والترمذي 2676.
ونسأل الله جلَّ وعلا أن ينصرَ عبادهَ المؤمنين ويُعزَّ الصحابةَ أجمعين ويقطعَ دابرَ الظالمين، والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلَّم وبارك على عبدِه ونبيِّه، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه أجمعين.


فاصلفاصلنجمةوردةفاصلوردةنجمةفاصلفاصل
كتبه عمر الحاج مسعود
05 صـفـر 1443
12/09/2021 نصراني

فاصلفاصلنجمةوردةفاصلوردةنجمةفاصلفاصل

الهامش
1سير أعلام النبلاء للذهبي 12/67
2انظر البيان المغرب لابن عذاري 1/52
3تاريخ الإسلام للذهبي 7/ 460
4تاريخ الجزائر لمبارك الميلي 2/160
5تنبيه: نشأ صلاحُ الدين على العقيدة الأشعرية حيث حفظ في صباه ـ أيامَ دولة نور الدين ـ عقيدةً ألَّفها له قطب الدين مسعود النيسابوري، ثم صار يعلِّمُها أولادَه، وبعد تولِّيه الملكَ فرض على جميع الناس التزامَ المذهب الأشعري، انظر: الخطط للمقريزي 4 /166، 192، وهذا من أسباب انتشار هذا المذهب المخالف لعقيدة السلف التي كان عليها المالكية وغيرُهم.
6رواه بحشل الواسطي في «تاريخ واسط» ص 166 وخيثمة بن سليمان في «مِن حديث خيثمة» ص 122 والآجرّي في «الشريعة» 1196، وفيه الحسن بن عمارة، قال شعبة يَكْذب وقال أحمد متروك، انظر «ميزان الاعتدال» 1/514، وله طرق متكلَّم فيها، لكن رواه الخطيب في «الكفاية» ص 376 عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشَنْجي .. أن سويدَ بن غفلة الجعفي دخل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في إمارته ... قال أبو عبد الله البوشَنْجي: «هذا الحديث الذي سُقناه ورَوَيناه من الأخبار الثابتة لأمانة حُمَّالِه وثقة رجالِه وإتقان أَثرَتِه، وشُهرتِهم بالعلم في كل عصر من أعصارهم إلى حيث بلغ مَن نقله إلى الإمام الهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حتى كأنك شاهدٌ حولَ المنبرِ وعليٌّ فوقَه...».
7رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/383 وانظر ترتيب المدارك للقاضي عياض2/19
8قاله ابن تيمية في منهاج السنة 7/286
9البيان والتحصيل لابن رشد 18/458
10انظر: الأم للشافعي 4/288 ، شرح البخاري لابن بطال 3/391، الاستذكار لابن عبد البر 3/214، التوضيح لابن الملقن 10/218، مجموع الفتاوى 4/426، بدائع الفوائد 3/1011
11منهاج السنة 4/426
12منهاج السنة 4/495
13المنتظم لابن الجوزي 4/87
14الفوائد ص 104
15ميزان الاعتدال للذهبي 1/27
16قال ابن حجر في المطالب العالية 901: وقال مُسَدَّدٌ: حدَّثنا ابنُ داوُدَ عن عليِّ بنِ صالحٍ عن يَحيى فذكره، وذكره البوصيري في إتحاف المهرة 2073 عن يحيى بن برهان، وسكت عنه.
17انظر: معالم السنن للخطابي 2/4،6 التمهيد لابن عبد البر 21/282، شرح مسلم للنووي 1/203، المغني لابن قدامة 4/9، مجموع الفتاوى 28/504،515،519،535


فاصلفاصلنجمةوردةفاصلوردةنجمةفاصلفاصل

كمال بن سعيد 13 Sep 2021 08:19 PM

جزاك الله خيرا شيخ عمر على هذا الدفاع عن أعراض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الصدّيق الكبير قطع الله لسان من طعن فيهم أسأل الله أن يرد كيد هؤلاء المغرضين الحاقدين في نحورهم وطهّر البلاد منهم وكفى العباد شرهم.

أبو عبد الله حيدوش 13 Sep 2021 08:46 PM

الله أكبر علم غزير وفوائد برحل إليها وتأصيل وتفصيل
جزى الله شيخنا الحبيب عمر الحاج مسعود-حفظه الله ورعاه-خيرا وبارك في علمه وعمره ونفع به الإسلام والمسلمين وجعل ما خطته يمينه في ميزان حسناته ورد عن وجهه النار يوم القيامة كما رد على أعراض الصحابة رضي الله عنهم

محمد أمين سلاطنية 13 Sep 2021 09:51 PM

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا المقال العلمي الماتع وجعله في ميزان حسناتكم

أبو أنس فاتح خليل 13 Sep 2021 09:58 PM

جزى الله خيراً شيخنا الهمام عمر الحاج على هذا الرد القوي والمقال الرائع في بيان فضل الصحابة الكرام وبطلان كلام منتقصيهم فلله درك شيخنا.

أبو الفضل عصام عرار 13 Sep 2021 11:27 PM

بارك الله فيك الشيخ عمر على ما خطته أناملك وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك

طارق بن صغير 13 Sep 2021 11:27 PM

صلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على ذبك عن عرض الصديق رضي الله عنه و جعل ما كتبت حرزا لك من النار يوم القيامة

أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي 14 Sep 2021 06:41 AM

جزاك الله خيرا شيخ عمر على ماخطته يمينك دفاعا عن الصديق الأكبر رضي الله عنه ونسأل الله تعالى أن يكون ماكتبت سببا في رجوع هؤلاء المغرضين عن غيهم وفي نفس الوقت معرفا الجاهل فضل هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين .

أبو أويس بوعلام جزيري 14 Sep 2021 06:41 AM

جزى الله خيرا الشيخ عمر على هذا المقال

محسن سلاطنية 14 Sep 2021 06:47 AM

للله درك شيخنا عمر وبوركت أنفاسك، وذب الله عن وجهك النار كما دافعت عن الصديق الأكبر رضي الله عنه ، نفع الله بمقالك وجعل ما كتبت ذخرا لك يوم لقاء ربك وثقل به موازين حسناتك.

محفوظ قبايلي الداموسي 14 Sep 2021 07:22 AM

لا فظ فوك شيخنا الحبيب المفضال:
فهل يمكنُك أيُّها الطعّان أن تذكر لنا دليلا موَثَّقا معتبَرا فيه مخالِفٌ ـ مِن الصحابة أو مِن غيرِهم ـ لأبي بكر في هذه المسالةِ، ودون ذلك خَرْطُ القَتاد
لقد أُدحِض بهذا التفصيل ِباطلُه وزُيِّف بَهرَجُه، وخرَّ عليه السقفُ مِن فوقِه، وأتته قذائفُ الحق مِن كلِّ جانب، فتركته مصروعا في العار الواصب.
وما أجملَ قولَ ابنِ القيِّم في الصّدّيق: «نَهضَ يَوم الرِّدَّة بفهْم واستيقاظ، وَأَبان من نَصِّ الكتاب معنًى دَقَّ عن حَديد الألْحاظ، فالمحبُّ يَفرحُ بفضائلِه والمبغضُ يغتاظ»

محفوظ قبايلي الداموسي 14 Sep 2021 07:25 AM

الله أكبر
مقال عظيم وهبة موفقة من شيخنا الفاضل عمر، حفظك الله شيخنا فقد والله أفدتنا بمقالك هذا الذي أتمنى أن أراه في المكاتب مطبوعا بأبهى حلة.. أسأل الله أن يجمعنا بصديقنا الأكبر في فردوسه الأعلى بحبنا له وإن لم نعمى بمثل عمله

أبو دانيال طاهر لاكر 14 Sep 2021 09:37 AM

كتابة راقية كصاحبها. كتبت بلغة العلم فجزى الله خيرا الشيخ عمر خير الجزاء

أبوعبد الله مصطفى جمال 14 Sep 2021 10:08 AM

جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ عمر على هذا المقال النافع إن شاء الله
وذب الله عنك النار جزاء ذبك عن الصديق الأكبر وعن الصحب الأخيار .

عبد العزيز بوفلجة 14 Sep 2021 11:12 AM

جزى الله خيرا فضيلة الشيخ عمر حاج على ما خطته يمينه في رده على الطاعن في خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين، وفي أفضل الصحابة على الإطلاق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلغة العلم والحجة والبرهان، وبالإلزام بمذهب الإمام مالك وأتباعه، المذهب الرسمي للدولة، والمرجع الأول لها، وفي ذلك أبلغ الحجة، لبيان خروجه عن الوحيين، والإجماع، وخروجه عن المرجعية المعتمدة في الجزائر
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


الساعة الآن 04:02 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013