منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 24 Sep 2018, 05:40 PM
أبو جويرية عجال سامي أبو جويرية عجال سامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 147
افتراضي الذب المحتسب عن الحافظين النووي والعسقلاني

الذب المحتسب عن الحافظين النووي والعسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم غافر الذنب وقابل التوب والحمد له على نعمة وفضله وعفوه وإحسانه ، رافع المؤاخذة بالخطأ والنسيان ومتم النعمة بجمال الاسلام وخصاله الحسان والصلاة والسلام على سيد الناصحين وإمام المشفقين الحريصين «( عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )» وآله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد ساءني كلام قرأته في منتديات التصفية والتربية الثانية (1) التي حكم الشيخ عبيد الجابري حفظه الله بانحرافها عن الجادة (2)ّ التي أسست من أجلها من التصفية والتربية فليسوا على شيء كما قال فضيلته..
هذا الكلام لأحد الكتاب في معرض الذب عن شيخه عبد المجيد جمعة في تحقيق كتب أهل البدع والرد على ما تفضل به فضيلة الشيخ ربيع بن هادي في هذا الخصوص تقدما بين يديه وبين يدي أهل العلم في حين أن الدكتور عبد المجيد نفسه قد بعث أحد الشباب يبلغ الشيخ ربيعا أنه تاب من هذا ولن يعود إليه والصوتية معروفة ومحفوظة .(3).
والذي ساءني جدا هو التمثيل بالنووي عليه رحمة الله في معرض الانتصار للدكتور في موقع ومنتدى هو المشرف عليه حين ضربه مثلا لمن يرى أهل السنة تحقيق كتبهم من اهل البدع بسبب خدمة السنة
قال وبئس ماقال «"لايزال أهل العلم يحققون كتبا لأهل البدع في الحديث والفقه واللغة والأصول ويراعون في ذلك خمسة أمور:*
1- أن تكون كتبا خدمت السنة مثل: كتب النّوويّ رحمه الله والسبكي وابن الجوزي وغيرهم.*!!! »

وهذا المسلك في اعتبار أمثال النووي من أهل البدع تقريرا وتمثيلا من جنس أفعال الحدادية المندسين في صفوف أهل الحق يقول الشيخ ربيع في هذا الصدد « هذه فرقة - والله أعلم - يعني دُسَّت على أهل السنة، وتظاهرت بالحماس ضد البدع حتى صارت [تصنف] البدعة كأنها من أشد أنواع الكفر، وكان مغزاهم من هذا الفتنة، وتفريق وتبديع صفوف السلفيين، فما وجدوا شيئا يعني يفرقون به السلفيين و...، إلا ابن حجر والنووي وأبو حنيفة والشوكاني و...إلخ، مجموعة، وابن الجوزي، وراحوا يقولون جهمية وراحوا يطعنون، وراحوا يشوهون، وهدفهم تشويه وتمزيق السلفية » إلى أن قال حفظه الله وهو الناقد الحذق « دسوهم في صفوفنا لإيجاد البلبلة والزلازل والفتن، فهؤلاء شر من أهل البدع والعياذ بالله، وقد فعلوا الأفاعيل في أوساط السلفيين، وكلما تخلص السلفيون من مثل هذا النوع جاءوا بنوعيات جديدة تلبس اللباس السلفي وتحارب المنهج السلفي تحت هذا الستار، فنحن نحذر من هذه النوعيات، ووالله لقد بلونا فيهم الكذب، بلونا في هؤلاء الكذب، في حقيقة أنفسهم وفيما يقذفون به الأبرياء من السلفيين، وأخيرا، هذا الصنف ليس مقصودهم ابن حجر والنووي إنما مقصودهم التخريب في أوساط السلفيين وإشاعة الفوضى والبلبلة في أوساطهم، ونسأل الله أن يريح الناس من شرهم. » (4) وليس المراد رمي عين هذا الكاتب في شخصه بهذا
فقد يكون مخلطا لا يدري ما يقول أو لم ينتبه لحجم بائقته ولاشك ان من تصدى للكتابة في مثل هذا أن يكون يقظا فطنا وأن يحرر كلامه ويدقق فيه خاصة وهو في مقام معارضة من لقبه محدث عصرنا بلا منازع إمام الجرح والتعديل ولقبه غيره بشعبة هذا الزمان فقد ارتقى مرتقى صعبا وجاء بالغريب العجيب
والمتدبر لحال هذه الفتنة الأخيرة التي يصفها شيخنا الربيع بن هادي بأنها أشد من سابقاتها يجد أصل البلاء في مخالفة الهدي النبوي في إنكار المنكر وتصحيح الأخطاء ومعالجتها وكيفية النصيحة الشرعية وضوابطها المرعية وعدم التفرقة بين أخطاء أهل السنة المعروفين بالخيرية والانتساب الصريح لها وأخطاء أهل البدعة وكيفية التعامل معها في ضوء منهج السلف ، وقد فتن بها خلق كثير كما فتن خلق قبلهم بذنوب اهل القبلة ..
فالرجل من أهل السنة لا يدعى فيه أنه معصوم لا يخطئ مهما علت منزلته ومكانته مهما بلغ في العلم والنبل والجلالة فانه مخطيء لا محالة ، مأخوذ من قوله ومتروك فمن كان على السنة استصحب ذلك الأصل وحفظت منزلته مع رد خطئه صيانة للدين والعلم وطرقه ،ومن كان مبتدعا استصحب فيه حال الرد عليه موقف السلف من أهل البدع من حيث إهانتهم وتحقيرهم وتنفير الناس عنهم حفظا لهم من مقارفة البدع و الاتساخ بقذاراتها المفسدة لعبادة الاتباع والمعكرة لصفو الفطر ، ذلك أن السني قوام بالحق متى علمه ونبه اليه رجع ، وله خضع ، فإذا ذكر انتفع فالحق كبير في قلبه والايمان يزين له هذا ويحببه إليه توليا ، من الحق سبحانه وتثبيتا
ومعلوم أن الله رفع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ،والمجتهد الباذل وسعه إذا لم ينتقل للخطأ عن عمد وهوى فإنه بين الأجر والأجرين ،وخطؤه مغفور مغمور قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله « وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها، وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286]. وفي الصحيح (5)قال: ((قد فعلت)) (6)
وقال أيضا عليه رحمة الله « فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان…) (7)
لا فرق في رفع المؤاخذة بين المسائل العلمية الاعتقادية أو العملية كل على حد سواء بل إن التفريق بينهما مع تعارضه مع عمومات النصوص هو بدعة اعتزالية وراءها من الشر ما وارءها وقد تولى تفنيد هذا شيخ الاسلام بما هو محرر في موضعه -
قال في تعليقه علي قصة ذلك الرجل الذي أمر بنيه بحرقه خشية أن يقدر الله عليه فيعذبه : (فهذا الرجل اعتقد أن الله لا يقدر على جمعه إذا فعل ذلك، أو شك، وأنه لا يبعثه، وكل هذين الاعتقادين كفر، يكفر من قامت عليه الحجة، لكنه كان يجهل ذلك، ولم يبلغه العلم بما يرده عن جهله، وكان عنده إيمان بالله وبأمره ونهيه ووعده ووعيده، فخاف من عقابه، فغفر الله له بخشيته، فمن أخطأ في بعض مسائل الاعتقاد، من أهل الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر والعمل الصالح، لم يكن أسوأ حالاً من هذا الرجل فيغفر الله خطأه، أو يعذبه إن كان منه تفريط في اتباع الحق على قدر دينه، وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك، فعظيم » (8)
فإذا تقرر هذا علم أن ما وقع فيه امثال الحافظ بن حجر والنووي عليهما رحمة الله من الأخطاء وان كانت في باب المعتقد لا يقتضي تبديعا لهما ، يرد الخطأ وتحفظ كرامة هذين العالمين الجليلين ولهذا حين سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن هذا جعل يقرر هذه الاصول العظيمة من رد الخطأ وبيان الحق دون هضم لمكانة المخطيء إذا كان ممن عرف بتقوى الله وتحري السنة وأنه ما من أحد الا وهو مأخوذ من قوله ومردود الا رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول في هذا الصدد رحمه الله وكان السؤال عن تبديع الائمة امثال بن حجر والنووي « وكل عالم يخطئ ويصيب، فيؤخذ صوابه ويترك خطؤه، وإذا كان من أهل العقيدة السلفية ووقع في بعض الأغلاط، فيترك الغلط ولا يخرج بهذا من العقيدة السلفية إذا كان معروفا باتباع السلف، ولكن تقع منه بعض الأغلاط في بعض شروح الحديث أو في بعض الكلمات التي تصدر منه فلا يقبل الخطأ ولا يتبع فيه، وهكذا جميع الأئمة إذا أخطأ الشافعي أو أبو حنيفة أو مالك أو أحمد أو الثوري أو الأوزاعي أو غيرهم، يؤخذ الصواب ويترك الخطأ » (9)
وقد فرق شيخنا بن عثميين رحمه الله بين رجلين
1/ رجل ينتسب للسنة ويسعى جهده لاتباعها ولكنه أخطأ
2/ ورجل منتم أصالة لطائفة بدعية فقال رحمه الله في تقرير هذا « على كل حال ، هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة ، كالمعتزلة مثلاً ، ومنهم الزمخشري ، فالزمخشري مُعتزلي ، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم : حَشَوِية ، مُجَسِّمة ، ويُضَلِّلهم فهو معتزلي ، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات ، لكنه من حيث البلاغة ، والدلالات البلاغية اللغوية جيد ، يُنْتَفع بكتابه كثيراً ، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً ، لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير ، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع ، لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع ؛ مثل ابن حجر العسقلاني ، والنووي رحمهما الله ، فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تامّاً مطلقاً من كل وجه ، حتى قيل لي : إن بعض الناس يقول : يجب أن يُحْرَقَ " فتح الباري " ؛ لأن ابن حجر أشعري ، وهذا غير صحيح .. » (10)
ثم قال الشيخ بن عثيمين في تتمة كلامه في الدفاع عن الشيخين وذم من يقدح فيهما بكلام يليق ان نوجهه لكاتب التصفية المنحرفة عما اسست له وأصحابها وكل من يبدع هذين الحافظين الجليلين « فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه ، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها : ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس ، لدى طلبة العلم ، بل حتى عند العامة ، فالآن كتاب " رياض الصالحين " يُقرأ في كل مجلس , ويُقرأ في كل مسجد ، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً ، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب ، كلٌّ ينتفع به في بيته ، وفي مسجده ، فكيف يقال عن هذين : إنهما مبتِدعان ضالان ، لا يجوز الترحُّم عليهما ، ولا يجوز القراءة في كتبهما ! ويجب إحراق " فتح الباري " ، و " شرح صحيح مسلم " ؟! سبحان الله ! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال ، وبلسان المقال :*
أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا*
من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان ، إلا أن يشاء الله ، فأنا أقول : غفر الله للنووي ، ولابن حجر العسقلاني ، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين ، وأمِّنوا على ذلك » (11) .*
نعم كلام جليل ودفاع حقيق بالاشادة والنشر أين نفع هؤلاء ؟؟-وماذا قدموا للإسلام والمسلمين حين بدعوا هذين الطودين وسموا المنتسبين صراحة للصوفية الغالية والقبورية والاشعرية ائمة وشيوخ إسلام !!
ودافعوا ونافحوا عن إحياء ذكرهم وتراثهم بما اعتبروه مصلحة وهي متحققة اضعاف اضعاف ما توهموه في من هم خير منهم من اساطين مذهب مالك ممن عرفوا بالإمامة وسلامة المعتقد كابن عبد البر ونحوه
فلماذا لم يحييوا تراث أمثاله ففيه غنية عن هؤلاء المغمورين المتأخرين ،ولا نعيب أحدا لخطأ أخطاه خاصة اذا أظهر التوبة منه ولا نتقدم في هذا الا بعد التثبت من الحكم الشرعي اذا جاء من أهله وقد تكلم الشيخ ربيع في هذا وهو اهل لذلك حفظه الله فليس العيب في الخطأ ولكن المعيب الانتصار للخطأ بالباطل والرضا بدفاع الاتباع عنه يناطحون فحول المنهج السلفي على مرأى أعينهم تدوي كلماتهم بالتجاسر والجرأة فلا ينبسون ببنت شفة بل وفي منتدى هم عليه مشرفون فانا لله وانا اليه راجعون ..
وحتى لا نخرج عن الموضوع ونكمل المقصود من هذه الكلمة فقد قال شيخنا بن عثيمين رحمه الله متسائلا ومتفطنا لشر النابتة التي تبنت هذا ودعت إليه وسبقت الى تقريره :
«مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
أقول هذا لأنه نبتت نابتة قبل سنتين أو ثلاث تهاجم هذين الرجلين هجوماً عنيفاً، وتقول: يجب إحراق فتح الباري وإحراق شرح صحيح مسلم، -أعوذ بالله- كيف يجرؤ إنسان على هذا الكلام، لكنه الغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
والبدعة المكفرة أو المفسقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59)
وقال عزّ وجل: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(الاسراء: الآية15) ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )(النساء: الآية165) والآيات في هذه كثيرة.
فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.» (12)
ثم تحدث عن نسبتهما للاشعرية هل يقال هما اشعريان ؟ فكان جوابه من نفس المصدر وفي تتمة الكلام
« وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟

الجواب:لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.

.. و لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري.
أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟
الجواب:لا نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.
ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق في القول في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا، وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.
لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلا فالمهم إبطال القول الباطل، والله الموفق. (13)
وقد اعتبر الشيخ الألباني رحمه الله تقرير ان هذين الرجلين وامثالهما من اهل البدع ظلما ممن يفعله واعتذر لهما فلا ينبغي السكوت عن الظلم وبخاصة ظلم العلماء ممن هم دون درجتهم وترك الأخذ بأيديهم (14)
وقد سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :*
لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع ، فقال بعضهم : هو من قال أو فعل البدعة ، ولو لم تقع عليه الحجة ، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه ، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي ، وعدم الترحم عليهم ؟*
فأجاب :*
" أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق ؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع ، وأيضاً هذا يُحدث العداوة والبغضاء بينهم ، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم ، وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه ، بل فيه مضرة عليهم ، وعلى غيرهم .*
ثانياً: البدعة : ما أحدث في الدين مما ليس منه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) - رواه البخاري - ، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً : فإنه يعذر بجهله ، ولا يحكم عليه بأنه مبتدع ، لكن ما عمله يعتبر بدعة .

ثالثاً: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره ، كابن حجر ، والنووي ، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات : لا يُحكم عليه بأنه مبتدع ، ولكن يُقال : هذا الذي حصل منهما خطأ ، ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما إمامان جليلان ، موثوقان عند أهل العلم " (15) .*هذا وله صوتية معروفة يقول فيها من يبدعهما هو المبتدع ..
هذا ومما ينبغي التنبيه إليه ان حامل راية تبديع الشيخين في عصرنا هو محمود الحداد الذي تنسب اليه الطائفة الحدادية التي كشف شيخنا ربيع بن هادي عوارها وخرق دثارها وحطم ضرارها وقعد لها كل مرصد جزاه الله خيرا ومازال مهنده في يده ضاربا رقاب شبههم قاطعا منهم كل بنان ذلك بأنهم دسيسة سوء تسعى لاسقاط العلماء فإذا سقط العلماء أسقطت الشريعة تبعا ولا يعني هذا ان كل من وقع في حبائلها كذلك ، بل بعضهم غرر به وخدعته الشعارات وفتن بالأخطاء كما فتن الخوارج بذنوب اهل القبلة لكن الصادقين يرجعون متى نبهوا وعرفوا الحقيقة
قال الشيخ عبيد الله الجابري حفظه الله «أنا لا أعلم من بَدَّع النووي، وكذلك ابن حجر من أهل اﻹمامة في الدِّين والفقه والعلم، وإنَّما الذي عَلِمْتَه قبل نحو عشرين سنة أنَّ رافع لواء التبديع للحافظَيْن ابن حجر والنووي؛ رجلٌ مصري اسمه محمود بن محمد الحدَّاد، وهؤلاء وأتباعه سليطو الألسنة، وقد أبانَ أخونا الكبير الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله وبارك له في عمره وعلمه وعمله - ... لأصول هذه الفرقة ودَحَضَها بالحُجَّة والبرهان؛ فانشمر، وإن كانت باقية بدعة الحدَّادية إلى الآن....» (16)
ثم تكلم الشيخ في تتمة جوابه عن تاويلات الرجلين
:فقال « *عند الحافظَيْن ابن حجر والنووي تأويلات، وقد بلغني أنَّ النووي - رحمه الله- وُجِدَت له مخطوطة تدل على أنه رجع عن التأويل أو عن تأويل الكلام خاصَّة، ولم أقف عليها، والذي ظَهَرَ لي من تَتَبُّعي هذيْن الكتابين؛ المنهاج للنووي، فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر - رحم الله الجميع -؛ الاضطراب، فكثيرًا من الأحيان يقول وقيل وقيل وقيل، وأحيانًا يؤوِّل، فالظاهر أنه قد شُبَّه عليهما.» (17)
والمخطوطة المشار إليها تكلم عنها الشيخ المحدث عبد المحسن العباد وتتضمن براءة النووي رحمه الله من عقائد المتكلمين نصا واثبات ما اثبته الله لنفسه على طريقة السلف
باسم «جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات» طبع في عام 1429هـ بتحقيق محمد بن عبداللطيف محمد الجمل والمقال في موقع الشيخ
بعنوان «بيان سلامة الحافظين النووي والعسقلاني من عقائد المتكلمين » قال في مقدمته « وقد كنت حريصاً على أن أجد ما يدل على سلامتهما من عقائد المتكلمين واتباعهما في العقيدة ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم في إثبات أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بكماله وجلاله إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل؛ كما قال الله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، فقد أثبت لنفسه السمع والبصر في قوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، ونزه نفسه عن مشابهة غيره له في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وقد وجدت بحمد الله الضالة المنشودة والبغية المطلوبة.» (18)
واختم بسؤال وجه للجنة الدائمة للإفتاء :*
حيث سئلوا ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟*
فأجابوا :*
" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .*
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود* (19)

فالزم يا طالب العلم غرز العلماء ودعك من الأدعياء والسفهاء واحفظ لسانك من الطعن العظيم في أعيان المصلحين الصالحين في دياناتهم فانها هلكة لك الا ان يشاء الله ربي ، مكثرة لذنوبك وخصومك يوم الدين ،ولا تجعل غشاوة التعصب وحمية الجاهلين ترديك عن سبيل اهل الايمان وصفوة الائمة والأعلام فان من فارق سبيل السلف وجماعة الحق عامدا ضل ومن خالفهم جاهلا زل ، فكن على حذر واتق الله. فيما تقول وتذر ...
وإن كل ما تقرر من دفاع وإن خص سببه فالعبرة بعمومه وشمول أصوله فهو عين الذي ندعيه لمشايخ الاصلاح ولكل من يدين بالسنة وإن أخطأ في شيء بغض النظر عن صحة نسبة الخطأ من عدمها فإن الواجب نصحه وتذكيره قياما بواجب الأخوة ، لا اسقاطه وتدميره كما هو سبيل الشيطان
ولله الأمر من قبل ومن بعد أسأله سبحانه سلامة الصدر على اهل الايمان والنجاة من النيران والنأي عن الغيبة والنميمة والتحريش والبهتان وان يستر علينا ويكفينا بماشاء شر كل ذي شر وضر ويحفظ علينا ديننا ويتم نعمته علينا اتم تمام واصلي واسلم على نبينا محمد وصحبه الكرام والحمد لله رب العالمين
___________________

(1) مقال في التصفية والتربية باشراف ازهر سنيقرة بعنوان « تعقيب على أهل اللؤم والتشغيب في ما افتروه على الشيخ عبد المجيد »

(2) فتوى شهيرة بخصوص.منتديات التصفية والتربية على منتديات التصفية الاصلية وشبكة سحاب ونحوها
جاء فيها قوله «فهؤلاء الذين *انحرفوا بالموقع عما أسس له* ومن أجله من التربية والتصفية أعني على وفق الكتاب والسنة فليسوا على شيء.»
(3)شريط بعنوان:تقوى الله والصدق
(4)رابط صوتية القليعي يبلغ الشيخ ربيعا توبة د. جمعة
https://f.top4top.net/m_9571pk5i1.mp3
(5) [مسلم ح126]*
(6) مجموع الفتاوى
(7)مجموع الفتاوى 23/346
(8) الاستقامة 1/164-165
(9)مجموع فتاوى الشيخ بن باز 255.254/28
(10)"لقاءات الباب المفتوح" (43/السؤال رقم 9) .
(11)"لقاءات الباب المفتوح" (43/السؤال رقم 9) .
(12) شرح الأربعين النووية حديث 28
(13) شرح الأربعين النووية حديث 28
(14)شريط برقم 666 بعنوان من هو الكافر ومن هو المبتدع
(15)المنتقى من فتاوى الفوزان" (2/211 ، 212)
(16)(17)من أسئلة اللقاءالمفتوح الأسبوعي بموقع ميراث الأنبياء لفضيلة الشيخ عبيد الجابري مستفاد من شبكة سحاب
(18) من مقال « بيان سلامة الحافظين النووي والعسقلاني من عقائد المتكلمين » في موقع الشيخ العباد
رابطه http://al-abbaad.com/articles/932078
(19) فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الأولى :3/ 237


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 02 Dec 2018 الساعة 04:15 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 Sep 2018, 05:51 PM
أبو البراء خالد أبو البراء خالد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 59
افتراضي

بارك الله فيك أخي سامي وجزاك خيرا على المقال المحبَّر بالنقول عن الأكابر.
ويا خسارة من جعل أئمة الدين له خصومًا، انتصارًا لهواه، أو لشيوخه المكابرين للحقِّ المعرضين عن نصائح العلماء.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 Sep 2018, 06:05 PM
أبو جويرية عجال سامي أبو جويرية عجال سامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 147
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخ خالد ، خاب وخسر ، من جعلهم له خصوما ، لنزعة عصبية ، وهبة حزبية ، لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا إلا ما أشرب من هواها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Oct 2018, 04:12 AM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

بار الله فيك ابا جويرية على ما خطت اناملك
ومن يخالف في هذا هم الحدادية والتكفيريون
وإنا عليهم مشفقون من سوء المآل الذي انقلب إليه من كان معنا بالامس على التأصيل العلمي السلفي
فاللهم مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04 Oct 2018, 10:04 PM
أبو جويرية عجال سامي أبو جويرية عجال سامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 147
افتراضي

آمين آمين ... شكر الله لك حبيبنا الكريم أبا جميل الرحمن
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09 Oct 2018, 09:10 PM
منصور بوشايب منصور بوشايب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 88
افتراضي

جزاك الله خيرا،أسأل الله أن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013