منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 02 Jan 2018, 04:24 PM
أبو أنس عبد الحميد الليبي أبو أنس عبد الحميد الليبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: دولة ليبيا.
المشاركات: 61
افتراضي تعليق مختصر على أنواع النفاق العملي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

هذا تعليق مختصر على أنواع النفاق العملي نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والعافية والسلامة من النفاق وسوء الاخلاق.

جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (آية المنافق ثلاثة : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) رواه البخاري برقم (33) من حديث أبو هريرة رضي الله عنه، وفي رواية برقم (34)، (وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) من حديث عبد الله بن عمر. وفي رواية عند مسلم برقم (109)، (وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)

**************

التعليق .

قوله : (إذا حدث كذب)

الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع فإن طابق الواقع فصحيح و إلا صار كذباً والعياذ بالله.

والكذب صفة من صفات المنافقين فمن اتصف به فقد اتصف بصفة من صفاتهم حتى يدعهُ، والكذب لا يجوز وإن كان مُزاحاً فإنه خِلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ،وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا؟ قال: (وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً) صحيح الجامع برقم (2509) ،ومن مفاسد الكذب وقبحه أنه يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار والعياذ بالله، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا) رواه البخاري برقم (6094) ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابة إعلام الموقعين الجزء الأول ،والكذب له تأثير عظيم في سواد الوجه ,ويكسوه برقعاً من المقت يراه الصادق ، وقال أيضاً فإن اللسان الكذوب بمنزلة العضو الذي قد تعطل نفعه بل هو شر منه فشر ما في المرء لسان كذوب.اهـ

وقوله : (إذا وعد أخلف).

إخلاف الوعد من غير عذر شرعي صفة من صفات المنافقين قال ابن رجب رحمه الله : وهو على نوعين :

أحدهما: أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده، وهذا أشرُ الخلف، ولو قال: أفعل كذا إن شاء الله تعالى ومن نيته أن لا يفعل، كان كذبا وخُلفاً، قاله الأوزاعي رحمه الله، الثاني: أن يعد ومن نيته أن يفي، ثم يبدو له، فيُخِلفُ من غير عذرِ له في الخُلف.اهـ .

وقال ابن حجر رحمه الله : لأن خلف الوعد لا يقدح إلا إذا كان العزم عليه مقارنا للوعد، أما لو كان عازما ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فهذا لم توجد منه صورة النفاق. انظر فتح الباري - كتاب الإيمان- باب علامة المنافق (م ج 1-ص112).

وقوله : (وإذا ائتمن خان)

الواجب على المسلم أن يؤدي ما اؤتمن عليه اليوم قبل أن لا يكون درهم ولا دينار وأن يحذر كل الحذر من خيانة ما ائتمن عليه من أمانات المسلمين وغيرهم قال الله جل وعلا : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[سورة النساء- آية 58 ], وقال عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}[سورة الأنفال- آية 27] فخيانة الأمانة أثم عظيم وصفة من صفات المنافقين ، وقد جاء في السنة الصحيحة الأمر بأداء الأمانة قال صلى الله عليه وسلم : (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) السلسلة الصحيحة برقم (423)، وفي الحديث (ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعاً) السلسلة الصحيحة برقم (1050). فليحرص المسلم على أداء أمانات الناس إليهم ولو كانوا من غير المسلمين وليعلم أن خيانة الأمانة من صفات المنافقين والعياذ بالله.

وقوله : (وإذا عاهد غدر)

الوفاء بالعهد من صفات المسلمين وجاء الوعيد الشديد على عدم الوفاء بالعهد، وجاء الأمر في كتاب الله الوفاء بالعهد فقال تعالى : {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}[سورة الإسراء- آية 34]، وقال عز وجل : {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ}[سورة النحل- آية 91]، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ }[سورة الصف- آية 2] فبين جل وعلا وجوب الوفاء بالعهد في هذه الآيات الكريمة وهذا الوفاء عام سواء مع المسلم أو الكافر، وجاء في الحديث الصحيح الوعيد الشديد على عدم الوفاء بالعهد عن ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به يقال هذه غدرة فلان)، والغدر محرم حتى مع غير المسلمين، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا) رواه البخاري برقم (6914)، يقول الحافظ ابن حجر : وهو من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة مع سلطان، أو أمان من مسلم. انظر الفتح بتصرف يسير.

وقوله : ( إذا خاصم فجر)

الفجور هو الميل عن الحق والقول بالباطل والكذب، انظر شرح النووي لصحيح مسلم كتاب الإيمان باب - بيان خصال المنافق (م ج 1)، والفجور كما قال العلماء هو الميل إلى الفساد وعلى الانبعاث في المعاصي، وهو اسم جامع للشر ، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ( إيَّاكم والكَذِبَ ، فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفُجور ، وإنَّ الفجور يهدي إلى النارِ )، وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّكم تَختصمون إليَّ ولعل بعضكم أنْ يكونَ ألحنَ بحجّته من بعض ، وإنما أقضي فمن قضيت له بحقّ أخيه شيئاً بقوله، فإنما أقطع له قِطعةً مِنَ النار فلا يأْخُذْهُ) رواه البخاري برقم (2680)، فإذا كان الرجلُ ذا قدرةٍ عند الخصومة - سواء كانت خصومته في الدين أو الدنيا - على أنْ ينتصر للباطل ، ويُخيل للسامع أنَّه حق ، ويو هن الحقَّ ، ويخرجه في صورة الباطل ، كان ذلك مِنْ أقبحِ المحرَّمات ، ومن أخبث خصال النفاق. اهـ انظر جامع العلوم والحكم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ خَاصَمَ في باطلٍ وهو يعلَمُهُ لم يَزَلْ في سَخَطِ الله حتى يَنزِعَ ).السلسلة الصحيحة برقم (437) نسأل الله العافية.

وهذا ما تيسر جمعه وكتابته في هذا الموضوع المهم والجدير بالعناية فنسأل الله جل وعلا التوفيق والسداد والإخلاص والرشاد في القول والعمل ،و السلامة والعافية من هذه الصفات السيئة والأخلاق القبيحة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه /

أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي .

بتاريخ 14/ من شهر رجب /عام 1438من الهجرة النبوية.

قرأه وأثنى عليه الشيخ الوالد سالم بن عبدالله بامحرز حفظه الله وبارك فيه


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد الليبي ; 03 Jan 2018 الساعة 02:30 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013