منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 Mar 2014, 02:16 PM
أبو عائشة مراد بن معطي أبو عائشة مراد بن معطي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجزائر-برج الكيفان-
المشاركات: 357
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عائشة مراد بن معطي
افتراضي السؤال في الإسلام/لفضيلة الشيخ عبد الظاهرأبو السمح

_السؤال في الإسلام
السؤال في الإسلام،إما سؤال عن علم وإما سؤال حاجة ومال.
أما الأول فهو مباح وقد يكون واجبا.
وأما الثاني:وهو سؤال الناس أموالهم وأشيائهم فهو حرام إلا من ضرورة.
دليل إباحة سؤال أهل العلم ووجوبه من الكتاب والسنة،قوله تعالى:(يسئلونك عن الأهلة).[البقرة:189]،(ويسئلونك ماذا ينفقون)[البقرة:219]،(يسئلونك عن الشهر الحرام)[البقرة217]،(ويسئلونك عن الروح)[الإسراء:85]،(فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)[النحل:43].
ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم:(ألا سألوا إذ لم يعلموا؟إنما دواء العي السؤال).
وإذاكان السؤال عن تعنت وتعجيز كسؤال بعض المشركين النبي صلى الله عليه وسلم آيات كانوا يقترحونها ونحو ذلك من الأسئلة التي لا فائدة للسائل فيها وقد يسوؤه معرفتها،فهذا منهي عنه أيضا كما قال تعالى:(يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).[المائدة:101].وكمن سأل عن الحج،أكل عام يارسول الله؟.
ومقصودنا الآن بيان سؤال التسول الذي اتخذه كثير من الناس حرفة حتى فضلوها على العمل واستمرأوها وآثروها على كل صناعة وزراعة وتجارة.
قلنا إن سؤال الناس أموالهم وأشيائهم إلا لضرورة ملحة حرام،والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم).رواه البخاري ومسلم والنسائي،وذكره المنذري في "باب الترهيب من المسألة"
وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إنما المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك،إلا أن يسأل ذا سلطان،أو في أمر لا يجد منه بدا).رواه أبوداود والنسائي والترمذي،وصححه الألباني.
والكدوح:آثار الخموش.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من سأل وعنده مايغنيه فإنما يستكثر من النار).
قالوا وما الغنى الذي لا ينبغي معه المسألة؟قال:(قدر مايغذيه ويعيشه).رواه أبوداود، والبيهقي،وصححه الألباني-رحمه الله-في صحيح الجامع.
وفي هذا الباب أحاديث كثيرة لا تتحملها هذه العجالة وفيما ذكرناه كفاية لمن أراد أن يتقي الله ويصون نفسه من ذل السؤال وشناره.
ولست أدري لماذا فشى في المسلمين التسول والإلحاح في المسألة وديننا يحرم ذلك إلا من ضرورة كذي فقر مدقع،أو غرم مفظع،أو دم ولا بد من الصلح أن يرى العامة ويتمكن من معرفة الداء ثم يصف الدواء كالطبيب النطاسي،ولا علة لفشو هذا المرض الوبيل بين جماعات الناس فيما يظهر إلا ثلاثة أمور:
الأول:منع الناس الزكاة وهي حق الفقراء
الثاني:كسل بعضهم وحرصه على الثراء من طريق التسول.
الثالثة:ترك المسؤولين تأديب هؤلاء المتسولين وتكليفهم بأعمال مفيدة لهم ولوطنهم وأمتهم.
والعلاج أن يمنع الأصحاء من المتسولين،رجالا ونساء ويشغلون بأعمال عامة أو خاصة،ويعلم الأولاد الصغار صناعة،والبنات تزوج،ومن لا تصلح... فإن كن يتيمات فقيرات فهن أولى بدار تؤيهن وتنظر في مصلحتهن إلى أن يبلغن السن المناسب لتزويجهن.
وحبذا لو فتح بعض المفكرين محلا لتخديم العاطلين كما يوجد ذلك في البلاد المتمدينة على أن الحاجة هنا ماسة وخصوصا لندرة وجود الخدم.
إن التسول صار حرفة على أن فيها من الضر مانقص عليك بعضه:فمن أضرارها،بل من أكبرهاإضهار أقصى الذل والخضوع والفقر للمسؤول،وهذه الحال ينبغي أن تكون من العبد بين يدي خالقه،والمتكفل يرزقه،ولذلك كان سؤال المخلوق بهذه الحالة وخصوصا إذا انضم إليها عدم الحاجة حراما كما يستفاد من النهي الوارد في الأحاديث المقتضىي التحريم.
ومن أضرارها اختلاط النساء بالرجال وخصوصا إذا كن شابات وكواعب،فتراهن يخضعن بالقول ويتذللن في السؤال،وذلك مما يطمع ذوي النفوس الدنيئة والشهوات البهيمية فيهن خصوصا إذاكان ذلك في المساجد فإن ضرره يكون أعظم.
ومن أضرارها تعويد النفوس الكسل وتمرينها على البطالة،وإضرار الناس بالإلحاح في السؤال ومضايقتهم،وصرفهم عن العبادة وإشغالهم بما لم تبن المساجد له.
وإن كثيرا من المتسولين ليعلمون أولادهم وهم أطفال هذه المهنة الدنيئة ويعلمونهم الإلحاح والتملق والذلة للمسؤول حتى ينالوا منه بغيتهم.
إن الذين اتخذوا حرفة التسول أصبحوا يعدون العمل في البيوت وغيرها من العار،فتدعو المرأة لتخدم في بيتك وتعمل مايعمله أمثالها من غسل وطبخ ونظافة بيت مثلا فتأبى كل الإباء!فهي تستنكر الخدمة وهي عمل حلال ولا تستنكر التسول ومد يدها الخضبة بالحناء إلى الناس،ويجيئ غلام يستجديك فتقول:تعال اعمل عندي وكل واشرب واكنس.فيقول:كلا إني أكتسب من حرفتي أضعاف ما تعطيني!!
لذلك أصبح الناس في حاجة إلى خدم يبحثون عنهم فلا يجدون،وليس ذلك لقلة الفقراء ولا الأولاد الذين يصلحون للخدمة،ولكن لأنهم يكسبون بالتسول ما لا يكسبون بالعمل وقد رأوا التسول حرفة سهلة ووسيلة قريبة إلى جمع المال،ولا ريب أن هذا فساد إجتماعي ومرض خلقي،وتفرض مداواته على الأمة وخاصة الأغنياءمنها،وذلك بأن يوجدوا المصانع وينشئ الشركات التي تسع العاطلين فتعلمهم ما ينفعهم وهكذا يجب أن تتضافر الأمة مع حكومتها على إصلاح الفاسد ومدواة الأمراض الإجتماعية،وبالله التوفيق.
نقلا من رسالة-المقالات السلفية لفضيلة الشيخ عبد الظاهرأبو السمح.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة مراد بن معطي ; 24 Mar 2014 الساعة 09:29 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013