العِزَّة في الدَّعوةِ إلى الله تعالى ... ومعه نظم
قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" ( ج 1 / 120 – 121) تحقيق: محمد حامد الفقي: "فصل: ومن مكايده أنَّه يأمرك بإعزاز نفسك وصونِها حيث يكون رضى الربِّ تعالى في إذلالها وابتذالها كجهاد الكفار والمنافقين وأمر الفجار والظَّلمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فيُخيَّل إليك أنَّ ذلك تعريضٌ لنفسك إلى مواطن الذُّلِّ وتسليط الأعداء وطعنهم فيك، فيزول جاهك فلا يُقبل منك بعد ذلك ولا يُسمَع منك، ويأمرك بإذلالها وامتهانها حيث تكون مصلحتها في إعزازها وصيانتها، كما يأمرك بالتبذُّل لذوي الرياسات وإهانة نفسك لهم ويخيَّل إليك أنَّك تُعزُّها بهم وترفع قدرها بالذلِّ لهم ويذكِّرك قول الشاعر : (من الطويل)
أهِينُ لهم نَفْسي لأرفَعَهَا بهِم ... ولن تُكرَم النَّفسُ التي لا تُهينُها
وغلط هذا القائل : فإنَّ ذلك لا يصلح إلَّا لله وحده، فإنَّه كلَّما أهان العبدُ نفسه له أكرمه وأعزَّه بخلاف المخلوق، فإنَّك كلَّما أهنت نفسك له ذلَلْتَ عند الله وعند أوليائه وهُنْتَ عليه" اهـ.
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 14 Jan 2015 الساعة 10:23 PM
|