[ صوتية وتفريغها ] هل يجوز لطبيب الأسنان معالجة النساء سواءً كان محل عمله عموميا في المستشفيات و غيرها أم كان خاصا في محله ؟أزهر سنيقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم وبارك فيكم،هذا السؤال تكرر نظيره،يقول: هل يجوز لطبيب الأسنان معالجة النساء سواءً كان محل عمله عموميا في المستشفيات و غيرها أم كان خاصا في محله؟ وجزاكم الله خيرا.
الشيخ: الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،ثم أما بعد:
لا شك ولا ريب،أن أشد المنكرات انتشارا في البلاد الاسلامية عموما،إلا ما رحم الله جل وعلا،هو هذا الاختلاط الذي عمت به البلوى بين الرجال والنساء،في الأمكنة كلها ما سلم من هذا لا مدارسنا، ولا جامعاتنا ولا أسواقنا ولا مستشفياتنا ولا شيئ من هذه المحلات العامة،بل حتى في المحلات الخاصة،حتى أصبح الاخلاط هو الأصل في بيوتنا،نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.
وتجد دائما من يبرر لمثل هذه المعصية،الظاهرة التي فسادها وشرها عظيم،والتي ما اختلف فيها الموثوق بعلمهم وديانتهم،من أفاضل أئمتنا رحمة الله جل وعلا على أمواتهم وسدد ووفق أحياؤهم.
ومن أنواع أو من هذه المحلات التي عم فيها هذا البلاء،وكثر فيها هذا الشر هي هذه المستشفيات أو العيادات الطبية،الأصل في هذا يقول علماؤنا:أن الواجب أن يطبب الرجل الرجال،وأن تطبب المرأة النساء،والحمد لله في هذه الأوقات المتأخرة وهذا يختلف عما كان عليه الأمر من قبل،لا تكاد أن تجد في المدينة أكثر من طبيبين أو ثلاث،وقد يكونون رجالا جميعا فيضطر الناس إلى أخذ نسائهم أو بناتهم،لهؤلاء الأطباء،ولكن الآن يعني ربما أصبحنا لا نكاد نجد طبيب حتى يداوي عنده الرجال،وجود الطبيبات النساء الطبيبات،يُغني عن ذهاب نسائنا إلى الرجال،وخاصة في مثل هذه الحالات يعني طبيب الأسنان،والمرأة تبقى فاتحة لفمها والطبيب يشتغل على أسنانها،ربما السن الواحدة يبقى فيها ساعات،وهو ينظر إليها وتنظر إليه،ويلمس وجهها ويضع يده على رأسها،الطبيب أو غيره هذا بشر كسائر البشر،والفتنة حاصلة عند الرجال جميعا،ويعني عدا محظور هذا الأمر، يعني لمس المرأة في معالجتها،وما إلى ذلك والخلوة التي تكون في قاعة أو غرفة العلاج،وما يتبع هذا الأمر من سلسلة المخالفات،نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
هذا كله فتنة عظيمة وشر،فالواجب على المسلمين جميعا أن يجتنبوه،وهذا واجب متعدد الجوانب والأطراف واجب على ولاة الأمر،أن يجعلوا أماكن التمريض للنساء،وأماكن التمريض للرجال،كما أنه الواجب عليهم أن يجعلوا أماكن دراسة البنات،وأماكن أخرى لدراسة الذكور،ولا يجوز لهم أن يجلسوهم في الأماكن المختلطة،نساءا ورجالا لأن في هذا شر عظيم،وفتنة لا يعلم خطرها إلا الله تبارك وتعالى.
فهذا هو الواجب،ولكن في بعض الحالات،وقد تكون كما أجاب بهذا وأفتى به الشيخ ابن باز عليه رحمة الله تبارك وتعالى،قد يضطر الرجل إلى التطبيب عند امرأة،أو تضطر هذا باب الاضطرار يعني،والاضطرار يكون في نطاق ضيق جدا،يكون في مكان لا يوجد فيه إلا هذا الطبيب،أو هذه الطبيبة،والحالة قد تكون مستعجلة،ولا مناص أن يُطبب هذا المريض إلا عند هذا الرجل، بالنسبة للمريضة إلا عند هذا الرجل،وبالنسبة للمريض إلا عند هذه المرأة،ففي هذه الحالة كما قال الله تبارك وتعالى:{ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ }الأنعام.
فما اضطر إليه المسلم في مثل هذه الحالات،وكما أفتى به علماؤنا وأئمتنا،لا حرج فيه.
ولكن الواجب البقاء على الأصل،والله تبارك وتعالى أعلم.
[ صوتية وتفريغها ] هل يجوز لطبيب الأسنان معالجة النساء سواءً كان محل عمله عموميا في المستشفيات و غيرها أم كان خاصا في محله ؟أزهر سنيقرة
العرض العادي
