منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 Nov 2019, 04:13 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي السرد المختصر لما بلغنا وما أدركنا عن دعوة أهل السنة بالجزائر (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ)

السرد المختصر لما بلغنا وما أدركنا عن دعوة أهل السنة بالجزائر{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ}
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعدُ؛ فهذه كتابة لبعض الأحداث وسرد لبعض محطَّات مشايخ الدعوة الإصلاحية في الجزائر، وتذكير ببعض الحقائق المغيَّبة لدعاتها، نثرتها على لوحة المفاتيح، ثم عرضتها على بعض إخواني؛ منهم أخي الكبير المرابط، فلمَّا أقرَّها سُررت بذلك، فدبَّجتها وجعلتها تعليقًا على مقال أخي الفاضل منصور بوشايب وفَّقه الله، ثم دعاني غير واحد من إخواني أن أجعلها في مقال مستقل، فأقول مستعينًا بالله:
إنه ممَّا كان يتميَّز به ويُغبط عليه أهلُ السنة والجماعة في جزائرنا الحبيبة اجتماع مشايخهم تحت لواء الإصلاح والفضيلة، وتآلف كلمتهم في النصح للراعي والرعية، واتحادهم في حرب البدع والمبتدعة، وسعيهم في نشر التوحيد والسنة، يطوفون البلاد ينصحون ويوجهون العباد، وقد جعل الله لهم القبول عند ولاة الأمر وعامة الناس، فانتشرت دعوتهم، وصاروا أشهر من نار على عَلَم، فكانت الدروس والمحاضرات والدورات العلمية والرحلات والجولات الدعوية يرتادها طلبة العلم والعامَّة، حتى ظهرت ثمارها وآتت أكلها، وتكالب عليهم خصومهم على اختلاف مشاربهم من صوفية وحزبية، و كادوا لهم، فما ضرَّهم كيدُهم إلا أَذًى، واستمرَّت قافلتهم تمشي آمنة مطمئنة ليلها كنهارها طيلة سنوات عديدة، قادها فيها اثنا عشر رجلًا من المشايخ، عُرفوا بدعاة الإصلاح لسيرهم في الدعوة إلى الله على منهاج النبوة، يجاهدون بالكلمة كل واحدٍ منهم في ميدانه الذي فتح الله عليه فيه، فالكبير عبدالغني عوسات منذ نهاية السبعينات وهو يطوف البلاد داعيًا من مشارقها إلى مغاربها، وقد خص منطقة القبائل بمزيد عناية لانحداره منها ونطقه بلسانها وإحسانه إيصال دعوة الحق بها، ويعقد المجالس بين أبنائه مصلحًا وفي لمِّ الشمل ساعيًا، وقد ارتفع صوته عاليًا طيلة سنوات على أثير الإذاعة الوطنية العربية الأمازيغية، وهو أقدم الدعاة الثابتين وشيخهم، وإليه كان يرجع السلفيون في المسائل المنهجية عن بكرة أبيهم، وأما الأستاذ الدكتور فركوس فقد عُرف بعد انتسابه إلى الجامعة مدرِّسًا بداية التسعينات -ولم يُعرف بالوضوح أيامها ولا قبلها، ويكفي أنه لا تُعرف له مواقف- ثم صارت له بعض المجالس في مسجد حيِّه يحضره بعض طلاب الجامعة، ثم في مكتبته مفتيًا، وبزغ نجمه بعد افتتاح موقعه في النت، وقد عرف بالانزواء والانطواء على نفسه، فلا يكاد يُعرف له نشاط إلا بالجامعة، وصار يتنقل مؤخَّرًا إجابةً للولائم، ولا يُعرف له إلقاءُ كلمة إلا ما ندر، وله في التأليف والكتابة نصيب، ومثله الدكتور عبد الخالق ماضي والأستاذ الدكتور رضا بوشامة اللَّذان لهما في التأليف و التدريس والخطابة القدح المعلَّى، ومشاركاتهما في الدورات العلمية لا تكاد تحصى، فضلًا عن تدريسهما في الجامعة، ودروسهما العامرة، وأمَّا الدكتور جمعة فجُلُّ نشاطه في الجامعة بقسنطينة، وكانت له دروس في مسجد بباب الوادي نهاية الألفية، وليس له بعده نشاط يذكر إلا ما عرف به من تحقيق لبعض الرسائل ، والمشايخ عمر الحاج وعزالدين من منابرهم العالية ومجالسهم في مساجدهم العامرة كلمتهم تُسمع مدويَّة من الثمانينات، ولزهر يشاركهم في هذا، غير أنه تميَّز عنهم بإشرافه على منتديات التصفية التي جعلت له صيتًا كبيرًا لسُمعتها بين السلفيين، بعد نشاطها الكبير، والتميز الذي بلغته جرَّاء الجهد والجهاد الذي كان يقوم به الأخوان مرابط وحمودة في كواليسها، كما أن جلواح كان له نشاط بمسجده، أمَّا داعية التوحيد الشيخ عبدالحكيم دهَّاس في غرب البلاد فنفع الله به العباد والبلاد، وقد خصص دروسه لشرح متون التوحيد، وأمَّا الشيخان توفيق عمروني وعثمان عيسي فبين الإدارة والإمامة والتدريس يتنقلون، وعلى مجلة الإصلاح الكنز النفيس قائمون، وطلبة العلم حولهم كخلية النحل ينتفعون وينفعون، وتميَّز الشيخ عثمان بالسبق إلى التدريس سنوات التسعينات في الجامعة والمسجد...
ولقد خدم مشايخ الإصلاح الدكتور فركوسًا خدمة كبيرة -لفرط حسن ظنِّهم به ومراعاة لسنِّه إذ يكبرهم كلهم- فكانوا يُثنون عليه أينما حلُّوا، ويحيلون عليه طلبة العلم و يعرِّفون به حيثما ارتحلوا، وهو قابع في مكتبه لا يكاد يغادرها، فصنعوا له مجدًا، وأذاعوا له ذكرًا، وصار مقصودًا بعدما كان مغمورًا، كما كان لكتابات طلبة العلم في الدفاع عنه والإشادة به نصيب الأسد في الرفع من شأنه، وزاد التشهير بموقعه في استقطاب الناس وهو بعيد عن الأضواء، وكما قيل: كل محجوب مرغوب ...ومن عايش الدعوة السلفية بالجزائر وتتبع أخبارها علم مكانة مشايخ الإصلاح والفضيلة، وأن فضيلة الشيخ عبد الغني عوسات من أقدم دعاتها؛ عرف العلماء وعرفوا له قدره فضلًا عن المشايخ، وأكتفي بشهادة من تنكَّر له اليوم، قال لزهر: يوم كان الشيخ عبد الغني يدعو إلى الله كنَّا نلعبو لبواس (كرِّيَّات يلعب بها الأطفال)، ومعلومٌ انتساب لزهر إلى جماعة التبليغ دهرًا من الزمن، ثمَّ أظهر السلفية .وقال صنوُه جمعة: كنتُ يومها ألبس الشورت (لباس قصير لا يستر العورة)، ومعلومٌ سيرُه مع الحزبيِّين أوَّل أمره، وأما كبيرهم فركوس فكان لاعب كرة قدم كما يعلم الجميع، ومعلوم إذ ذاك ضبابية منهجه وعدم وضوحه، وأنه إذا انتقد ينتقد الأفكار، فإذا ذكر المنتقَد لم يُجب، إلى فتنة فالح الحربي فأظهر موافقة السلفيين ومازال يحيل على الشيخ عوسات في المسائل المنهجية، حتى جاءت فتنة التفريق فانقلب، والشيخ عبد الغني هو من ناظر البوطي وأفحمه في زيارته للجزائر أواخر الثمانينات، حتى قال له البوطي يومها: أنت أحمق مثل الألباني تسير على طريقته... وكذلك ناظر الغزالي ونصحه بعرض كتبه على الإمام الألباني رحمه الله تعالى قبل نشرها، وهو من صدع بالتحذير ورفع لواء النكير على عباس المدني وعلي بلحاج ومن جاء بعدهم ممن انحرف بعد أن كان يظهر المنهج السلفي كالشريفي والرمضاني وحاج عيسى، هذا الأخير الذي زكاه الدكتور فركوس -بعد التحذير منه-يوم 25 رجب 1432ه ويكفيأن تعلم أن موقع ملتقى أهل الحديث المنحرف احتفى بخبر مناقشة حاج عيسى للدكتورة التي أشرف عليها الدكتور فركوس ونشر الخبر على صفحاته ،كما أن له تزكية للعيد شريفي جعله فيهاعلى هرم المنهج، وهذا بعد التحذير منه كذلك، وضعف الدكتور المنهجي لا يخفى.
وقد علم أن الشيخ عزالدين ربَّما كان هو السلفي الوحيد الذي ارتقى المنبر أواخر السبعينات، وأن له في الدعوة إلى الله الرحلات خارج الوطن وداخله، كما علم أن شيخ الواعظين الشيخ عمر الحاج قد ارتقى المنبر سنوات الثمانينات، وعلم أن الشيخ عثمان عيسي أول من درَّس العقيدة السلفية بالجامعة الجزائرية أوائل التسعينات، وكانت لهم وباقي المشايخ المواقف المشرِّفة في دحض الحزبية وفكر الخوارج عن البلاد، وإن كان لغيرهم من الدعاة الذين انحرفوا جهود كالعيد والرمضاني، فإن فركوسًا لم يكن يسمع له صوت ولا ركز ... ومع ذلك كان التعامل بحسن الظن وقبول الأعذار هو المقدَّم، وكانت النصيحة في السرِّ والتطاوع وفق منهج السلف الطريق الذي سار عليه مشايخ الإصلاح سيرًا على الهدي النبوي وعملًا بتوجيهات ورثة الأنبياء كبار العلماء، كالإمام العثيمين رحمه الله تعالى، ونصيحتُه لدعاة الجزائر معلومة منشورة متداولة، ولقد عاشت الدعوة السلفية أيَّامًا مباركة، وانتفع بها خلق كثير، وما تخللها من خلافات كانت تسند إلى المشايخ فتناقش بالحكمة والموعظة الحسنة، وتُحلُّ بعيدًا عن أعين الشامتين و آذان المتربِّصين...

و جاءت فتنة التفريق التي تولَّى كبرها الدكتور محمد بن هادي المدخلي الذي رسم مخططًا، ونصب له رؤوسًا في شتى أنحاء العالم، واختار في الجزائر لهذه المهمَّة ثلاثة رؤوس نصبهم على السلفيين (في ورقة نشرت مكتوبة بخطِّ يده)، وهم الدكتور جمعة، والذي بدوره أعطى الراية الدكتور فركوس، ولزهر الذي اتخذوه وزيرًا لهم، وانحاز إليهم جلواح، واغترُّوا بكثرة الأنصار، وتعصب المقلدين لهم، فانطلقوا في إسقاط كل من خالفهم ولو كان أقرب الناس إليهم وخيرة الطلاب، وانطلقوا في تشويه مشايخ الإصلاح الذين وقفوا في وجه مشروعهم واحدًا تلو الآخر، وفرَّقوا الجماعة و شتَّتوا جهودها وأذهبوا ريحها ...واشتغل الناس بفتنتهم، وعدمت مجالس العلم إلا قليلًا... وتناسوا أعداء الإسلام كالرافضة والخوارج البغاة والقبورية وكل الحزبيين، وصار حديث أتباع الثلاثة عيبَ مشايخ الإصلاح والفضيلة وتتبع عوراتهم وتنفير الناس من حولهم؛ بنشر الأقاويل والإشاعات، وتضخيم الأخطاء والهفوات، واختلقوا القصص المكذوبة، و طعنوا في النيات، وما زال هذا حالهم ومشايخ الإصلاح صابرون، وفي الصلح ساعون، ولم يلتفت المفرِّقة لمساعيهم، بل عدُّوا ذلك من معائبهم ورموهم بالعظائم زيادة في التنفير، كل ذلك في الكواليس، فشُحن أتباعهم، وأظهروا عداوتهم بالسب والشتم والضرب، وبلغ بعضهم حد التكفير، وزهدوا في الأكابر، وكلَّما جاءت نصيحة لعالم من علماء الأمَّة تدعو إلى الصلح والاجتماع جعلوها خلف ظهورهم، وشوَّشوا عليها حتى وصلوا إلى الطعن في أصحابها، حتى انقلب السحر على الساحر، وظهر ما لم يكن في الحسبان، والجزاء من جنس العمل؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم (.. من تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورتَه، ومَنْ تتبَّع اللهُ عورتَه يفضحه ولو في جوف بيته) [صحيح الجامع].
قال الإمام مالك رحمه الله: (أدركت بهذه البلدة أقوامًا لم تكن لهم عيوب، فعابوا الناس؛ فصارت لهم عيوب. وأدركت بها أقوامًا لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فنُسيت عيوبهم)!
ها هم شيوخ التفريق يشربون من الكأس التي سقوا منها خصومهم، فانكشفت عوراتهم، وانتشرت عيوبهم، و نحن اليوم نرى فضائحهم تخرج تباعًا، وما إن يستفيقوا من فاجعة إلا وتصدمهم أخرى يتناقلها الناس، حتى صاروا أضحوكة، وعجز مريدوهم عن سترهم والتغطية عليهم، وتحججوا بالتهميش تارةً وبِطَيِّ الملَّف تارة أخرى! و نسوا أن الحق لا يضيع ما دام وراءه مُطالب، وأن الحقوق لا تضيع بالتقادم، وأن الحي ملفه مفتوح مادام على قيد الحياة (وكلَّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا)، ومن تكلَّم في دين الله فعليه أن يأتي بالدليل وإلا فإن الصيارفة سيبيِّنون باطله ويحذِّرون منه في حياته وبعد مماته، وما أغلق ملف مفسد إلا بعد موت فساده نصيحةً لله ولرسوله ولكتابه ولأئمَّة المسلمين وعامتهم كما أمر الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
رمتني بدائها وانسلت!
هذا واقع المفرِّقة وسيرتهم، ومن عجائب قدرة الله وحكمته البالغة أنهم ما شانوا مشايخ الإصلاح ولا ذمُّوهم بمذَمَّة إلا وظهر فيهم من جنسها ما هو أشدُّ و أشنع منها، بأقوى الأدلَّة وأوضح البراهين، فظهر فيهم التمييع والاحتواء والتأكُّل، ومن ذلك ما زعموه وشغَّبوا به تحت مسمَّى السرقات العلمية للطعن في الأستاذ الدكتور رضا بوشامة وقبله الدكتور عبد الخالق ماضي حفظهما الله، فسخَّر الله من أثبت وقوع المفرِّقة فيها، وبيَّن تلبس كبيرهم وريحانتهم الدكتور فركوس في أسوأ وأشنع صورها (السرقات العلمية)، وأظهروا نهبه للفوائد و سرقته للفتاوى، وحشوه لكتبه بجهد غيره، وتشبُّعه بما لم يُعط (والأيام حبلى)! والأدهى سرقته من كتب القطبية وبثُّه لسمومهم في قلوب القرَّاء الذين يحسنون الظن به، والحقيقة أن هذه الفاجعة أظهرت الدكتور على حقيقته، و بيَّنت مستواه الحقيقي، فهو لا يعدو أن يكون (باحثًا أكاديميًّا)، وإنما برز منذ تزكية العلَّامة ربيع له بعد دفاع مشايخ الإصلاح عنه، وعلى رأسهم العالم الجليل عبد الغني عوسات الذي دافع عنه أيام فتنة فالح الحربي والحجوري، فكان يعقد مجالس النصح والبيان، ويسوق ويلتمس لفركوس ولزهر الأعذار، ويتنقل إلى شرق البلاد وغربها حتى لاقى الشيخ عوسات بسبب ذلك الأذى ما لاقى من طعن الحدادية ونبزهم ... كما وقف بعدها طلبة العلم لنصرته؛ منهم الصارم القرضاب خالد حمودة الذي ردَّ على ميلود الباتني ويوسف العنابي ...وغيرهم.
ويكفي أنَّنا نعلم أن الدكتور فركوس لم يكن يعرف على الساحة الدعوية قبل سنة ألفين، وليس لديه مساهمات في إطفاء نار العشرية السوداء التي مرت على بلادنا الجزائرية، وليس له أي نشاط خارج الجامعة، اللهم إلا بعض الدروس التي نشطها نهاية الألفية في أحد مساجد بعض المنحرفين، وما تركه إلا بعد تحذير فضيلة الشيخ عيسي إياه من إقامة الدروس فيه، ودروس أخرى كان يلقيها في مسجد حيِّه لم يكن يحضرها إلا مجموعة قليلة من طلابه في الجامعة، وليس له مشاركات مع المشايخ في الدورات العلمية و الجولات الدعوية، وليس عنده محاضرات ودروس عبر الهاتف أو النت كسائر المشايخ والعلماء، وهذه الأخيرة تبيِّن زيف ووهاء ما يعتذر له به من عدم الترخيص له بالنشاط في المساجد، فهل الدعوة مقتصرة على المساجد؟ وأين نشاطه في الجامعة خارج ساعات العمل؟!
الموقع ومربط الفرس !
إن موقع الدكتور فركوس قد حظي منذ نشأته باهتمامٍ كبير ودعاية منقطعة النظير من جُلِّ السلفيِّين، ذلك أن صاحبه الشيخ الوحيد (بالجزائر) المعدود من مشايخ السلفية الذين اهتمُّوا بالنشر على النت في مقابل عدَّة مواقع أصحابها ليسوا على الجادة، فكان من واجب الجميع الدعاية له والتشهير به والتعاون على نجاحه، حتى خصص له بعض الأغنياء دعمًا وتكفُّلًا ماليًا، وقد استفاد من دفع ايجار مكتب الموقع، ودفع رواتب مجموعة من العمال فيه، وهم ما يُعرف بإدارة الموقع (بينما الفوائد التي يُدرُّها من خلال ما يُطبع ويباع ترجع إلى الدكتور) كما أن منهم المصحِّح اللغوي! وزادت الحملات التي كان يشنُّها الإعلام على الدكتور بسبب انتسابه إلى السلفيين وقتها-الذين يسمِّيهم الإعلام وهَّابية ومداخلة- فكانت سببًا في التعريف به، كما أن دفاع السلفيِّين عليه بشراسة ودفع الشبه التي تحوم حوله (بحق أو بغيره) جعلت له مكانة مرموقة في القلوب، وبوَّأته منزلة لم يبلغها، ما أثَّر سلبًا على ضعاف الديانة وأصحاب النفوس العاطفية، واغترَّ به العامة والناشئة وحدثاء الأسنان الذين تعلَّقوا بشخص الدكتور لا بعلمه، وبلغ بهم تعظيمه حد التقديس، حتى رأينا من لا يقبل تخطئته، ومن يأخذ بقوله وإن خالف الدليل، كتأويل بويران لحديث البيِّنة، ورد حماش للجرح المفسر، ووصل ببعضهم الحال إلى الغلو فيه ووصفه بما يخدش في التوحيد، ككتابات بعض الشعراء، وأكثر هؤلاء لا يعرفونه عن قرب ولا يعرفون أخلاقه وحقيقة مكانته العلمية، فكانوا أشبه بالعشَّاق؛ قال الشاعر :
يا قَومُ أُذْني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ -- وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانًا
قالوا بِمَن لا تَرى تَهذي! فَقُلتُ لَهُمْ -- الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتي القَلبَ ما كانا
وأمَّا أكثر الطلبة المتميزين فقد تركوا مجالسه، كالشيخ الفاضل مصطفى قالية، والذي كان أقرب المقرَّبين منه، والشيخ الفاضل حسن بوقليل، والاثنان في مرحلة الدكتوراة في جامعة الزيتونة، والشيخ الفاضل عباس ولد عمر... وغيرهم كثير.
وبما أن هذا الموقع ظهر-وسيظهر مع زيادة التمحيص- أنه لا يعبِّر بصدق عن حقيقة صاحبه، وأنه ثوب زور تقمَّصه الدكتور فغرَّ به المسلمين، وعظمت فتنته، كان لزامًا على السلفيين الصادقين السعي الحثيث لبيان ما فيه من سرقات علمية واعتداء على مواد فكرية، نصيحة لكلِّ من اغترَّ، فالدين النصيحة، والله أعلم{ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ}
كتبه أبو عبد الله حيدوش
وأختم بهذه الوصيَّة الذهبية للشيخ الإمام ربيع السنة -حفظه الله ورعاه-، والتي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني وإخواني بها، ويجعلنا وإيَّاهم من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه.
قال حفظه الله:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه. أمَّا بعدُ :
فإنِّي أوصي نفسي وإيَّاكم بتقوى الله عزَّ وجلَّ، والإخلاص له في كلِّ قول وعمل، والالتزام الصادق بكتاب الله وبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثبات على ذلك. وتعلم العلم النافع المستمدِّ من كتاب الله ومن سنَّة رسول الله الذي يساعدنا على هذا الثبات وعلى الاستقامة على دين الله الحق.

وأوصي أبنائي وإخواني بطلب الحقِّ والبحث عنه في كلِّ قضية من القضايا، سواء كانت اتِّفاقية أو كانت اختلافية.
فالمؤمن الذي يريد وجه الله والدار الآخرة لا ترتاح نفسه، ولا يستريح ضميره، إلا بعد أن يصل إلى الحق، أن يصل إلى الحق، ولا سيما في قضايا الخلاف وفي أوقات الفتن، فلا يتحرك أيَّ حركة على أساس إلَّا الحق وعلى علم وبصيرة، وإذا اختلف شخصان: ولو كان أبوه أو شيخه فلا يجوز له أن ينحاز له أو عليه، حتى يدرس الأمور ويعرفها على حقيقتها تمامًا، ثم بعد ذلك يحدِّد موقفه ويقف إلى جانب الحق الذي تبيَّن له، هذا الذي يجب على المسلم، وما عدا ذلك فإنه من أساليب الجاهلية ومن التعصبات الباطلة الجاهلية، لا تليق بمسلم، ولا يجوز أن يسير على هذا الدرب السيئ.
فيا أبناءنا ويا إخواننا: أوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بما ذكرت: من حُبِّ الحق وتطلُّبه في مظانِّه ومواطنه حتى تصل إلى الحقيقة.
وأوصي أبنائي وإخواني: باحترام المنهج السلفيِّ والثبات عليه، واحترام علمائه، وإذا قالوا حقًّا فلا يجوز مخالفتهم، إذا تكلَّموا في قضية وساقوا عليها الأدلَّة فلا عذر لأحدٍ في مخالفتهم، ولا يجوز لأحدٍ أن يتوقف أو يحايد؛ فإن هذا فعل أهل الأهواء الساعين في إسقاط المنهج السلفي وإسقاط علمائه.
وفي قضايا الجرح والتعديل: يكفي في الجرح أن يصدر من عالم واحد، ويكفي في التعديل أن يصدر من عالم واحد، فإذا اختلف عالمان صادقان معتبران منزَّهان عن الهوى في شخص ما؛ فإن الواجب على من عداهما من حَمَلة العلم أن يتبيَّنوا من الجارح ويطلبوا منه الدليل، فإذا قدَّم الدليل فيجب عليهم التسليم بهذا الدليل والتسليم بهذه الحجة.
فإذا عارض المعدِّل أو غيره فإنه يسقط-هذا الذي يردُّ الحجة يسقط على أمِّ رأسه- وتسقط عدالتُه ولا يؤتمن على دين الله، لو أن عالمًا واحدًا جاء بالحجة والبرهان وخالفه العشرات بالباطل وبالكذب وبالحيل، فلا يسمع لهم.
هذه قواعد الجرح والتعديل المقعَّدة في الجرح والتعديل التي تلزمنا في مثل هذه الفتن، فإنسان يجرحه عشرات العلماء ويسوقون الحجج الواضحة على باطله وأضاليله وفتنته، ثم لا يسمع لهم بعض الناس بحجَّة أنه ما تبيَّن الحق، هذا أمر لا يجوز، لا يجوز في دين الله.
إذًا فلنأتِ إلى كتب الجرح والتعديل، ونقف عند كل ترجمة، ونقول: "والله ما تبيَّن لي".
ونقف عند كلِّ عقيدة ونقول: "والله ما تبيَّنت لي" .
الخلاف بين الروافض والسلفيِّين، أو بين الروافض والجهمية، أو بين السلفيِّين والمعتزلة، أوبين السلفيِّين والخوارج، أو بين السلفيِّين والمرجئة، أو بين السلفيِّين والصوفية، يقول الواحد: "واللهِ ما تبيَّن لي" ما يقبل منه هذا الأسلوب!
وإذا اختلف اثنان من السلفيِّين: والحجة مع أحدهما فيجب الوقوف إلى جانب صاحب الحجة.

فأوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالعدل والإنصاف والبعد عن التعصُّبات العمياء واتباع الهوى {ومن أضل ممن اتبع هواه}، وردُّ الصدق جريمة {ومن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه}.
التكذيب بالحق من شأن أهل الضلال، من شأن الكفار، من شأن الروافض، يقول شيخ الإسلام في وصف الروافض: "ليس هناك طائفة تردُّ الصدق، وتصدِّق الكذب مثل الروافض".
فالآن يجب على من ينتهج المنهج السلفي: أن يربأ بنفسه عن سلوك هذه المذاهب الفاسدة، التعصُّب الأعمى التعصُّب الجاهلي وردُّ الحق من أجل فلان وفلان، واللهِ لو كان من كبار العلماء ومن كبار أئمة السنَّة وأخطأ، ما يجوز لك أن ترد الحق، كيف بالجهلاء والمعروفين بالكذب والمعروفين بالفتن؟ كيف تقف إلى جانبهم؟ هذا ما لا يليق بمسلم فضلاً عن السلفي، وما معنى الدعوة السلفية إذا كنت تتعصب بالجهل والهوى؟ ما معنى هذا؟
بارك الله فيكم! دعوها فإنها منتنة، وابحثوا عن الحق، وخذوا به، واشهدوا به، ولو على أنفسكم أو الوالدين أوالأقربين، قال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}.
فإذا جاءك علماء يا أخي ولو عالم واحد، ولو عالمين، لو ثلاثة؛ جاءك بالحق فلا يجوز لك أن تردَّد في قبوله، جاءك بالحق المقرون بالحجة والبرهان، إذا جاءك بس بمجرَّد ادعاءات فلا تقبل، لكن إذا جاءك بالحق المقرون بالحجة والبرهان فإن ردَّك له ردٌّ للصدق وتكذيب بالصدق وتكذيب بالحق، ولا أظلم ولا أجهل ممن هذا حاله.
أسأل الله أن يوفِّقنا وإياكم جميعًا لاتباع الحق، وأن يبعد عنَّا الفتن، وأن يؤلِّف بين القلوب على الحق، أسأل الله أن يحقِّق ذلك؛ إن ربَّنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رابط الصوتية:
https://ar.alnahj.net/sites/default/...chester-uk.mp3


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 27 Nov 2019 الساعة 12:38 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 Nov 2019, 04:34 PM
كمال بن سعيد كمال بن سعيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 238
افتراضي

جزاك اللّه خيرا أخي حيدوش أجدت وأفدت.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 Nov 2019, 06:59 PM
صالح أيت أمقران صالح أيت أمقران غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 56
افتراضي

جزاكم الله خيرا و نفع بكم
مقال ماتع و فيه حقائق تارخية يحتاجها الشباب السلفي في فهم مسار الدعوة في الجزائر، و تساعده على تصور أوضح لفتنة المفرقة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 Nov 2019, 11:38 PM
فاتح عبدو هزيل فاتح عبدو هزيل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 140
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الحبيب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 Nov 2019, 11:23 AM
أبوعبد الله مصطفى جمال أبوعبد الله مصطفى جمال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2019
المشاركات: 66
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي الفاضل حيدوش

قال تعالى :(وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 Nov 2019, 01:24 PM
أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 214
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04 Dec 2019, 07:49 PM
أبو سّلاف بلال التّمزريتي أبو سّلاف بلال التّمزريتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 94
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا عبد الله نفع الله بك، بيّض الله وجهك، ورزقك الخير، وأسعدك بما تحبُّ، وكذلك هو حال مشايخنا، حياة ملؤها العلم، والدّعوى إلى الله بصبر ويقين، بثبات وعزيمة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 Aug 2020, 04:33 PM
غالي عبد الفتاح غالي عبد الفتاح غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2020
المشاركات: 10
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل ابو عبدالله على هذا المقال الماتع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013