منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام » ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 Nov 2016, 09:12 PM
أبو الرميصاء مصطفى قلي أبو الرميصاء مصطفى قلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 56
افتراضي تفريغ لخطبة بعنوان: " تكالب الكفار على أمة الإسلام " للشيخ أبو محمد عبد الخالق ماضي - حفظه الله -

بسم الله الرحمن الرحيم

• الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه. أمَّا بعدُ:
• فهذا تفريغ لخُطبة جمعة
• لفضيلة الشيخ أبو محمد عبد الخالق ماضي - حفظه الله -
• المكان : مسجد الإصلاح - الكاليتوس – الجزائر العاصمة
• تحت عنوان : تكالب الكفار على أمة الإسلام
أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بها و أن يجزي الشيخ خير الجزاء.



الخطبة الأولى:


إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠-٧١].


أمّا بعدُ:
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أمّا بعد:
فاتقوا الله عباد الله اجعلوا تقواه شعار لكم ودثارا واستشعروا مراقبته سراً وجهارا يفتح الله لكم بها من الخير أبوابً وسدودا ويحلُ بها من الضيق أوثقت وقيودا قال الله - جل وعلا- ﴿يا أيّها الّذِين آمنوا إِنْ تتّقوا اللّه يجْعلْ لكمْ فرْقانًا ويكفِّرْ عنْكمْ سيِّئاتِكمْ ويغْفِرْ لكمْ واللّه ذو الْفضْلِ الْعظِيمِ﴾[ الأنفال:٢٩]، وقال سبحانه: ﴿ومنْ يتّقِ اللّه يجْعلْ له مخْرجًا * ويرْزقْه مِنْ حيْث لا يحْتسِب ومنْ يتوكّلْ على اللّهِ فهو حسْبه إِنّ اللّه بالِغ أمْرِهِ قدْ جعل اللّه لِكلِّ شيْءٍ قدْرًا﴾[ الطلاق:٢-٣].

وبعد أيها المسلمون: تمر أمتكم اليوم بعصرٍ ليس هو أحلك عصورها وسنين ليست هي أتعس سنينها لقد رأت هذه الأمة في تاريخها الطويل من مواقف النصر والهزيمة والنحس والسعد ما تراه كل أمة ولكن الخاتمة الثابتة في كل حسن العاقبة وخير المآل وإن شئتم انظروا في التاريخ تجدوه ناطقاً بهذا بأبلغ لسان وأوضح بيان ألم يرمنا الشرق بكل شر عنده فساق إلينا جيوش التتار كالسيل العرم يحط على بلدان الإسلام العامرة كما يحط الجراد على الحقول الزاهرة حتى أبادت هذه الجيوش الممالك وبلغ هولاكو عرش الخليفة ببغداد فذبح الخليفة وهد العرش وقوض الدولة فإذا بغداد العظيمة حاضرة الدنيا وعاصمة الإسلام دمار بعد عمار وخراب وأطلال ثم ساحوا في الأرض لا يردهم شيء حتى حسب الضعفاء أنها نهاية الإسلام فنعي الإسلام على المنابر ورثي المسلمون في الدفاتر حتى قال مؤرخ الإسلام ابن الأثير - رحمه الله - «لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن هذه الحادثة استعظاماً لها كارهاً لذكرها فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا هي الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الليالي والأيام عن مثلها عمت الخلائق وخصت المسلمين فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله أدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها». انتهى كلامه رحمه الله، ولكن الذي لم يدركه ابن الأثير ولم يُلحقه بمقولته تلك أن الإسلام طوى التتار تحت جناحه وظللهم برايته وانطووا تحت لوائه فانطلقوا فاتحين لبلاد الهند فألحقوها بديار الإسلام وأهلها بالمسلمين وصار منهم الملوك العادلون والقادة الفاتحون وغدو عمق أمتنا في المشرق ونسيت المصيبة حتى لا يدري أكثر الناس اليوم ما خبر التتار ألم يقذف إلينا البحر المتوسط سفن النصارى تحمل السيف والصليب فبسطوا نفوذهم على الشام وأقاموا على كل جبل قلعة وفي كل واد حامية فما هي إلا سنوات حتى ساقتهم الجيوش المسلمة إلى أسوار فيينا عاصمة النمسا ألم يأتي الغزاة في العصور المتأخرة إلى بلاد المسلمين وإلى بلادنا خاصة بزعمهم مستعمرين ولم تبقى أرض لم تطأها أقدامهم إلا القليل منها وهي وسط جزيرة العرب واستحكمت غربة الدين وغابت أو ضعفت علوم المسلمين ثم حال بهم الحال إلى أن كانوا كسحاب إستدبرته الريح فعاد في السماء قطعا وقامت على أطلالهم صحوة دينية وأعقبت خروجهم تقدماً في المدنية فكم لهذه الأمة من وثبات بعد كبوات و إغارات بعد غفوات كيف لا وهي الأمة المرحومة المنصورة الني لا يدرى خيرها في أولها أو في آخرها كما نطق بذلك المعصوم من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره». أخرجه أحمد والترمذي وهو صحيح، فهي أمة تمرض ولا تموت وتجرح ولا تذبح.

أيها المسلمون: إن أعظم ما يمكن أن يواجهه المسلم في وقت الأزمات والفتن خلخلت قناعته بهذا الدين وضعف ثقته برب العالمين فهي وربي الطعنة النجلاء والتي يهون دونها سلب الديار وفوات الأعمار.
إن من سنن الله تعالى في خلقه بقاء الصراع بين الحق والباطل ليميز الله الخبيث من الطيب وليصطفي بالتمحيص أهل الإيمان وليرفع بالابتلاءات درجاتهم وما يجري للأمة في هذه الأيام من أحداث ضخام تنطوي على أمور قد تكرهها النفوس وأحداث تضيق بها القلوب سيكون مآلها الأخير بإذن الله النصر والعزة للمسلمين والتمكين لعباد الله المؤمنين وانقشاع أسباب الذلة والهوان فهذه الأمة ليست كغيرها فهي الأمة الموعودة بالنصر والعاقبة وهي الأمة المحفوظة من الهلاك العام وهي أمة الاستعلاء رغم الجراح قال الله العظيم: ﴿ولا تهِنوا ولا تحْزنوا وأنْتم الْأعْلوْن إِنْ كنْتمْ مؤْمِنِين﴾[ آل عمران:١٣٩]، قالها الله تعالى لجيش الإسلام وقد خرج للتو من معركة أحد وقد خلَّف سبعين شهيداً من خيرة رجاله مجندلين على سفح أحد وانتم الأعلون قالها الله سبحانه لأمة الإسلام وجراحها تثعب ونبيها مشجوج الجبين مكسور الرباعية وذلك لأن الله تعالى كتب العز والعلو والرفعة لهذه الأمة في كل أحوالها في انتصارها وانكسارها في قلتها وكثرتها مادامت مؤمنة.

أيها المسلمون: إن مما يجب اعتقاده وتذكير النفس به خصوصاً في أوقات الشدائد والمحن أنه لا يقع في هذا الكون حادث صغير ولا كبير إلا بعلم وتقدير وتدبير اللطيف الخبير وأنه لا يخرج عن قدر الله وقدرته شيء في السموات ولا في الأرض قال ربنا سبحانه: ﴿ذٰلِك ولوْ يشاء اللّه لانْتصر مِنْهمْ ولٰكِنْ لِيبْلو بعْضكمْ بِبعْضٍ﴾[ محمد:٤]، الأسباب والنتائج من صنعه وتقديره سبحانه والوسائل والغايات من خلقه وتدبيره إذا علمنا ذلك كان لزاماً علينا الفرار على الله والاعتصام بحبله وطلب النجاة والنصر من عنده فهو سبحانه الذي يعطي ويمنع ويخفض ويرفع وقد جعل في خلقه نواميس وسننا قال الله - عزوجل -: ﴿فلنْ تجِد لِسنّتِ اللّهِ تبْدِيلًا ولنْ تجِد لِسنّتِ اللّهِ تحْوِيلًا﴾[ فاطر:٤٣]، ومن سننه سبحانه أن يبتلي عباده ويمحصهم ثم يجعل العاقبة لهم قال الله تعالى: ﴿أمْ حسِبْتمْ أنْ تدْخلوا الْجنّة ولمّا يأْتِكمْ مثل الّذِين خلوْا مِنْ قبْلِكمْ مسّتْهم الْبأْساء والضّرّاء وزلْزِلوا حتّىٰ يقول الرّسول والّذِين آمنوا معه متىٰ نصْر اللّهِ ألا إِنّ نصْر اللّهِ قرِيبٌ﴾[ البقرة:٢١٤] ، وقال سبحانه: ﴿الم * أحسِب النّاس أنْ يتْركوا أنْ يقولوا آمنّا وهمْ لا يفْتنون * ولقدْ فتنّا الّذِين مِنْ قبْلِهِمْ فليعْلمنّ اللّه الّذِين صدقوا وليعْلمنّ الْكاذِبِين﴾[ العنكبوت:١-٣]، وما يقع على الأمة من بلايا ومحن ومصائب وفتن لهي حلقة في سلسلة التمحيص وطريق إلى التمكين فلا يجوز أن تكون هذه الأحداث سبيل إلى اليأس والإحباط وإن تداعت علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها بل إنه بقدر ما فيها من شدة وضيق فإن في طياتها خيراً كثيرا وفي ثناياها لله حكمة وتدبيرا قال ربنا الرحيم: ﴿وعسىٰ أنْ تكْرهوا شيْئًا وهو خيْرٌ لكمْ وعسىٰ أنْ تحِبّوا شيْئًا وهو شرٌّ لكمْ واللّه يعْلم وأنْتمْ لا تعْلمون﴾[ البقرة:٢١٦]، وقال سبحانه: ﴿فعسىٰ أنْ تكْرهوا شيْئًا ويجْعل اللّه فِيهِ خيْرًا كثِيرًا﴾[ النساء:١٩]، ولقد كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشدائد التبشير والتشجيع وضرب المثل بالسابقين إشارة إلى سنة الله تعالى في خلقه يقول خباب بن الأرت - رضي الله عنه - شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ فقال: «قد كان من قبلكم يأخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يأتي الراكب من صنعاء إلى حضر موت، لا يخاف إلا الله، و الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». رواه البخاري، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبين لنا بذلك أن المستقبل لهذا الدين وأن العاقبة للإسلام والمسلمين ولا يجوز إطلاقاً أن نشك في ذلك قال الله - جل وعلا -: ﴿هو الّذِي أرْسل رسوله بِالْهدىٰ ودِينِ الْحقِّ لِيظْهِره على الدِّينِ كلِّهِ ولوْ كرِه الْمشْرِكون﴾[ الصف:٩]، وقال: ﴿ولقدْ سبقتْ كلِمتنا لِعِبادِنا الْمرْسلِين * إِنّهمْ لهم الْمنْصورون * وإِنّ جنْدنا لهم الْغالِبون﴾[ الصافات:١٧١-١٧٣]، وقال سبحانه: ﴿إِنّا لننْصر رسلنا والّذِين آمنوا فِي الْحياةِ الدّنْيا ويوْم يقوم الْأشْهاد﴾[ غافر:٥١]، وعن تميم الداري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر». رواه الإمام أحمد وغيره وهو صحيح.

عباد الله: إن يقيننا بالنصر وثقتنا بوعد الله تعالى وظهور البشائر بذلك لا يعني القعود والاتكال كما لا يعني غض الطرف عن الخطأ والخلل والنقص والتقصير الذي لازال موجوداً في الأمة بل الواجب مع إذكاء جانب الثقة بوعد الله العودة الصادقة إلى الله سبحانه فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم - إذاً - فالتغيير يأتي من الداخل ومن إصلاح الذات وسنة الله لا تتخلف.
إن أمة نزل البلاء في نواحيها واستهدفها العدو في دينها وأراضيها يجب أن تكون أبعد الناس عن اللهو والترف والركون إلى الدنيا وزينتها وأن تصرف جهودها وطاقاتها للتقرب إلى خالقها وباريها وأن تخلص له الدين وتوحد لله رب العالمين وأن تقلع عن المعاصي والشهوات وتهجر الذنوب والمنكرات فهي التي أبحرت بفئام من الأمة إلى بحار من الظلمات كما يجب على كل مسلم أن يتذكر دائما أنه لا طريق لسعادة الدنيا والآخرة ولا سبيل إلى الفوز والفلاح والأمن والنجاح إلا بالتمسك بصراط الله المستقيم وتحكيم أمر الله ونهيه وتقديم حكمه وشرعه في كل التصرفات والتصورات في النفس وفي الجماعة وأن العبد لا يكون مؤمنا حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يقتضي عودة صادقة إلى منهل الوحي الصافي وتمسكاً حقيقيا بالكتاب والسنة على منهج سلف هذه الأمة واتباعاً لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل الأمور بعيداً عما تمليه أذهان البشر أو معارضة الوحي بالاستحسان والنظر.
إن الإسلام أيها المسلمون دين حي يبعث الحياة فيمن يحسن الأخذ به فإذا جاء جيل معرض أو مغرض احتفظ الدين بحيويته حتى يسلمها على جيل مازال في ظلمة الغيب ورحم المستقبل ليأخذ الكتاب بقوة قال الله تعالى: ﴿وإِنْ تتولّوْا يسْتبْدِلْ قوْمًا غيْركمْ ثمّ لا يكونوا أمْثالكمْ﴾[ محمد:٣٨].

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم.



الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومن علينا ببعثة خير الأنام أحمده تعالى على نعمه العظام وأشكره على آلاءه الجسام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله القدوة الإمام بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد أيها المسلمون: لقد أظهرت الأيام الخوالي إفلاس الحضارة الجوفاء من الدين أظهرت إفلاسها من القيم والأخلاق ومخالفتها للعهود والمواثيق وخوائها من الرحمة والعدل لأنها ببساطة لم تضبط بميزان الشرع ولم تستمد تعاليمها من نور الوحي وهذه حقيقة أعلنها علماء الإسلام منذ بداية هذه النهضة وها هي تجلت أكثر من ذي قبل في التعامل مع قضية فلسطين والحرب على أرض العراق واليوم في الصراع في بلاد الشام بل وفي التعامل مع جميع قضايا المسلمين من قبل ومن بعد وهي فرصة ليتنبه المسلمين لواقعهم ويعرفوا حقيقة عدوهم ويزدادوا ثقة بإسلامهم وصدق وعدالة ما نحن عليه من دين وأحقية وخيرية ما نطالب به قضايا ولنتجه جميعاً إلى ربنا لنستمد منه النصر ونطلب منه أسباب الحياة إلا من غيره.

أيها المسلمون: ومما يجدر التذكير به وإعادته والتأكيد عليه خصوصاً في الأزمات والفتن الالتزام بالمنهج الشرعي عند وقوع الفتن من الصبر والمصابرة ولزوم جماعة المسلمين ونبذ الفرقة والخلاف والبعد عن الاستعجال في المواقف والمحافظة على أمن بلاد المسلمين ووحدتها وألا يكون المسلم معول هدم لإيقاع الفتنة في بلاده وبلاد المسلمين من حيث يشعر أو لا يشعر فإن مصلحة العدو المتربص أن يرى الفتن في بلاد المسلمين قائمة وأن يشتغل بعضهم ببعض قال الله العليم: ﴿وإِذا جاءهمْ أمْرٌ مِن الْأمْنِ أوِ الْخوْفِ أذاعوا بِهِ ولوْ ردّوه إِلى الرّسولِ وإِلىٰ أولِي الْأمْرِ مِنْهمْ لعلِمه الّذِين يسْتنْبِطونه مِنْهمْ ولوْلا فضْل اللّهِ عليْكمْ ورحْمته لاتّبعْتم الشّيْطان إِلّا قلِيلًا﴾[ النساء:٨٣]، كما يجب حفظ اللسان عن الوقوع في أعراض المسلمين أو الاستهانة بالحكم على الآخرين قال نبينا - صلى الله عليه وسلم - «وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، إلا حصائد ألسنتهم؟».أخرجه أحمد والترمذي وهو صحيح، وحيث تنشر الصحف ستعرف ما نطق به فوك وما كتبته يدلك.

عباد الله: إلزموا التضرع إلى الله وسؤاله ودعائه ورجاءه قال الله سبحانه: ﴿وادْعوه خوْفًا وطمعًا إِنّ رحْمت اللّهِ قرِيبٌ مِن الْمحْسِنِين﴾[ الأعراف:٥٦].

بارك الله لي ولكم في القرآن

أسأل الله - جل وعلا - أن يرفع شأن المسلمين وأن يردهم إلى دينه القويم ونسأله سبحانه - جل وعلا - أن ينتقم من الكافرين الذين يسفكون دماء المسلمين ولا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


فرّغه:/ أبو الرميصاء مصطفى قلي

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013