19 Mar 2010, 09:58 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر السلفية
المشاركات: 300
|
|
هل الأخذ بتصحيحات علماءالحديث يعتبرتقليدالهم وهل يقدَّم في ذلك قول المعاصربناءعلى..يجيبك الشيخ ربيع
السؤال : هل الأخذ بتصحيحات علماء الحديث يعتبر تقليدا لهم وهل يقدَّم في ذلك قول المعاصر بناء على أنّه اطلّع على مالم يطلع عليه الأوائل؟
جواب فضيلة الشيخ ـ حفظه الله ـ : طالب العلم بين أمرين : إمّا أن يكون في البداية فهذا يحتاج إلى التقليد ؛ يعني يأخذ ما صححه البخاري بالتّسليم ويأخذ ما صححه غيره من المحدثين بالتسليم .
وإن كان قد تعلم وشدا في العلم وبرع في علوم الحديث وتمكن من التمييز بين الصحيح والضعيف ,فأمامه الصحيحان قد تلقتهما الأمّة بالقبول فلا يخرج عن هذا الإجماع ولا يخالفه ,وأمامه كتب السنن والجوامع والمعاجم والمسانيد والأجزاء والمستخرجات وغير ذلك ,فإذا كان متمكنا وأتى إلى تصحيح أو تضعيف إمام من أئمّة هذه الدواوين التي ذُكِرت الآن ,فعليه أن يعرف الحقّ عن طريق الدِّراسة والبحث ,ويستعين بكلام هؤلاء الأئمّة أنفسهم وقواعدهم ومناهجهم في التمييز بين الصحيح والضعيف .
والقول بأنّ التصحيح والتضعيف قد أُغلِق بابه: قول غير صحيح وقد ردّه العلماء فلم يتوقفوا قبل هذا القائل وهو ابن الصلاح - رحمه الله - عن الاجتهاد في التصحيح والتضعيف ,ولم يرفعوا رأساً بما قاله حتى تلاميذه ,واستمر كل واحد منهم يعمل بما عنده من المعرفة بالقواعد والمناهج ,فيصحح ويضعف في ضوء هذه القواعد والمناهج ,فقد يحتج في دراسته بكلام أهل العلم ومناهجهم بأحاديث معينة قد صححها بعضهم وضعفها بعضهم فيتوصل إلى الراجح من خلال هذه الدراسة ,وغالباً أنّ هذه الأحاديث قد حُكِم عليها بالصحة والضعف وغيرها من الأحكام ويجد المصحح والمضعِف فيكون هو ؛ يعني دوره كما يقال: أن يقوم بعمليات الترجيح في ضوء هذه الدراسة العلمية التي يجب أن يرافقها الإخلاص لله ربّ العالمين والصدق في طلب الحقّ ,فإذا توصل إلى ترجيح تصحيح هذا أو تضعيف ذاك فعليه أن يأخذ بما توصل إليه هو نفسه ولا يقلّد هذا أو ذاك .
والحاصل أنّ موقف المسلم من التصحيح والتضعيف إمّا أن يكون مبتدئاً فيأخذ بتصحيح غيره وتضعيفه وإمّا أن يكون متمكنا ضابطاً لقواعد علوم الحديث وبارعاً في الجرح والتعديل أو يفهم كيف يرجِّح ويجرِّح ويعدِّل فإنّ عليه كما قال الحافظ ابن حجر : عليه أن يجتهد فلا يقلّد أبا داود ولا التّرمذي ولا النّسائي ولا من بعدهم . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وباب الاجتهاد لا يزال مفتوحاً في أبواب الفقه والتصحيح والتضعيف.
منقول من موقع فضيلة الشيخ ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ
|